[ 81 ]
وأما الامامة فلعلي حجتي ووليي ، ولولاهما ما خلقت خلقي ، أما علمت أن رسول
الله صلى الله عليه وآله رفع يد علي عليه السلام ( 1 ) بغدير خم حتى نظر الناس إلى بياض
إبطيهما فجعله ولي المسلمين ( 2 ) وإمامهم ؟ وقد احتمل الحسن والحسين عليهما السلام يوم حظيرة
بني النجار فلما قال له بعض أصحابه : ناولني أحدهما يا رسول الله قال : نعم الراكبان
وأبوهما خير منهما ( 3 ) ، وأنه كان يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته ، فلما سلم
قيل له : يا رسول الله لقد أطلت هذه السجدة ، فقال صلى الله عليه واله : إن ابني ارتحلني فكرهت
أن اعاجله ( 4 ) حتى ينزل ، وإنما أراد بذلك رفعهم وتشريفهم ، فالنبي صلى الله عليه واله إمام
نبي ( 5 ) وعلي إمام ليس بنبي ولا رسول ، فهو غير مطيق لاثقال النبوة ( 6 ) .
قال محمد بن حرب الهلالي : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله فقال : إنك
لاهل الزيادة ( 7 ) ، إن رسول الله صلى الله عليه واله حمل عليا على ظهره يريد بذلك أنه أبوولده
وإمامة الائمة من صلبه ( 8 ) كما حول رداءه في صلاة الاستسقاء وأراد أن يعلم أصحابه
بذلك أنه قد تحول الجدب خصبا ( 9 ) ، قال : قلت له : زدني ياابن رسول الله ، فقال :
احتمل رسول الله صلى الله عليه واله عليا يريد بذلك أن يعلم قومه أنه هو الذي يخفف عن ظهر
رسول الله ما عليه من الدين والعداة والاداء عنه من بعده ، قال : فقلت له : يا ابن رسول الله
زدني ، فقال : احتمله ( 10 ) ليعلم بذلك أنه قد احتمله وما حمل إلا لانه معصوم لا يحمل
___________________________________________________________
( 1 ) في المعانى : رفع يدى على .
( 2 ) في المصدرين : مولى المسلمين .
( 3 ) في المعانى : نعم الحاملان ونعم الراكبان وأبوهما خير منهما ( وروى في خبر آخر : أن
رسول الله صلى الله عليه وآله حمل الحسن وحمل جبرئيل الحسين فلهذا قال : نعم الحاملان ) ا ه .
( 4 ) في المعانى : فقال نعم ان ابنى ارتحلنى فكرهت أن اعجله .
( 5 ) في المعانى : فالنبى رسول بنى آدم .
( 6 ) في المصدرين : لحمل أثقال النبوة .
( 7 ) في المصدرين : لاهل للزيادة .
( 8 ) في المعانى : وامام الائمة من صلبه .
( 9 ) الجدب : الارض اليابسة التى لا نبت فيها لا نقطاع المطرعنها ، والخصب هى التى كثر
فيها العشب والخير .
( 10 ) في المعانى : زدنى ياابن رسول الله ، فقال : انه احتمله اه .
[ 82 ]
وزرا ( 1 ) فتكون أفعاله عند الناس حكمة وثوابا ، وقد قال النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام يا
علي إن الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفر هالي ، وذلك قوله عزوجل :
( ليغفرلك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ( 2 ) ) ولما أنزل الله عزوجل ( عليكم أنفسكم ( 3 ) )
قال النبي صلى الله عليه واله : ( أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ، و
علي نفسي وأخي ، أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل ولا يشقى ) ثم تلاهذه الآية
( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل ، وعليكم ما حملتم ،
وإن تطيعوه تهتدوا ، وما على الرسول إلا البلاغ المبين ( 4 ) ) قال محمد بن حرب الهلالي : ثم
قال ( 5 ) جعفر بن محمد : أيها الامير لو أخبرتك بما في حمل النبي عليا عند حط الاصنام
من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت : إن جعفر بن محمد لمجنون ! فحسبك
من ذلك ما قد سمعت ( 6 ) ، فقمت إليه وقبلت رأسه ويديه وقلت : ألله أعلم حيث يجعل
رسالته ( 7 ) .
