[321]
قد أيس من عبادته ، إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي ولكنك وزير
وإنك لعلى خير .
ولقد كنت معه صلى الله عليه وآله لما أتاه الملا من قريش فقالوا له : يا محمد إنك قد
ادعيت عظيما لم يدعه آباؤك ولا أحد من بيتك ، ونحن نسألك أمرا إن أجبتنا إليه و
أريتناه علمنا أنك نبي ورسول ، وإن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب ، فقال صلى الله عليه وآله
لهم : وما تسألون ؟ قالوا : تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك .
فقال صلى الله عليه وآله : إن الله على كل شئ قدير وإن فعل الله ذلك لكم ( 1 ) أتؤمنون وتشهدون
بالحق ؟ قالوا : نعم .
قال : فإني ساريكم ما تطلبون وإني لاعلم أنكم لا تفيؤون إلى
خير ، وإن فيكم من يطرح في القليب ( 2 ) ومن يحزب الاحزاب ، ثم قال صلى الله عليه وآله : يا أيتها
الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر وتعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى
تقفي بين يدي بإذن الله ، فو الذي بعثه بالحق لا نقلعت بعروقها وجاءت ولها دوي شديد
وقصف كقصف أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله مرفرفة ، وألقت بغصنها الاعلى على
رسول الله صلى الله عليه وآله وببعض أغصانها على منكبي وكنت عن يمينه ، فلما نظر القوم إلى ذلك
قالوا علوا واستكبارا : فمرها فليأتك نصفها ويبقى نصفها ، فأمرها بذلك فأقبل إليه نصفها
كأعجب إقبال وأشده دويا ، فكارت تلتف برسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالوا كفرا وعتوا : فمر
هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان ، فأمره فرجع : فقلت أنا : لا إله إلا الله إني أول
مؤمن بك يا رسول الله وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقا
لنبوتك وإجلالا لكلمتك ، فقال القوم كلهم : بل ساحر كذاب عجيب السحر خفيف
فيه ، وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا ؟ يعنونني .
وإني لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم ، سيماهم سيماء الصديقين وكلامهم كلام
الابرار ، عمار الليل ومنهار النهار ، متمسكون بحبل القرآن ، يحيون سنن الله وسنن
رسوله ، لا يستكبرون ولا يعلون ولا يغلون ( 3 ) ولا يفسدون ، قلوبهم في الجنان وأجسادهم
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : فان فعل الله لكم ذلك .
( 2 ) القليب : البئر ، والمراد منه قليب بدر طرح فيه نيف وعشرون من أكابر قريش .
( 3 ) يمكن أن يقرأ بتشديد اللام من ( غل بغل ) أى لا يخونون ، ويمكن أن يقرأ بتخفيفها
من ( غلا يغلو ) .
[322]
في العمل ( 1 ) .
بيان : الكلاكل : الصدور ، الواحدة : كلكل ، والمعنى : أني أذللتهم وصرعتهم
إلى الارض ، أو أنختم للحمل عليهم ونجم النبت أي طلع وظهر ، قال عبدالحميد بن أبي
الحديد في شرح هذه الخطبة : فإن قلت : أما قهره لمضر فمعلوم فما حال ربيعة ولم يعرف ( 2 )
أنه قتل منهم أحدا ؟ قلت : بلى قد قتل بيده وبجيشه كثيرا من رؤسائهم في صفين والجمل
وقد تقدم ذكر أسمائهم من قبل ، وهذه الخطبة خطب بها بعد انقضاء أمر النهروان .
والعرف
بالفتح : الريح الطيبة ومضغ الشئ يمضغه بفتح الضاد .
والخطلة في الفعل : الخطاء فيه
وإيقاعه على غير وجهه وحراء ( 3 ) : جبل بمكة معروف ، والرنة الصوت .
