[ 21 ]

بيوتكم قبلة ( 1 ) " ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى ، وفيها أيضا منزلة علي عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله صلى الله عليه وآله حين قال ألا إن هذا المسجد لايحل لجنب إلا لمحمد وآله ( 2 ) .

-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 21 سطر 4 الى ص 29 سطر 4 بيان : اختلف المفسرون في تفسير الآية فقيل : لما دخل موسى مصر أمروا باتخاذ مساجد وأن يجعلوا مساجدهم نحو القبلة أي الكعبة ، وكانت قبلتهم إلى الكعبة ، وقيل : إن فرعون أمر بتخريب مساجد بني إسرائيل فأمروا أن يتخذوا مساجد في بيوتهم ، وبه وردت رواية عن إبراهيم ( 3 ) ، وقيل : معناه : اجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا ، ويحتمل أن يكون على تأويله عليه السلام المعنى قولا لسائر بني إسرائيل أن يتخذوا لانفسهم بيوتا ويخرجوا من المسجد " واجعلوا بيوتكم " أي بيوت موسى وهارون وذريتهما مسجد الا يبيت فيها غيركم ، ويحتمل أن يكون الاستشهاد بالآية لبيان اختصاص هارون بموسى حيث ضمهما في الخطاب ونسب القوم إليهما ، فيدل قوله صلى الله عليه وآله : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " بتوسط الآية على ذلك الاختصاص ومن لوازم هذا الاختصاص كونهما مختصين بدخول المسجد جنبا دون سائر الناس .
7 ع : محمد بن أحمد الشيباني ( 4 ) ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن عبدالله ابن أحمد ، عن سليمان بن حفص المروزي ، عن عمرو بن ثابت ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما سد رسول الله صلى الله عليه وآله الابواب الشارعة إلى المسجد إلا باب علي ضج أصحابه من ذلك ، فقالوا : يارسول الله لم سددت أبوابنا وتركت باب هذا الغلام ؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى أمرني بسد أبوابكم وترك باب علي ، فإنما أنا متبع لما يوحى إلي من ربي ( 5 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة يونس : 87 .
( 2 ) أمالي الصدوق : 314 .
عيون الاخبار : 128 .
( 3 ) الظاهر أن المراد منه أبورافع مولى النبي صلى الله عليه وآله ، راجع الكنى والالقاب 1 : 75 .
وجامع الرواة 2 : 385 .
( 4 ) السناني ظ .
( 5 ) علل الشرائع : 78 .

[ 22 ]

8 ع : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن نصير بن أحمد البغدادي ، عن عيسى بن مهران ، عن مخول ، عن عبدالرحمن بن الاسود ، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه وعمه ، عن أبيهما ، عن أبي رافع قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله خطب الناس فقال أيها الناس إن الله عزوجل أمر موسى وهارون أن يبنيا لقومهما بمصر بيوتا ، وأمرهما أن لايبيت في مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء إلا هارون وذريته ، وإن عليا مني بمنزلة هارون من موسى ، فلا يحل لاحد أن يقرب النساء في مسجدي ولايبيت فيه جنب إلا علي وذريته ، فمن شاء ذلك فههنا وضرب بيده نحو الشام ( 1 ) .
شى : عن أبي رافع مثله ( 2 ) .
بيان : الاشارة نحو الشام لبيان أن آثارهما ههنا موجودة ، ويظهر منها أن أبواب بيوت موسى وهارون شارعة إلى المسجد دون سائر الناس ، وفيه أن موسى وهارون على المشهور لم يدخلا الشام فكيف بنيا فيه البيوت ؟ ويمكن أن يكون يوشع عليه السلام بنى بيوت ذرية هارون بجنب بيت المقدس وفتح أبوابها إلى المسجد بأمر موسى عليه السلام .
ع : بهذا الاسناد عن نصير بن أحمد ، عن محمد بن عبيد بن عتبة ، عن إسماعيل بن أبان ، عن سلام بن أبي عميرة ، عن معروف بن خر بوذ ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة ابن أسيد الغفاري قال : إن النبي صلى الله عليه وآله قام خطيبا فقال : إن رجالا لايجدون في أنفسهم أن أسكن عليا في المسجد وأخرجهم ، وساق الحديث إلى آخر ماسيأتي في رواية ابن المغازلي ( 3 ) .
9 م : عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما بنى مسجده بالمدينة وأشرع بابه ( 4 ) وأشرع المهاجرون والانصار أبوابهم أراد الله عزوجل إبانة *

_________________________________________________________
) * ( 1 و 3 ) علل الشرائع : 78 .
( 2 ) تفسير العياشي مخطوط .
وأورده في البرهان 2 : 193 .
( 4 ) في المصدر : وأشرع فيه بابه .