بيان : قوله عليه السلام : ( وانبعاث فرعه ) هو مبتدء والظرف خبره ، يعني أن فرع
المصباح أي النور المتصاعد منه سوى ما يخلط بالفتيلة أو المصباح الآخر الذي يقتبس منه
مع انبعاثه عن أصله وكونه أدون منه مرتفع عليه ويكون فوقه ، فكذلك رسول الله صلى الله عليه واله
المصباح الذي يهتدى به في ظلمات الضلالة والجهالة وأميرالمؤمنين صلوات الله عليه فرعه
ولذا علاه وركبه ، وعلى هذا يكون وجها آخر وهو الظاهر ، ويحتمل أن يكون المراد
أن أميرالمؤمنين عليه السلام فرع النبي صلى الله عليه واله فلوصار النبي صلى الله عليه واله به مرتفعا لكان علي أفضل
___________________________________________________________
( 1 ) في المعانى : لا يحتمل وزرا .
( 2 ) سورة الفتح : 2 .
( 3 ) سورة المائده : 105 وفي المعاني : ولما أنزل الله عزوجل عليه ( يا أيها الذين آمنوا
عليكم أنفسكم ) .
( 4 ) سورة النور : 54 .
( 5 ) في المعانى : ثم قال لى .
( 6 ) في المعانى : ما قد سمعته .
( 7 ) معانى الاخبار : 350 352 .
علل الشرائع : 69 .
[ 83 ]
منه فيلزم زيادة الفرع على الاصل ، فيكون تتمة للوجه الاول .
قوله عليه السلام : ( فالنبي
إمام نبي ) أقول : يحتمل وجهين .
الاول أن يكون من تتمة الوجوه السابقة ، فالمعنى أن عليا لما لم يطق ما يطيقه
النبي صلى الله عليه واله ( 1 ) ولم يكن له طاقة تلك المرتبة العظمى من النبوة فلو كان رفع النبي
صلى الله عليه واله به كان أفضل منه .
لانه حينئذ كان مبينا لفضل النبي صلى الله عليه واله وكان النبي صلى الله عليه واله
به مشرفا ومرتفعا ، وهوكان غيربالغ رتبته ، فكيف يكون أفضل منه .
الثاني أن يكون علة اخرى لاصل المطلوب ، وهي أنه عليه السلام لم يكن ليقدر على
حمله لكونه حاملا لما لايطيق حمله من أعباء النبوة .
ولما كان جواب ما اعترض به السائل
من ركوبه على الناقة والبراق ظاهرا في نفسه وقد تبين في عرض الكلام أيضا لم يتعرض
له ، إذ هذا الثقل لم يكن من قبيل ثقل الاجسام ليظهر على غير ذوي العقول ، بل لا
يظهر إلا لمن كان عارفا بتلك الدرجة القصوى حق معرفتها مدانيا لها ، ويكون حمله
الجسماني مقرونا بالحمل الروحاني ويكون لتجرده وتقدسه وروحانيته واجدا لثقل
الرتب والمعاني ، فيكون الحمل عليه كالانتقاش على العقول والنفوس المجردة ، وبالجملة
هذا من الاسرار التي لا يطلع عليها إلا من كان عالما بغرائب أحوالهم .
قوله عليه السلام : ( إنه أبوولده ) أي لما كانت الذرية في صلب الانسان ورفعه النبي
صلى الله عليه واله فوق صلبه عرف الناس أنه عال على الذرية ووالدهم وإمامهم .
قوله : ( وقد قال
النبي صلى الله عليه واله ) أقول : ما سيذكر بعد ذلك يحتمل وجوها : الاول أن يكون مؤيدات
لما دل عليه الحمل من عصمته ، لانه قال النبي صلى الله عليه واله : ( حملني ذنوب شيعتك ) ولو كان
له ذنب لكان ذنبه أولى بالحمل ، فيدل على أنه عليه السلام كن معصوما .
الثاني أن يكون عليه السلام
ذكر بعض فضائله استطرادا أو تأييدا لفضائله ، ولم يكن المراد إثبات العصمة .
الثالث أن
يكون وجها آخر للحمل ، وهو أنه لما كان حمل علي مستلزما لحمل ذنوب شيعته ولم
يكن هذا لائقا بعصمته ( 2 ) غفرها الله تعالى ، فصار هذاالحمل سببا لغفران ذنوب شيعة
___________________________________________________________
( 1 ) أى من النبوة .
( 2 ) لان المعصوم لايحتمل ذنبا كما أنه لا يذنب .
