[ 41 ]
ذو قرني الامة فأضمر ، وقيل : أراد الحسن والحسين عليهما السلام وأرضاهما ( 1 ) ومنه حديث
علي عليه السلام وذكر قصة ذي القرنين ثم قال : " وفيكم مثله " فيرى أنه إنما عنى
نفسه ، لانه ضرب على رأسه ضربتين : إحداهما يوم الخندق والاخرى ضربة ابن
ملجم لعنه الله انتهى .
( 2 ) وسيأتي ذكر الوجوه الاخر .
13 مع : الاشناني ، عن جده ، عن محمد بن عمار ، عن موسى بن إسماعيل ،
عن حماد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، ( 3 ) عن سلمة ، عن
أبي الطفيل ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال له : يا علي إن
لك كنزا في الجنة وأنت ذو قرنيها .
فلا تثبع النظرة في الصلاة ( 4 ) فإن لك الاولى
وليست لك الاخيرة .
قال الصدوق رضي الله عنه : معنى قوله صلى الله عليه وآله : " إن لك كنزا في الجنة "
يعني مفتاح نعمها ، ( 5 ) وذلك أن الكنز في المتعارف لايكون إلا المال من ذهب أو فضة ،
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) ليست هذه الكلمة في المصدر المطبوع ، ولعلها كانت في نسخة المصنف ، ومعناها أن
أبا عبيد أرضى كلا المعنيين ، وفي الدر النثير المطبوع بهامش النهاية كذلك : وقال لعلي " إن
لك بيتا في الجنة وإنك ذو قرنيها " أي طرفي الجنة وجانبيها ، وقيل : اراد الحسن والحسين ،
قال أبوعبيد : وأنا أحسب أنه أراد ذو قرني هذه الامة فأضمر ، لان عليا ذكر قصة ذي القرنين و
أنه ضرب على رأسه مرتين ثم قال : " وفيكم مثله " فترى أنه انما عنى نفسه ، لانه ضرب على رأسه
ضربتين : احداهما يوم الخندق والاخرى ضربة ابن ملجم .
( 2 ) النهاية 3 : 247 248 .
( 3 ) في المصدر : التميمي .
( 4 ) في المصدر : فلا تتبع النظرة بالنظرة في الصلاة : والظاهر أن الجملة ناظرة إلى قول
رسول الله صلى الله عليه وآله في النظر إلى الاجنبية : " لاتتبع النظرة النظرة فليس لك إلا أول
نظرة " كما رواه المؤلف ( في المجلد 23 : 100 من الطبع الحجري الكمباني ) عن كتاب عيون
الاخبار ، وتوجد الرواية فيه 224 ، ورواية اخرى لامير المؤمنين عليه السلام نقلها المصنف في
الموضع المذكور عن كتاب الخصال ، وهي قطعة من الرواية المفصلة المعروفة بالاربعمائة " ليس في
البدن شئ أقل شكرا من العين فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر الله " راجع الخصال 2 : 166 .
( 5 ) في المصدر : نعيمها .
[ 42 ]
ولا يكنز إلا خيفة الفقر ، ( 1 ) ولا يصلحان إلا للانفاق في أوقات الافتقار إليهما ،
ولا حاجة في الجنة ولا فقر ولا فاقة ، لانها دار السلام من جميع ذلك ومن الآفات
كلها وفيها ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين ( وهذا ) ؟ الكنز هو المفتاح وذلك أنه
عليه السلام قسيم الجنة وإنما صار عليه السلام قسيم الجنة والنار لان قسمة
الجنة والنار إنما هي على الايمان والكفر ، وقد قال له النبي صلى الله عليه وآله :
يا علي حبك إيمان وبغضك نفاق وكفر ، فهو عليه السلام بهذا الوجه قسيم الجنة
والنار ، وقد سمعت بعض المشائخ يذكر أن هذا الكنز هو ولده المحسن عليه السلام وهو
السقط الذي ألقته فاطمة عليها السلام لما ضغطت بين البابين ، واحتج على ذلك ( 2 ) بما
روي في السقط أنه يكون محبنطئا على باب الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة فيقول
لا حتى يدخل أبواي قبلي ، وماروي أن الله تعالى كفل سارة وإبراهيم أولاد المؤمنين
يغذونهم بشجر في الجنة لها أظلاف كأظلاف البقر ، ( 3 ) فإذا كان يوم القيامة البسوا
وطيبوا وأهدوا إلى آبائهم فهم في الجنة ملوك مع آبائهم ، وأما قوله صلى الله عليه وآله : " وأنت
ذو قرنيها " فإن قرنيها ( 4 ) الحسن والحسين عليهما السلام لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال : إن الله عزوجل يزين بهما جنته كما تزين المرأة بقرطيها ، ( 5 ) وفي خبر
آخر : يزين الله بهما عرشه .
