[171]
فض : عن أبي سعيد مثله ( 1 ) .
ايضاح : قال الفيروزآبادي : الزوبعة : اسم شيطان أو رئيس للجن ، ومنه
سمي الاعصار زوبعة ( 2 ) .
10 شف : من أربعين محمد بن أبي الفارس ، عن سعد بن أبي طالب الرازي ، عن
عمه زين الدين عبدالجليل ، عن عبدالوهاب ، ( 3 ) عن محمد بن مروك القزويني ، عن
مسعود بن إبراهيم ، عن يحيى بن يوسف ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن ابن يزيد
عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن سعد بن أبي وقاص
أنه قال : بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وآله معنا إذ خرج علينا مما يلي الركن
اليماني شئ عظيم كأعظم مايكون من الفيلة ، فتفل رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : لعنت
أو خزيت شك سعد فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : ماهذا
يارسول الله ؟ قال : أوما تعرفه يا علي ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : هذا إبليس ،
فوثب علي من مكانه وأخذ بناصيته وجذبه عن مكانه ، ثم قال : أقتله يا رسول الله ؟
قال : أو ماعلمت يا علي أنه قد أجل إلى الوقت المعلوم ، فجذبه من يده ووقف
وقال : مالي ومالك يا ابن أبي طالب ؟ والله مايبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه ( 4 ) .
11 فض ، يل : بالاسناد يرفعه عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن جده
الشهيد عليهم السلام قال : كان علي بن أبي طالب عليه السلام يخطب بالناس يوم الجمعة على منبر
الكوفة إذ سمع وجبة عظيمة ( 5 ) ، وعدوا الرجال يتواقعون بعضهم على بعض ، فقال
لهم أمير المؤمنين عليه السلام : ما بالكم ياقوم ؟ قالوا : ثعبان عظيم قد دخل من باب المسجد
كأنه النخلة السحوق ، ونحن نفزع منه ونريد أن نقتله فلا نقدر عليه ، فقال :
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الروضة : 34 و 35 .
( 2 ) القاموس 3 : 33 .
( 3 ) في المصدر : عن ابي عبدالوهاب .
وفي ( م ) : عن ابيه ابي عبدالوهاب .
( 4 ) اليقين في إمرة أمير المؤمنين : 71 .
( 5 ) الوجبة : السقطة مع الهدة أو صوت الساقط .
[172]
لاتقربوه وطرقوا له ، فإنه رسول إلي قد جاءني في حاجة ، قال : فعند ذلك فرجوا
له ، فما زال يخترق الصفوف إلى أن وصل إلى عيبة علم رسول الله صلى الله عليه وآله ثم جعل
ينق نقيقا ، فجعل الامام عليه السلام ينق مثل مانق له ، ثم نزل عن المنبر وانسل من
الجماعة ، فما كان أسرع أن غاب فلم يروه ، فقالت الجماعة : يا أمير المؤمنين ماهذا
الثعبان ؟ قال : هذا درجان بن مالك خليفتي على الجن المؤمنين ، وذلك أنهم
اختلف عليهم شئ من أمر دينهم فأنفذوه إلي ليسألني عنه فأجبته ، فاستعلم جوابها
ثم رجع إليهم ( 1 ) .
بيان : قال الجزري : فيه " كالنخلة السحوق " أي الطويلة التي بعد ثمرها
على المجتني " ( 2 ) .
وقال : " فيه : فانسللت بين يديه " أي مضيت وخرجت بتأن و
تدريج ( 3 ) .
12 فر : محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا ، عن عبدالله بن عباس قال : بينا
رسول الله صلى الله عليه وآله جالس إذا نظر إلى حية كأنها بعير ، فهم علي أن يضربها بالعصا
فقال له النبي صلى الله عليه وآله : إنه إبليس وإني قد أخذت عليه شروطا ، مايبغضك مبغض
إلا شارك ( 4 ) في رحم أمه وذلك قوله تعالى : " وشاركهم في الاموال والاولاد ( 5 ) " .
13 كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن عمر ، عن إبراهيم بن السندي ، عن يحيى الازرق قال : قال أبوعبدالله عليه السلام احتفر أمير المؤمنين عليه السلام
بئرا فرموا فيها ، فأخبر بذلك فجاء حتى وقف عليها فقال : لتكفن أو لاسكننها
الحمام ؟ ثم قال ( 6 ) أبوعبدالله عليه السلام : إن حفيف أجنحتها يطرد الشياطين ( 7 ) .