[ 84 ]
علي ، ولذا نسب الله الذنوب إليه في قوله تعالى : ( ما تقدم من ذنبك ) لانه بالحمل صار
كأنها ذنبه .
قوله صلى الله عليه واله : ( وعلي نفسي ) أي يلزمني ملازمته ومحافظته وبيان فضله ، لقوله
تعالى : ( عليكم أنفسكم ) قوله تعالى : ( فإنما عليه ما حمل ) يدخل فيه ذنوب الشيعة
على تفسيره عليه السلام فلا تغفل .
3 عم : من خصائص أميرالمؤمنين عليه السلام أن النبي صلى الله عليه و اله حمله فطرح الاصنام ( 1 )
من الكعبة ، فروى عبدالله بن داود ، عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي مريم ، عن علي عليه السلام
قال : قال [ لي ] : رسول الله صلى الله عليه واله : احملني لنطرح الاصنام من الكعبة ، فلم أطق حمله فحملني
فلو شئت أن أتناول السماء فعلت .
وفي حديث آخر طويل : قال علي عليه السلام : فحملني النبي صلى الله عليه واله فعالجت ذلك حتى
قذفت به ونزلت ( 2 ) أو قال : ( نزوت ) الشك من الراوي .
( 3 )
ومنها ( 4 ) أنه لما دخل رسول الله صلى الله عليه واله المسجد الحرام وجد فيه ثلاثمائة وستين
صنما بعضها مشدود ببعض ، فقال لاميرالمؤمنين : اعطني يا علي كفا من الحصى ، فقبض
أميرالمؤمنين عليه السلام له كفا من الحصى فرماها به وهو يقول : ( جاء الحق وزهق الباطل
إن الباطل كان زهوقا ( 5 ) ) فما بقي منها صنم إلاخر لوجهه ثم أمر بها فاخرجت من
المسجد فكسرت ( 6 ) .
4 فض ، يل : عن علي عليه السلام قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه واله وهو بمنزل خديجة ذات
ليلة ، فلما صرت إليه قال : اتبعني يا علي فما زال يمشي وأنا خلفه نحن نخرق
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : حتى طرح الاصنام .
( 2 ) في المصدر : فنزلت .
( 3 ) اعلام الورى : 186 .
( 4 ) في المصدر : ومن مواقفه .
( 5 ) سورة بنى اسرائيل : 81 .
( 6 ) اعلام الورى : 198 .
[ 85 ]
دروب ( 1 ) مكة حتى أتينا الكعبة وقد أنام الله كل عين ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه واله : يا
علي ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : اصعد على كتفي يا علي ، قال : ثم انحنى النبي
صلى الله عليه واله فصعدت على كتفه فألقيت الاصنام على رؤوسهم وخرجنا من الكعبة ( 2 ) شرفها
الله تعالى حتى أتينا منزل خديجة ، فقال لي : إن أول من كسر الاصنام جدك إبراهيم
ثم أنت يا علي آخر من كسر الاصنام ، فلما أصبحوا ( 3 ) أهل مكة وجدوا الاصنام
منكوسة مكبوبة على رؤوسها فقالوا : ما فعل هذا إلا محمد ( 4 ) وابن عمه ، ثم لم يقم بعدها في
الكعبة صنم ( 5 ) .
5 كشف : من مسند أحمد بن حنبل عن أبي مريم عن علي عليه السلام قال انطلقت أنا
والنبي صلى الله عليه واله حتى أتينا الكعبة ، فقال لي رسول الله : اجلس ، وصعد على منكبي فنهضت
به ، فرأى ( 6 ) مني ضعفا ، فنزل وجلس لي نبي الله صلى الله عليه واله وقال : اصعد على منكبي ،
فصعدت على منكبيه ، قال : فنهض لي ( 7 ) قال : فإنه تخيل إلي أني لو شئت لنلت
-بحار الانوار مجلد: 34 من ص 85 سطر 12 الى ص 93 سطر 12
افق السماء ، حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفرأو نحاس ، فجعلت ازاوله عن يمينه
وشماله وبين يديه ( 8 ) ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله صلى الله عليه واله : اقذف
به ، فقذفت به فتكسر كما تنكسر القوارير ( 9 ) ، ثم نزلت وانطلقت أنا ورسول الله نستبق
___________________________________________________________
( 1 ) الدرب : باب السكة الواسع .
الباب الاكبر .
الطريق .
والصحيح كما في الروضة : ونحن
نخترق دروب مكة واخترق في الارض : مر فيها على غير طريق .
