[311]
يقف موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام موقفا إلا وقف معه يوشع بن نون ، وإني أقف
وتوقف واسأل وتسأل ، فأعد الجواب يا ابن أبي طالب ، فإنما أنت عضو من أعضائي ،
تزول أينما زلت ، فقال علي عليه السلام : يا رسول الله فما الذي تسأل حتى أهتدي ؟ فقال : يا
علي من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلله فلا هادي له ، لقد أخذ الله ميثاقي وميثاقك وأهل
مودتك وشيعتك إلى يوم القيامة فيكم شفاعتي ، ثم قرأ ( إنما يتذكر اولو الالباب ( 1 ) )
هم شيعتك يا علي ( 2 ) .
11 كا : علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : إن أميرالمؤمنين عليه السلام اشتكى عينه ( 3 ) ، فعاده النبي .
صلى الله عليه وآله فإذا هو يصيح ، فقال
له النبي صلى الله عليه وآله : أجزعا أم وجعا ( 4 ) ؟ فقال : يا رسول الله ما وجعت وجعا قط أشد منه ، فقال :
يا علي إن ملك الموت إذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سفود من النار فنزع روحه به ( 5 )
فتصيح جهنم ، فاستوى علي عليه السلام جالسا فقال : يا رسول الله أعد علي حديثك فلقد أنساني
وجعي ما قلت ، ثم قال : هل يصيب ذلك أحدا من امتك قال : نعم حاكم جائر وآكل
مال اليتيم ظلما وشاهد زور ( 6 ) .
12 يف : أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى ام سلمة أنها قالت : والذي
أحلف به إن عليا كان أقرب الناس عهدا برسول الله ، قالت : إني سمعت ( 7 ) رسول الله
صلى الله عليه وآله غداة بعد غداة يقول : جاء علي مرارا قلت : فاطمة أظنه ( 8 ) كان
بعثه في حاجة ، قالت : فجاء بعد ذلك ، قالت : فظننت أن له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت
___________________________________________________________
( 1 ) سورة الرعد : 19 .
سورة الزمر .
9 .
( 2 ) تفسير فرات : 87 و 88 .
( 3 ) أى مرض عينه .
( 4 ) يعنى صياحك من الجزع وعدم الصبر أو من شدة الوجع .
( 5 ) في المصدر : فينزع روحه به .
( 6 ) فروع الكافى ( الجزء الثالث من الكافى طبعة طهران ) 253 و 254 .
( 7 ) في المصدر : ولقد سمعت .
( 8 ) كذا في النسخ ، وفي المصدر ( قال أظنه اه ) وعلى أى لا يخلو عن اضطراب .
والظاهر :
قالت فاطمة : أظنه اه .
[312]
فقعدنا عند الباب ، وكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكب عليه علي عليه السلام فجعل يساره
ويناجيه ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله يومه ذلك ، فكان أقرب الناس به عهدا ( 1 ) .
13 يف : ابن مردويه بإسناده إلى علقمة والاسود عن عائشة قالت : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وهو في بيتي لما حضرته الموت : ادعوا لي حبيبي ، فدعوت أبابكر ،
فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم وضع رأسه وقال : ادعوا لي حبيبي ، فقلت : ويلكم ادعوا له
علي بن أي طالب عليه السلام فو الله ما يريد غيره فلما رآه فرج له الثوب الذي كان عليه ثم
أدخله فيه ، فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه .
وروى أيضا هذا الحديث جماعة من
علمائهم منهم الطبري في كتاب الولاية ، والدارقطني في صحيحه ، والسمعاني في الفضائل
وموفق بن أحمد خطيب خوارزم عن عبدالله بن عباس وعن أبي سعيد الخدري وعن عبدالله
ابن الحارث وعن عائشة ، وروى بعضهم ( 2 ) في الحديث : أن عمر دخل على النبي صلى الله عليه وآله
بعد دخول أبي بكر فلم يلتفت النبي صلى الله عليه وآله ( 3 ) وفعل معه من الاعراض عنه كما فعل مع
أبي بكر ( 4 ) .
