[311]
1 لى : القطان ، عن العباس بن الفضل ، عن علي بن الفرات ، عن أحمد
ابن محمد البصري ، عن جندل بن والق ، عن علي بن حماد ، عن سعيد ، عن ابن عباس
أنه مر بمجلس من مجالس قريش وهم يسبون علي بن أبي طالب عليه السلام فقال لقائده :
مايقول هؤلاء ؟ قال : يسبون عليا ، قال : قربني إليهم ، فلما أن وقف عليهم قال :
أيكم الساب الله ؟ قالوا : سبحان الله ومن يسب الله فقد أشرك بالله .
قال : فأيكم
الساب رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قالوا : ومن يسب رسول الله فقد كفر ، قال : فأيكم الساب
علي بن أبي طالب ؟ قالوا : قد كان ذلك ، قال : فأشهد بالله وأشهد لله لقد سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله عزوجل "
ثم مضى فقال لقائده : فهل قالوا شيئا حين قلت لهم ما قلت ؟ قال : ما قالوا شيئا
قال : كيف رأيت وجوههم ؟ قال :
نظروا إليك بأعين محمرة * نظر التيوس إلى شفار الجازر ( 1 )
قال : زدني فداك أبوك ، قال :
خزر الحواجب ناكسو أذقانهم * نظر الذليل إلى العزيز القاهر
قال : زدني فداك أبوك ، قال : ما عندي غير هذا ، قال : لكن عندي :
أحياؤهم خزي على أمواتهم * والميتون فضيحة للغابر ( 2 )
قب : الطبري في الولاية والعكبري في الابانة عن ابن عباس مثله ( 3 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) التيوس جمع التيس : الذكر من المعز والظباء .
والشفار جمع الشفرة : السكين العظيمة
العريضة .
والجازر : القصاب .
( 2 ) أمالي الصدوق : 60 .
( 3 ) مناقب آل ابي طالب 2 ، 19 .
[312]
كشف : من كتاب كفاية الطالب عنه مثله ( 1 ) .
بيان : خزر ( 2 ) العيون : ضيقها ، ولعله إنما نسبه إلى الحاجب بإطلاق الحاجب
على العين مجازا ، أو نسب إلى الحاجب لان تضييق العين يستلزم تضييقها .
2 ما : المفيد ، عن محمد بن عمران ، عن محمد بن أحمد بن محمد المكي ، عن عبدالله
ابن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي بكر ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق
عن أبي عبدالله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله فقالت : أيسب
رسول الله صلى الله عليه وآله فيكم ؟ فقلت : معاذ الله ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من
سب عليا فقد سبني ( 3 ) .
3 ما : المفيد ، عن الكاتب ، عن الزعفراني ، عن الثقفي ، عن عثمان بن
سعيد ، عن منصور بن مهاجر ، عن علي بن عبدالاعلى ، عن زر بن حبيش قال : كان
عصابة من قريش في مسجد النبي صلى الله عليه وآله فذكروا علي بن أبي طالب عليه السلام وانتهكوا
منه ورسول الله صلى الله عليه وآله قايل ( 4 ) في بيت بعض نسائه ، فأتي بقولهم فثار ( 5 ) من نومه في
إزار ليس عليه غيره ، فقصد نحوهم ، ورأوا الغضب في وجهه ، فقالوا : نعوذ بالله من
غضب الله وغضب رسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : مالكم ولعلي ؟ ألا تدعون عليا ؟ ( 6 )
ألا إن عليا مني وأنا منه ، من آذى عليا فقد آذاني من آذى عليا فقد آذاني ( 7 ) .
4 ن : بإسناد التميمي عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله :
من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله .
5 قب : تفسير القشيري : نزل قوله تعالى : " قد كانت آياتي تتلى عليكم
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) كشف الغمة : 32 .
( 2 ) بالمعجمتين ثم المهملة .
( 3 ) أمالي الطوسي : 52 و 53 .
( 4 ) قال يقيل قيلا : نام في القائلة أي منتصف النهار .
( 5 ) أي هاج .
( 6 ) في المصدر : ما بالكم ولعلي أما تدعون عليا ؟ .
( 7 ) أمالي الطوسي : 83 .