[ 23 ]

محمد وآله الافضلين بالفضيلة ، فنزل جبرئيل عليه السلام عن الله بأن سدوا الابواب عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن ينزل بكم العذاب ، فأول من بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وآله يأمره بسد الابواب ( 1 ) العباس بن عبدالمطلب ، فقال : سمعا وطاعة لله و لرسوله ، وكان الرسول معاذ بن جبل ، ثم مر العباس بفاطمة عليها السلام فرآها قاعدة على بابها وقد أقعدت الحسن والحسين عليهما السلام فقال لها : مابالك قاعدة ؟ انظروا إليها كأنها لبوءة بين يديها جراؤها تظن أن رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج عمه ويدخل ابن عمه ! فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها : مابالك قاعدة ؟ فقالت : أنتظر أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بسد الابواب ، فقال صلى الله عليه وآله : إن الله تعالى أمرهم بسد الابواب واستثنى منهم رسوله وأنتم نفس رسول الله ، ثم إن عمر بن الخطاب جاء فقال : إني أحب النظر إليك يارسول الله إذا مررت إلى مصلاك ، فأذن لي في خوخة ( 2 ) أنظر إليك منها ! فقال : قد أبي الله ذلك ، فقال : فمقدار ما أضع عليه وجهي ، قال : قد أبي الله ذلك ، قال فمقدار ما اضع عليه عيني فقال قد ابي الله ذلك ولو قلت : قدر طرف إبرة لم آذن لك ، والذي نفسي بيده ( 3 ) ما أنا أخرجتكم ولا أدخلتهم ولكن الله أدخلهم وأخرجكم ثم قال : لاينبغي لاحد يؤمن بالله واليوم الآخر يبيت ( 4 ) في هذا المسجد جنبا إلا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والمنتجبون من آلهم الطيبون من أولادهم .
قال عليه السلام : فأما المؤمنون فرضوا وأسلموا ( 5 ) وأما المنافقون فاغتاظوا لذلك وأنفوا ، ومشي بعضهم إلى بعض يقولون فيما بينهم : ألا ترون محمدا لا يزال يخص بالفضل ( 6 ) ابن عمه ليخرجنا منها صفرا ( 7 ) ؟ والله لئن أنفذ ناله في حياته لنتأبين *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الصحيح كما في المصدر : يأمره بسد بابه .
( 2 ) في المصدر : في فرجة .
( 3 ) " : والذي نفس محمد بيده .
( 4 ) " : أن يبيت .
( 5 ) " : فقد رضوا .
( 6 ) " : بالفضائل .
( 7 ) " : الصفر مثلثه الخالي ، يقال " هو صفر اليد " أي ليس في يده شئ .

[ 24 ]