14 يف : روى أخطب خوارزم عن المهذب ، عن نصر بن محمد بن علي المقري ، عن أبيه
عن عبدالرحمان بن محمد النيسابوري ، عن محمد بن عبدالله البغدادي ، عن محمد بن جرير الطبري
عن محمد بن حميد الرازي ، عن العلاء بن الحسين الهمداني ، عن أبي مخنف لوط بن يحيى ،
عن عبدالله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسئل : بأي لغة خاطبك ربك ليلة
المعراج ؟ قال : خاطبني بلغة علي بن أبي طالب عليه السلام فألهمني أن قلت : يا رب أنت
خاطبتني أم علي ؟ قال : يا أحمد أنا شئ لا كالاشياء ، لا اقاس بالناس لا اوصف بالشبهات
[ بالاشياء ] خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك ، فاطلعت على سرائر قلبك فلم أجد
إلى قلبك أحب إليك من علي بن أبي طالب ، فخاطبتك بلسانه كيما تطمئن قلبك ( 5 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) الطرائف : 37 و 38 .
( 2 ) في المصدر : وزاد بعضهم .
( 3 ) في المصدر : فلم يلتفت إليه النبى صلى الله عليه وآله .
( 4 و 5 ) الطرائف : 38 .
[313]
كشف : من مناقب الخوارزمي عن ابن عمر مثله ( 1 ) .
15 يف : ابن المغازلي في مناقبه بإسناده إلى عائشة أنها سئلت : من كان
أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قالت : فاطمة عليها السلام فقلت : إنما سألتك عن الرجال ،
قالت : زوجها ، وما يمنعه والله أن كان ( 2 ) علي صواما قواما ، ولقد سالت نفس رسول الله
صلى الله عليه وآله في يده فردها إلى فيه .
وروي أيضا بعدة طرق منها عن أبي السائب
ابن يزيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يحل لمسلم أن يرى مجردي أو عورتي إلا
علي ( 3 ) .
16 يف : أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى أبي سعيد الخدري قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : لقد اعطيت في علي خمس خصال هي أحب إلي من الدنيا وما فيها ،
ثم ذكر ثلاثة وقال : وأما الرابعة فساتر عورتي ومسلمي إلى ربي ( 4 ) .
17 البرسي في مشارق الانوار من كتاب المقامات عن عائشة قالت : كان رسول الله
صلى الله عليه وآله في بيتي إذ طرق الباب ، فقال : قومي فافتحي الباب لابيك يا عائشة ،
فقمت وفتحت له ، فجاء وسلم وجلس ، فرد السلام ولم يتحرك له ، ثم طرق الباب ( 5 )
فقال : قومي فافتحي الباب لعمر ، فقمت وفتحت له وظننت أنه أفضل من أبي ، فجاء فسلم
وجلس ، فرد عليه ولم يتحرك له ، فجلس قليلا ، وطرق الباب فقال : قومي فافتحي الباب
لعثمان ، فقمت وفتحت ، فسلم فرد عليه ولم يتحرك له وجلس ، ثم طرق الباب فوثب
النبي صلى الله عليه وآله وفتح الباب فإذا علي بن أبي طالب عليه السلام فدخل وأخذ بيده وأجلسه وناجاه
طويلا ثم خرج وتبعه إلى الباب ، فلما خرج قلت : يا رسول الله دخل أبي فما قمت له ،
ثم جاء عمر وعثمان فلم ترفرهما ولم تقم لهما ، ثم جاء علي فوثبت إليه قائما وفتحت له
الباب أنت ، فقال : يا عائشة لما جاء أبوك كان جبرئيل بالباب وهممت أن أقوم فمنعني ،
ولما جاء علي عليه السلام وثبت الملائكة تختصم في فتح الباب له فقمت فأصلحت بينهم وفتحت
___________________________________________________________
( 1 ) كشف الغمة : 31 .
( 2 ) في المصدر : والله انه ان .
( 3 و 4 ) الطائف : 38 .
( 5 ) في المصدر : فجلس قليلا ، ثم طرق الباب .
[314]
الباب له ، وأجلسته وقربته عن أمر الله ، فحدثني عني هذا الحديث ( 1 ) واعلمي أن
من أحياء الله ( 2 ) متبعا لسنتي عاملا بكتاب الله مواليا لعلي حتى يتوفاه الله لقي الله ولا
حساب عليه و كان في الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين ( 3 ) .