[313]
فكنتم على أعقابكم تنكصون * مستكبرين به سامرا تهجرون ( 1 ) " أي تهذون من
الهذيان في ملا من قريش سبوا علي بن أبي طالب عليه السلام وسبوا النبي صلى الله عليه وآله وقالوا
في المسلمين هجرا .
الحلية : كعب بن عجرة عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وآله : لاتسبوا عليا فانه ممسوس
في ذات الله ( 2 ) .
بيان : أي يمسه الاذى والشدة في رضاء الله تعالى وقربه ، أو هو لشدة حبه لله
واتباعه لرضاه كأنه ممسوس أي مجنون ، كما ورد في صفات المؤمن " يحسبهم القوم
أنهم قد خولطوا " ويحتمل أن يكون المراد بالممسوس المخلوط والممزوج مجازا ،
أي خالط حبه تعالى لحمه ودمه .
6 قب : مسند الموصلي : قالت أم سلمة : أيسب رسول الله صلى الله عليه وآله وأنتم
أحياء ؟ قلت : وأنى ذلك ؟ قالت : أليس يسب علي ومن يحب عليا ؟ وقد كان
رسول الله صلى الله عليه وآله يحبه ( 3 ) .
7 جا : علي بن محمد ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن علي بن الحسن ، عن الحسين
ابن نصر بن مزاحم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عبد الملك ، عن يحيى بن سلمة بن
كهيل ، عن أبيه ، عن أبي صادق قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
يقول : ديني دين رسول الله وحسبي حسب رسول الله ، فمن تناول ديني وحسبي فقد
تناول دين رسول الله وحسبه ( 4 ) .
8 ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن المفضل بن محمد بن حارث الليثي ، عن
أبيه ، عن عبدالجبار بن سعيد ، عن أبيه ، عن صالح بن كيسان قال : سمع عامر بن
عبدالله بن الزبير وكان من عقلاء قريش ابنا له ينتقص علي بن أبي طالب عليه السلام
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة المؤمنون : 66 و 67 .
( 2 ) مناقب آل أبي طالب 2 : 18 و 19 .
( 3 ) " " " " 2 : 19 .
( 4 ) أمالي المفيد : 52 .
[314]
فقال له : يا بني لاتنتقص عليا فان الدين لم يبن شيئا فاستطاعت الدنيا أن تهدمه
وإن الدنيا لم تبن شيئا إلا هدمه الدين ، يابني إن بني أمية لهجوا بسب علي بن
أبي طالب في مجالسهم ، ولعنوه على منابرهم ، فكأنما يأخذون والله بضبعيه إلى
السماء مدا ، وإنهم لهجوا بتقريظ ( 1 ) ذويهم وأوائلهم من قومهم فكأنما يكشفون منهم
عن أنتن من بطون الجيف ، فأنهاك عن سبه ( 2 ) .
9 ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أبي يعلى محمد بن زهير ، عن علي بن
أيمن الطهوري ، عن مصبح بن هلقام ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي أمية الطرسوسي
عن الحسن بن عطية ، عن قيس بن الربيع ، عن أبي إسحاق ، عن شمر بن عطية
قال : كان أبي ينال من علي بن أبي طالب عليه السلام فأتي في المنام فقيل له : أنت
الساب عليا ؟ فخنق حتى أحدث في فراشه ثلاثا يعني صنع به ذلك في المنام ثلاث
ليال ( 3 ) .
10 ما : المفيد ، عن محمد بن عمران ، عن ابن دريد ، عن الرواسي ( 4 ) ، عن
عمر بن بكير ، عن ابن الكلبي ، عن أبي مخنف ، عن كثير بن الصلت قال : جمع زياد بن
مرجانة الناس برحبة الكوفة ليعرضهم على البراءة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
صلوات الله عليه ، والناس من ذلك في كرب عظيم ، فأغفيت ( 5 ) فإذا أنا بشخص قد سد
مابين السماء والارض ، فقلت له : من أنت ؟ فقال : أنا النقاد ذو الرقبة أرسلت إلى
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في ( ك ) : بتقريض ذويهم .
وكلاهما بمعنى المدح والتمجيد .
والمراد من هذا الكلام
أن تنقيصهم أمير المؤمنين عليه السلام لم يزدده إلا الجلالة والعظمة ، ومدحهم بني امية
لم يزددهم الا خسارا وتبارا " إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم
من بعده " .
