[141]
فاصفرت وجوههم ينظر كل واحد إلى صاحبه ، فأنزل الله هذه الآية " يعلم خائنة
الاعين وماتخفي الصدور * والله يقضي بالحق ( 1 ) " فكان ذهابهم إلى الكهف ومجيئهم
من زوال الشمس إلى وقت العصر ( 2 ) .
6 أقول : روى السيد هذا الخبر في كتاب سعد السعود من بعض الكتب
المعتبرة بهذا الاسناد بعينه ( 3 ) ، وروى من تفسير أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني
بإسناده عن محمد بن يعقوب الدينوري ( 4 ) ، عن جعفر بن نصر ، عن عبدالرزاق ، عن
معمر ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله بساط من قرية
يقال لها " بهندف ( 5 ) " فقعد علي عليه السلام وأبوبكر وعمر وعثمان والزبير وعبدالرحمن
ابن عوف وسعد ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا علي قل : " ياريح احملينا " فقال علي عليه السلام :
" يا ريح احملينا " فحملتهم حتى أتوا أصحاب الكهف ، فسلم أبوبكر وعمر فلم يردوا
عليهما السلام ، ثم قام علي عليه السلام فسلم فردوا عليه السلام ، فقال أبوبكر : ياعلي
مابالهم ردوا عليك وما ردوا علينا ؟ فقال لهم علي عليه السلام ، فقالوا : إنا لانرد بعد الموت
إلا على نبي أو وصي نبي ، ثم قال عليه السلام : " ياريح احملينا " فحملتنا ، ثم قال : " يا
ريح ضعينا " فوضعتنا ، فوكز ( 6 ) برجله الارض فتوضأ علي عليه السلام وتوضأنا ، ثم
قال : " ياريح احملينا " فحملتنا ، فوافينا المدينة والنبي صلى الله عليه وآله في صلاة الغداة ، و
هو يقرأ : " أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ( 7 ) " فلما
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة المؤمن : 19 و 20 .
( 2 ) اليقين في إمرة أمير المؤمنين : 133 135 .
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 141 سطر 19 الى ص 149 سطر 18
( 3 ) سعد السعود : 113 116 .
( 4 ) في المصدر و ( د ) : محمد بن أبي يعقوب الدينوري .
( 5 ) قال في المراصد ( 1 : 235 ) بهندف بفتحتين ونون ساكنة وبفتح الدال المهملة وبكسر
وفاء بليد من نواحي بغداد في آخر النهروان .
( 6 ) وكزه : دفعه وضربه .
وفي المصدر : فركز .
والصحيح : فركض .
( 7 ) سورة الكهف : 9 .
[142]
قضى النبي الصلاة قال : ياعلي أخبروني ( 1 ) عن مصيركم أم تحبون أن أخبركم ؟
قالوا : بل تخبرنا يارسول الله ، فقال أنس : فقص القصة كأنه معنا .
قال السيد : يحتمل أن يكون رواية واحدة فرواها أنس مختصرة وجابر
مشروحة ، ويحتمل أن يكون حمل البساط لهم دفعتين روى كل واحد مارآه ( 2 ) .
7 يج : روي أن عليا عليه السلام دخل المسجد بالمدينة غداة يوم وقال رأيت في
النوم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لي ( 3 ) : إن سلمان توفي ، ووصاني بغسله وتكفينه
والصلاة عليه ودفنه ، وها أنا خارج إلى المدائن لذلك ، فقال عمر : خذ الكفن في
بيت المال ( 4 ) ، فقال علي عليه السلام : ذلك مكفي مفروغ منه ، فخرج والناس معه إلى
ظاهر المدينة ، ثم خرج وانصرف الناس ، فلما كان قبل ظهيرة رجع ( 5 ) وقال :
دفنته ، وأكثر الناس لم يصدقوا ( 6 ) حتى كان بعد مدة وصل من المدائن مكتوبا
" إن سلمان توفي في يوم كذا ، ودخل علينا أعرابي فغسله وكفنه وصلى عليه و
دفنه ثم انصرف " فتعجب الناس كلهم ( 7 ) .
8 يج : روي عن أبي الحسين بن غسق ، عن أبي الفضل بن يعقوب البغدادي ،
عن الهيثم بن جميل ، عن عمرو بن عبيد ، عن عيسى بن سلام ، عن علي بن نصر بن سنان
عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، عن حذيفة بن اليمان قال : بينما النبي صلى الله عليه وآله
جالس مع أصحابه إذ أقبلت الريح الدبور ( 8 ) ، فقال لها النبي صلى الله عليه وآله : أيتها الريح
الدبور أستودعك إخواننا فرديهم إلينا ، قالت : قد أمرت بالسمع والطاعة لك ،
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : أتخبروني .