14 مشارق الانوار للبرسي : بإسناده عن أبان بن تغلب ، عن جعفر بن
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الروضة : 148 .
الفضائل : 73 و 74 .
( 2 ) النهاية 2 : 150 .
( 3 ) " 2 : 176 .
( 4 ) في المصدر : إلا شاركه .
( 5 ) تفسير فرات : 86 و 87 .
والاية في سورة بني إسرائيل : 64 .
( 6 ) في المصدر : قال : قال أبوعبدالله عليه السلام .
( 7 ) فروع الكافي ( الجزء السادس من الطبعة الحديثة ) : 548 .
[173]
محمد عليهما السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة يخطب وحوله الناس
فجاء ثعبان ينفخ في الناس وهم يتحاودون عنه ( 1 ) ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : وسعوا
له ، فأقبل حتى رقا المنبر والناس ينظرون إليه ، ثم قبل أقدام أمير المؤمنين عليه السلام
وجعل يتمرغ عليها ( 2 ) ، ونفخ ثلاث نفخات ثم نزل وانساب ( 3 ) ، ولم يقطع
أمير المؤمنين عليه السلام خطبته ، فسألوه عن ذلك فقال : هذا رجل من الجن ذكر أن
ولده قتله رجل من الانصار اسمه جابر بن سبيع عند خفان من غير أن يتعرض له
بسوء ، وقد استوهبت دم ولده ، فقام إلى رجل طويل بين الناس وقال : أنا الرجل
الذي قتلت الحية في المكان المذكور ( 4 ) ، وإني منذ قتلتها لا أقدر أستقر ( 5 ) في مكان
من الصياح والصراخ ، فهربت إلى الجامع ، وإني منذ سبعة أيام ( 6 ) ههنا ، فقال
له أمير المؤمنين عليه السلام : خذ جملك واعقره في موضع ( 7 ) قتلت الحية وامض لابأس
عليك ( 8 ) .
15 ن : بالاسناد إلى دارم ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام ، عن أمير المؤمنين
عليه السلام قال : كنت جالسا عند الكعبة ، فإذا شيخ محدودب ( 9 ) قد سقط حاجباه
على عينيه من شدة الكبر ، وفي يده عكازة وعلى رأسه برنس أحمر وعليه مدرعة من
الشعر ، فدنا إلى النبي صلى الله عليه وآله والنبي مسند ظهره على الكعبة ( 10 ) ، فقال : يارسول الله
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) حاد عنه : مال .
( 2 ) تمرغ في التراب : تقلب .
( 3 ) انسابت الحية : جرت وتدافعت في مشيها .
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 173 سطر 19 الى ص 181 سطر 18
( 4 ) في المصدر : في المكان المشار إليه .
( 5 ) " " : أن استقر .
( 6 ) " " : وأنا منذ سبع ليال .
( 7 ) " " : في مكان .
( 8 ) مشارق الانوار : 93 .
( 9 ) حدب الرجل : خرج ظهره ودخل صدره وبطنه .
( 10 ) في المصدر : وهو مسند ظهره إلى الكعبة .
[174]
ادع لي بالمغفرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ( 1 ) : خاب سعيك يا شيخ وضل عملك ، فلما
تولى الشيخ قال لي : يا أبا الحسن أتعرفه ؟ فقلت ( 2 ) : لا ، قال : ذلك اللعين إبليس
قال علي عليه السلام : فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته إلى الارض ، وجلست على
صدره ووضعت يدي في حلقه لاخنقه ، فقال لي : لاتفعل يا أبا الحسن فإني من
المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ، والله ( 3 ) يا علي إني لاحبك جدا ، وما أبغضك
أحد إلا شركت أباه في أمه فصار ولد زنا ، فضحكت وخليت سبيله ( 4 ) .