والقرابة
القريبة بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله والمنزلة الخصيصة أنه ابن عمه دنيا ( 4 ) وأن أبويهما
أخوان لاب وام دون غيرهما من بني عبدالمطلب إلا الزبير ثم إن أباه كفل رسول الله
صلى الله عليه وآله دون غيره من الاعمام ورباه من بني هاشم ، ثم ما كان بينهما من المصاهرة
التي أفضت إلى النسل الاطهر دون غيره من الاصهار ، ونحن نذكر ما ذكره أرباب السيرة
من معاني هذا الفصل
روى الطبري في تاريخه قال حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، قال : حدثني
محمد بن إسحاق ، قال : حدثني عبدالله بن نجيح ، عن مجاهد قال : كان من نعمة الله عزو
جل على علي بن أبي طالب عليه السلام وما صنع الله له وأراد به من الخير أن قريشا أصابتهم
أزمة شديدة وساق الحديث إلى آخر ما مر برواية الصدوق .
ثم قال قال الطبري : ابن حميد : قال : حدثنا محمد بن إسحاق قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله
إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب عليه السلام مستخفيا من
عمه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه ، فيصليان الصلوات فيها ، فاذا أمسيا رجعا
___________________________________________________________
( 1 ) نهج البلاغة ( عبده ط مصر ) 1 : 416 419 .
( 2 ) في المصدر : ولم نعرف .
( 3 ) بالمد والتخفيف .
( 4 ) أى انه ابن عمه لحالاصق النسب .
[323]
فمكثا ( 1 ) ما شاء الله أن يمكثا ، ثم إن أبا طالب عثر عليهما يوما وهما يصليان ، فقال
لرسول الله صلى الله عليه وآله : يا ابن أخي ما هذا الذي أراك تدين به ؟ قال يا عم : هذا دين الله ودين
ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم ، أو كما قال : بعثني الله به رسولا إلى العباد وأنت
يا عم أحق من بذلت له النصيحة ودعوته إلى الهدى وأحق من أجابني إليه وأعانني
عليه ، أو كما قال : فقال أبوطالب : يا ابن أخي إني لا أستطيع أن افارق ديني ودين
آبائي وما كانوا عليه ، ولكن لا يخلص إليك شئ تكرهه ما بقيت .
قال الطبري : وقد روى
هؤلاء المذكورون أن أبا طالب قال لعلي عليه السلام : يا بني ما هذا الذي أنت عليه ؟ فقال :
يا أبة آمنت بالله وبرسوله وصدقت بما جاء به وصليت لله معه ، قال : فزعموا أنه قال له :
أما إنه لا بدعو إلا إلى خير فالزمه .
وروى الطبري في تاريخه أيضا قال : حدثنا أحمد بن الحسين الترمذي ، قال :
حدثنا عبدالله بن موسى ، قال : أخبرنا العلاء ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبدالله
قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : أنا عبدالله وأخو رسوله ، وأنا الصديق الاكبر ، لا يقولها
بعدي إلا كاذب مفتر ، صليت قبل الناس سبع سنين .
وفي غير رواية الطبري : أنا الصديق الاكبر وأنا الفاروق الاول ، وأسلمت قبل
إسلام أبي بكر وصليت قبل صلاته سبع سنين ، كأنه عليه السلام لم يرتض أن يذكر عمر ولا رآه
أهلا للمقايسة بينه وبينه ، وذلك لان إسلام عمر كان متأخرا .
وروى الفضل بن العباس قال : سألت أبي عن ولد رسول الله الذكور أيهم كان رسول
الله صلى الله عليه وآله له أشد حبا ؟ فقال : علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت له : سألتك عن بنيه ، فقال :
إنه كان أحب عليه من بنيه جميعا وأرأف ، ما رأيناه زايله يوما من الدهر منذ كان طفلا
إلا أن يكون في سفر لخديجة ، وما رأينا أبا أبر بابن منه لعلي ، ولا ابنا أطوع لاب
من علي له .
وروى الحسين بن زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام قال : سمعت زيدا أبي يقول : كان
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : فمكثا كذلك اه .