عليه ( 1 ) بعد وفاته ! وجعل عبدالله بن أبي يصغى إلى مقالتهم فيغضب تارة ويسكن أخرى ، فيقول لهم : إن محمدا صلى الله عليه وآله لمتأله فإياكم ومكاشفته ، فإن من كاشف المتأله انقلب خاسئا حسيرا وتنقص عليه عيشه ، وإن الفطن اللبيب من تجرع على الغصة لينتهز الفرصة ، فبيناهم كذلك إذ طلع عليهم رجل من المؤمنين يقال له زيد بن أرقم ، فقال لهم : ياأعداء الله أبالله تكذبون وعلى رسوله تطعنون والله ودينه تكيدون ( 2 ) ؟ لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وآله بكم ، فقال عبدالله بن أبي والجماعة : والله لان أخبرته بنا لنكذبنك ولنحلفن له ، فإنه إذا يصدقنا ، ثم والله لنقيمن ( 3 ) من يشهد عليك عنده بما يوجب قتلك أو قطعك أو حدك ! قال : فأتى زيد رسول الله ص فأسر إليه ما كان من عبدالله بن أبي وأصحابه ، فأنزل الله تعالى " ولا تطع الكافرين ( 4 ) " المجاهدين لك يا محمد فيما تدعوهم إليه من الايمان بالله والمولاة لك ولاوليائك والمعاداة لاعدائك " والمنافقين " الذين يطيعونك في الظاهر ويخالفونك في الباطن " ودع أذاهم " وما يكون منهم من القول السيئ فيك وفي ذويك " وتوكل على الله " في تمام أمرك ( 5 ) وإقامة حجتك ، فإن المؤمن هو الظاهر وإن غلب في الدنيا ، لان العاقبة له ، لان غرض المؤمنين في كدحهم في الدنيا إنما هو الوصول إلى نعيم الابد في الجنة وذلك حاصل لك ولآلك وأصحابك وشيعتهم .
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يلتفت إلى مابلغه عنهم وأمر الرجل ( 6 ) زيدا فقال له : إن أردت ألا يصيبك شرهم ولاينالك مكروههم ( 7 ) فقل إذا أصبحت : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " فإن الله يعيذك من شرهم ، فإنهم شياطين يوحي بعضهم إلى *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) تأبى الشئ : لم يرضه .
وفي المصدر : لتأبين .
( 2 ) كذا في النسخ ، وفي المصدر : وعلى دينه تكيدون ؟ .
( 3 ) في المصدر : لنقيمن عليك .
( 4 ) سورة الاحزاب : 48 .
( 5 ) في المصدر : في إتمام أمرك .
( 6 ) ليست كلمة " الرجل " في المصدر .
( 7 ) في المصدر : مكرهم .

[ 25 ]

بعض زخرف القول غرورا ، فأذا أردت أن يؤمنك بعد ذلك من الغرق والحرق والسرق فقل إذا أصبحت : " بسم الله ماشاء الله لا يصرف السوء إلا الله ، بسم الله ما شاء الله لايسوق الخير إلا الله ، بسم الله ماشاء الله مايكون من نعمة فمن الله ، بسم الله ماشاء الله لاحول ولا قوة إلا ( بالله ) ؟ العلي العظيم ، بسم الله ماشاء الله صلى الله على محمد وآله الطيبين " فإن من قالها ثلاثا إذا أصبح أمن من الحرق والغرق والسرق حتى يمسي ، ومن قالها ثلاثا إذا أمسي أمن من الحرق والغرق والسرق حتى يصبح ، وإن الخضر وإلياس عليهما السلام يلتقيان في كل موسم فإذا تفرقا تفرقا عن هذه الكلمات ، وإن ذلك شعار شيعتي ، وبه يمتاز أعدائي من أوليائي يوم خروج قائمهم صلوات الله عليه .
قال الباقر عليه السلام لما أمر العباس ( 1 ) بسد الابواب وأذن لعلي عليه السلام بترك بابه جاء العباس وغيره من آل محمد صلى الله عليه وآله فقالوا : يارسول الله ما بال علي يدخل ويخرج ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ذلك إلى الله فسلموا له حكمه ، ( 2 ) هذا جبرئيل جاءني عن الله عزوجل بذلك ، ثم أخذه ما كان يأخذه إذا نزل الوحي فسرى عنه ، فقال : ياعباس ياعم رسول الله إن جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أن عليا لم يفارقك في وحدتك وآنسك في وحشتك فلاتفارقه في مسجدك ، لو رأيت عليا وهو يتضور ( 3 ) على فراش محمد صلى الله عليه وآله واقيا روحه بروحه متعرضا لاعدائه مستسلما لهم أن يقتلوه كافيا شر قتله لعلمت أنه يستحق من محمد الكرامة والتفضيل ومن الله تعالى التعظيم والتبجيل إن عليا قد انفرد عن الخلق بالبيتوتة ( 4 ) على فراش محمد صلى الله عليه وآله ووقاية روحه بروحه ، فأفرده الله تعالى دونهم بسلوكه في مسجده ، ولو رأيت عليا يا عم رسول الله وعظيم منزلته عند رب العالمين وشريف محله عند ملائكته المقربين وعظيم شأنه في أعلى *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : لما أمر العباس وغيره .
( 2 ) " : فسلموا لله حكمه .
( 3 ) متضور خ ل .
( 4 ) في المصدر : في المبيت .