16 ع : ابن سعيد الهاشمي ، عن فرات ، عن محمد بن علي بن معمر ( 5 ) ، عن
أحمد بن علي الرملي ، عن أحمد بن موسى ، عن يعقوب بن إسحاق ، عن عمر بن منصور
عن إسماعيل بن أبان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبيه ، عن أبي هارون العبدي ،
عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : كنا بمنى مع رسول الله صلى الله عليه وآله إذ بصرنا برجل
ساجد وراكع ومتضرع ، فقلنا : يا رسول الله ما أحسن صلاته ! فقال صلى الله عليه وآله : هو الذي
أخرج أباكم من الجنة ، فمضى إليه علي عليه السلام غير مكترث ( 6 ) ، فهزه هزة أدخل
أضلاعه اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى ، ثم قال : لاقتلنك إن شاء الله ، فقال
لن تقدر على ذلك إلى أجل معلوم من عند ربي ، مالت تريد قتلي فوالله ما أبغضك
أحد إلا سبقت نطفتي إلى رحم أمه قبل نطفة أبيه ، ولقد شاركت مبغضيك في
الاموال والاولاد ، وهو قول الله عزوجل في محكم كتابه : " وشاركهم في الاموال
والاولاد ( 7 ) " .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) كذا في ( ك ) .
وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : فقال النبي صلى الله عليه وآله .
( 2 ) في المصدر : قلت اللهم لا .
( 3 ) " " : ووالله .
( 4 ) عيون الاخبار : 229 .
( 5 ) في النسخ " معتمر " لكنه سهو ، راجع جامع الرواة 2 : 158 .
( 6 ) اكترث للامر : بالى به ، يقال : هو لايكترث لهذا الامر أي لا يعبأ به ولا يباليه .
والهز : التحريك .
( 7 ) علل الشرائع : 58 و 59 .
والاية في سورة بني إسرائيل : 64 .
[175]
17 يج : روي عن مقرن قال : دخلنا جماعة على أبي عبدالله عليه السلام فقال : إن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال لام سلمة : إذا جاء أخي فمريه أن يملا هذه الشكوة من الماء
ويلحقني بها بين الجبلين ومعه سيفه ، فلما جاء علي عليه السلام قالت له : قال أخوك :
املا هذه الشكوة من الماء والحقه بها بين الجبلين ، قالت : فملاها وانطلق حتى
إذا دخل بين الجبلين استقبله طريقان فلم يدر في أيهما يأخذ ، فرأى راعيا على الجبل
فقال : يا راعي هل مر بك رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال الراعي ، ما لله من رسول ، فأخذ
علي عليه السلام جندلة ( 1 ) ، فصرخ الراعي فإذا الجبل قد امتلا بالخيل والرجل ، فما
زالوا يرمونه بالجندل ، واكتنفه طائران أبيضان ، فما زال يمضي ويرمونه حتى لقي
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : ياعلي مالك منهزما ؟ فقال : يارسول الله كان كذا وكذا ، فقال :
وهل تدري من الراعي وما الطائران ؟ قال : لا ، قال : أما الراعي فإبليس وأما
الطائران فجبرئيل وميكائيل ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي خذ سيفي هذا وامض
بين هذين الجبلين ولا تلق أحدا إلا قتلته ولا تهيبه ، فأخذ سيف رسول الله صلى الله عليه وآله و
دخل بين الجبلين ، فرأى رجلا عيناه كالبرق الخاطف وأسنانه كالمنجل ( 2 ) ، يمشي
في شعره ، فشد عليه فضربه ضربة فلم يبلغ شيئا ، ثم ضربه أخرى فقطعه بين
اثنين ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : قتلته ، فقال النبي صلى الله عليه
وآله : الله أكبر ثلاثا هذا يغوث ولا يدخل في صنم يعبد من دون الله حتى تقوم
الساعة ( 3 ) .
بيان : قال الفيروزآبادي : الشكوة ، وعاء من أدم للماء واللبن ( 4 ) .
18 يج ، قب ، شا : من معجزات أمير المؤمنين عليه السلام ما تظاهر به الخبر من
بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله له إلى وادي الجن ، وقد أخبره جبرئيل عليه السلام أن طوائف
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الجندلة : الصخر العظيم .
( 2 ) المنجل : آلة من حديد عكفاء يقضب بها الزرع ونحوه .
( 3 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
( 4 ) القاموس 4 : 349 .