( 2 ) في الفضائل : فقلبت الاصنام على رؤوسها ونزلت وخرجنا من الكعبة .
وفي الروضة : و
أقلبت الاصنام على وجوهها ونزلت ا ه .
( 3 ) في المصدرين : فلما أصبح .
( 4 ) في المصدرين : ما فعل هذا بآلهتنا .
( 5 ) الروضة : 3 .
الفضائل : 101 .
( 6 ) في المصدر : فذهبت لا نهض به فرأى ا ه .
( 7 ) في المصدر : فنهض بى .
( 8 ) في المصدر : وعن شماله ومن بين يديه .
( 9 ) في المصدر : كما تتكسر القوارير .
[ 86 ]
حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس .
( 1 )
[ أقول : روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب وغيره بأسانيدهم عن المعلى بن
خنيس عن أبي عبدالله عليه السلام قال : يوم النيروز هو اليوم الذي حمل فيه رسول الله صلى الله عليه واله
أميرالمؤمنين عليه السلام على منكبه حتى رمى أصنام القريش من فوق بيت [ الله ] الحرام وهشمها ( 2 ) ] .
6 مد : ابن المغازلي ، عن أحمد بن موسى الطحان ، عن أحمد بن علي الحنوطي
عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن غياث ، عن هدية بن خالد ، عن حماد بن زيد ، عن سعيد
بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله يوم فتح مكة لعلي عليه السلام : أما ترى
هذاالصنم ياعلي على الكعبة ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : فأحملك تتناوله ، قال : بل
أنا أحملك يا رسول الله ، فقال : لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي
ما قدروا ، ولكن قف يا علي ، قال : فضرب رسول الله يديه إلى ساقي علي عليه السلام فوق
القربوس ثم اقتلعه من الارض بيده فرفعه حتى تبين بياض إبطيه ، ثم قال له : ما ترى
يا علي ؟ قال : أرى أن الله عزوجل قد شرفني بك حتى لو أردت أن أمس السماء
بيدي لمسستها ، فقال له : تناول الصنم يا علي ، فتناوله علي عليه السلام فرمى به ، ثم خرج رسول
الله صلى الله عليه واله من تحت علي وترك رجليه فسقط على الارض ، فضحك ، فقال له : ما أضحكك
يا علي ؟ فقال : سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شئ ، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله : كيف
يصيبك وإنما حملك محمد وأنزلك جبرئيل ( 3 ) .
يف : ابن المغازلي عن أبي هريرة إلى قوله : فرمى به ثم قال : وروى هذاالحديث
الحافظ عندهم محمد بن موسى في كتابه الذي استخرجه من التفاسير الاثني عشر في تفسير
قوله تعالى : ( قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ( 4 ) ) بأتم من هذه الالفاظ
والمعاني وأرجح في تعظيم علي بن أبي طالب عليه السلام .
وذكر محمد بن علي المازنداراني في
كتاب ( البرهان في أسباب نزول القرآن ) تخصيص النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام بحمله على
___________________________________________________________
( 1 ) كشف الغمة : 24 .
( 2 ) مخطوط .
( 3 ) تفحصنا المصدر ولم نجده فيه .
( 4 ) سورة بنى اسرائيل : 18 .
[ 87 ]
ظهره ورميه الاصنام وتشريفه بذلك على غيره من سائر الانام ، رواه أحمد بن حنبل وأبويعلى
الموصلي في مسنديهما وأبوبكر الخطيب في تاريخ بغداد ومحمد بن صباح الزعفراني
في الفضائل والحافظ أبوبكر البيهقي والقاضي أبوعمر وعثمان بن أحمد في كتابيهما ،
والثعلبي في تفسيره وابن مردويه في المناقب وابن منده في المعرفة والنطنزي في الخصائص
والخطيب الخوارزمي في الاربعين وأبوأحمد الجرجاني في التاريخ ، ورواه شعبة عن قتادة
عن الحسن ، وقد صنف في صحته أبوعبدالله الجعل وأبوالقاسم الحسكاني وأبوالحسن
شاذان مصنفات ، واجتمع أهل البيت عليهم السلام على صحتها ، هذا آخر لفظ ما ذكره محمد
بن علي المازنداراني في كتابه المذكور في هذاالمعنى وجميع هؤلاء من علماء الاربعة
المذاهب ( 1 ) .