18 أقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس قال أبان : قال سليم : سألت المقداد
عن علي عليه السلام قال : كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن يأمر نساءه بالحجاب وهو
يخدم رسول الله صلى الله عليه وآله ليس له خادم غيره ، وكان لرسول الله صلى الله عليه وآله لحاف ليس له لحاف
غيره ومعه عائشة ، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله ينام بين علي وعائشة ليس عليهم لحاف غيره ،
فإذا قام رسول الله من الليل يصلى حط بيده اللحاف من وسطه بينه وبين عائشة حتى
يمس اللحاف الفراش الذي تحتهم ، ويقوم رسول الله فيصلي ، فأخذت عليا عليه السلام الحمى
فأسهرته ( 4 ) ، فسهر رسول الله صلى الله عليه وآله بسهره فبات ليله مرة يصلي ومرة يأتي عليا عليه السلام
يسليه وينظر إليه حتى أصبح ، فلما صلى بأصحابه الغداة قال : اللهم اشف عليا وعافه
فإنه قد أسهرني مما به من الوجع فعوفي فكأنما نشط من عقال ( 5 ) ما به من علة .
ثم قال رسول الله : أبشر يا أخي قال ذلك وأصحابه حوله يسمعون فقال علي
عليه السلام بشرك الله بخير يا رسول الله وجعلني فداك ، قال : إني لم أسأل الله الليلة
شيئا إلا أعطانيه ، ولم أسأل لنفسي شيئا إلا سألت لك مثله ، إني دعوت الله أن يؤاخي
بيني وبينك ففعل ، وسألته أن يجعلك ولي كل مؤمن بعدي ففعل ، وسألته إذا ألبسني
ثوب النبوة والرسالة أن يلبسك ثوب الوصية والشجاعة ففعل ، وسألته أن يجعلك وصيي
ووارثي وخازن علمي ففعل ، وسألته [ اقسم بالله ] أن يجعلك مني بمنزلة هارون من
موسى وأن يشد بك أزري ويشركك في أمري ففعل إلا أنه لا نبي بعدي فرضيت ،
___________________________________________________________
( 1 ) يستفاد من المصدر أن ما بعد ذلك ليس من الرواية بل هومن كلام البرسى ، إذ فيه : واعلم
أن من أحياه الله متبعا للنبى اه .
( 2 ) في هامش ( د ) من أحب الله .
( 3 ) مشارق الانوار : 267 .
( 4 ) في المصدر : فأخذت عليا عليه السلام الحمى ليلة فأسهرته .
( 5 ) نشط من مكان : خرج منه .
والعقال : حبل يشد به البعير في وسط ذراعه .
[315]
وسألته أن يزوجك ابنتي ويجعلك أبا ولدي ففعل ، فقال رجل لصاحبه : أرأيت ما سأل ؟
فو الله لو سأل ربه أن ينزل عليه ملكا يعينه على عدوه أو يفتح له كنزا ينفقه هو وأصحابه
فإن به حاجة كان خيرا له مما سأل ! وقال الآخر : والله لصاع من تمر خير مما سأل ( 1 ) .
19 ع : أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي ، عن جده يحيى بن الحسن ، عن عبدالله
ابن عبيدالله الطلحي ، عن أبيه ، عن ابن هانئ مولى بني مخزوم ، عن محمد بن إسحاق ، قال :
حدثني ابن أبي نجيح ، عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج قال : كان من نعم الله عزوجل على
علي ابن أبي طالب عليه السلام ما صنع الله له وأراد به من الخير أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة ،
وكان أبوطالب في عيال كثير ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعمه العباس وكان من أيسر بني هاشم
يا أبا الفضل إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الازمة
فانطلق بنا إليه فنخفف عنه عياله ، آخذ من بنيه رجلا وتأخذ رجلا فنكفلهما عنه ، فقال
العباس ، قم ، فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا : إنا نريد أن نخفف عنك عيالك حتى ينكشف
عن الناس ما هم فيه من هذه الازمة ، فقال لهما أبوطالب : إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا
ما شئتما ، فأخد رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام وأخذ العباس جعفرا ، فلم يزل علي عليه السلام
مع رسول الله صلى الله عليه وآله حتى بعثه الله عزوجل نبيا ، فآمن به واتبعه وصدقه ، ولم يزل
جعفر مع العباس حتى أسلم واستغنى عنه ( 2 ) .