[176]
منهم قد اجتمعوا لكيده ، فأغنى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وكفى الله المؤمنين به كيدهم ،
ودفعهم عن المسلمين بقوته التي بان بها عن جماعتهم ، فروى ( 1 ) محمد بن أبي السري
التميمي ، عن أحمد بن الفرج ، عن الحسن بن موسى النهدي ، عن أبيه ، عن وبرة
ابن الحارث ، عن ابن عباس قال : لما خرج النبي صلى الله عليه وآله إلى بني المصطلق جنب
عن الطريق فأدركه الليل ، فنزل بقرب واد وعر ( 2 ) ، فلما كان في آخر الليل هبط
جبرئيل عليه ( 3 ) يخبره أن طائفة من كفار الجن قد استبطنوا الوادي يريدون كيده
وإيقاع الشر بأصحابه عند سلوكهم إياه ، فدعا أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : اذهب
إلى هذا الوادي فسيعرض لك من أعداء الله الجن من يريدك ، فادفعه بالقوه التي
أعطاك الله عزوجل إياها ، وتحصن منهم بأسماء الله عزوجل التي خصك
بعلمها ( 4 ) ، وأنفذ معه مائة رجل من أخلاط الناس ( 5 ) ، وقال لهم : كونوا معه وامتثلوا
أمره ، فتوجه أمير المؤمنين عليه السلام إلى الوادي ، فلما قرب من شفيره أمر المائة الذين
صحبوه أن يقفوا بقرب الشفير ولا يحدثوا شيئا حتى يؤذن لهم ، ثم تقدم فوقف
على شفير الوادي ، وتعوذ بالله من أعدائه وسمى الله عز اسمه ، وأومأ إلى القوم
الذين اتبعوه أن يقربوا منه ، فقربوا وكان بينهم وبينه فرجة مسافتها غلوة ( 6 ) ،
ثم رام الهبوط إلى الوادي ، فاعترضت ريح عاصف كاد أن تقع القوم على وجوههم
لشدتها ، ولم تثبت أقدامهم على الارض من هول الخصم ومن هول مالحقهم ، فصاح
أمير المؤمنين عليه السلام ، أنا علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب وصي رسول الله صلى الله عليه وآله و
ابن عمه ، اثبتوا إن شئتم ، فظهر للقوم أشخاص على صور الزط يخيل في أيديهم
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) إلى هنا لايوجد في الارشاد فقط .
( 2 ) الوعر : المكان الصلب والمخيف الوحش .
وقال في القاموس : الوعر جبل .
( 3 ) في الارشاد والمناقب : هبط عليه جبرئيل .
( 4 ) " " : خصك بها وبعلمها .
( 5 ) أي من أصناف الناس .
( 6 ) الغلوة : مسافة يسيرها السهم عند الرمي .
[177]
شعل النيران ، قد اطمأنوا وأطافوا بجنبات الوادي ، فتوغل ( 1 ) أمير المؤمنين عليه السلام
بطن الوادي وهو يتلو القرآن وهو يوئي ( 2 ) بسيفه يمينا وشمالا ، فما لبث الاشخاص
حتى صارت كالدخان الاسود ، وكبر أمير المؤمنين عليه السلام ثم صعد من حيث انهبط
فقام مع القوم الذين اتبعوه حتى اصفر الموضع عما اعتراه ، فقال له أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله : مالقيت يا أبا الحسن ؟ فلقد كدنا أن نهلك خوفا وأشفقنا عليك أكثر
مما لحقنا ، فقال عليه السلام لهم : إنه لما تراءى لي العدو جهرت فيهم بأسماء الله تعالى
فتضاءلوا ( 3 ) ، وعلمت ما حل بهم من الجزع ، فتوغلت الوادي غير خائف منهم ،
ولو بقوا على هيأتهم لاتيت على أنفسهم ( 4 ) ، وقد كفى الله كيدهم وكفى أمير المؤمنين
شرهم ( 5 ) ، وستسبقني بقيتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يؤمنون به ، وانصرف أمير المؤمنين
عليه السلام بمن معه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبره الخبر ، فسري عنه ودعا له بخير ،
وقال له : كيف قد سبقك يا علي من أخافه الله بك وأسلم ( 6 ) وقبلت إسلامه ، ثم ارتحل
بجماعة المسلمين حتى قطعوا الوادي آمنين غير خائفين ، وهذا الحديث قد روته
العامة كما روته الخاصة ولم يتناكروا شيئا منه ( 7 ) .
