[ 31 ]

12 كشف : من مسند أحمد بن حنبل عن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوما : سدوا هذه الابواب إلا باب علي عليه السلام قال : فتكلم في ذلك أناس ، قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإني أمرت بسد هذه الابواب غير باب علي فقال فيه قائلكم ، والله ماسددت شيئا ولافتحته ولكني أمرت بشئ فأتبعته .
وبالاسناد المقدم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال : لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاثا لان أكون أوتيتها أحب إلي أن أعطى ( 1 ) حمر النعم : جوار رسول الله صلى الله عليه وآله له في المسجد ، والراية يوم خيبر ، والثالثة نسيها سهيل .
وبالاسناد عن ابن عمر قال ، كنا نقول : خير الناس أبوبكر ثم عمر ، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لان يكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم : زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله بنته وولدت له ، وسد الابواب إلا بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر .
ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي عن عدي بن ثابت قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المسجد فقال : إن الله أوحى إلى نبيه موسى أن ابن لي مسجدا طاهرا لايسكنه إلا موسى وهارون وإبنا هارون ، وإن الله أوحى إلي أن أبني مسجدا طاهرا لايسكنه إلا أنا وعلي وإبنا علي .
وبالاسناد المقدم عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لما قدم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله المدينة لم تكن لهم بيوت فكانوا يبيتون في المسجد ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله : لاتبيتوا في المسجد فتحتلموا ، ثم إن القوم بنوا بيوتا حول المسجد وجعلوا أبوابها إلى المسجد ، وإن النبي صلى الله عليه وآله بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله يأمرك أن تخرج من المسجد وتسد بابك ، فقال : سمعا وطاعة ، فسد بابه وخرج من المسجد ، ثم أرسل إلى عمر فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله يأمرك أن *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : من أن اعطى .

[ 32 ]

تسد بابك الذي في المسجد وتخرج منه ، فقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله غير أني أرغب إلى الله تعالى في خوخة في المسجد ، فأبلغه معاذ ماقاله عمر ، ثم أرسل إلى عثمان وعنده رقية ، فقال : سمعا وطاعة فسد بابه وخرج من المسجد ، ثم أرسل إلى حمزة رضي الله عنه فسد بابه وقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله ، وعلي عليه السلام على ذلك متردد لايدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج ، وكان النبي صلى الله عليه وآله قد بنى له في المسجد بيتا بين أبياته ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : أسكن طاهرا مطهرا ، فبلغ حمزة قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام فقال : يامحمد تخرجنا وتمسك غلمان بني عبدالمطلب ؟ فقال له نبي الله : لو كان الامر إلي ماجعلت دونكم من أحد ، والله ماأعطاه إياه إلا الله وإنك لعلى خير من الله ورسوله ، ابشر ، فبشره النبي صلى الله عليه وآله فقتل يوم أحد شهيدا ، ونفس ذلك ( 1 ) رجال على علي فوجدوا في أنفسهم ، وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فقام خطيبا فقال : إن رجالا يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليا في المسجد وأخرجهم ، والله ما أخرجتهم ولا أسكنته ، إن الله عزوجل أوحى إلى موسى وأخيه " أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة ( 2 ) " وأمر موسى أن لايسكن مسجده ولاينكح فيه ولايدخله إلا هارون وذريته ، وإن عليا بمنزلة هارون من موسى وهو أخي دون أهلي ، ولا يحل مسجدي لاحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته ، فمن شائه ( 3 ) فههنا وأومأ بيده نحو الشام .
وبالاسناد عن سعد بن أبي وقاص قال : كانت لعلي عليه السلام مناقب لم يكن لاحد كان يبيت في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر ، وسد الابواب إلا باب علي .
وبالاسناد عن البراء بن عازب قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أبواب شارعة في المسجد ، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : سدوا هذه الابواب غير باب علي ، قال : فتكلم في ذلك أناس ، قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فحمد الله وأثني عليه *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) نفس بالشئ : ضن به .
نفس على فلان بخير : حسده عليه .
( 2 ) سورة يونس : 87 .
( 3 ) في المصدر " فمن ساءه " وهو الاصح .