[ 26 ]

عليين لاستقللت ماتراه له ههنا ، إياك ياعم رسول الله أن تجد له في قلبك مكروها فتصير كأخيك أبي لهب فإنكما شقيقان ، ياعم رسول الله لو أبغض عليا أهل السماوات والارضين لاهلكهم الله ببغضه ولو أحبه الكفار أجمعون لاثابهم الله عن محبته بالخلقة المحمودة ( 1 ) بأن يوفقهم للايمان ثم يدخلهم الجنة برحمته ، ياعم رسول الله إن شأن علي عظيم ، إن حال علي جليل ، إن وزن علي ثقيل ، ماوضع حب علي في ميزان أحد إلا رجح على سيئآته ، ولا وضع بغضه في ميزان أحد إلا رجح على حسناته ، فقال العباس : قد سلمت ورضيت يارسول الله .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ياعم انظر إلى السماء ، فنظر العباس ، فقال : ماذا ترى ؟ قال : أرى شمسا طالعه نقية من سماء صافية جلية فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا عباس يا عم رسول الله إن حسن تسليمك لما وهب الله عزوجل لعلي من الفضيلة أحسن من هذه الشمس في هذه السماء ، وعظم بركة هذا التسليم عليك أكثر من عظيم ( 2 ) بركة هذا الشمس على النبات والحبوب والثمار حيث تنضجها وتنميها وتربيها ، فاعلم أنه قد صافاك بتسليمك لعلي فضيلته من الملائكة ( 3 ) المقربين أكثر من عدد قطر المطر وورق الشجر ورمل عالج وعدد شعور الحيوانات وأصناف النبات ( 4 ) وعدد خطى ابن آدم ( 5 ) وأنفاسهم وألفاظهم وألحاظهم كل يقولون : اللهم صل على العباس عم نبيك في تسليمه لنبيك فضل أخيه علي ، فاحمد الله واشكره فلقد عظم ربحك ( 6 ) وجلت رتبتك في ملكوت السماوات ( 7 ) .
بيان : اللبوءة بفتح اللام وضم الباء : أنثى الاسد ، واللبوة ساكنة الباء غير مهموز *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : بالعاقبة المحمودة .
( 2 ) في المصدر : أعظم واكبر من عظيم اه .
( 3 ) " : بتسليمك لعلي قبيلة من الملائكة .
( 4 ) " : واصناف النباتات .
( 5 ) " : بني آدم .
والخطى جمع الخطوة : القدم .
( 6 ) " : فلقد عظم الله ربحك .
( 7 ) تفسير الامام : 5 7 .

[ 27 ]

لغة .
والجراء جمع الجرو وهو ولد السبع .
والخوخة بالفتح : كوة في الجدار تؤدي الضوء .
10 قب : حديث سد الابواب رواه نحو ثلاثين رجلا من الصحابة منهم زيد بن أرقم وسعد بن أبي وقاص وأبوسعيد الخدري وام سلمة وأبورافع وأبوالطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، وأبوحازم عن ابن عباس ، والعلاء عن ابن عمر ، و شعبة عن زيد بن علي عن أخيه الباقر عليه السلام عن جابر ، وعلي بن موسى الرضا عليه السلام وقد تداخلت الروايات بعضها في بعض ، أنه لما قدم المهاجرون إلى المدينة بنوا حوالى مسجده بيوتا فيها أبواب شارعة في المسجد ، ونام بعضهم في المسجد ، فأرسل النبي صلى الله عليه وآله معاذ بن جبل فنادى : إن النبي صلى الله عليه وآله يأمركم أن تسدوا أبوابكم إلا باب علي ، فأطاعوه إلا رجل ، قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فحمد الله وأثنى عليه .
ثم قال : ما حدثني به أبوالحسن العاصمي الخوارزمي ، عن أبي البيهقي ، عن أحمد بن جعفر .
عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن محمد بن جعفر ، عن عون ، عن عبدالله بن ميمون ، عن زيد بن أرقم أنه قال النبي صلى الله عليه وآله : " أما بعد فإني أمرت بسد هذه الابواب غير باب علي فقال فيه قائلكم ، وإني والله ماسددت شيئا ولا فتحته ولكنت أمرت بشئ فأتبعته " ذكره أحمد في الفضائل .
مسند أبي يعلى عن سعد بن أبي وقاص : أنا ما فتحته ولكن الله فتحه .
خصائص العلوية عن بريدة الاسلمي : يا أيها الناس ما أنا سددتها وما أنا فتحتها بل الله عزوجل سدها ثم قرأ " والنجم إذا هوى " إلى قوله : " إن هو إلا وحي يوحى " .
مسند أبي يعلى وفضائل السمعاني وحلية الاولياء عن أبي نعيم بطريقين عن أبي صالح عن عمرو بن ميمون قال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : سدوا أبواب المسجد كلها إلا باب علي ، وفي رواية عن ابن عباس : سدوا هذه الابواب إلا باب علي قبل أن ينزل العذاب .
تاريخ بغداد فيما أسنده الخطيب إلى زيد بن علي عن أخيه محمد بن علي عليه السلام