19 أقول : روى الشيخ أحمد بن فهد في المهذب وغيره في غيره بأسانيدهم عن
المعلى بن خنيس قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : يوم النيروز هو اليوم الذي وجه فيه
رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام إلى وادي الجن فأخذ عليهم العهود والمواثيق ( 8 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) توغل في البلاد : ذهب وأبعد .
( 2 ) في الارشاد والمناقب : ويومئ .
( 3 ) تضاءل : صغر وضعف .
( 4 ) في الارشاد : على آخرهم .
( 5 ) الصحيح كما في الارشاد : وكفى المسلمين شرهم .
( 6 ) في الارشاد : وقال له : قد سبقك يا علي إلي من أخافه الله بك فأسلم .
( 7 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 298 .
الارشاد للمفيد : 160 و 161 .
ولم نجده في الخرائج
وقد نقل المصنف الرواية من الارشاد وما في المناقب يضاهيها .
( 8 ) مخطوط .
[178]
20 شا : روى حملة الآثار ورواة الاخبار أن أمير المؤمنين عليه السلام كان
يخطب ( 1 ) على منبر الكوفة إذ ظهر ثعبان من جانب المنبر وجعل يرقى حتى دنا من
أمير المؤمنين عليه السلام فارتاع الناس لذلك وهموا بقصده ودفعه عن أمير المؤمنين عليه السلام
فأومأ إليهم بالكف عنه ، فلما صار على المرقاة التي عليها أمير المؤمنين عليه السلام قائم
انحنى إلى الثعبان ، وتطاول الثعبان إليه حتى التقم أذنه ( 2 ) ، وسكت الناس و
تحيروا لذلك ، ونق نقيقا سمعه كثير منهم ، ثم إنه زال عن مكانه وأمير المؤمنين
عليه السلام يحرك شفتيه والثعبان كالمصغي إليه ، ثم انساب وكأن الارض
ابتلعته ، وعاد أمير المؤمنين عليه السلام إلى خطبته فتممها ، فلما فرغ منها ونزل
اجتمع الناس إليه يسألونه عن حال الثعبان والاعجوبة فيه ، فقال لهم : ليس ذلك
كما ظننتم ، إنما هو حاكم من حكام الجن التبست عليه قضية ، فصار إلي أن
يستفهمني ( 3 ) عنها فأفهمته إياها ، ودعا لي بخير وانصرف ( 4 ) .
21 قب : جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي ائت
الوادي ، فدخل الوادي ودار فيه فلم ير أحدا ، حتى إذا صار على بابه لقيه شيخ
فقال : ما تصنع هنا ؟ قال : أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله قال : تعرفني ؟ قال : ينبغي أن
تكون أنت الملعون ، فقال : ما ترى أصارعك ؟ فصارعه فصرعه علي عليه السلام ، فقال
قم عني حتى أبشرك ، فقام عنه فقال : بم تبشرني يا ملعون ؟ قال : إذا كان يوم
القيامة صار الحسن عن يمين العرش والحسين عن يسار العرش يعطون شيعتهم الجواز
من النار ، فقام إليه فقال : أصارعك مرة أخرى ؟ قال : نعم ، فصرعه مرة أخرى
أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال : قم عني حتى أبشرك ، فقام عنه ، قال : لما خلق الله
تعالى آدم أخرج ذريته عن ظهره ( 5 ) مثل الذر ، فأخذ ميثاقهم " ألست بربكم قالوا
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : كان ذات يوم يخطب .
( 2 ) أي ساره .
( 3 ) في المصدر : فصار إلي يستفهمني .
( 4 ) الارشاد للمفيد : 165 و 166 .
( 5 ) في المصدر : من ظهره .
وفي ( م ) و ( د ) : على ظهره .
[179]
بلى " فأشهدهم على أنفسهم ، فأخذ ميثاق محمد وميثاقك ، فعرف وجهك الوجوه و
روحك الارواح ، فلا يقول لك أحد يحبك ( 1 ) إلا عرفته ، ولا يقول لك [ أحد ]
أبغضك إلا عرفته ، قال : قم صارعني ثالثة ، قال : نعم فصارعه فاعتنقه ، ثم صارعه
فصرعه أمير المؤمنين عليه السلام قال : ياعلي لاتنقضني قم عني حتى أبشرك ، فقال :
أبرأ منك ( 2 ) وألعنك ، قال : والله يا ابن أبي طالب ما أحد يبغضك إلا شركت أباه
في رحم أمه وولده وماله ، أما قرأت كتاب الله : " وشاركهم في الاموال والاولاد "
الآية ( 3 ) .