7 يف : مسند أحمد بن حنبل ، عن زيد بن منيع قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : لتنتهين
بنو وليعة أو لابعثن إليهم رجلا يمضي فيهم أمري ، يقتل المقاتلة ويسبي الذرية ، قال :
فقال أبوذر : فما راعني إلا برد كف عمر في حجرتي ( 2 ) من خلفي قال : من تراه يعني ؟
قلت ما يعينك به ولكن خاصف النعل يعني عليا .
( 3 )
8 ما : المفيد ، عن المراغي ، عن علي بن الحسن الكوفي ، عن جعفر بن محمد بن
مروان ، عن أبيه ، عن شيخ بن محمد ، عن أبي علي بن أبي عمر الخراساني ، عن إسحاق بن
إبراهيم ، عن أبي إسحاق السبيعي قال : دخلنا على مسروق الاجدع فإذا عنده ضيف له
لا نعرفه وهما يطعمان من طعام لهما ، فقال الضيف : كنت مع رسول الله صلى الله عليه واله بحنين ،
فلما قال ( 4 ) عرفنا أنه كانت له صحبة من النبي صلى الله عليه واله قال جاءت صفية بنت حيي بن
أخطب إلى النبي صلى الله عليه واله فقالت : يا رسول الله إني لست كأحد نسائك ، قتلت الاب
___________________________________________________________
( 1 ) الطرائف : 20 و 21 .
( 2 ) في حجزتى ظ .
( 3 ) الطرائف : 18 .
وأظن أن هذا الكلام من عمرلم يصدر شوقا كما يوهمه ظاهر العبارة
بل صدر خوفا واضطرابا من أن يبعثه النبى صلى الله عليه وآله بنى وليعة ! خلق الله للحروب
رجالا .
.
( 4 ) في المصدر : فلما قالها .
[ 88 ]
والاخ والعم ، فإن حدث بك حدث ( 1 ) فإلى من ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله : إلى هذا
وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ( 2 ) .
9 - ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف ، عن حسان ، عن أبي داود ،
عن يزيد بن شرجيل أن النبي صلى الله عليه واله قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : هذا أفضلكم حلما
وأعلمكم علما وأقدمكم سلما ، قال ابن مسعود : يا رسول الله فضلنا بالخير كله ؟ فقال
النبي صلى الله عليه واله : ما علمت شيئا إلا وقد علمته ، وما اعطيت شيئا إلا وقد أعطيته ، ولا
استودعت شيئا إلا وقد استودعته ، قالوا : فأمر نسائك إليه ؟ قال : نعم ، قالوا : في حياتك :
قال : نعم ، من عصاه فقد عصاني ومن أطاعه فقد أطاعني ، فإن دعاكم فاشهدوا ( 3 ) .
10 - ك : محمد بن علي بن محمد النوفلي ، عن أحمد بن عيسى الوشاء ، عن أحمد بن
طاهر القمي ، عن محمد بن بحربن سهل الشيباني ، عن أحمد بن مسرور ، عن سعد بن عبدالله
القمي قال : سألت الحجة القائم فقلت : مولانا وابن مولانا إنا روينا عنكم أن رسول الله
صلى الله عليه واله جعل طلاق نسائه بيد أميرالمؤمنين عليه السلام حتى أرسل يوم الجمل إلى عائشة : ( 4 )
( إنك قد أرهجت ( 5 ) على الاسلام وأهله بفتنتك ووردت بنيك حياض الهلكة ( 6 ) بجهلك
فإن كففت عني عزبك ( 7 ) وإلا طلقتك ) ونساء رسول الله صلى الله عليه واله قد كان طلقهن وفاته ( 8 )
قال : ماالطلاق ؟ قلت : تخلية السبيل ، قال : فإذا كان وفاة رسول الله صلى الله عليه واله قد
خلى ( 9 ) لهن السبيل فلم لا يحل لهن الازواج ؟ قلت : لان الله تعالى حرم الازواج
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : فان حدث بك شئ .
( 2 ) امالى الشيخ : 20 و 21 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 84
( 4 ) في المصدر : حتى قال يوم الجمل لعائشة .
( 5 ) أرهج بين القوم : هيج بعضهم على بعض .
( 6 ) في المصدر : حياض الهلاك .
( 7 ) في ( ك ) : قربك قربتك ظ .
( 8 ) في المصدر : قد كان طلاقهن بوفاته .
( 9 ) في المصدر : قد خلت .