[ 28 ]

أنه سمع جابر بن عبدالله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : سدوالابواب كلها إلا باب علي وأومأ بيده إلى باب علي الفردوس عن الكياشيروية : ( 1 ) سدوالابواب كلها إلا باب علي .
جامع الترمذي عن شعبة عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بسد الابواب إلا باب علي .
مسند العشرة عن أحمد بن عبدالله بن الرقيم الكناني قال : خرجنا إلى المدينة زمن الجمل ( 2 ) فلقينا سعد بن مالك يقول : أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بسد الابواب الشارعة في المسجد وترك باب علي .
تاريخ البلاذري ومسند أحمد قال عمرو بن ميمون في خبر : خلا ابن عباس مع جماعة ثم قام يقول : أف أف وقعوا في رجل قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " من كنت مولاه فعلي مولاه " وقال له : " من كنت وليه فعلي وليه " وقال له : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " الخبر ، وقال له : " لادفعن الراية [ غدا ] إلى رجل " الخبر ، وسد الابواب إلا باب علي ، ونام مكان رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة الغار ، وبعث برائة مع أبي بكر ثم أرسل عليا فأخذها .
الابانة عن أبي عبدالله العكبري والمسند عن أبي يعلى وأحمد وفضائل أحمد وشرف المصطفى عن أبي سعيد النيسابوري واللفظ له قال عبدالله بن عمر : ثلاثة أشياء لو كان لي واحدة منهن لكان أحب إلي من حمر النعم : أحدها إعطاء الراية إياه يوم خيبر ، وتزويجه فاطمة إياه ، وسد الابواب إلا باب علي .
قالوا : فخرج العباس يبكي وقال : يا رسول الله أخرجت عمك وأسكنت ابن عمك ؟ فقال : ما أخرجتك ولا أسكنته ولكن الله أسكنه .
وروي أن العباس قال لفاطمة عليها السلام : انظروا إليها كأنها لبوءة بين يديها جروها تظن أن رسول الله يخرج عمه ويدخل ابن عمه ! وجائه حمزة يبكي ويجر عبائه الاحمر فقال له كما قال العباس ، فقال *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) كذا في النسخ والمصدر .
( 2 ) أي زمن حرب الجمل .

[ 29 ]

عمر : دع لي خوخة أطلع منها إلى المسجد ، فقال : لا ولا بقدر اصبعة ، فقال أبوبكر : دع لي كوة أنظر إليها ، فقال : ولا رأس إبرة ، فسأل عثمان مثل ذلك فأبى .
الفائق عن الزمخشري قال : سعد : لما نودي ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى الله عليه وآله وآل علي خرجنا نجر قلاعنا ، هو جمع قلع وهو الكنف ( 1 ) .

