[ 11 ]
رسول الله ، فإن فعلوا فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ،
انتهى كلام السيد ( 1 ) .
أقول : وروى ابن الاثير في جامع الاصول من صحيح الترمذي عن البراء
إن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث إلى اليمن جيشين وأمر على أحدهما عليا وعلى الآخر
خالدا ، فقال : إذا كان القتال فعلي ، قال : فافتح علي حصنا فأخذ منه جارية ،
قال : فكتب معي خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بخبره ، قال : فلما قدمت على رسول الله
صلى الله عليه وآله وقرأ الكتاب رأيته يتغير لونه ، فقال : ماترى في رجل يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله ؟ فقلت : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله وإنما أنا رسول ،
فسكت .
وروي أيضا من الترمذي عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن الله تبارك
وتعالى أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم ، قيل : يارسول الله سمهم لنا ، قال :
علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبوذر والمقداد وسلمان ، أمرني بحبهم وأخبرني
أنه يحبهم .
وروى من صحيحي مسلم والترمذي عن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت
النبي صلى الله عليه وآله يقول يوم خيبر : لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله ، فتطاولنا ( 2 ) فقال : أدعوا لي عليا ، فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع
الراية إليه ففتح الله عليه ( 3 ) .
وروى من الصحيحين عن سلمة بن الاكوع قال : كان علي عليه السلام قد تخلف
عن النبي صلى الله عليه وآله في خيبر وكان رمدا ، فقال : أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله فخرج
علي فلحق النبي صلى الله عليه وآله فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : لاعطين ألراية أو ليأخذن الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله أو قال :
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الطرائف : 14 16 .
( 2 ) في تيسير الوصول : قال : فتطاول الناس لها .
( 3 ) أخرج هذه الرواية في تيسير الوصول 3 : 237 .
[ 12 ]
يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ، فإذا نحن بعلي ومانرجوه ، فقالوا : هذا
علي ففتح الله عليه .
وروى أيضا من الصحيحين عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال يوم
خيبر : لاعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله ، قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا
على رسول الله كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقيل : هو
يارسول الله يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا إليه ، فأتي به فبصق في عينه ودعا له فبرئ
حتى كان كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال علي عليه السلام : يارسول الله
أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ قال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم
إلى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله عزوجل فيه ، فوالله لان يهدي الله
بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم .
وروى من الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر :
لاعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ، قال عمر بن الخطاب :
ما احببت الامارة إلا يومئذ ، قال : فتساورت لها ( رجاء ) ؟ أن أدعى لها ، قال : فدعا
رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام فأعطاه إياها وقال : امش ولاتلتفت حتى
يفتح الله عليك ، قال : فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت ، فصرخ برسول الله صلى الله عليه وآله :
على ماذا أقاتل الناس ؟ قال : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله ( 1 ) .
وروى ابن شيرويه في الفردوس عن سهل بن سعد قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : لاعطين
الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لايرجع حتى يفتح عليه
يعني علي بن أبي طالب ( 2 ) .
[ بيان : قال في النهاية : في حديث خيبر : " لاعطين الراية غدا رجلا يحبه الله
ورسوله ويحب الله ورسوله يفتح الله على يديه " ، فبات الناس يدوكون تلك الليلة
*
_________________________________________________________
) * ( 1 و 2 ) مخطوط .
[ 13 ]
أي يخوضون ويموجون فيمن يدفعها إليه ، يقال : وقع الناس في دوكة ودوكة أي
في خوض واختلاط ( 1 ) .
وقال : القطري : أي بالكسر ضرب من البرود فيه حمرة
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 13 سطر 3 الى ص 21 سطر 3
ولها أعلام فيها بعض الخشونة ، وقيل : هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين .
وقال الازهري : في أعراض البحرين قرية يقال لها " قطر " وأحسب الثياب القطرية
نسبت إليها ، فكسر والقاف للنسبة وخففوا .
( 2 ) وكأن المراد بالمصفر المذهب .
وفي القاموس : اشتاف : تطاول ونظر ، وتشوف إلى الخبر تطلع ، ومن السطح :
تطاول ونظر وأشرف .
( 3 ) وبالراء معناه قريب من ذلك ، والاظهر " فتساورت "
قال في النهاية : في الحديث " فتساورت لها أي رفعت لها شخصي .