وفي وجه آخر معنى قوله صلى الله عليه وآله : " وأنت ذو قرنيها " أي إنك صاحب قرني
الدنيا ، وإنك الحجة على شرق الدنيا وغربها ، وصاحب الامر فيها والنهي فيها ،
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : من ذهب وفضة ولايكنز الا لخيفة الفقر .
( 2 ) " : واحتج في ذلك بما روى في السقط من أنه اه .
( 3 ) الصحيح كما في المصدر " لها أخلاف كأخلاف البقر " والخلف بالكسر : الضرع لكل
ذات خف وظلف ، وقيل : هو مقبض يد الحالب من الضرع .
وقد روى الرواية في مجمع البحرين
في " خلف " .
( 4 ) في المصدر : فان قرني الجنة .
( 5 ) القرط بالضم : مايعلق في شحمة الاذن من درة ونحوها .
[ 43 ]
وكل ذي قرن في الشاهد إذا أخذ بقرنه فقد أخذ به ، وقد يعبر عن الملك بالآخذ
بالناصيه كما قال عزوجل : " مامن دابة إلا هو آخذ بناصيتها ( 1 ) " ومعناه على هذا
أنه عليه السلام مالك حكم الدنيا في إنصاف المظلومين والاخذ على أيدي الظالمين ، و
في إقامة الحدود إذا وجبت وتركها إذا لم تجب ، وفي الحل والعقد وفي النقض و
الابرام ، وفي الحظر والاباحة ، وفي الاخذ والاعطاء ، وفي الحبس والاطلاق ، وفي
الترغيب والترهيب .
وفي وجه آخر معناه أنه عليه السلام ذو قرني هذه الامة كما كان ذو القرنين لاهل
وقته ، وذلك أن ذا القرنين ضرب على قرنه الايمن فغاب ثم حضر ، فضرب على قرنه
الآخر ، وتصديق ذلك قول الصادق عليه السلام : " إن ذا القرنين لم يكن نبيا ولا ملكا
وإنما كان عبدا أحب الله فأحبه الله ونصح لله فنصحه الله وفيكم مثله " يعني بذلك
أمير المؤمنين عليه السلام وهذه المعاني كلها صحيحة يتناولها ظاهر قوله صلى الله عليه وآله : " لك كنز
في الجنة وأنت ذو قرنيها " .
( 2 )
14 قب : أبوعبيد في غريب الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله قال لامير المؤمنين عليه السلام :
إن لك ( 3 ) بيتا في الجنة وإنك لذو قرنيها .
سويد بن غفلة وأبوالطفيل : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن ذا القرنين كان ملكا
عادلا فأحبه الله وناصح لله فنصحه الله ، أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه بالسيف
فغاب عنهم ماشاء الله ، ثم رجع إليهم فدعاهم إلى الله فضربوه على قرنه الآخر بالسيف
فذلك قرناه وفيكم مثله ، يعني نفسه لانه ضرب على رأسه ضربتين : أحدهما يوم
الخندق والثاني ضربة ابن ملجم لعنه الله .
الرضي في مجازات الآثار النبوية : عنى رأس الامة ، إن القرنين إنما
يكونان فيه ، وهذا يدل على أنه كان رأس أمته ورئيس أسرته ، ويقال : أي
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة هود : 56 .
( 2 ) معاني الاخبار : 205 207 .
( 3 ) في المصدر : ( لى ) ظ .
[ 44 ]
كذي القرنين أي الاسكندر الرومي ، ويدل أيضا على سيادته لانه كان قد أخذ بأزمة
الملوك ، وإن أراد اسم نبي من الانبياء فهو أفضل أهل زمانه كما كان ذو القرنين في
زمانه .
وقال ثعلب : كان وصفه ببلوغ غايات المثابين في الجنة كأنه أخذ طرفي
الجنة .
وقال ثعلب أيضا : أي ذو جبليها يعني الحسن والحسين عليهما السلام ، وقال : أي
طرفي الامة أي أنت إمام في الابتداء والمهدي ولدك إمام في الانتهاء ، ويجوز من
قولهم : " عصرت الفرس قرنا أو قرنين " أي استخرجت عرقه بالجري مرة أو مرتين
وكأنه ذو اقتباس العلم الظاهر واستخراج العلم الباطن .