( 2 ) سعد السعود : 112 113 .
( 3 ) في المصدر : فقال لي .
( 4 ) " : من بيت المال .
( 5 ) " : قبل ظهيرة ذلك اليوم رجع .
( 6 ) " : لم يصدقوه .
( 7 ) الخرائج والجرائح : 85 .
( 8 ) الدبور : الريح الغربية .
تقابل الصبا ، وهي الريح الشرقية .
[143]
فدعا ببساط كان أهدي إليه فبسطه ، ثم دعا بعلي بن أبي طالب فأجلسه عليه ثم دعا
بأبي بكر وعمر وعثمان وعبدالرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعمار
ابن ياسر والمقداد بن الاسود الكندي وأبي ذر وسلمان وأجلسهم عليه ، ثم قال : أما إنكم
سائرون إلى موضع فيه ماء ، فانزلوا وتوضؤوا وصلوا ركعتين وأدوا الرسالة كما
يؤدى إليكم ، ثم قال : أيتها الريح استعلي بإذن الله ، فحملتهم حتى رمتهم في
بلاد الروم عند أصحاب الكهف ، فنزلوا ، وتوضؤوا وصلوا ، فأول من تقدم إلى
باب الكهف أبوبكر ، فسلم فلم يردوا ، ثم عمر فسلم فلم يردوا ، ثم تقدم واحد
بعد واحد يسلم فلم يردوا ، ثم قام علي بن أبي طالب عليه السلام فأفاض عليه الماء وصلى ركعتين
ثم مشى إلى باب الغار فسلم بأحسن ما يكون من السلام ، فانصدع الكهف ، ثم
قاموا إليه فصافحوه وقالوا : يابقية الله في خلقه بعد رسول الله ، ثم رد الكهف كما كان
فحملتهم الريح وجاءت بهم إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وقد خرج النبي صلى الله عليه وآله لصلاة
الفجر فصلوا معه ( 1 ) .
9 قب : كتاب ابن بابويه وأبي القاسم البستي والقاضي أبوعمرو بن أحمد
عن جابر وأنس أن جماعة تنقصوا عليا عند عمر ، فقال سلمان : أوماتذكر يا عمر
اليوم الذي كنت فيه وأبوبكر وأنا وأبوذر عند رسول الله صلى الله عليه وآله وبسط لنا شملة و
أجلس كل واحد منا على طرف وأخذ بيد علي عليه السلام وأجلسه في وسطها ثم قال :
قم يا أبا بكر وسلم على علي عليه السلام بالامامة وخلافة المسلمين ، وهكذا كل واحد
منا ، ثم قال : قم ياعلي وسلم على هذا النور يعني الشمس ، فقال أمير المؤمنين
عليه السلام : أيتها الآية المشرقة السلام عليك فأجابته القرصة وارتعدت وقالت
عليك السلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم إنك أعطيت لاخي سليمان صفيك
ملكا وريحا غدوها شهر ورواحها شهر اللهم أرسل تلك لتحملهم إلى أصحاب الكهف
وأمرنا أن نسلم على أصحاب الكهف ، فقال علي عليه السلام : يا ريح احملينا ، فإذا نحن
في الهواء ، فسرنا ماشاء الله ، ثم قال : ياريح ضعينا ، فوضعتنا عند الكهف ، فقام كل
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
[144]
واحد منا وسلم فلم يردوا الجواب ، فقام علي عليه السلام فقال : " السلام عليكم أهل
الكهف " فسمعنا : وعليك السلام ياوصي محمد ، إنا قوم محبوسون ههنا في زمن
دقيانوس ، فقال ( 1 ) : لم لم تردوا سلام القوم ؟ فقالوا : نحن فتية لانرد إلا على نبي
أو وصي نبي ، وأنت وصي خاتم النبيين وخليفة رسول رب العالمين ، ثم قال :
خذوا مجالسكم فأخذنا مجالسنا ثم قال : ياريح احملينا ، فإذا نحن في الهواء ،
فسرنا ماشاء الله ، ثم قال : ياريح ضعينا فوضعتنا ، ثم ركض برجله الارض فنبعت
عين ماء فتوضأ وتوضأنا ثم قال : ستدركون الصلاة مع النبي أو بعضها ، ثم قال :
ياريح احملينا ، ثم قال : ضعينا ، فوضعتنا فإذا نحن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وقد
صلى من الغداة ركعة .