( 4 ) والتطاول أيضا
قريب منه أي كل منهم يمد عنقه ليراه النبي صلى الله عليه وآله رجاء أن يعطاها .
( 5 ) ]
2 مد : بالاسناد إلى عبدالله بن أحمد ، عن أبيه ، عن وكيع ، عن ابن
ليلى ، ( 6 ) عن المنهال بن عمرو ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : كان أبي يسمر
مع علي عليه السلام وكان علي عليه السلام يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف ،
فقيل له : لو سألته عن هذا فسأله عن هذا ( 7 ) فقال : صدق رسول الله صلى الله عليه وآله بعث إلي
وأنا أرمد يوم خيبر فقلت : يارسول الله إني أرمد ، فتفل في عيني وقال : " اللهم
اذهب عنه الحر والقر " فما وجدت حرا ولا بردا ، قال : وقال : لابعثن رجلا
يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ليس بفرار ، قال فتشوف لها الناس فبعث
عليا عليه السلام ( 8 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) النهاية 2 : 35 .
( 2 ) " 3 : 262 .
( 3 ) القاموس المحيط 3 : 160 .
( 4 ) النهاية 2 : 191 .
( 5 ) هذا البيان من مختصات ( ك ) فقط .
( 6 ) في المصدر : عن ابن ابي ليلى .
( 7 ) " : فسألته عن هذا .
( 8 ) العمدة : 68 .
[ 14 ]
أقول : روى ابن بطريق ما مر من الاخبار من مسند أحمد بن حنبل باثني
عشر طريقا آخر عن أبي سعيد الخدري وسعيد بن المسيب وبريدة وأبي هريرة
وسهل بن سعد وأبي ليلى وسعد بن أبي وقاص ، ومن صحيح مسلم ( 1 ) بستة طرق
عن سلمة بن الاكوع وسهل بن سعد ، ومن صحيح مسلم بستة طرق عن عمر بن
الخطاب وابن عباس وأبي هريرة وسهل بن سعد وسلمة بن الاكوع ، ومن مناقب
ابن المغازلي باثني عشر طريقا عن سلمة وأبي موسى الاشعري وعمران بن حصين
وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وسعد وبريدة وعامر بن سعد ، ومن الجمع بين
الصحاح الستة مما رواه من صحيح الترمذي بسندين عن سلمة وسعد ، ومن تفسير
الثعلبي مثل مامر ، وساق الحديث إلى أن قال : ثم أعطاه الراية فنهض بالراية وعليه
حلة أرجوانية حمراء قد أخرج كميها ، فأتى مدينة خيبر ، فخرج مرحب صاحب
الحصن وعليه مغفر مصفر ( 2 ) وحجر قد ثقبه مثل البيضة ووضعه على رأسه ، وهو
يرتجز ويقول :
قد علمت خيبر أني مرحب * شاك السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا أضرب * إذالحروب أقبلت تلهب
كان حماي كالحمى لاتقرب
فبرز إليه علي صلوات الله عليه فقال :
أنا الذي سمتني أمي حيدرة * كليث غابات شديد القسورة
أكيلكم بالسيف كيل السندرة
فاختلفا ضربتين فبدره علي عليه السلام بضربة فقد الحجر والمغفر وفلق رأسه حتى
أخذ السيف في الاضراس ، وأخذ المدينة وكان الفتح على يديه ، ثم قال ابن بطريق :
قال أبومحمد عبدالله بن مسلم : سألت بعض آل أبي طالب عن قوله : " أنا الذي سمتني
أمي حيدرة " فذكر أن أم علي عليه السلام كانت فاطمه بنت أسد ولدت عليا عليه السلام و
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) كذا في النسخ ، والصحيح : ومن صحيح البخاري .
( 2 ) في المصدر " معصفر " أي المصبوغ بالعصفر ، وهو صبغ اصفر اللون .
[ 15 ]
أبوطالب غائب ، فسمته أسدا باسم أبيها : فلما قدم أبوطالب كره هذا الاسم الذي
سمته به أمه وسماه عليا ، فلما رجز علي عليه السلام يوم خيبر ذكر الاسم الذي سمته
أمه فقال ، " حيدرة " اسم من أسماء الاسد ، والسندرة شجرة يعمل منها القسي وفي
الحديث يحتمل أن يكون مكيالا يتخذ من هذه الشجرة ، ويحتمل أن يكون السندرة
أيضا امرأة تكيل كيلا وافيا ( 1 ) .