20 ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبي العياشي ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن
محمد بن إسماعيل ، عن علي بن صالح ، عن سفيان بياع الحرير ، عن عبدالمؤمن الانصاري ،
عن أبيه ، عن أنس بن مالك قال : سألته من كان آثر الناس عند رسول الله صلى الله عليه وآله فيما رأيت ؟ قال
ما رأيت أحدا بمنزلة علي بن أبي طالب عليه السلام أن كان يبعثه في جوف الليل ( 3 ) فيستخلي به
حتى يصبح ، هذا كان له عنده حتى فارق الدنيا ، قال : ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو
يقول : يا أنس تحب عليا ؟ قلت يا رسول الله والله إني لاحبه لحبك إياه ، فقال : أما
إنك إن أحببته أحبك الله وإن أبغضته أبغضك الله ، وإن أبغضك الله أولجك في النار ( 4 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) كتاب سليم بن قيس : 144 و 145 .
( 2 ) علل الشرائع : 67 .
( 3 ) في المصدر : كان يبعثنى في جوف الليل إليه اه .
( 4 ) أمالى الشيخ : 145 .
[316]
[ 21 ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن يحيى بن علي السدوسي ، عن محمد بن
عبدالجبار عمه ، عن حماد بن عيسى ، عن عمر بن اذينة ، عن أبان ومعاوية بن ريان
جميعا عن شهر بن حوشب ، عن أبي امامة الباهلي قال : كنا ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وآله
جلوسا فأتى علي عليه السلام فدخل المسجد وقد وافق من رسول الله صلى الله عليه وآله قياما ، فلما رأى
عليا عليه السلام جلس ثم أقبل عليه فقال : يا أبا الحسن إنك أتيت ووافق مني قياما فجلست
لك ، أفلا اخبرك ببعض ما فضلك الله به ؟ اخبرك أني ختمت النبيين وختمت ( 1 ) يا علي
الوصيين ، وحق على الله أن لا يوقف موسى بن عمران عليه السلام موقفا إلا وقف معه ( 2 ) وصيه
يوشع بن نون ، وإني أقف وتوقف وأسأل وتسأل فأعدد يا ابن أبي طالب جوابا ، فإنما
أنت مني ، تزول أينما زلت ، قال علي عليه السلام يا نبي الله فماذا الذي ؟ تبينه لي لاهتدي
بهداك لي ، فقال : يا علي من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له ، وإنه
عزوجل هاديك ومعلمك ، وحق لك أن تعي ، لقد أخذ الله ميثاقي وميثاقك وميثاق
شيعتك وأهل مودتك إلى يوم القيامة ، فهم شيعتي وذو ومودتي ، وهم ذو والالباب ، يا علي
حق على الله أن ينزلهم في جناته ويسكنهم مساكن الملوك ، وحق لهم أن يطيبوا ( 3 ) ] .
22 ك : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة
عن داود بن يزيد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان علي مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غيبة لم
يعلم بها أحد ( 4 ) .
23 ضا : نروي أن أميرالمؤمنين عليه السلام كان يقول لرسول الله صلى الله عليه وآله إذا عطس :
رفع الله ذكرك وقد فعل ، وكان النبي صلى الله عليه وآله يقول لاميرالمؤمنين عليه السلام إذا عطس : أعلى الله
كعبك وقد فعل ( 5 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وختمت أنت اه .
( 2 ) في المصدر : الا اوقف معه .
( 3 ) أمالى ابن الشيخ : 35 .
( 4 ) كمال الدين : 197 .
( 5 ) فقه الرضا : 53 .
[317]
[ 24 ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي ، عن
علي بن محمد بن مروان ، عن أحمد بن مفضل ، عن صالح بن أبي الاسود ، عن أخيه أسنده
له عبدالله بن الحسن بن الحسن قال : كان الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وآله ليلا فلا يصبح
حتى يعلمه عليا عليه السلام وينزل الوحي نهارا فلا يمسي حتى يعلمه عليا عليه السلام ( 1 ) ] .
25 قب : زيد بن علي عليه السلام في قوله تعالى : ( وأولوا لارحام بعضهم أولى
ببعض ( 2 ) ) قال : ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام كان مهاجرا ذارحم .