فقال أنس : فاستشهدني علي وهو على منبر الكوفة فداهنت ، فقال : إن كنت
كتمتها مداهنة بعد وصية رسول الله صلى الله عليه وآله إياك فرماك الله ببياض في جسمك ولظى
في جوفك وعمى في عينيك ، فبما برحت حتى برصت وعميت ، فكان أنس لا يطيق
الصيام في شهر رمضان ولا غيره ، والبساط أهدوه أهل هربوق ، والكهف في بلاد روم
في موضع يقال له " اركدى " وكان في ملك باهندق ، وهو اليوم اسم الضيقة ( 2 ) .
وفي خبر أن الكساء أتى به حطي بن الاشرف أخو كعب ، فلما رأى معجزات
علي عليه السلام أسلم وسماه النبي صلى الله عليه وآله محمدا ( 3 ) .
10 ارشاد القلوب : عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : دخل أبوبكر
وعمر وعثمان على رسول الله فقالوا : ما بالك يارسول الله ( 4 ) تفضل علينا عليا في كل
حال ؟ قال : ما أنا فضلته بل الله تعالى فضله ، فقالوا : وما الدليل ؟ فقال صلى الله عليه وآله :
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : من زمن دقيانوس ، فقال لهم اه .
( 2 ) الصحيح كما في المصدر : اسم الضيعة .
( 3 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 474 475 .
( 4 ) في المصدر : يا رسول الله ما بالك .
[145]
إذا لم تقبلوا ( 1 ) مني فليس من الموتى عندكم أصدق من أهل الكهف ، وأنا أبعثكم
وعليا فأجعل ( 2 ) سلمان شاهدا عليكم إلى أصحاب الكهف ، حتى تسلموا عليهم ،
فمن أحياهم الله له وأجابوه كان الافضل ، قالوا : رضينا ، فأمر فبسط بساطا ( 3 ) له ،
ودعا بعلي عليه السلام فأجلسه وسط البساط ، وأجلس كل واحد ( 4 ) على قرنة من البساط
وأجلس سلمان على القرنة الرابعة ( 5 ) ، ثم قال : ياريح احمليهم إلى أصحاب الكهف
ورديهم إلي ، قال سلمان : فدخلت الريح تحت البساط وسارت بنا ، وإذا نحن
بكهف عظيم فحطتنا عليه ، فقال علي عليه السلام : ياسلمان هذا الكهف والرقيم ، فقل
للقوم يتقدمون أو نتقدم ؟ فقالوا : نحن نتقدم ، فقام كل واحد منهم فصلى
ركعتين ودعا ونادى : يا أصحاب الكهف ، فلم يجبه أحد ، فقام أمير المؤمنين عليه السلام
بعدهم فصلى ركعتين ودعا ونادى : ياأصحاب الكهف ، فصاح الكهف ( 6 ) وصاح القوم
من داخله بالتلبية ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : السلام عليكم أيها الفتية الذين
آمنوا بربهم فزادهم هدى ، فقالوا : وعليك السلام ياأخا رسول الله ووصيه و
أمير المؤمنين ، لقد أخذ الله علينا العهد بإيماننا بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وآله وبالولاية
يا أمير المؤمنين لك ( 7 ) إلى يوم القيامة يوم الدين فسقط القوم على وجوههم وقالوا
لسلمان : يا أبا عبدالله ردنا ، فقال : وما ذاك إلي ( 8 ) ، فقالوا : يا أبا الحسن ردنا
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : إذ لم تقبلوا .
( 2 ) " : وأجعل .
( 3 ) " : فبسط له بساط .
( 4 ) " : كل واحد منهم .
( 5 ) القرنة بضم القاف : الطرف الشاخص من كل شئ .
( 6 ) في المصدر : فقام كل واحد منهم وصلى ودعا وقال : السلام عليكم يا أصحاب الكهف ، فلم
يجبهم أحد ، فقام أمير المؤمنين عليه السلام فصلى ركعتين ودعا ونادى : يا أصحاب الكهف ، فصاح
الكهف اه .
( 7 ) في المصدر : بعد ايماننا بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وآله لك يا أمير المؤمنين
بالولاء .
( 8 ) في المصدر : وما ذلك لي .
