[151]


باب 81 : أن الله تعالى ناجاه صلوات الله عليه ، وأن الروح يلقى اليه وجبرئيل أملى عليه  

1 ما : أبو عمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عن الاجلح ( 1 ) بن عبدالله ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام يوم طائف فأطال مناجاته ، فرئي الكراهة في وجوه رجال ، فقالوا : قد أطال مناجاته منذ اليوم ، فقال : ما انتجيته ولكن الله انتجاه ( 2 ) .
ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا ، عن إسماعيل ابن أبان ، عن عبدالله بن المسلم الملائي ، عن الاجلح مثله ( 3 ) .
2 خص : موسى بن جعفر البغدادي ، عن الوشاء ، عن علي بن عبدالعزيز ، عن أبيه قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن الناس يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وجه عليا عليه السلام إلى اليمن ليقضي بينهم ، فقال علي عليه السلام : فما وردت علي قضية إلا حكمت فيها بحكم الله وحكم رسوله ، فقال : صدقوا ، فقلت : وكيف ذاك ولم يكن أنزل القرآن كله وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله غائبا ؟ فقال : كان يتلقاه به روح القدس ( 4 ) .
3 خص : أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق بن سعيد ، عن الحسن بن عباس بن حريش ، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال : قال أبوجعفر الباقر عليه السلام : *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) بتقديم المعجمة على المهملة ، وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي ، وهو شيعي ، مات سنة 145 .
( 2 ) امالي الشيخ : 163 .
وفيه : ما أنا انتجيته ولكن الله عزوجل انتجاه .
( 3 ) " " : 211 .
( 4 ) مختصر بصائر الدرجات : 1 .
وفيه : يتلقى به روح القدس .

[152]

إن الاوصياء محدثون ، يحدثهم روح القدس ولايرونه ، وكان علي عليه السلام يعرض على روح القدس مايسأل عنه ، فيوجس ( 1 ) في نفسه أن قد أصبت الجواب ، فيخبر به ، فيكون كما قال ( 2 ) .
4 ختص : علي بن إسماعيل بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن رفاعة بن موسى ، عن أبي عبدالله عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يملي على علي عليه السلام صحيفة فلما بلغ نصفها وضع رسول الله رأسه في حجر علي عليه السلام ثم كتب علي عليه السلام حتى امتلات الصحيفة ، فلما رفع رسول الله رأسه قال : من أملى عليك يا علي ؟ فقال : أنت يا رسول الله ، قال : بل أملى عليك جبرئيل ( 3 ) .
5 ختص : محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد وعبدالله ابنا محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن سدير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ودعا بدفتر ، فأملى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله بطنه وأغمي عليه ، فأملى عليه جبرئيل ظهره ، فانتبه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : من أملى عليك هذا يا علي ؟ فقال : أنت يارسول الله ، فقال : أنا أمليت عليك بطنه وجبرئيل أملى عليك ظهره ، وكان قرآنا يملي عليه ( 4 ) .
6 ختص : الحسن بن علي بن المغيرة ( 5 ) ، عن عبيس بن هشام ، عن كرام عن ابن أبي يعفور قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إنا نقول : إن عليا عليه السلام كان ينكت في أذنه ويوقر في صدره ، فقال : إن عليا عليه السلام كان محدثا ، فلما أراني قد كبر علي قال ( 6 ) : إن عليا يوم بني قريظة والنضير كان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره يحدثانه ( 7 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أوجس الرجل : أحس وأضمر .
وفي المصدر : فيوجس عن نفسه .
( 2 ) مختصر بصائر الدرجات : 1 و 2 .
( 3 و 4 ) الاختصاص : 275 .
( 5 ) الصحيح كما في المصدر " الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة " ويوجد ترجمته مع الاعظام والتبجيل والتفصيل في جامع الرواة 1 : 212 وسائر كتب التراجم .
( 6 ) في المصدر : ولما رآني قد كبر علي قوله فقال اه .
( 7 ) الاختصاص : 286 .