( 1 )
15 قب : لنبيه " آمن الرسول ( 2 ) " وله " وصالح المؤمنين ( 3 ) " .
وقال لنفسه : " إن بطش ربك لشديد ( 4 ) " ولنبيه : " أشد حبا لله ( 5 ) " وله :
" أشداء على الكفار ( 6 ) " .
وقال لنفسه : " بسم الله الرحمن الرحيم " ولنبيه : " وما أرسلناك إلا رحمة ( 7 ) "
وله : " قل بفضل الله وبرحمته ( 8 ) " .
وقال لنفسه : " من الله العزيز الحكيم ( 9 ) " ولنبيه : " لقد جاءكم رسول من
أنفسكم عزيز ( 10 ) " وله : " ويعز من يشاء " .
وقال لنفسه : " وهو العلي العظيم ( 11 ) " ولنبيه : " إنك لعلى خلق عظيم ( 12 ) "
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 569 570 .
( 2 ) سورة البقرة : 285 .
( 3 ) سورة التحريم : 4 .
( 4 ) " البروج : 12 .
( 5 ) " البقرة : 165 .
( 6 ) " الفتح : 29 .
( 7 ) " الانبياء : 107 .
( 8 ) " يونس : 58 .
( 9 ) " الزمر : 1 .
سورة الجاثية : 2 .
سورة الاحقاف : 2 .
( 10 ) " التوبة : 127 .
( 11 ) " البقرة : 255 .
سورة الشورى : 4 .
( 12 ) " القلم : 4 .
[ 45 ]
وله : " عم يتساءلون عن النبأ العظيم ( 1 ) " .
وقال لنفسه : " الله نور السماوات والارض ( 2 ) " ولنبيه : " قد جاءكم من الله
نور ( 3 ) " وله : " واتبعوا النور الذي أنزل معه ( 4 ) " .
ثم إن الله تعالى سمى عليا مثل ما سمى به كتبه قال : " إنا أنزلنا التوراة
فيها هدى ( 5 ) " ولعلي : " ولكل قوم هاد ( 6 ) " .
وقال : " فيه هدى ونور ( 7 ) " وللقرآن : " واتبعو النور الذي أنزل معه ( 8 ) "
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 45 سطر 7 الى ص 53 سطر 7
ولعلي : " جعلناه نورا نهدي به ( 9 ) " .
وقال : " يحكم بها النبيون ( 10 ) " ولعلي : " لدنيا لعلي حكيم ( 11 ) " .
وقال : " صحف إبراهيم وموسى ( 12 ) " ولعلي : " ألم ذلك الكتاب لاريب فيه ( 13 ) "
والكتاب أكبر .
وقال في القرآن : " وكل شئ أحصيناه في إمام مبين ( 14 ) " وله : " يوم ندعو كل
أناس بإمامهم ( 15 ) " .
وفي القرآن : " هذا بيان للناس ( 16 ) " وله : " أفمن كان على بينه من ربه ( 17 ) " .
وفي القرآن " هذا بصائر للناس ( 18 ) " وله : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على
بصيرة ( 19 ) " .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة النبأ : 1 .
( 2 ) سورة النور : 35 .
( 3 ) " المائدة : 15 .
( 4 ) " الاعراف : 157 .
( 5 ) " المائدة : 44 .
( 6 ) " الرعد : 7 .
( 7 ) " المائدة : 46 .
( 8 ) " الاعراف : 157 .
( 9 ) " الشورى : 52 .
( 10 ) " المائدة : 44 .
( 11 ) " الزخرف : 4 .
( 12 ) " الاعلى : 19 .
( 13 ) " البقرة : 2 .
( 14 ) " يس : 12 .
( 15 ) " بني اسرائيل : 71 .
( 16 ) " آل عمران : 138 .
( 17 ) " هود : 17 .
سورة محمد : 14 .
( 18 ) " الجاثية : 20 .
( 19 ) " يوسف : 108 .
[ 46 ]
وفي القرآن : " يتلونه حق تلاوته ( 1 ) " وله : " ويتلوه شاهد ( 2 ) " .
وفي القرآن : " هدى وبشرى ( 3 ) " وله : " لهم البشرى ( 4 ) " .