[146]
فقال عليه السلام : ياريح ردينا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فحملتنا فإذا نحن بين يديه ، فقص
عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله كل ماجرى وقال : هذا حبيبي جبرئيل عليه السلام أخبرني به ،
فقالوا : الآن علمنا أن فضل علي علينا من أمر الله عز وجل لامنك ( 1 ) .
11 عيون المعجزات للسيد المرتضى : حدثني أبوعلي يرفعه إلى
الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : جرى بحضرة السيد محمد صلى الله عليه وآله ذكر سليمان
ابن داود عليهما السلام والبساط وحديث أصحاب الكهف وأنهم موتى أو غير موتى ، فقال صلى الله عليه وآله :
من أحب منكم أن ينظر باب الكهف ويسلم عليه ؟ فقال أبوبكر وعمر وعثمان : نحن
يارسول الله ، فصاح صلى الله عليه وآله : يا درحان بن مالك ، وإذا بشاب قد دخل بثياب عطرة ،
فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ائتنا ببساط سليمان عليه السلام ، فذهب ووافى بعد لحظة ومعه
بساط طوله أربعون في أربعين من الشعر الابيض ، فألقى في صحن المسجد وغاب ،
فقال النبي صلى الله عليه وآله لبلال وثوبان مولييه : أخرجا هذا البساط إلى باب المسجد وابسطاه
ففعلا ذلك وقام صلى الله عليه وآله وقال لابي بكر وعمر وعثمان وأمير المؤمنين عليه السلام وسلمان :
قوموا وليقعد كل واحد منكم على طرف من البساط وليقعد أمير المؤمنين عليه السلام في
وسطه ، ففعلوا ، ونادى : يامنشبة ، فإذا بريح دخلت تحت البساط فرفعته حتى
وضعته بباب الكهف الذي فيه أصحاب الكهف ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام لابي بكر :
تقدم وسلم عليهم وإنك شيخ قريش فقال : يا علي ما أقول ؟ فقال عليه السلام : قل :
السلام عليكم أيها الفتية الذين آمنوا بربهم ، السلام عليكم يا نجباء الله في أرضه ،
فتقدم أبوبكر إلى الكهف وهو مسدود ، فنادى بما قال له أمير المؤمنين عليه السلام ثلاث
مرات فلم يجبه أحد ، فجاء وجلس ، وقال : يا أمير المؤمنين ما أجابوني ، فقال
أمير المؤمنين عليه السلام : قم يا عمر ثم قل كما قاله صاحبك ، فقام وقال مثل قوله ثلاث
مرات ، فلم يجب أحد مقالته ، فجاء وجلس ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام لعثمان : قم
أنت وقل مثل قولهما ، فقام وقال فلم يكلمه أحد ، فجاء وجلس ، فقال أمير المؤمنين
عليه السلام لسلمان : تقدم أنت وسلم عليهم ، فقام وتقدم فقال مثل مقالة الثلاثة ،
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) إرشاد القلوب 2 : 78 80 .
[147]
وإذا بقائل يقول من داخل الكهف : أنت عبد امتحن الله قلبك بالايمان ، وأنت من
خير وإلى خير ، ولكنا أمرنا أن لانرد إلا على الانبياء والاوصياء ، فجاء وجلس ،
فقام أمير المؤمنين عليه السلام فقال : السلام عليكم يانجباء الله في أرضه الوافين بعهده ،
نعم الفتية أنتم ، وإذا بأصوات جماعة : وعليك السلام يا أمير المؤمنين وسيد المسلمين
وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، فاز والله من والاك ، وخاب من عاداك ، فقال
أمير المؤمنين عليه السلام : لم لم تجيبوا أصحابي ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين إنا نحن أحياء
محجوبون عن الكلام ، ولا نجيب إلا الانبياء أو وصي نبي ، وعليك السلام وعلى
الاوصياء من بعدك حتى يظهر حق الله على أيديهم ، ثم سكتوا ، وأمر أمير المؤمنين
عليه السلام المنشبة فحملت البساط ، ثم ردته إلى المدينة وهم عليه كما كانوا ، وأخبروا
رسول الله صلى الله عليه وآله بما جرى ، قال الله تعالى : " إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا
آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا " ( 1 ) .
12 كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن الاهوازي
عن الحجال ، عن ثعلبة ، عن زكريا الزجاجي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :
إن عليا عليه السلام كان فيما ولي بمنزلة سليمان بن داود ، قال له سبحانه : " هذا عطاؤنا
فامنن أو أمسك بغير حساب " ( 2 ) .