[ 33 ]

ثم قال : أما بعد فإني أمرت بسد هذه الابواب غير باب علي ، فقال قائلكم ، ما سددت شيئا ولا فتحته ، ولكني أمرت بشئ فاتبعته .
وبالاسناد المقدم عن سعيد أن النبي صلى الله عليه وآله أمر بالابواب ( 1 ) فسدت وترك باب علي ، فأتاه العباس فقال : يارسول الله سددت أبوابنا وتركت باب علي ، فقال : ما أنا فتحتها ولاسددتها ( 2 ) .
وبالاسناد عن ابن عباس أيضا ( 3 ) أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بسد الابواب كلها فسدت إلا باب علي عليه السلام .
وبالاسناد عن نافع مولى ابن عمر قال : قلت لابن عمر : من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : ما أنت وذاك لا أم لك ؟ ثم استغفر الله وقال : خيرهم بعده من كان يحل له ما يحل له ويحرم عليه مايحرم عليه ، قلت : من هو ؟ قال : علي ، سد أبواب المسجد وترك باب علي عليه السلام وقال : لك في هذا المسجد مالي وعليك فيه ما علي ، وأن وارثي ووصيي تقضي ديني وتنجز عداتي وتقتل على سنتي ، كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني .
( 4 ) يف : ابن المغازلي بإسناده إلى نافع مثله ( 5 ) .
13 نوادر الراوندي : بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام إن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام أن ابن مسجدا طاهرا لايكون فيه إلا موسى وهارون وابنا هارون شبر وشبير ، وإن الله تعالى أمرني أن أبني مسجدا لايكون فيه غيري وغير أخي علي وابني الحسن والحسين صلوات الله عليهم .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : أمر بسد الابواب .
( 2 ) " : ولا أنا سددتها .
( 3 ) سقطت رواية من هنا كما يستفاد من كلمة " أيضا " وفي المصدر : وبالاسناد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله سد أبواب المسجد غير باب علي .
وبالاسناد عن ابن عباس أيضا اه .
( 4 ) كشف الغمة : 98 .
( 5 ) الطرائف : 32 .

[ 34 ]

14 يف : روى أحمد بن حنبل عن عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وروى أبوزكريا بن مندة الاصفهاني الحافظ في مسانيد المأمون عن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال : حدثني المأمون ، قال : حدثني الرشيد ، قال : حدثني المهدي ، قال : حدثني المنصور ، قال : حدثني أبي عن عبدالله بن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : أنت وارثي ، وقال : إن موسى سأل الله تعالى أن يطهر له مسجدا لايسكنه إلا موسى وهارون وابنا هارون ، وإني سألت الله تعالى أن يطهر مسجدا لك ولذريتك من بعدك ، ثم أرسل إلي أبي بكر أن سد بابك ، فاسترجع وقال : فعل هذا بغيري ؟ فقيل : لا ، فقال : سمعا وطاعة ، فسد بابه ، ثم أرسل إلى عمر فقال : سد بابك ، فاسترجع وقال : فعل هذا بغيري ؟ فقيل : بأبي بكر ، فقال : إن في أبي بكر أسوة حسنة ، فسد بابه ، ثم ذكر رجلا آخر فسد النبي بابه ، وذكر كلاما له ثم قال : فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فقال : ما أنا سددت أبوابكم ولا فتحت ( 1 ) باب علي عليه السلام ولكن الله سد أبوابكم وفتح باب علي عليه السلام ورواه الشافعي ابن المغازلي من ثمانية طرق ، فمنها عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال لما قدم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ( 2 ) المدينة لم يكن لهم بيوت يسكنون فيها ، وكانوا يبيتون في المسجد ، وساق الحديث إلى آخر مامر .
( 3 ) بيان : هذا الخبر من المتواترات ، ورواه ابن بطريق في العمدة من مسند أحمد ابن حنبل بثلاثة أسانيد عن زيد بن أرقم وعمر بن الخطاب وابنه ، ومن مناقب ابن المغازلي بثمانية طرق عن عدي بن ثابت وحذيفة بن أسيد وسعد بن أبي وقاص والبراء بن عازب وسعيد ونافع وابن عباس بسندين ( 4 ) ، وهو يدل على فضيلة جليلة ومنقبة نبيلة تستلزم الامامة والخلافة والعصمة والطهارة ، ولذا احتج صلوات الله عليه *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : ولا أنا فتحت .
( 2 ) " : لما قدم النبي وأصحاب النبي .
( 3 ) الطرائف : 16 .
( 4 ) راجع العمدة : 88 93 .