أقول : قد مضت الاخبار المعتبرة في ذلك في أنواع ماظهر من إعجازه صلوات الله
عليه في تلك الغزوة في باب قصة خيبر ، وإنما أوردنا ههنا قليلا من الاخبار من
طرق المخالفين الزاما عليهم .
وروى السيد المرتضى في كتاب الشافي عن أبي سعيد الخدري أن النبي
صلى الله عليه وآله أرسل عمر إلى خيبر فانهزم ومن معه ، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله يجبن أصحابه
ويجبنونه ، فبلغ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله كل مبلغ ، فبات ليلته مهموما ، فلما
أصبح خرج إلى الناس ومعه الراية فقال : " لاعطين الراية اليوم رجلا يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار " فتعرض لها جميع المهاجرين والانصار ،
فقال صلى الله عليه وآله : أين علي ؟ فقالوا : يارسول الله هو أرمد ، فبعث إليه أبا ذر وسلمان
فجاءا به يقاد لايقدر على فتح عينيه من الرمد ، فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وآله تفل في
عينيه وقال : " اللهم اذهب عنه الحر والبرد وانصره على عدوه فانه عبدك يحبك
ويحب رسولك غير فرار " ( 2 ) ثم دفع إليه الراية ، واستأذنه حسان بن ثابت أن
يقول فيه شعرا فأذن ( 3 ) فأنشأ يقول :
وكان علي أرمد العين يبتغي * دواء فلما لم يحس مداويا
شفاه رسول الله منه بتفلة * فبورك مرقيا وبورك راقيا
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) العمدة : 75 .
وتوجد روايات الباب في صلى الله عليه وآله 68 79 من الكتاب المذكور .
( 2 ) في المصدر : كرار غير فرار .
( 3 ) " : قال قل .
[ 16 ]
وقال سأعطي الراية اليوم صارما * كميا محبا للرسول مواليا ( 1 )
يحب إلهي والاله يحبه * به يفتح الله الحصون الاوابيا
فأصفى بها دون البرية كلها * عليا وسماه الوزير المواخيا
ويقال : إن أمير المؤمنين عليه السلام لم يجد بعد ذلك أذي حر وبرد ( 2 ) .
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس هذا الخبر على وجه آخر قال : بعث
رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر إلى خيبر فرجع وقد انهزم وانهزم الناس معه ، ثم بعث
من الغد عمر فرجع وقد جرح في رجليه وانهزم الناس معه ، فهو يجبن أصحابه و
أصحابه يجبنونه ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله و
رسوله ويحبه الله ورسوله ، ليس بفرار ولا يرجع حتى يفتح الله عليه " وقال ابن
عباس : فأصبحنا متشوقين نرائي وجوهنا رجاء أن يكون يدعى رجل منا ، فدعا
رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام وهو أرمد ، فتفل في عينيه ودفع إليه الراية ففتح بابه
عليه ( 3 ) .
ثم قال السيد : فهذه الاخبار وجميع ما روي في هذه القصة وكيفية ماجرت
عليه يدل على غاية التفضيل والتقديم ، لانه لو لم يفد القول إلا المحبة التي
هي حاصلة في الجماعة وموجودة فيهم لما قصدوا لدفع الراية وتشوقوا إلى
دعائهم إليها ، ولا غبط أمير المؤمنين بها ، ولا مدحته الشعراء ولا افتخرت له بذلك
المقام ، وفي مجموع القصة وتفصيلها إذا تأملت مايكاد يضطر إلى غاية التفضيل و
نهاية التقديم .
ثم ذكر عن بعض الاصحاب استدلالا وثيقا على أن ما ذكره النبي صلى الله عليه وآله
في شأنه بعد فرار أبي بكر وعمر وسخطه عليهما في ذلك يدل على أنهما لم يكونا متصفين
بشئ من تلك الصفات ، وقال : إنهم لم يرجعوا في نفي الصفة عن غيره إلى مجرد
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الكمي : الشجاع .
( 2 ) في المصدر : ولابرد .
( 3 ) " : ففتح الله عليه .