وفي القرآن : " سنلقي عليك قولا ثقيلا ( 5 ) " وله : إني تارك فيكم الثقلين ،
الخبر .
وفي القرآن : " وإنه لذكر لك ( 6 ) " وله : " أفمن يهدي إلى الحق ( 7 ) " .
وفي القرآن : " قل فلله الحجة ( 8 ) " وله : قال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا حجة الله
وأنا خليفة الله .
وفي القرآن : " إنا نحن نزلنا الذكر ( 9 ) " وله : " وأنزلنا إليك الذكر ( 10 ) " .
وفي القرآن : " ولاتكتموا الشهادة ( 11 ) " وله : " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم
ومن عنده علم الكتاب ( 12 ) " .
وفي القرآن : " والذي جاء بالصدق ( 13 ) " وله : " وكونوا مع الصادقين ( 14 ) " .
وفي القرآن : " تفصيل كل شئ ( 15 ) " وله : " إنه لقول فصل ( 16 ) " .
وفي القرآن : " ولم يجعل له عوجا قيما ( 17 ) " وله : " ذلك الدين القيم ( 18 ) " .
وفي القرآن : " الله نزل أحسن الحديث ( 19 ) " وله : " من جاء بالحسنة ( 20 ) " .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة البقرة : 121 .
( 2 ) سورة هود : 17 .
( 3 ) " البقرة : 97 .
سورة النمل : 2 .
( 4 ) " يونس : 64 .
سورة الزمر : 17 .
( 5 ) " المزمل : 5 .
( 6 ) " الزخرف : 44 .
( 7 ) " يونس : 35 .
( 8 ) " الانعام : 149 .
( 9 ) " الحجر : 9 .
( 10 ) " النحل : 44 .
( 11 ) " البقرة : 283 .
( 12 ) " الرعد : 43 .
( 13 ) " الزمر : 33 .
( 14 ) " التوبة : 119 .
( 15 ) " يوسف : 111 .
( 16 ) " الطارق : 13 .
( 17 ) " الكهف : 1 2 .
( 18 ) " التوبة : 36 .
سورة يوسف : 40 .
سورة الروم : 30 .
( 19 ) " الزمر : 23 .
( 20 ) " الانعام : 160 .
سورة النحل : 89 .
سورة القصص : 84 .
[ 47 ]
وفي القرآن : " قالوا خيرا ( 1 ) " وله : " أولئك هم خير البرية ( 2 ) " .
وفي القرآن : " مانفدت كلمات الله ( 3 ) " وله : " وجعلها كلمة باقية ( 4 ) " .
وفي القرآن : " هدى للمتقين ( 5 ) " وله : " وقالوا إن نتبع الهدى ( 6 ) " .
وفي القرآن : " يس والقرآن الحكيم ( 7 ) " وله : " وإنه في أم الكتاب لدينا
لعلي حكيم ( 8 ) " أي عال في البلاغة وعلا على كل كتاب لكونه معجزا وناسخا و
منسوخا ، وكذلك علي بن أبي طالب عليه السلام ثم قال : " حكيم " أي مظهر للحكمة البالغة
بمنزلة حكيم ينطق بالصواب ، وهذا ( 9 ) في علي بن أبي طالب عليه السلام وهاتان الصفتان
له خليقة لانهما من صفات الحي ، وفي القرآن على سبيل التوسع .
ثم قال للقرآن : " أفنضرب عنكم الذكر ( 10 ) " وله : " فاسألوا أهل
الذكر ( 11 ) " وفي القرآن " ولارطب ولايابس إلا في كتاب مبين ( 12 ) " وعلم هذا الكتاب
عنده لقوله : " ومن عنده علم الكتاب ( 13 ) " .
وقال النبي صلى الله عليه وآله : " الاسلام يعلو ولا يعلى " وقال تعالى : " وكلمة الله هي
العليا ( 14 ) " وبيانه " وجعلها كلمة باقية في عقبه ( 15 ) " .
* ( في مساواته عليه السلام مع آدم وادريس ونوح عليهم السلام ) *
ساواه مع آدم في أشياء : في العلم " وعلم آدم الاسماء كلها ( 16 ) " وله " أنا مدينة
العلم وعلي بابها " والتزويج لانه جرى تزويجهما في الجنة ، وأنزل الحديد على
آدم وأنزل على علي عليه السلام ذا الفقار ، وآدم أبوالآدميين وعلي أبوالعلويين ، واعتذر
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة النحل : 30 .
( 2 ) سورة البينة : 7 .