[324]
رسول الله صلى الله عليه وآله يمضغ اللحمة والتمرة حتى تلين فيجعلها ( 1 ) في فم علي عليه السلام وهو صغير
في حجره .
وروى جبير بن مطعم قال : قال أبي لنا ونحن صبيان بمكة : ألا ترون حب هذا
الغلام يعني عليا لمحمد واتباعه له دون أبيه ، واللات والعزى لوددت أنه ابني
بفتيان بني نوفل جميعا ( 2 ) .
[ 34 ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن معاذ بن سعيد ، عن محمد بن زكريا
المكي ، عن أبيه ، عن كثير بن طارق ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن أبي ذر
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقد قدم عليه وفد أهل الطائف : يا أهل الطائف والله لتقيمن
الصلاة ولتؤتن الزكاة أولابعثن عليكم رجلا كنفسي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله
يقصعكم ( 3 ) بالسيف ! فتطاول لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذ بيد علي عليه السلام فأشالها ( 4 )
ثم قال : هو هذا ، فقال أبوبكر وعمر : ما رأينا كاليوم في الفضل قط .
( 5 )
35 ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، عن هشام
ابن ناجية ، عن عطاء بن مسلم عن أزهر بن راشد ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد
الخدري أنه ذكر عليا فقال : إنه كان من رسول الله صلى الله عليه وآله بمنزلة خاصة ، ولقد كانت
له عليه دخلة لم تكن لاحد من الناس ( 6 ) .
36 ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن رجاء بن يحيى ، عن داود بن القاسم ، عن
عبدالله بن الفضل ( 7 ) ، عن هارون بن عيسى ، عن بكار ، عن أبيه محمد بن شعبة ، عن بكر بن
عبدالملك البصري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ويجعلهما .
( 2 ) شرح النهج 3 : 369 375 .
( 3 ) أى يقتلكم .
( 4 ) أى رفعها .
( 5 ) أمالى ابن الشيخ : 19 .
( 6 ) امالى الشيخ : 32 .
( 7 ) في المصدر : عن عبيدالله بن الفضل .
[325]
يا علي خلق الله الناس من أشجار شتى ، وخلقني وأنت من شجرة واحدة ، أنا أصلها وأنت
فرعها ، فطوبى لعبد تمسك بأصلها وأكل من فرعها ( 1 ) ] .
37 يف : روى أحمد بن حنبل في مسنده أخبارا كثيرة في قول النبي صلى الله عليه وآله :
( علي مني وأنا منه ) منها عن عبدالله بن خطيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لوفد ثقيف
حين جاءته ( 2 ) : لتسلمن أو لابعثن إليكم رجلا مني أو قال : مثل نفسي فليضربن
أعناقكم وليسبين ذراريكم وليأخذن أموالكم ؟ قال عمر : فو الله ما اشتهيت الامارة إلا
يومئذ فجعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول ( هذا ) لي ، فالتفت إلى علي عليه السلام فأخذبيده
ثم قال : هو هذا هو هذا مرتين ورواه أحمد بن حنبل أيضا عن عمران بن حصين عن النبي
صلى الله عليه وآله وزاد فيه : إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي .
ورواه
أيضا أحمد بن حنبل عن حبشي بن جنادة السلولي من طريقين يقول في أحدهما عن النبي
صلى الله عليه وآله أنه قال : علي مني وأنا منه لا يؤدي عني إلا أنا أو علي .
ورواه
ابن المغازلي بهذه الالفاظ .
وروى أيضا أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي رافع عن أبيه عن
جده قال : لما قتل علي عليه السلام أصحاب الالوية يوم أحد قال جبرئيل عليه السلام : يا رسول الله
إن هذه لهي المواساة ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : إنه مني وأنا منه ، قال جبرئيل : وأنا منكما
يا رسول الله .
ورواه أيضا من طريق آخر .