13 فر : الحسن بن علي بن رحيم معنعنا عن جابر الانصاري قال : افتقدت
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام [ و ] لم أره بالمدينة أياما ، فغلبني الشوق ، فجئت
فأتيت أم سلمة المخزومية ، فوقفت بالباب ، فخرجت وهي تقول : من بالباب ؟ فقلت :
أنا جابر بن عبدالله ، فقالت : ما حاجتك ياأخا الانصاري ؟ فقلت : إني فقدت ( 3 ) سيدي
أمير المؤمنين عليه السلام لم أره بالمدينة مذ أيام ، فغلبني الشوق إليه ، أتيتك لاسألك ما
فعل أمير المؤمنين عليه السلام ، فقالت : يا جابر أمير المؤمنين في السفر ، فقلت : في أي
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) مخطوط ، ولم نظفر بنسخته .
والاية في سورة الكهف : 10 .
( 2 ) " ، والاية في سورة ص : 39 .
( 3 ) في المصدر : فقالت ماحاجتك ؟ قلت : إني فقدت اه .
وفي ( م ) و ( د ) : فقالت : يا
جابر ماحاجتك ؟ .
[148]
سفر ؟ فقالت : يا جابر علي في برحات ( 1 ) منذ ثلاث ، فقلت : في أي برحات ؟
فأجافت الباب ( 2 ) دوني ، فقالت : يا جابر ظننتك أعلم مما أنت ( 3 ) ، صر إلى مسجد
النبي صلى الله عليه وآله فانك سترى عليا ، فأتيت المسجد فإذا أنا بساجد من نور وسحاب من
نور ولا أرى عليا ، فقلت : يا عجبا غرتني أم سلمة ، فتلبثت قليلا إذ تطأمن السحاب
وانشقت ونزل منها أمير المؤمنين عليه السلام وفي كفه سيف يقطر دما ، فقام إليه الساجد
فضمه إليه وقبل بين عينيه وقال : الحمد لله يا أمير المؤمنين الذي نصرك على أعدائك
وفتح على يدك ( 4 ) ، لك إلي حاجة ؟ قال : حاجتي إليك أن تقرأ ملائكة السماوات
مني السلام وتبشرهم بالنصر ، ثم ركب السحاب فطار ، فقمت إليه وقلت : يا
أمير المؤمنين لم أرك بالمدينة أياما فغلبني الشوق إليك فأتيت أم سلمة المخزومية
لاسألها عنك ، فوقفت بالباب فخرجت تقول ( 5 ) : من بالباب ؟ فقلت : أنا جابر ،
فقالت : ماحاجتك يا أخا الانصار ؟ فقلت : إني فقدت أمير المؤمنين عليه السلام ولم أره
بالمدينة ، فأتيتك لاسألك ما فعل أمير المؤمنين عليه السلام ، فقالت : يا جابر اذهب إلى
المسجد ستراه ، ( 6 ) فأتيت المسجد فإذا أنا بساجد من نور وسحاب من نور ولا أراك ،
فلبثت قليلا إذ تطأمن السحاب وانشقت ونزلت وفي يدك سيف يقطر دما ، فأين
كنت يا أمير المؤمنين ؟ قال : يا جابر كنت في برحات منذ ثلاث ، فقلت : وايش ( 7 )
صنعت في برحات ؟ فقال لي : يا جابر ما أغفلك ! أما علمت أن ولايتي عرضت
على أهل السماوات ومن فيها وأهل الارضين ومن فيها ، فأبت طائفة من الجن
ولايتي .
فبعثني حبيبي محمد بهذا السيف ، فلما وردت الجن افترقت الجن ثلاث
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : " برجات " في الموضعين وكذا فيما يأتي .
( 2 ) أجاف الباب : رده .
( 3 ) في المصدر : مما أنت فيه .
( 4 ) " " : على يديك .
( 5 ) " " : فخرجت وهي تقول .
( 6 ) " " : فانك ستراه .
( 7 ) أي وأي شئ .
[149]
فرق : فرقة طارت بالهواء فاحتجبت مني ، وفرقة آمنت بي وهي الفرقة التي نزل ( 1 )
فيها الآية من " قل أوحي " وفرقة جحدتني حقي فجادلتها بهذا السيف سيف حبيبي
محمد حتى قتلتها عن آخرها ، فقلت : الحمد لله يا أمير المؤمنين ، فمن كان الساجد ؟
قال : أكرم الملائكة ( 2 ) على الله صاحب الحجب وكله الله تعالى بي ، إذا كان أيام
الجمعة يأتيني بأخبار السماوات والسلام من الملائكة ، ويأخذ السلام من ملائكة
السماوات إلي ( 3 ) .