[ 89 ]
عليهن ، قال : وكيف وقد خلى الموت سبيلهن ؟ قلت : فأخبرني يا ابن مولاي عن معنى
الطلاق الذي فوض رسول الله صلى الله عليه واله حكمه إلى أميرالمؤمين عليه السلام قال : إن الله تبارك و
تعالى عظم شأن نساء النبي فخصهن بشرف الامهات ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : يا أبا الحسن
إن هذا الشرف باق لهن مادمن لله على الطاعة ، فأيتهن عصمت الله بعدي بالخروج عليك
فأطلق لها في الازواج ، وأسقطها من شرف امومة المؤمنين ( 1 ) .
ج : عن سعد مثله ( 2 ) .
أقول : قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح ما كتب أميرالمؤمنين إلى معاوية
( واقسم بالله لولا بعض الاستبقاء لوصلت إليك مني قوارع تقرع العظم وتنهس اللحم ( 3 ) )
قال : قد قيل : إن النبي صلى الله عليه واله فوض إليه أمر نسائه بعد موته وجعل إليه أن يقطع
عصمة أيتهن شاء إذا رأى ذلك ، وله من الصحابة جماعة يشهدون له بذلك ، فقد كان قادرا
على أن يقطع عصمة ام حبيبة ويبيح نكاحها للرجال عقوبة لها ولمعاوية أخيها فإنها
كانت تبغض عليا كما يبغضه أخوها ، ولو فعل ذلك لا نتهس لحمه ، وهذا قول الامامية ،
وقد رووا عن رجالهم أنه عليه السلام تهدد عائشة بضرب من ذلك ، وأما نحن فلا نصدق هذا
الخبر ونفسر كلامه على وجه آخر إلى آخر ماقال ( 4 ) .
أقول : يظهر من كلامه أن هذا من المشهورات بين الشيعة حتى وقف عليه
مخالفوهم ونسبوهم إليه .
أقول : سيأتي الاخبار الكثيرة المناسبة لهذا الباب في باب اختصاصه عليه السلام
بالرسول صلى الله عليه واله وغيره من الابواب .
___________________________________________________________
( 1 ) كمال الدين : 253 و 254 .
وفيه ( وأسقطها من تشرف الامهات ومن شرف امومة
المؤمنين ) ولا يخفى أن المنقول في المتن قطعة من الحديث ، وهو مفصل مذكور في المصدر .
( 2 ) الاحتجاج : 258 .
( 3 ) في المصدر ( وتنهش اللحم ) .
وفى عبده : وتهلس اللحم .
( 4 ) شرح النهج 4 : 318 .
[ 90 ]
1 لى : ابن سعيد الهاشمي عن فرات ، عن محمد بن علي بن معمر ، عن أحمد بن
علي الرملي ، عن محمد بن موسى ، عن يعقوب بن إسحاق ، عن عمرو بن منصور ، عن إسماعيل بن
أبان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبيه ، عن أبي هارون العبدي ، عن جابر بن عبدالله
الانصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله علي بن أبي طالب عليه السلام أقدم امتي سلما وأكثرهم
علما وأصحهم دينا وأفضلهم يقينا وأحلمهم حلما وأسمحهم كفا وأشجعهم قلبا ، وهو الامام
والخليفة بعدي ( 1 ) .
2 لى ؟ أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي بن يحيي ، عن أبي بكر بن نافع ، عن
امية بن خالد ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ،
عن جده عليهم السلام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : يا علي والذي فلق الحبة وبرئ النسمة
أنك لافضل الخليقة بعدي ، يا علي أنت وصيي وإمام امتي ، ومن أطاعك أطاعني ومن
عصاك عصاني ( 2 ) .
3 لى : ما جيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن
زياد بن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : المخالف
على علي بن أبي طالب بعدي كافر ، والمشرك به مشرك ، والمحب له مؤمن ، والمبغض له
منافق ، والمقتفى لاثره لاحق ، والمحارب له مارق ، والراد عليه زاهق ، علي نور الله في بلاده
وحجته على عباده ، علي سيف الله على أعدائه ووارث علم أنبيائه : علي كلمة الله العليا .
وكلمة أعدائه السفلى ، علي سيد الاوصياء ووصي سيدالانبياء ، علي أميرالمؤمنين و
___________________________________________________________
( 1 ) أمالى الصدوق : 6 .
( 2 ) أمالى الصدوق : 9 .