روى أيضا في مسنده عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله بعثين
على أحدهما علي بن أبي طالب عليه السلام وعلى الآخر خالد بن وليد ، فقال : إذا لقيتم ( 3 )
فعلي على الناس وإذا افترقتم فكل واحد منهم على جنده ، فلقينا بني زيد من اليمن فاقتلنا
-بحار الانوار مجلد: 34 من ص 325 سطر 19 الى ص 333 سطر 18
فظفر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ، فاصطفى علي عليه السلام من
السبي ( 4 ) امرأة لنفسه : قال بريدة : وكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله يخبره
___________________________________________________________
( 1 ) أمالى ابن الشيخ : 34 .
( 2 ) في المصدر : حين جاؤوه .
( 3 ) في المصدر : اذا التقيتم .
( 4 ) في المصدر : من النساء .
[326]
بذلك ، فلما أتيت النبي صلى الله عليه وآله دفعت الكتاب إليه فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجه
رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت : يا رسول الله هذا مكان العائذ بك ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن
اطيعه ، فبلغت ما ارسلت به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا بريدة لا تقع في علي فإنه مني
وأنا منه وهو وليكم بعدي .
وروى أبوبكر بن مردويه وهو من رؤساء المخالفين هذا الحديث من عدة طرق :
وفي رواية بريدة له زيادة وهي : أن النبي صلى الله عليه وآله قال لبريدة ، إيه عنك يا بريدة ، فقد
أكثرت الوقوع بعلي ، فو الله إنك لتقع برجل هو أولى الناس بكم بعدي ، وفي الحديث
زيادة اخرى : أن بريدة قال : يا رسول الله استغفر لي ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : حتى يأتي
علي ، فلما جاء علي طلب بريدة أن يستغفر له ، فقال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام إن تستغفر
له أستغفر له فاستغفر له ، .
وفي الحديث زيادة اخرى : أن بريدة امتنع من مبايعة أبي
بكر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وتبع عليا لاجل ما كان سمعه من نص النبي صلى الله عليه وآله بالولاية
بعده .
وروى مسعود بن ناصر في صحيح السجستاني رواية بريدة من عدة طرق وفي بعضها
زيادات مهمات ، من ذلك أن بريدة قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما سمع ذم علي غضب
غضبا لم أره غضب مثله قط إلا يوم قريظة والنظير ، فنظر إلي وقال : يا بريدة إن عليا
وليكم بعدي فأحب عليا ، فقمت وما أحد من الناس أحب إلي منه .
ومن ذلك زيادة اخرى : قال عبدالله بن عطاء : حدث بذلك حرب بن سويد بن غفلة
فقال : كتمك عبدالله بن بريدة بعض الحديث : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أنافقت بعدي يا بريدة ؟
ومن ذلك زيادة أيضا معناها أن خالد بن الوليد أمر بريدة فأخذ كتابه يقرأ على رسول الله
صلى الله عليه وآله ويقع في علي عليه السلام [ قال : يا بريدة ما هذا كتابه يقرأ على رسول الله
ويقع في علي عليه السلام ( 1 ) ] قال : بريدة : فجلعت أقرا وأذكر عليا عليه السلام فتغير وجه رسول الله
ثم قال : يا بريدة ويحك أما علمتم أن عليا وليكم بعدي ؟
وروى البخاري في صحيحه في الجزء الرابع من أجزاء ثمانية في ثلثه الاخير في
___________________________________________________________
( 1 ) الظاهر أن ما بين العلامتين زائد .
[327]
باب أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أن عمر بن الخطاب قال : توفي رسول الله صلى الله عليه وآله
وهو عنه راض ( 1 ) يعني عن علي بن أبي طالب عليه السلام وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت
مني وأنا منك ورواه أيضا البخاري في صحيحه في الجزء الخامس في رابع كراس من
أوله من النسخة المنقولة منها ورواه في الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثاني من
باب مناقب أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام من عدة طرق ، فمنها عن أبي جنادة عن
رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : علي مني وأنا من علي ، لا يؤدي عني إلا أنا أو علي
ورواه الشافعي ابن المغازلي من عدة طرق ، وزاد في مدائحه في هذا المعني على كثير من
الروايات ، ومن ذلك ما رواه ابن المغازلي من عدة طرق بأسانيدها في كتابه بمعنى واحد
فمنها : قال قال النبي صلى الله عليه وآله : علي مني مثل رأسي من بدني ( 2 ) .