[ 35 ]

به في الشورى ، وأي فضيلة أسنى من إدخاله بعد إخراج حمزة سيد الشهداء مع كبر سنه وتقادم عهده ؟ وتجويز أن يجنب هو في المسجد ويمر فيه جنبا دون غيره ؟ وهل يكون مثل هذا إلا لبيان استحقاقه للرئاسة العظمى والخلافة الكبرى ؟ .

باب 73 : أن فيه عليه السلام خصال الانبياء واشتراكه مع نبينا في جميع الفضائل سوى النبوّة  

1 ما : المفيد ، عن الجبائي ، عن أحمد بن عيسى ، عن مسعر بن يحيى ، عن شريك ، عن أبيه ، عن عبدالله بن مسعود قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا في جماعة من أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في حكمته وإلى إبراهيم في حلمه فلينظر إلى علي بن أبي طالب .
( 1 ) 2 لى : ابن الوليد ، عن ابن متيل ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان عن جعفر بن سليمان ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه عليهما السلام قال : نظر رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم إلى علي عليه السلام قد أقبل وحوله جماعة من أصحابه ، فقال : من أحب ( 2 ) أن ينظر إلى يوسف في جماله وإلى إبراهيم في سخائه وإلى سليمان في بهجته وإلى داود في حكمته فلينظر إلى هذا ( 3 ) .
3 ك : ابن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن عبدالملك بن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبدالله بن عباس قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالي الشيخ : 264 .
( 2 ) في المصدر : من أراد .
( 3 ) أمالي الصدوق ، 391 .

[ 36 ]

سلمه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في فطنته ( 1 ) وإلى داود في زهده فلينظر إلى هذا ، فنظرنا إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ( 2 ) قد أقبل كالماء ينحدر من صبب .
( 3 ) 4 جا : محمد بن عمر بن مسلم ، ( 4 ) عن محمد بن عيسى العجلي ، عن مسعود بن يحيى النهدي ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن أبيه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وآله جالس في جماعة من أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام نحوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أراد أن ينظر إلى آدم في خلقه وإلى نوح في حكمته وإلى إبراهيم في حلمه فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام .
( 5 ) 5 ن : أحمد بن الحسين البغدادي ، ( 6 ) عن علي بن محمد بن عنبسته ، ( 7 ) عن الحسن بن سليمان الملطي ومحمد بن القاسم العلوي ودارم بن قبيصة ، جميعا عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ياعلي ماسألت ربي شيئا إلا سألت لك مثله غير أنه قال : لا نبوة بعدك ، ( 8 ) أنت خاتم النبيين وعلي خاتم الوصيين .
( 9 ) 6 ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن المنذر ، عن أحمد بن يحيى عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله أخرجني ورجلا معي من ظهر إلى ظهر ( 10 ) من *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : في فطانته .
( 2 ) " : قال : فنظرنا فاذا علي بن أبي طالب : عليه السلام .
( 3 ) كمال الدين : 16 17 .
( 4 ) في المصدر : سلم .
والظاهر : محمد بن عمر بن سلام ، راجع جامع الرواة 2 : 163 .
( 5 ) أمالي المفيد : 7 8 .
( 6 ) في المصدر : محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي .
( 7 ) " : عيينة .
( 8 ) في المصدر : غير أنه لا نبوة بعدي .
( 9 ) عيون الاخبار : 229 .
( 10 ) في المصدر : من طهر إلى طهر .