[153]

7 ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن الفضالة ، عن عمر بن أبان ، عن أديم أخي أيوب ، عن حمران بن أعين قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : جعلت فداك بلغني أن الله تبارك وتعالى قد ناجى عليا عليه السلام قال : أجل قد كان بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبرئيل ( 1 ) .
ختص : أحمد مثله وزاد في آخره وقال : إن الله علم رسوله الحلال والحرام والتأويل ، فعلم رسول الله عليا ذلك كله ( 2 ) .
8 ختص ، ير : إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن حماد بن عثمان ، عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن سلمة بن كهيل يروي في علي عليه السلام شيئا ( 3 ) ، قال : ماهي ؟ قلت : حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان محاصرا أهل الطائف وإنه خلا بعلي عليه السلام يوما فقال رجل من أصحابه : عجبا لما نحن فيه من الشدة وإنه يناجي هذا الغلام منذ اليوم : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أنا بمناجي له ( 4 ) إنما يناجي ربه ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : إنما هذه أشياء تعرف ( 5 ) بعضها من بعض ( 6 ) .
بيان : لعل مراده عليه السلام أن فضائله ومناقبه يشهد بعضها لبعض بالصحة ، ففيه تصديق مع برهان ، أو المعنى أن هذه المناقب تدل على إمامته .
9 ختص ، ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان ومحمد ، عن *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 82 .
وفيه : ونزل بينهما جبرئيل .
( 2 ) الاختصاص : 327 .
والزيادة ليست فيه بل هي في بصائر الدرجات .
والظاهر وقوع الاشتباه بين الرمزين .
( 3 ) في الاختصاص : أشياء كثيرة .
( 4 ) " " : ما أنا بمناجيه .
( 5 ) " " : نعم انما هذه اشياء يعرف اه .
( 6 ) " " : 327 .
بصائر الدرجات : 120 .

[154]

معاوية بن عمار ( 1 ) ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله الانصاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة الطائف دعا عليا عليه السلام فناجاه .
فقال الناس وقال أبوبكر وعمر : ناجاه ( 2 ) دوننا ، فقام النبي صلى الله عليه وآله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إنكم تقولون إني ناجيت عليا ، إني والله ما ناجيته ولكن الله ناجاه ، قال : فعرضت هذا الحديث على أبي عبدالله عليه السلام فقال : إن ذلك ليقال ( 3 ) .
10 ير : محمد بن عيسى ، عن القاسم بن عروة ، عن عاصم ، عن معاوية ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله قال : لما كان يوم الطائف ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام فقال أبوبكر وعمر : انتجيته دوننا ؟ فقال : ما انتجيته بل الله ناجاه .
( 4 ) .
11 ير : علي بن محمد ، عن حمدان بن سليمان النيشابوري ، قال : حدثنا عبدالله بن محمد اليماني ، عن منيع ، عن يونس ، عن علي بن أعين ، عن أبي رافع قال : لما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا يوم خيبر فتفل في عينيه قال له : إذا أنت فتحتها فقف بين الناس ، فإن الله أمرني بذلك ، قال أبورافع : فمضى علي عليه السلام وأنا معه ، فلما أصبح افتتح خيبر ووقف بين الناس وأطال الوقوف ، فقال الناس : إن عليا يناجي ربه فلما مكث ساعة أمر بانتهاب المدينة التي فتحها ، قال أبورافع : فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت : إن عليا وقف بين الناس كما أمرته قال : قوم منهم يقول : إن الله ناجاه ، فقال : نعم يا أبا رافع إن الله ناجاه يوم الطائف ويوم عقبة تبوك ويوم حنين ( 5 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في الاختصاص : عن صفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمار .
وفي البصائر : عن صفوان ومحمد بن معاوية بن عمار .
لكنه سهو .
( 2 ) في الاختصاص : انتجاه .
( 3 ) الاختصاص : 199 و 200 .
بصائر الدرجات : 120 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 120 و 121 .
ورواه في الاختصاص : 200 .
والظاهر سقوط الرمز عند النسخ .
( 5 ) بصائر الدرجات : 121 .
ورواه في الاختصاص : 327 و 328 .
وفيه : فسمعت قوما منهم يقولون اه .