تفسير جابر بن يزيد عن الامام : أثبت الله تعالى بهذه ( 3 ) ولاية علي بن أبي طالب
عليه السلام لان عليا كان أولى برسول الله صلى الله عليه وآله من غيره ، لانه كان أخوه ( 4 ) في الدنيا
والآخرة ، لانه حاز ميراثه وسلاحه ومتاعه وبغلته الشهباء وجميع ما ترك ، وورث كتابه
من بعده ، قال الله تعالى : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ( 5 ) ) وهو القرآن
كله نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يعلم الناس من بعد النبي ولم يعلمه أحد ، وكان يسأل
ولا يسأل أحدا عن شئ من دين الله ، وإن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشا
من كنانة ، واصطفى هاشما من قريش ولم يكن للمشائخ في الذي هو صفوة الصفوة نصيب ،
ثم إنه هاشمي من هاشميين ولم يكن في زمانه غيره وغير أخويه ( 6 ) وغير ابنيه ، أبوه
أبوطالب بن عبدالمطلب بن هاشم ، امه فاطمة بنت أسد بن هاشم ،
وفي حديث أنه اختلف ( 7 ) امه برسول الله إلى معد بن عدنان ثلاث وعشرين قرابة ( 8 )
تتصل برسول الله صلى الله عليه وآله من جهة الامهات ، ولا أحد يشارك في ذلك ، والنبي صلى الله عليه وآله ابن
___________________________________________________________
( 1 ) امالى ابن الشيخ : 41 .
-بحار الانوار مجلد: 34 من ص 317 سطر 19 الى ص 325 سطر 18
( 2 ) سورة الانفال : 75 .
سورة الاحزاب : 6 .
( 3 ) في المصدر : بهذه الاية .
( 4 ) ( كان ) هنا تامة لا تعمل .
( 5 ) سورة فاطر : 32 .
( 6 ) كذا في النسخ والمصدر ، والظاهر ( وغير إخوته ) فتأمل .
( 7 ) في المصدر : اختلطت ظ .
( 8 ) في المصدر : من ثلاث وعشرين قرابة .
[318]
عمه من وجهين : من عبدالله ومن أبي طالب ، ومن اتصال امه برسول الله صلى الله عليه وآله من تلك
الجهات ( 1 ) في الامهات ، وصار علي ابنه من وجهين : أولهما أنه رباه حتى قالت فاطمة
بنت أسد : كنت مريضة فكان محمد يمص عليا لسانه في فيه فيرضع بإذن الله ، والثاني أن
ختن الرجل ابنه ولهذا يهنأ الرجل إذا ولدت له بنت فيقال : هناك الختن .
نهج البلاغة : وقال قائل : إنك يا ابن أبي طالب على هذا الامر لحريص ! فقلت :
بل أنتم والله أحرص وأبعد وأنا أخص وأقرب ، وإنما طلب حقا لي وأنتم تحولون بيني
وبينه وتضربون وجهي دونه ، فلما قرعته بالحجة في الملا الحاضرين بهت لا يدري
ما يجيبني .
العزة عن الجاحظ أربعة رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله في نسق عبدالمطلب وأبوطالب و
علي والحسن ( 2 ) .
26 ص : الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ،
عن يزيد الكناسي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ليس تبقى الارض يا أبا خالد يوما واحدا
بغير حجة الله على الناس منذ خلق الله آدم صلوات الله عليه ، قلت : أو كان علي بن أبي طالب
عليه الصلاة والسلام حجة من الله ورسوله إلى ( 3 ) هذه الامة في حياة النبي صلى الله عليه وآله ؟ قال :
نعم وكانت طاعته واجبة على الناس في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وبعد وفاته ، ولكنه صمت
ولم يتكلم مع النبي صلى الله عليه وآله ، وكانت الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وآله على امته وعلى علي معهم
في حال حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكان علي حكيما عالما ( 4 ) .
أقول : قد مر في باب كتابة اسمائهم عليهم السلام على السماوات والارضين وغيرهما
عن القاسم بن معاوية عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : إذا قال أحدكم : ( لا إله إلا الله محمد
رسول الله ) فليقل ( علي أميرالمؤمنين ولي الله ) .
27 فض : عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من قال : ( لا إله إلا الله )
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : في تلك الجهات .
( 2 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 354 و 355 .
( 3 ) على ظ .
( 4 ) قصص الانبياء مخطوط .
[319]
تفتحت له أبواب السماء ، ومن تلاها ب ( محمد رسول الله ) تهلل ( 1 ) وجه الحق سبحانه و
استبشر بذلك ، ومن تلاها ب ( علي ولي الله ) غفر الله له ذنوبه ولو كانت بعدد قطر المطر ( 2 ) .