[ 37 ]

صلب آدم حتى خرجنا من صلب أبينا ، وسبقته ( 1 ) بفضل هذه على هذه وضم بين السبابة والوسطى وهو النبوة ، فقيل له : من هو يا رسول الله ؟ قال : علي بن أبي طالب .
7 لى : أبي ، عن إبراهيم بن عمروس ، عن الحسن بن إسماعيل القحطبي عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم ، عن أبيه ، عن الاوزاعي ، عن يحيى بن أبي
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 37 سطر 6 الى ص 45 سطر 6 كثير ، عن عبدالله بن مرة ، عن سلمة بن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : علي في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الارض ، وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الارض ، أعطى الله عليا من الفضل جزءا لو قسم على أهل الارض لوسعهم ، وأعطاه الله من الفهم لو قسم على أهل الارض لوسعهم شبهت لينه بلين لوط ، وخلقه بخلق يحيى ، وزهده بزهد أيوب ، وسخاؤه بسخاء إبراهيم وبهجته ببهجة سليمان بن داود ، وقوته بقوة داود [ و ] له اسم مكتوب على كل حجاب في الجنة بشرني به ربي وكانت له البشارة عندي ، علي محمود عند الحق ، مزكى عند الملائكة ، وخاصتي وخالصتي وظاهرتي ومصباحي وجنتي ورفيقي ، آنسني به ربي فسألت ربي أن لايقبضه قبلي ، وسألته أن يقبضه شهيدا ( 2 ) أدخلت الجنة فرأيت حور علي أكثر من ورق الشجر ، وقصور علي كعدد البشر ، علي مني وأنا من علي ، من تولى عليا فقد تولاني ، حب علي نعمة واتباعه فضيلة ، دان به الملائكة وحفت به الجن الصالحون ، لم يمش على الارض ماش بعدي إلا كان هو أكرم منه عزا وفخرا ومنهاجا ، لم يك فظا عجولا ولا مسترسلا لفساد ولا متعندا ، حملته الارض فأكرمته ، لم يخرج من بطن أنثى بعدي أحد كان أكرم خروجا منه ، ولم ينزل منزلا إلا كان ميمونا ، أنزل الله عليه الحكمة ، ورداه ( 3 ) بالفهم ، تجالسه *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : فسبقته .
( 2 ) في المصدر : شهيدا بعدي .
( 3 ) رداه : ألبسه الرداء .

[ 38 ]

الملائكة ولا يراها ، ولو أوحي إلى أحد بعدي لاوحي إليه ، فزين الله به المحافل وأكرم به العساكر ، وأخصب به البلاد ، وأعز به الاجناد ، مثله كمثل بيت الله الحرام يزار ولا يزور ، ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظلمة ، ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت [ الدنيا ] وصفه الله في كتابه ومدحه بآياته ، ووصف فيه آثاره ، و أجرى منازله ، فهو الكريم حيا والشهيد ميتا .
( 1 ) 8 ير : ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي ، عن حماد بن عثمان ، عن فضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال : كانت في علي سنة ألف نبي .
( 2 ) 9 فض : أحمد بن عبدالجبار ، عن زيد بن الحارث ، عن الاعمش ، عن إبراهيم التميمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر الغفاري قال : بينما ذات يوم من الايام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله إذ قام وركع وسجد شكرا لله تعالى ، ثم قال : ياجندب من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى إبراهيم في خلته وإلى موسى في مناجاته وإلى عيسى في سياحته ( 3 ) وإلى أيوب في صبره وبلائه ( 4 ) فلينظر إلى هذا الرجل المقابل ( 5 ) الذي هو كالشمس والقمر الساري والكوكب الدري ، أشجع الناس قلبا وأسخى الناس كفا ، ( 6 ) فعلى مبغضه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، قال : فالتفت الناس ينظرون من هذا المقبل فإذا هو علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ( 7 ) .
10 كشف : من مناقب الخوارزمي عن أبي الحمراء قال : قال رسول الله *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالي الصدوق : 6 7 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 31 .
( 3 ) ساح سياحة : ( دهب ) ؟ في الارض للعبادة والترهب .
( 4 ) في المصدر : في بلائه وصبره .
( 5 ) " " : المقبل .
( 6 ) " " : الذي أشجع الناس قلبا وأسخاهم كفا .
( 7 ) الروضة : 3 4 .