فر : إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم الفارسي معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام
مثله ( 4 ) .
22 قب : تاريخ الخطيب وكتاب النطنزي بإسنادهما عن ابن جريح ، عن
مجاهد ، عن ابن عباس ، وبإسناد الخطيب عن الاعمش ، عن أبي وائل عن عبدالله ( 5 ) ، عن
علي بن أبي طالب عليه السلام ، وفي إبانة الخركوشي بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس ، وقد
رواه القاضي أبو الحسن الاشناني عن إسحاق الاحمر ، وروى من أصحابنا جماعة منهم
أبوجعفر بن بابويه في الامتحان ولفظ الحديث للخركوشي قال ابن عباس :
كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب عليهما السلام بفناء الكعبة إذ أقبل شخص
عظيم مما يلي الركن اليماني كفيل ، فتفل رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : لعنت ، فقال
علي عليه السلام : ماهذا يارسول الله ؟ قال : أوما تعرفه ؟ ذاك إبليس اللعين ، فوثب علي
عليه السلام وأخذ بناصيته وخرطومه وجذبه ، فأزاله عن موضعه وقال : لاقتلنه
يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما علمت يا علي أنه قد أجل له إلى يوم
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : فلا يقول لك أحد : احبك .
( 2 ) كذا في ( ك ) ، وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : قال بلى وأبرأ منك .
( 3 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 411 .
( 4 ) تفسير فرات : 40 .
( 5 ) في المصدر : عن أبي عبدالله .
[180]
الوقت المعلوم ؟ فتركه ، فوقف إبليس وقال : ياعلي دعني أبشرك فما لي عليك
ولا على شيعتك سلطان ، والله ما يبغضك أحد إلا شاركت أباه فيه كما هو في القرآن
" وشاركهم في الاموال والاولاد " فقال النبي صلى الله عليه وآله : دعه يا علي ، فتركه .
كتاب إبراهيم روى أبوسارة الشامي بإسناده ، وكتاب ابن فياض روى
إسماعيل بن أبان بإسناده ، كلاهما عن أم سلمة في حديث أنه خرج علي عليه السلام
ومعه بلال يقفوان أثر رسول الله صلى الله عليه وآله حتى انتهيا إلى الجبل ، فانقطع الاثر عنهما
فبينما هما كذلك إذ رفع لهما ( 1 ) رجل متكئ على عصا ، له كساء على عاتقه كأنه
راعي ( 2 ) من هذه الرعاة فقال علي عليه السلام : يا بلال اجلس حتى آتيك بالخبر ،
وتوجه قبل الرجل حتى إذا كان قريبا منه قال : يا عبدالله رأيت رسول الله ؟ فقال
الرجل : وهل لله من رسول ؟ فغضب علي عليه السلام وتناول حجرا ورماه ، فأصاب بين
عينيه ، فصاح صيحة فإذا الارض كلها سواد بين خيل ورجل حتى أطافوا به ، ثم
أقبل علي عليه السلام فبينما هو كذلك إذ أقبل طائران من قبل الجبل ، فأخذ أحدهما
يمنة والآخر يسرة ، فما زالا يضربانهم بأجنحتهما حتى ذهب ذلك السواد ورجع
الطائران حتى أخذا في الجبل ، فقال لبلال : انطلق حتى نتبع هذين الطائرين ،
فصعد علي عليه السلام الجبل وبلال فإذا هما برسول الله صلى الله عليه وآله وقد أقبل من خلف الجبل
فتبسم في وجه علي عليه السلام فقال : يا علي مالي أراك مذعورا ( 3 ) فقص عليه الخبر ،
فقال : تدري ( 4 ) ما الطائران ؟ قال : لا ، قال : ذاك جبرئيل وميكائيل
عليهما السلام كانا عندي يحدثاني ، فلما سمعا الصوت عرفا أنه إبليس ، فأتياك
يا علي ليعيناك ( 5 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر و ( د ) : إذ وقع لهما .
( 2 ) كذا في النسخ والمصدر ، والصحيح : كأنه راع .
( 3 ) ذعر : خاف ، فهو مذعور .
( 4 ) في المصدر : وتدري .
( 5 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 411 و 412 .