( 3 ) " لقمان : 27 .
( 4 ) " الزخرف : 28 .
( 5 ) " البقرة : 2 .
( 6 ) " القصص : 57 .
( 7 ) " يس : 1 .
( 8 ) " الزخرف : 4 .
( 9 ) في المصدر .
وهكذا .
( 10 ) " الزخرف : 5 .
( 11 ) سورة النحل : 43 .
سورة الانبياء : 7 .
( 12 ) " الانعام : 59 .
( 13 ) " الرعد : 43 .
( 14 ) " التوبة : 40 .
( 15 ) " الزخرف : 28 .
( 16 ) " البقرة : 31 .
[ 48 ]
عن آدم " فنسي ولم نجد له عزما ( 1 ) " وشكر عن علي " يوفون بالنذر ( 2 ) " وآمن
آدم في قوله : " ثم اجتباه ربه ( 3 ) " وكذلك لعلي عليه السلام " فوقاهم الله شر ذلك
اليوم ( 4 ) " وكان آدم خليفة الله " إني جاعل في الارض خليفة ( 5 ) " وعلي خليفة
الله قوله عليه السلام : " من لم يقل إني رابع الخلفاء " الخبر .
خلق آدم من التراب فكان ترابيا " فإنا خلقناكم من تراب ( 6 ) " وسمى
( النبي ) ؟ عليا أبا تراب ، وقال آدم وقت خلقته وقد عطس : الحمد لله ، فقال [ الله ] :
" رحمك الله ولهذا خلقتك ، سبقت رحمتي غضبي " فهو أول كلمة قالها ، وعلي عليه السلام
لما ولد سجد لله على الارض وحمده ، وآدم خلق بين مكة والطائف وعلي ولد في
الكعبة ، واصطفى الله آدم " إن الله اصطفى آدم ( 7 ) " ولعلي " وآل عمران على
العالمين ( 8 ) " والانبياء كلهم من صلب آدم وأوصياء النبي صلى الله عليه وآله من صلب علي ،
رفع آدم ( 9 ) على مناكب الملائكة ورفع جنازة علي على مناكبهم أيضا ، نسب
أولاد آدم إليه فقالوا : " آدمي " ونسب أولاد النبي صلى الله عليه وآله إليه فقالوا : " علوي "
أمر الله الملائكة بالسجود لآدم وعلي أمر بأن يؤتى إليه ، روى العباس بن بكار
عن شريك عن سلمة بن كهيل عن علي عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وآله : يا علي أنت بمنزلة
الكعبة تؤتى ولاتأتي .
آدم باع الجنة بحبات حنطة فأمر بالخروج منها " قلنا
اهبطوا منها جميعا ( 10 ) " وعلي اشترى الجنة بقرص فأذن له بالدخول فيها " وجزاهم
بما صبروا جنة ( 11 ) " " وعلم آدم الاسماء كلها ( 12 ) " وكان اسم علي وأسماء أولاده عليهم السلام
فعلم الله آدم أسماءهم ، أخبرني محمود بن عبدالله بن عبيد الله الحافظ ، بإسناده
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة طه : 115 .
( 2 ) سورة الانسان : 7 .
( 3 ) " طه : 122 .
( 4 ) " الانسان : 11 .
( 5 ) " البقرة : 30 .
( 6 ) " الحج : 5 .
( 7 و 8 ) " آل عمران : 33 .
( 9 ) " جنازة آدم خ ل .
( 10 ) " البقرة : 38 .
( 11 ) " الانسان : 12 .
( 12 ) " البقرة : 31 .
[ 49 ]
عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يفتخر يوم القيامة آدم بابنه شيث
وأفتخر أنا بعلي بن أبي طالب .
المفجع :
كان في علمه لآدم إذ علم شرح الاسماء والمكنيا
وساواه مع إدريس عليه السلام بأشياء : أطعم إدريس بعد وفاته من طعام الجنة و
أطعم علي في حياته من طعامها مرارا ، وسمي إدريس لانه درس الكتب كلها ، وقوله
تعالى في علي عليه السلام " ومن عنده علم الكتاب ( 1 ) " وإدريس أول من وضع الخط
وعلي أول من وضع النحو والكلام .