[ 39 ]

صلى الله عليه وآله : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى يحيى بن زكريا في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام قال أحمد بن الحسين البيهقي : لم أكتبه إلا بهذا الاسناد .
وقد روى البيهقي في كتابه المصنف في فضائل الصحابة يرفعه بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في تقواه و إلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في هيبته وإلى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام .
ومن كتاب المناقب عن الحارث الاعور صاحب راية علي عليه السلام قال : بلغنا أن النبي صلى الله عليه وآله كان في جمع من أصحابه فقال : أريكم آدم في علمه ونوحا في فهمه وإبراهيم في حكمته ، فلم يكن بأسرع من أن طلع علي عليه السلام فقال أبوبكر : يارسول الله أقست رجلا بثلاثة من الرسل ؟ بخ بخ لهذا الرجل من هو يارسول الله ؟ قال النبي صلى الله عليه وآله : ألا تعرفه يا أبا بكر ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : أبوالحسن علي بن أبي طالب ، قال أبوبكر : بخ بخ لك يا أبا الحسن وأين مثلك يا أبا الحسن ؟ .
( 1 ) فض ، يل : بالاسناد إلى الحارث مثله .
( 2 ) 11 مد : من مناقب ابن المغازلي عن أحمد بن محمد بن عبدالوهاب ، عن الحسين بن محمد العدل ، عن محمد بن محمود ، ( 3 ) عن إبراهيم بن سليمان بن رشيد ، عن زيد بن عطية ، عن أبان بن فيروز ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أراد أن ينظر إلى علم آدم وفقه نوح فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام .
( 4 ) 12 ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن ابن أبان ، عن ابن أورمة ، عن القاسم ابن عروة ، عن بريد العجلي ، عن ابن نباتة قال : قام ابن الكواء إلى علي عليه السلام وهو على المنبر فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا ؟ *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) كشف الغمة : 33 34 .
( 2 ) الروضة : 17 .
الفضائل : 102 103 .
( 3 ) في المصدر بعد ذلك : عن إبراهيم بن مهدي الابلي اه .
( 4 ) العمدة : 192 193 .

[ 40 ]

وأخبرني عن قرنه أمن ذهب كان أم من فضة ؟ فقال له : لم يكن نبيا ولا ملكا ولم يكن قرناه من ذهب ولا فضة ( 1 ) ، ولكنه كان عبدا أحب الله فأحبه الله ونصح لله ونصحه الله ، وإنما سمي ذا القرنين لانه دعا قومه إلى الله عزوجل فضربوه على قرنه فغاب عنهم حينا ثم عاد إليهم ، فضرب على قرنه الآخر ، وفيكم مثله .
( 2 ) بيان : قوله : ( وفيكم مثله ) يعني نفسه عليه السلام وقد اشتهر في الحديث أنه ذو قرني هذه الامة ، وفيه وجوه : أحدها أنه عاش قرنين : قرنا مع الرسول صلى الله عليه وآله وقرنا بعده ، وهذا الخبر لايحتمله .
( 3 ) وثانيها أنه يشبهه في كونه عبدا صالحا مؤيدا ملهما بإلهام الله تعالى ، مطاعا للخلق بإذنه تعالى ، مع كونه غير نبي ، وعليه تدل الاخبار الكثيرة التي أوردناها في كتاب الامامة في باب مفرد .
وثالثها أنه يشبهه في أنه ضرب على قرنيه .
ورابعها أنه صاحب القوتين العظيمتين في الدنيا والدين .
وخامسها أنه يشبهه في أنه دعاهم فضربوه على قرنه ، وسيرجع إلى الدنيا وينقاد له شرق الارض وغربها .
وسادسها أنه خلق الله تعالى له طرفي الارض : شرقها وغربها ، وسيملكهما إياه وخلق له طرفي الجنة ، فهو قسيمها .
وقال الجزري في النهاية : فيه أنه قال لعلي عليه السلام " إن لك بيتا في الجنة وإنك ذو قرنيها " أي طرفي الجنة وجانبيها ، قال أبوعبيد : وأنا أحسب أنه أراد *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : ولا من فضة .
( 2 ) علل الشرائع : 25 .
وقد مضت الرواية في المجلد 12 ص 180 عن تفسير العياشي و عن الاحتجاج : 122 وعن كمال الدين : 220 .
( 3 ) لان الغيبة لم تتوسط بين هذين القرنين ولم يضرب عليه السلام بقرنه عندئذ .
وأنت خبير بأن أقوى المحتملات وارجحها هو الاحتمال الخامس بل هو المتعين .