[155]

12 ختص ، ير : بهذا الاسناد عن منيع ، عن يونس ، عن علي بن أعين ، عن أخيه ، عن جده ، عن أبي رافع قال : لما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله ببراءة مع أبي بكر أنزل الله عليه : تترك من ناجيته غير مرة وتبعث من لم أناجه ؟ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذ براءة منه ودفعها إلى علي عليه السلام ، فقال له علي : أوصني يا رسول الله ، فقال له : إن الله يوصيك ويناجيك ، قال : فناجاه يوم براءة قبل صلاة الاولى إلى صلاة العصر ( 1 ) .
13 ختص ، ير : بهذا الاسناد عن منيع ، عن جده ، عن أبي رافع قال : إن الله تعالى ناجى عليا يوم غسل رسول الله صلى الله عليه وآله ( 2 ) .
14 ير : محمد بن عيسى ، عن القاسم بن عروة ، عن عاصم بن معاوية ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله قال : لما كان يوم الطائف ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله [ عليا عليه السلام ] فقال أبوبكر وعمر : ناجاه دوننا ، فقال : ما أنا أناجي بل الله ناجاه ( 3 ) .
15 ختص ، ير : محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير وابن فضال ، عن مثنى الحناط ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله ناجى عليا يوم الطائف ، فقال أصحابه : ناجيت عليا من بيننا وهو أحدثنا سنا ، فقال : ما أنا أناجيه بل الله يناجيه ( 4 ) .
16 ختص ، ير : بالاسناد المتقدم عن منيع ، عن يونس ، عن علي بن أعين عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لاهل الطائف : لابعثن إليكم رجلا كنفسي يفتح الله به الخيبر ، سوطه سيفه ( 5 ) فيشرف الناس له ، فلما أصبح دعا عليا عليه السلام فقال : اذهب بالطائف ، ثم أمر الله النبي صلى الله عليه وآله : أن يرحل إليها بعد أن رحله علي عليه السلام ( 6 ) فلما صار إليها كان علي رأس الجبل ( 7 ) ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله *

_________________________________________________________
) * ( 1 و 2 و 4 ) الاختصاص : 200 .
بصائر الدرجات : 121 .
( 3 ) أورد الرواية تحت الرقم العاشر ، وقد اشرنا انها مروية في الاختصاص ايضا : 200 .
( 5 ) في المصدرين : سيفه سوطه .
( 6 ) في الاختصاص : بعد دخول علي عليه السلام .
( 7 ) " " : كان علي على رأس الجبل .

[156]

اثبت فثبت ، فسمعنا مثل صرير الزجل فقيل ( 1 ) : يارسول الله ماهذا ، قال : إن الله يناجي عليا عليه السلام ( 2 ) .
17 ير : محمد بن الحسين أو عمن رواه ، عن محمد بن الحسين ( 3 ) ، عن محمد بن أسلم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن الناس يقولون : إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول : وجهني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن و الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة ، فحكمت بينهم بحكم الله حتى لقد كان الحكم يزهر ، فقال : صدقوا ، قلت : وكيف ذاك جعلت فداك ؟ فقال : إن أمير المؤمنين عليه السلام إذا وردت عليه قضية لم ينزل الحكم فيها في كتاب الله تلقاه به روح القدس ( 4 ) .
18 كشف : من مناقب الخوارزمي عن جابر قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله والله ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه .
وذكره النسائي في صحيحه ، وأورده الترمذي أيضا في صحيحه ، وذكر بعد : ولكن الله انتجاه ، يعني أن الله أمرني ( 5 ) .
يف : ابن المغازلي من عدة طرق بأسانيدها مثله ( 6 ) .
19 مد : مناقب ابن المغازلي ، عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ، عن الحسين بن محمد العدل ، عن محمد بن محمود ، عن أحمد بن علي بن خالد ، عن مخول بن إبراهيم ، عن عبدالجبار بن عباس ، عن عمار بن خالد الدهني ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله قال : ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الطائف عليا عليه السلام وطال نجواه ، فقال *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الزجل : صوت الرعد .
وفي المصدرين : فقال .
( 2 ) الاختصاص : 200 201 .
بصائر الدرجات : 121 .
( 3 ) في المصدر : او عمن رواه محمد بن الحسين .
( 4 ) بصائر الدرجات : 133 .
( 5 ) كشف الغمة : 85 .
( 6 ) الطرائف : 20 .