28 لى : ابن المغيرة بإسناده عن السكوني عن الصادق عن آبائه عليه السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أحب إخواني إلي علي بن أبي طالب وأحب أعمامي إلي حمزة ( 3 ) .
29 ما : أبوعمرو وابن الصلت معا ، عن ابن عقدة ، عن علي بن الحسن بن عبيد ،
عن إسماعيل بن أبان ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : علي مني وأنامنه ، فقال جبرئيل : يامحمد وأنا منكما ( 4 ) .
30 ما : الحفار ، عن عبدالله بن محمد ، عن محمد بن أبي بكر ، عن أحمد بن محمد بن
يزيد ، عن حسين بن حسن ، عن قيس بن الربيع ، عن أبي هاشم الرماني ، عن مجاهد ،
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله علي مني بمنزلة رأسي من بدني ( 5 ) .
31 ما : المفيد ، عن محمد بن أحمد العلوي ، عن عبدالله بن ابي ، عن أبي عروبة ،
عن محمد بن المثنى ، عن المعتمر بن سلمان ، عن أبيه ، عن أبي مخلد ( 6 ) ، عن عبدالله بن
مسعود قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وكفه في كف علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يقبله ( 7 )
فقلت : يا رسول الله ما منزلة علي منك ؟ فقال : كمنزلتي من الله ( 8 ) .
32 نهج : ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أني لم أرد على الله وعلى
رسوله ساعة قط ، ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص ( 9 ) فيها الابطال وتتأخر الاقدام ،
___________________________________________________________
( 1 ) تهلل الوجه أو السحاب : تلالا .
( 2 ) الروضة : 2 .
( 3 ) أمالى الصدوق : 330 .
( 4 ) أمالى الشيخ : 170 و 213 .
( 5 ) أمالى الشيخ : 225 و 226 .
( 6 ) في المصدر : عن أبى مجلز .
( 7 ) في المصدر : وهو يقلبه .
( 8 ) أمالى الشيخ : 141 .
( 9 ) نكص عن الامر : أحجم عنه
[320]
نجدة أكرمني الله بها ، ولقد قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وإن رأسه لعلى صدري ، وقد سالت نفسه
في كفي فأمررتها على وجهي ، ولقد وليت غسله صلى الله عليه وآله والملائكة أعواني ، فضجت الدار و
الافنية ، ملا يهبط وملاء يعرج ، وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه حتى واريناه
في ضريحه ، فمن ذا أحق به مني حيا وميتا ؟ فانفذوا على بصائركم ، ولتصدق نياتكم
في جهاد عدوكم ، فو الذي لا إله إلا هو إني لعلى جادة الحق وإنهم لعلى مزلة الباطل ،
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ( 1 ) .
توضيح : المستحفظون : الضابطون لاحوال النبي صلى الله عليه وآله المطلعون على سيرته ،
أو علماء الصحابة ، لانهم استحفظوا الكتاب والسنة .
والنجدة : الشجاعة .
والهينمة :
الكلام الخفي لا يفهم .
33 نهج : أنا وضعت بكلا كل العرب ( 2 ) ، وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر ،
وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة : وضعني في حجره
وأنا وليد ( 3 ) يضمني لالى صدره ، ويكنفني في فراشه ( 4 ) ، ويمسني جسده ، ويشمني
عرفه ، وكأن يمضع الشئ ثم يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل ، ولقد
قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن كان فطيما ( 5 ) أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم
ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره ، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر امه ، يرفع لي
في كل يوم علما من أخلاقه ( 6 ) ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كل سنة
بحراء فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله
وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نورى الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة ، ولقد سمعت رنة
الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله فقلت : يا رسول الله ما هذه الرنة ؟ فقال : هذا الشيطان
___________________________________________________________
( 1 ) نهج البلاغة ( عبده ط مصر ) 1 : 432 و 433 .
( 2 ) في المصدر : أنا وضعت في الصغر بكلاكل العرب .
( 3 ) في المصدر : وأنا ولد .
( 4 ) في المصدر : إلى فراشه .
( 5 ) في المصدر : من لدن أن كان فطيما .
( 6 ) في المصدر : من أخلاقه علما .