[ 17 ]
إثباتها له ، وإنما استدلوا بكيفية ماجرى في الحال على ذلك لانه لايجوز أن يغضب
من فرار من فر وينكره ثم يقول : إني أدفع الراية إلى من عنده كذا وكذا وذلك
عند من تقدم ، ألا ترى أن بعض الملوك لو أرسل رسولا إلى غيره ففرط في أداء رسالته
وحرفها ولم يوردها ( 1 ) على حقها فغضب لذلك وأنكر فعله وقال : " لارسلن رسولا
حسن القيام بأداء رسالتي مضطلعا ( 2 ) بها لكنا نعلم ( 3 ) أن الذي أثبته منفي عن
الاول ؟ وقال : كما انتفي عمن تقدم فتح الحصن على أيديهم وعدم فرارهم كذلك
يجب أن ينتفي سائر ما أثبت له ، لان الكل خرج مخرجا واحدا أورد على طريقة
واحدة انتهى .
أقول : لايخفي متانة هذا الكلام على من راجع وجدانه وجانب تعسفه و
عدوانه ، فيلزم منه عدم كون الشخصين محببين لله ولرسوله ومن لم يحبهما فقد ابغضهما
ومن ابغضهما فقد كفر ، ويلزم منه ان لا يحبهما الله ورسوله ، ولا ريب في أن من كان
مؤمنا صالحا يحبه الله ورسوله ، بل يكفي الايمان في ذلك وقد قال تعالى : " والذين
آمنوا أشد حبا لله ( 4 ) " وقال : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ( 5 ) "
ويلزم منه أن لايقبل الله منهما شيئا من الطاعات لان الله تعالى يقول " إن الله يحب
الذين يقاتلون في سبيله صفا ( 6 ) " " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ( 7 ) "
فلو كان الله تعالى قبل منهما الجهاد لكان يحبهما ، ولو كان قبل منهما توبتهما عن
الشرك لكان يحبهما ، ولو كانا متطهرين لكان يحبهما ( ، ) ؟ ويلزم أن لايكونا من الصابرين
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : ولم يؤدها .
( 2 ) اضطلع تحملة : نهض به وقوى عليه .
( 3 ) جواب قوله : " ألا ترى " .
( 4 ) سورة البقرة : 165 .
( 5 ) سورة آل عمران : 31 .
( 6 ) سورة الصف : 4 .
( 7 ) سورة البقرة : 222 .
[ 18 ]
ولا من المتقين ولا من المتوكلين ولا من المحسنين ولا من المقسطين ، لان الله بين
حبه لهم في آيات كثيرة ، وإن الله إنما نسب عدم حبه إلى الخائنين والظالمين
والكافرين والفرحين والمستكبرين والمسرفين والمعتدين والمفسدين وكل كفار
أثيم وكل مختال فخور وأمثالهم كما لايخفى على من تدبر في الآيات الكريمة ،
ومن كان بهذه المثابة كيف يستحق الخلافة والامامة والتقدم على جميع الامه لاسيما
خيرهم وأفضلهم علي بن أبي طالب عليه السلام ؟ وأيضا يدل على أن قوله تعالى : " يحبهم
ويحبونه " ( 1 ) نازل فيه صلوات الله عليه لافي أبي بكر كما زعمه إمامهم الرازي في
تفسيره ، إذ لايجوز أن ينفي الرسول عنه ما أثبته الله له .
ومما ظهر من فضله صلوات الله عليه في ذلك اليوم مارواه الشيخ الطبرسي في
كتاب إعلام الورى من كتاب المعرفة لابراهيم بن سعيد الثقفي ، عن الحسن بن
الحسين العرني ( 2 ) وكان صالحا عن كادح بن جعفر البجلي وكان من الابدال
عن لهيعة ( 3 ) ، عن عبدالرحمن بن زياد ، عن مسلم بن يسار ، عن جابر بن عبدالله
الانصاري قال : لما قدم علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله بفتح خيبر قال له
رسول الله صلى الله عليه وآله : " لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى
ابن مريم لقلت فيك اليوم قولا لاتمر بملا إلا أخذوا من تراب رجليك ومن فضل
طهورك يستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ترثني وأرثك ، وأنك
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وأنك تبرئ ذمتي وتقاتل على
سنتي ، وأنك في الآخرة أقرب الناس مني ، وأنك غدا على الحوض خليفتي ،
وأنك أول من يرد علي الحوض غدا ، وأنك أول من يكسى معي ، وأنك أول
من يدخل الجنة من أمتي ، وأن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي
أشفع لهم ويكونون في الجنة جيراني ، وأن حربك حربي ، وأن سلمك سلمي ، و
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة المائدة : 54 .