[157]

أحد الرجلين : لقد طال نجواه لابن عمه ، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فقال : ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه ( 1 ) .
بيان : رواه عن ابن المغازلي بستة أسانيد ( 2 ) اقتصرنا منها على واحد ، و رواه ابن الاثير في جامع الاصول من صحيح الترمذي عن جابر ( 3 ) ، فقد ثبت بنقل الفريقين هذا الخبر بأسانيد متعددة صحته وتواتره ، وهذه درجة تضاهي النبوة بل تربي ( 4 ) على درجة بعض الانبياء الذين كان نبوتهم بالنوم ، ومثل هذا لايكون رعية لمن لاينتجيه إلا الشيطان باعترافه ( 5 ) وقد مضى أخبار روح القدس في كتاب الامامة وسيأتي كونه عليه السلام محدثا ، وقال الجزري في النهاية : في حديث علي عليه السلام : " دعاه رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الطائف فانتجاه فقال الناس : لقد طال نجواه فقال : ماانتجيته ولكن الله انتجاه " أي إن الله أمرني أن أناجيه انتهى ( 6 ) .
أقول : أيد الخبر بنقله ولا حجة له على تأويله سوى التعصب والعناد ، مع أن فيما ذكره أيضا فضل عظيم لايخفى على من له عقل سليم .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) العمدة : 189 .
( 2 ) راجع العمدة : 189 190 .
( 3 ) راجع التيسير 3 : 238 .
( 4 ) أربى عليه : زاد عليه .
( 5 ) إشارة إلى قول ابي بكر : " أما والله ما أنا بخيركم ، ولقد كنت لمقامي هذا كارها ولوددت أن فيكم من يكفيني ، أفتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله ؟ إذن لا أقوم بها ، إن
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 157 سطر 19 الى ص 165 سطر 18 رسول الله كان يعصم بالوحي ، وكان معه ملك ، وإن لي شيطانا يعتريني اه " راجع طبقات ابن سعد 3 : 151 ، الامامة والسياسة 1 : 16 ، تاريخ الطبري 3 : 210 ، الصفوة 1 : 99 ، شرح نهج البلاغة 3 : 8 و 4 : 167 ، كنز العمال 3 : 126 .
( 6 ) النهاية 4 : 130 .

[158]


باب 82 : اراءته عليه السلام ملكوت السماوات والارض وعروجه إلى السماء  

1 يج : سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن ابن عميرة ، عن حسان بن مهران الجمال ، عن أبي داود السبيعي ، عن بريدة الاسلمي قال : كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام معه جالس إذ قال : يا علي ألم أشهدك معي سبعة مواطن حتى ذكر المواطن الثالثة ( 1 ) والمواطن الرابعة ليلة الجمعة أريت ملكوت السماوات والارض ورفعت إلى هناك حتى نظرت فيها ( 2 ) واشتقت إليك فدعوت الله فإذا أنت معي ، ولم أر من شي ء إلا وقد رأيته ( 3 ) .
ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم أو غيره ، عن ابن عميرة ، عن بشار ، عن أبي داود مثله ، وفيه : رفعت لي حتى نظرت إلى مافيها ( 4 ) .
2 يج : سعد ، عن اليقطيني ، عن أبي عبدالله زكريا بن محمد المؤمن ، عن حسان بن أبي علي الجمال ، عن أبي داود السبيعي ، عن بريدة الاسلمي ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : ياعلي إن الله أشهدك معي سبعة مواطن ذكرها ( 5 ) حتى ذكر الموطن الثاني فقال : أتاني جبرئيل فأسرى بي إلى السماء فقال : أين أخوك ؟ قلت : ودعته ( 6 ) خلفي ، فقال : ادع الله يأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي وكشط ( 7 ) *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : الثلاثة .
( 2 ) " : حتى نظرت مافيها .
( 3 ) الخرائج : 112 و 143 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 29 و 30 .
( 5 ) في المصدر : فذكرها .
( 6 ) " : أودعته .
( 7 ) كشط الغطاء عن الشئ : نزعه وكشف عنه .