وساواه مع نوح عليه السلام في خمسة عشر موضعا : في الميثاق " وإذ أخذنا من النبيين
ميثاقهم ( 2 ) " ولعلي ماروي : أن الله تعالى أخذ ميثاقي على النبوة وميثاق اثني عشر
بعدي ، وخص بطول العمر فلبث فيهم ألف سنة وطول عمر ولده القائم عليه السلام " ونريد
أن نمن على الذين استضعفوا ( 3 ) " الآية ، ونوح شيخ المرسلين وعلي شيخ الائمة ،
وقيل لنوح : " يا نوح قد جادلتنا ( 4 ) " ولعلي : " فمن حاجك فيه ( 5 ) " ونبع الماء
لنوح من بين النار " وفار التنور ( 6 ) " وهوى النجم لعلي من بئر الدار " والنجم
إذا هوى ( 7 ) " أجيبت دعوة نوح فهطلت ( 8 ) له السماء بالعقوبة وأجيبت لعلي
بالرحمة فنبعت له الارض في أرض بلقع ويمنى السواد وغيرهما ، ذكر الله نوحا في
كتابه في اثنين وأربعين موضعا أوله قوله : " إن الله اصطفى آدم ونوحا ( 9 ) " وآخره
" وقال نوح رب لاتذر ( 10 ) " وذكر عليا في تسعة وثمانين موضعا أنه أمير المؤمنين ،
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة الرعد : 43 .
( 2 ) " الاحزاب : 7 .
( 3 ) " القصص : 5 .
( 4 ) " هود : 32 .
( 5 ) " آل عمران : 61 .
( 6 ) " هود : 40 .
سورة المؤمنون : 27 .
( 7 ) " النجم : 1 .
( 8 ) هطل المطر : نزل متتابعا متفرقا عظيم القطر .
( 9 ) سورة آل عمران : 33 .
( 10 ) " نوح : 26 .
[ 50 ]
وسمي نوحا لكثرة نوحه وزهادته وقال لعلي : " أمن هو قانت ( 1 ) " وسماه شكورا
" إنه كان عبدا شكورا ( 2 ) " وسمى عليا باسمه " وجعلنا لهم لسان صدق عليا ( 3 ) "
وأهلك جميع الخلق بالطوفان سوى قومه " فأنجيناه والذين معه في الفلك ( 4 ) " وأهلك
أعداء علي في طوفان النصب فيلقى في جهنم ويفوز أحباؤه " إن للمتقين مفازا ( 5 ) "
نوح أب ثاني وعلي أبوالائمة والسادات ، واشتق لنوح اسمه من صفته لما ناح
واشتق اسم علي من صفته لانه علا " قيل يا نوح اهبط بسلام منا ( 6 ) " وقيل
لعلي : " سلام على آل يس ( 7 ) " وحمله على السفينة عند طوفان الماء " وحملناه على
ذات ألواح ودسر ( 8 ) " وقيل لعلي : " مثل أهل بيتي كسفينة نوح " الخبر ، فسفينة
علي نجاة من النار .
المفجع :
وكنوح نجا من الهلك من سير في الفلك إذ علا الجوديا
* ( في مساواته مع ابراهيم واسماعيل واسحاق عليهم السلام ) *
ساوى عليا مع إبراهيم عليه السلام في ثلاثين خصلة : الاجتباء " اجتباه وهداه ( 9 ) "
ولعلي : " إن الله اصطفى آدم ( 10 ) " وفي الهدى : " وهداه إلى صراط ( 11 ) " ولعلي
عليه السلام : " ولكل قوم هاد ( 12 ) " وفي الحسنة : " وآتيناه في الدنيا حسنة ( 13 ) " ولعلي :
" من جاء بالحسنة ( 14 ) " وفي البركة : " وباركنا عليه ( 15 ) " ولعلي : " وبركاته عليكم
أهل البيت ( 16 ) " وفي البشارة : " وبشرناه بإسحاق ( 17 ) " ولعلي : " وهو الذي خلق
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة الزمر : 9 .
( 2 ) سورة الاسراء : 3 .
( 3 ) " مريم : 50 .
( 4 ) " الاعراف : 64 .
( 5 ) " النبأ : 31 .
( 6 ) " هود : 48 .
( 7 ) " الصافات : 130 .
( 8 ) " القمر : 13 .
( 9 ) " النحل : 121 .
( 10 ) " آل عمران : 33 .
( 11 ) " النحل : 121 .
( 12 ) " الرعد : 7 .
( 13 ) " النحل : 122 .
( 14 ) " الانعام : 160 .
( 15 ) " الصافات : 113 .
( 16 ) " هود : 73 .
( 17 ) " الصافات : 113 .