بيان : البرحات كأنه جمع البراح وهو المتسع من الارض لا ذرع بها ولا شجر ،
وهو غير موافق للقياس ، وفي بعض النسخ بالجيم ، وكأنه أيضا جمع البرج على غير
القياس ، ولعل فيه تصحيفا .
والتطأمن : الانخفاض .
14 يف : ابن المغازلي في كتاب المناقب والثعلبي في تفسيره عن أنس بن مالك
قال : أهدي لرسول الله بساط من خندق ، فقال لي : ياأنس ابسطته فبسطته ، ثم قال :
ادع العشرة ، فدعوتهم ، فلما دخلوا عليه أمرهم بالجلوس على البساط ، ثم دعا
عليا عليه السلام وناجاه طويلا ، ثم رجع علي على البساط ( 4 ) ، ثم قال : ياريح احملينا
فحملتنا الريح [ قال ] فإذا البساط يدف بنادفا ( 5 ) ، ثم قال : ياريح ضعينا ، ثم قال علي
أتدرون في أي مكان أنتم ؟ قلنا : لا ، قال : هذا موضع الكهف والرقيم ، قوموا
فسلموا على إخوانكم ، قال أنس : فقمنا رجلا رجلا فسلمنا عليهم فلم يردوا علينا
السلام ، فقام علي عليه السلام فقال : السلام عليكم يامعشر الصديقين والشهداء ، فقالوا :
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، قال : فقلت : ما بالهم ردوا عليك ولم يردوا علينا ؟
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 149 سطر 19 الى ص 157 سطر 18
فقال لهم : ما بالكم لم تردوا على إخواني ؟ فقالوا : إنا معشر الصديقين والشهداء
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : نزلت .
( 2 ) " " : فقال لي : ياجابر إن الساجد أكرم الملائكة اه .
( 3 ) تفسير فرات : 192 و 193 .
( 4 ) في المصدر : ثم رجع فجلس على البساط .
( 5 ) دف الطائر : حرك جناحيه كالحمام .
وفي المصدر : " يذف بناذفا " وذف الامر :
أسرع .
[150]
لانكلم بعد الموت إلا نبيا أو وصيا ، قال ( 1 ) : ياريح احملينا ، فحملتنا تدف بنادفا ( 2 )
ثم قال : يا ريح ضعينا ، فوضعتنا فإذا نحن بالحرة ، قال : فقال علي عليه السلام :
ندرك النبي صلى الله عليه وآله في آخر ركعة ، فتوضأنا وأتيناه ، وإذا النبي يقرأ في آخر ركعة :
" أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ( 3 ) " وزاد الثعلبي في
هذا الحديث على ابن المغازلي : قال : فصاروا إلى رقدتهم ( 4 ) إلى آخر الزمان عند
خروج المهدي عليه السلام فقال : إن المهدي يسلم عليهم فيحييهم الله عزوجل له ، ثم
يرجعون إلى رقدتهم فلا يقومون إلى يوم القيامة ( 5 ) .
مد : بإسناده عن ابن المغازلي ، عن أبي طاهر محمد بن علي البغدادي ، عن
أبي بكر أحمد بن جعفر الجبلي ، عن عمر بن أحمد ، عن عمر بن الحسن بن إدريس ،
عن عبدالرزاق بن همام ، عن معمر بن أبان ، عن أنس بن مالك مثله ( 6 ) .
15 ختص : أحمد بن عبدالله ، عن عبدالله بن محمد العبسي ، عن حماد بن سلمة
عن الاعمش ، عن زياد بن وهب ، عن عبدالله بن مسعود قال : أتيت فاطمة صلوات الله
عليها فقلت لها : أين بعلك ؟ فقالت : عرج به جبرئيل إلى السماء ، فقلت : فيماذا ؟
فقالت إن نفرا من الملائكة تشاجروا في شئ فسألوا حكما من الآدميين ، فأوحى الله
إليهم أن تخيروا ، فاختاروا علي بن أبي طالب عليه السلام ( 7 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : ثم قال .
( 2 ) " " : تذف بناذفا .
( 3 ) سورة الكهف : 9 .
( 4 ) الرقدة : النومة .
( 5 ) الطرائف : 21 .
( 6 ) العمدة : 194 و 195 .
( 7 ) الاختصاص : 213 .