[159]

لي عن السماوات السبع والارضين السبع حتى رأيت سكانها وعمارها وموضع كل ملك فيها ، فلم أر من ذلك شيئا إلا وقد رأيته كما رأيته ( 1 ) .
ير : محمد بن عيسى ، عن أبي عبدالله المؤمن ، عن علي بن حسان ، عن أبي داود السبيعي ، عن بريدة مثله ( 2 ) .
3 يل : عن ابن عباس ( 3 ) قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أعطاني الله تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم ، وجعلني نبيا وجعله وصيا ، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه الالهام ، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماوات والحجب حتى نظر إلي و نظرت إليه .
قال : ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت له : مايبكيك يا رسول الله فداك أبي و أمي ؟ قال : يا ابن عباس إن أول ما كلمني به ربي قال : يا محمد انظر تحتك ، فنظرت إلى الحجب قد انخرقت وإلى أبواب السماء قد انفتحت ، ونظرت إلى علي عليه السلام وهو رافع رأسه إلي ، ( فكلمته ) ؟ وكلمني ربي عزوجل ، فقال : يارسول الله بما كلمك ربك ؟ قال لي ( 4 ) : يا محمد إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك فأعلمه فها هو يسمع كلامك ، فأعلمته وأنا بين يدي ربي عزوجل ، وقال لي قد قبلت وأطعت ، فأمر الله تعالى الملائكة يتباشرون به ، وما مررت بملا من ملائكة السماوات إلا هنأني ( 5 ) وقالوا : يامحمد والذي بعثك بالحق نبيا لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عزوجل ابن عمك ، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الارض ، فقلت : ياجبرئيل لم نكسوا حملة العرش رؤوسهم ؟ قال : يامحمد مامن ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب عليه السلام استبشارا به *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الخرائج : 143 .
وفيه : إلا وقد رأيته انت .
( 2 ) بصائر الدرجات : 29 .
( 3 ) قد رويت الرواية في الفضائل وكذا الروضة عن ابن عباس وابن مسعود .
( 4 ) الصحيح : قال قال لي .
( 5 ) الظاهر : هنؤوني .

[160]

ما خلا حملة العرش ، فإنهم استأذنوا الله عزوجل في هذه الساعة فأذن لهم فنظروا إلى علي بن أبي طالب ، فلما هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني ، فعلمت أني لم أوطئ موطئا إلا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه .
فقال ابن عباس رضي الله عنه : فقلت : يارسول الله أوصني ، فقال : عليك بمودة علي بن أبي طالب ، والذي بعثني بالحق نبيا لايقبل الله تعالى من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب ، وهو يقول : اعلم فمن مات على ولايته قبل عمله على ما كان منه ، وإن لم يأت بولايته لايقبل من عمله شئ ، ثم يؤمر به إلى النار ، يا ابن عباس والذي بعثني بالحق نبيا إن النار لاشد غضبا على مبغض علي منهم على من زعم أن لله ولدا ، يا ابن عباس لو أن الملائكة المقربين والانبياء والمرسلين اجتمعوا على بغض علي بن أبي طالب ، مع مايقع من عبادتهم في السماوات لعذبهم الله تعالى في النار ، قلت : يارسول الله وهل يبغضه أحد ؟ قال : ياابن عباس نعم يبغضه قوم يذكرون أنهم من أمتي ، لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيبا ، ياابن عباس إن من علامة بغضهم له تفضيلهم لمن هو دونه عليه ، والذي بعثني بالحق نبيا ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني ولا وصيا أكرم عليه من وصيي .
قال ابن عباس : فلم أزل له كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وأوصاني [ بالصلاة و أوصاني ] بمودته ، وإنه لاكبر عملي عندي ، قال ابن عباس : ثم مضى من الزمان مامضى وحضرت رسول الله الوفاة قلت : فداك أبي وأمي يارسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني ؟ قال : يا ابن عباس خالف من خالف عليا ولا تكونن لهم ظهيرا ولا وليا قلت : يارسول الله ولم لاتأمر الناس بترك مخالفته ؟ قال : فبكى صلى الله عليه وآله ثم قال : يا ابن عباس سبق فيهم علم ربي ، والذي بعثني بالحق نبيا لايخرج أحد خالفه من الدنيا وأنكر حقه حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة ، يا ابن عباس إذا أردت أن تلقى الله تعالى وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب ، ومل معه حيث مال وارض به إماما وعاد من عاداه ووال من والاه ، ياابن عباس احذر أن يدخلك شك