-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 29 سطر 5 الى ص 37 سطر 5 بيان : قال في النهاية : في حديث سعد : " قال لما نودي ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى الله عليه وآله وآل علي خرجنا من المسجد نجر قلاعنا " أي كنفنا وأمتعتنا ، واحدها قلع بالفتح ، وهو الكنف يكون فيه زاد الراعي ومتاعه ( 2 ) .
11 قب : فضائل السمعاني روى جابر عن ابن عمر في خبر أنه سأله رجل فقال : ما قولك في علي وعثمان ؟ فقال : أما عثمان فكأن الله قد عفا عنه فكرهتم أن يعفو عنه ، وأما علي فابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وختنه وهذا بيته وأشار بيده إلى بيته حيث ترون ، أمر الله سبحانه نبيه أن يبني مسجده ، فبني فيه عشرة أبيات تسعة لبنيه وأزواجه وعاشرها وهو متوسطها لعلي وفاطمة عليهما السلام وكان ذلك في أول سنة الهجرة ، وقالوا : كان في آخر عمر النبي صلى الله عليه وآله والاول أصح وأشهر ، وبقي على كونه فلم يزل علي وولده في بيته إلى أيام عبدالملك بن مروان ، فعرف الخبر فحسد القوم على ذلك واغتاظ وأمر بهدم الدار وتظاهر أنه يريد أن يزاد ( 3 ) في المسجد ! وكان فيها الحسن بن الحسن فقال : لا أخرج ولا أمكن من هدمها ، فضرب بالسياط وتسابيح الناس ( 4 ) وأخرج عند ذلك وهدمت الدار وزيد في المسجد .
وروى عيسى بن عبدالله أن دار فاطمة عليها السلام حول تربة النبي صلى الله عليه وآله وبينهما حوض .
وفي منهاج الكراجكي أنه مابين البيت الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وبين الباب المحاذي لزقاق البقيع ( 5 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 370 371 .
( 2 ) النهاية 3 : 273 .
( 3 ) في المصدر : ان يزداد .
( 4 ) كذا في ( ك ) ، وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : وتصايح الناس .
( 5 ) الزقاق : السكة .
الطريق الضيق .

[ 30 ]

فتح له ( 1 ) باب وسد على سائر الاصحاب .
من قلع الباب ( 2 ) كيف يسد عليه الباب ؟ قلع باب الكفر من التخوم فتح له أبواب من العلوم .
وفي رواية أبي رافع أنه صلى الله عليه وآله صعد المنبر ، وقال : إن رجالا يجدون في أنفسهم أن سكن علي في المسجد وخرجوا ، والله ما فعلت إلا عن أمر ربي ، إن الله تعالى أوحى إلى موسى أن يسكن مسجده فلايدخل جنب غيره وغير أخيه هارون وذريته ، واعلموا رحمكم الله أن عليا مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي ، ولو كان كان عليا .
جابر بن عبدالله : كنا ننام في المسجد ومعنا علي عليه السلام فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : قوموا فلا تناموا في المسجد ، فقمنا لنخرج فقال : أما انت ياعلي فنم ( 3 ) فقد أذن لك .
أبوصالح المؤذن في الاربعين وأبوالعلاء العطار الهمداني في كتابه بالاسناد عن أم سلمة أنه قال بأعلى صوته : ( 4 ) ألا إن هذا المسجد لايحل لجنب ولا حائض إلا للنبي وأزواجه وفاطمه بنت محمد وعلي ، ألا بينت لكم أن تضلوا مرتين ( 5 ) جامع الترمذي ومسند أبي يعلى : أبوسعيد الخدري قال النبي صلى الله عليه وآله : يا علي لايحل لاحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك .
وفي رواية : يا علي لايحل لاحد من هذه الامة غيري وغيرك .
وفي رواية : ولايحل أن يدخل مسجدي جنب غيري وغيره وغير ذريته ، فمن شاء فهنا وأشار بيده نحو الشام فقال المنافقون : لقد ضل وغوى في أمر ختنه ! فنزل " ماضل صاحبكم وماغوى " ( 6 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أي لامير المؤمنين عليه السلام .
( 2 ) أي باب خيبر .
( 3 ) في المصدر : فنم ياعلي .
( 4 ) رافعا صوته خ ل .
( 5 ) أي قالها مرتين .
( 6 ) مناقب آل ابي طالب 1 : 371 373 .