( 2 ) في المصدر : المغربي .
( 3 ) " : عن أبي لهيعة .
[ 19 ]
أن سرك سري ، وأن علانيتك علانيتي ، وأن سريرة صدرك كسريرة صدري ، و
أن ولدك ولدي ، وأنك تنجز عداتي ( 1 ) ، وأن الحق معك وأن الحق على لسانك
وفي قلبك وبين عينيك ، وأن الايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ،
وأنه لايرد على الحوض مبغض لك ولن يغيب عنه محب لك غدا حتى يرد والحوض
معك " فخر علي عليه السلام ساجدا ( 2 ) ثم قال : الحمد لله الذي من علي بالاسلام وعلمني
القرآن وحببني إلى خير البرية خاتم النبيين وسيد المرسلين إحسانا منه إلي و
فضلا منه علي ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله عند ذلك : لولا أنت ياعلي لم يعرف المومنون
بعدي ( 3 ) .
لى : الحافظ ، عن عبدالله بن يزيد ، عن محمد بن ثواب ، عن إسحاق بن منصور ،
عن كادح البجلي ، عن عبدالله بن لهيعة مثله ( 4 ) .
1 لى : الحافظ ، عن أحمد بن موسى ، عن خلف بن سالم ، عن غندر ، عن
عوف ، عن ميمون ، عن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أبواب
شارعة في المسجد فقال يوما : سدوا هذه الابواب إلا باب علي ، فتكلم في ذلك
الناس ، قال : فقام رسول الله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإني أمرت بسد
هذه الابواب غير باب علي عليه السلام فقال فيه قائلكم ، وإني والله ماسددت شيئا ولا
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) 1 في المصدر : وأنك تؤدي عني وأنك منجز عدتي .
( 2 ) " : فخر علي لله ساجدا .
( 3 ) إعلام الورى : 188 189 .
( 4 ) امالي الصدوق : 59 60 .
[ 20 ]
فتحته ولكني أمرت بشئ فاتبعته ( 1 ) .
2 ن ، لى : بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : لايحل لاحد أن يجنب في هذا المسجد إلا أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين
عليهم السلام ومن كان من أهلي ، فإنهم مني .
3 ن ، لى : بهذا الاسناد قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : سدوا الابواب الشارعة
في المسجد إلا باب علي ( 2 ) .
4 لى : أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري ، عن أحمد بن شعيب ، عن محمد بن
وهب ، عن مسكين بن بكير ، عن شعبه عن أبي بلح ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن
عباس قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بأبواب المسجد فسدت إلا باب علي ( 3 ) .
5 لى : الدينوري ، عن محمد بن محمد بن سليمان ، عن محمد بن عمر [ عن عبدالله
ابن جعفر ] عن عبدالله بن عمر ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن أبي إسحاق ، عن العلاء ،
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله قال : سدوا الابواب إلى المسجد إلا باب علي ( 4 ) .
6 لى ، ن : فيما بين الرضا عليه السلام من فضائل العترة الطاهرة قال : فأما
الرابعة فإخراجه الناس من مسجده ماخلا العترة ، حتى تكلم الناس في ذلك و
تكلم العباس فقال : يارسول الله تركت عليا وأخرجتنا ؟ فقال رسول الله ص : ما أنا
تركته وأخرجتكم ولكن الله تركه وأخرجكم .
وفي هذا تبيان قوله صلى الله عليه وآله لعلي
عليه السلام : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " قالت العلماء : وأين هذا من القرآن
قال أبوالحسن : أوجدكم في ذلك قرآنا أقرأه عليكم ؟ قالوا : هات ، قال : قول
الله عزوجل : " وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا وأجعلوا
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالي الصدوق : 201 .
" " : 201 .
( 2 ) عيون الاخبار : 221 .
امالي الصدوق : 201 .
( 3 ) عيون الاخبار : 225 .
امالي الصدوق : 201 .
( 4 ) أمالي الصدوق : 201 .