38 مد : عبدالله بن أحمد في المسند ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي بكر بن آدم :
عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة ( 3 ) وكان قد شهد حجة الوداع قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله علي مني وأنا منه ولا يقضى ديني إلا أنا أو علي قال ابن آدم لا يؤدي
عني إلا أنا أو علي .
ومن مناقب ابن المغازلي عن علي بن عمر ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين الزعفراني ،
عن أحمد بن محمد بن معافا ، عن محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبدالله ،
عن محمد بن نباتة بن يزيد ، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أما أنت يا علي فختني
وأبوولدي ، وأنت مني وأنا منك ( 4 ) .
أقول : روى الاخبار التي أوردها السيد بأسانيده من صحيح البخاري ومسند أحمد
والجمع بين الصحاح الستة وسنن أبي داود وصحيح الترمذي ومناقب ابن المغازلي ( 5 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) صحيح البخارى 2 : 185 .
( 2 ) الطرائف : 17 و 18 .
( 3 ) في المصدر : عن حبشى بن جنادة قال : حدثنا ابن آدم السلولى وكان قد شهد حجة الوداع .
( 4 ) العمدة : 101 103 .
( 5 ) راجع ص 100 107 .
[328]
39 وروى ابن الاثير في جامع الاصول عن البخاري ومسلم بسنديهما عن البراء بن عازب
قال : اعتمر رسول الله صلى الله عليه وآله في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة ، حتى
قاضاهم على أن يدخل من العام المقبل يقيم فيها ثلاثة أيام ، فلما كتبوا الكتاب كتبوا
( هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ) قالوا : لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك ،
ولكن أنت محمد بن عبدالله ، فقال : أنا رسول الله وأنا محمد بن عبدالله ، ثم قال لعلي بن
أبي طالب عليه السلام : امح رسول الله ، قال : لا والله لا أمحوك أبدا ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وليس
يحسن يكتب ، فكتب ( هذا ما قاضى عليه محمد بن عبدالله لا يدخل مكة السلاح إلا السيف
في القراب ( 1 ) ، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه ، وأن لا يمنع من أصحابه
أحدا إن أراد أن يقيم بها ) فلما دخلها ومضى الاجل أتوا عليا عليه السلام فقالوا : قل لصاحبك
اخرج عنا فقد مضى الاجل ، فخرج النبي صلى الله عليه وآله فتبعته ابنة حمزة تنادي : يا عم يا عم !
فتناولها علي فأخذ بيدها ، وقال لفاطمة عليها السلام : دونك بنت عمك ، فحملتها ، فاختصم فيها
علي وزيد وجعفر ، قال علي : أنا أخذتها قال الحميدي : أنا أحق بها وهي بنت
عمي ، وقال جعفر : بنت عمي وخالتها في بيتي تحتي ، وقال زيد : بنت أخي ، فقضى بها
النبي صلى الله عليه وآله لخالتها وقال : الخالة بمنزلة الام ، وقال لعلي عليه السلام أنت مني وأنا منك
وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخلقي ، وقال لزيد : أنت أخونا ومولانا ( 2 ) .
أقول : روى صاحب كتاب الصراط المستقيم عن ابن شيرويه في الفردوس في رواية
الخدري : علي مني كخاتمي من ظهري ، من جحد ما بين ظهري من النبوة فقد كفر ،
وفي رواية اخرى : علي مني مثل رأسي من بدني .
[ 40 كنز الكراجكى : عن أسد بن إبراهيم السلمي ، عن عمرو بن علي العتكي ، عن
سعيد بن محمد ، عن محمد بن عبدالله الحضرمي ، عن عباد بن يعقوب ، عن علي بن عابس ،
عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن رجل من خثعم ، عن أسماء بنت عميس
___________________________________________________________
( 1 ) القراب : بكسر القاف : الغمد .
( 2 ) جامع الاصول مخطوط ، ولم نجده في التيسير .
[329]
قالت : رأيت رسول الله بثبير وهو يقول : اشرق ثبير اللهم إني أسألك بما سألك به أخي
موسى أن تشرح لي صدري وأن تيسر لي أمري وأن تحل عقدة من لساني يفقهوا قولي
وأن تجعل لي وزيرا من أهلي عليا ( 1 ) اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك
كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بصيرا ( 2 ) .
41 ومنه عن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن محمد بن سعيد المعروف بالدهقان ، عن
ابن أبي عقدة ، عن محمد بن منصور ، عن أحمد بن عيسى العلوي ، عن حسين بن علوان ، عن
أبي خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام قال : دخلت على النبي
صلى الله عليه وآله وهو في بعض حجراته ، فاستأذنت عليه فأذن لي ، فلما دخلت قال لي :
يا علي أما علمت أن بيتي بيتك فما لك تستأذن علي ؟ قال : فقلت : يا رسول الله أحببت
أن أفعل ذلك ، قال : يا علي : أحببت ما أحب الله وأخذت بآداب الله ، يا علي ( 3 ) أما
علمت أنك أخي ؟ أما علمت أنه أبى خالقي ورازقي أن يكون لي سر دونك ؟ يا علي أنت
وصيي من بعدي ، وأنت المظلوم المضطهد بعدي ، يا علي الثابت عليك كالمقيم معي ، ومفارقك
مفارقي ، يا علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك ، لان الله تعالى خلقني وإياك
من نور واحد ( 4 ) ] .
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : عليا أخى .
( 2 ) كنزالكراجكى : 136 .
( 3 ) في المصدر : فقال : يا على .
( 4 ) كنزالكراجى : 208 .
[330]
1 مد : بالاسناد عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن أبي يعلى حمزة بن داود ،
عن سليمان بن ربيع ، عن كادخ بن رحمة ، عن مسعر ، عن عطية ، عن جابر قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : رأيت على باب الجنة مكتوبا ( لا إله إلا الله محمد رسول الله
علي أخوه ) .
وبالاسناد عن عبدالله ، عن أحمد بن إسرائيل ، عن محمد بن عثمان ، عن زكريا بن
يحيى ، عن يحيى بن سالم ، عن أشعب ابن عم حسن بن صالح ، عن مسعر ، عن عطية ،
عن جابر الانصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مكتوب على باب الجنة ( محمد رسول الله
علي اخو رسول الله ) قبل أن يخلق الله السماوات بألفي عام ، ومن مناقب ابن المغازلي عن
احمد بن المظفر ، عن عبدالله بن محمد المزني ، عن أحمد بن علي الموصلي ، عن زكريا بن يحيى
مثله ( 1 ) .
أقول : روى ابن شيرويه في الفردوس عن جابر مثله .
2 ومن كتاب الاربعين عن محمد بن زياد ، عن يحيى بن العلاء الرازي ، عن جعفر بن
محمد الصادق ، عن أبيه عليهما السلام ، عن ابن عباس قال : نظر علي في وجوه الناس فقال : إني
لاخو رسول الله صلى الله عليه وآله ووزيره ، ولقد علمتم أني أولكم إيمانما بالله تعالى وبرسوله ، ثم
دخلتم بعدي في الاسلام ، وأنا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وأخوه وشريكه في نسبه وأبوولديه
وزوج ابنته سيدة نساء أهل الجنة ، ولقد عرفتم أنا ما خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله مخرجا
إلا رجعنا وأنا أحبكم إليه وأوثقكم في نفسه وأشد نكاية في العدو وآثر ، ولقد رأيتم
بعثه إياي مرات ووقفته يوم غدير خم وقيامي معه ورفعه بيدي ، ولقد آخى بين المسلمين
___________________________________________________________
( 1 ) العمدة : 120 و 121 .