( 2 ) أمالي ابن الشيخ : 23 .
( 3 ) " " " : 38 و 39 .
ولعل المراد أنه أحدث في فراشه ثلاث ليال كما يستفاد
من رواية المناقب الاتية ، راجع ص 320 .
( 4 ) في المصدر : عن الرقاشي .
( 5 ) أي نعست .
[315]
صاحب القصر ، فانتبت مذعورا وإذا غلام لزياد قد خرج إلى الناس ، فقال :
انصرفوا فإن الامير عنكم مشغول ، وسمعنا الصياح من داخل القصر ، فقلت في
ذلك :
ما كان منتهيا عما أراد بنا * حتى تناوله النقاد ذو الرقبة
فأسقط الشق منه ضربة ثبتت * كما تناول ظلما صاحب الرحبة ( 1 )
كنز الكراجكي : عن أسد بن إبراهيم الحراني ، عن عمر بن علي العتكي ،
عن أحمد بن محمد بن سليمان الجوهري ، عن أبيه ، عن محمد بن السري ، عن هشام بن
محمد السائب ، عن أبيه ، عن عبدالرحمن بن السائب ، عن أبيه مثله ( 2 ) .
11 ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن يحيى بن زكريا ، عن
بكير بن مسلم ، عن محمد بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال :
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام : ستدعون إلى سبي فسبوني ، وتدعون إلى البراءة مني
فمدوا الرقاب فإني على الفترة ( 3 ) .
12 كشف : من كفاية الطالب قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا ( 4 ) فقال :
ما منعك أن تسب أبا تراب ؟ قال : أما ماذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله فلن
أسبه ، لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول له ، وقد خلفه في بعض مغازيه فقال علي عليه السلام : يارسول الله خلفتني مع النساء
والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى إلا أنه لانبوة ( 5 ) بعدي ؟ " وسمعته يقول ( 6 ) يوم خيبر : " لاعطين الراية رجلا
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) امالي الطوسي : 164 .
( 2 ) كنز الكراجكي : 61 و 62 .
( 3 ) أمالي الطوسي : 131 .
( 4 ) الصحيح كما في المصدر : أمر معاوية بن ابي سفيان سعدا بسب علي بن ابي طالب فامتنع
فقال اه .
( 5 ) في المصدر : لا نبي بعدي .
( 6 ) " " : يقول له .
[316]
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ،
فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية :
" ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم ( 1 ) " دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وفاطمة وحسنا
وحسينا فقال : " اللهم هؤلاء أهلي " .
هكذا رواه مسلم في صحيحه وغيره من الحفاظ
قال محمد بن يوسف الكنجي : نعوذ بالله من الحور بعد الكور ( 2 ) .
ومن مناقب الخوارزمي بالاسناد عن الترمذي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص
عن أبيه مثله ( 3 ) .
13 ما : بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن علي بن أبي طالب
عليه السلام أنه قال : ألا إنكم ستعرضون على سبي ، فإن خفتم على أنفسكم
فسبوني ، ألا وإنكم ستعرضون على البراءة مني فلاتفعلوا فإني على الفطرة ( 4 ) .
14 كا : علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال :
قيل لابي عبدالله عليه السلام : إن الناس يروون أن عليا قال على منبر الكوفة : " أيها
الناس إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ، ثم تدعون إلى البراءة مني فلا تبرؤوا
مني " فقال عليه السلام : ما أكثر ما يكذب الناس على علي عليه السلام ! ثم قال : إنما قال :
" إنكم ستدعون إلى سبي فسبوني ، ثم تدعون إلى البراءة مني وإني لعلى دين
محمد " ولم يقل " ولا تبرؤوا مني " فقال له السائل : أرأيت إن اختار القتل دون
البراءة ؟ فقال : والله ما ذلك عليه وماله إلا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه
أهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان فأنزل الله عزوجل فيه " إلا من أكره وقلبه
مطمئن بالايمان ( 5 ) " فقال له النبي صلى الله عليه وآله عندها : يا عمار إن عادوا فعد ، فقد
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة آل عمران : 61 .
( 2 ) كشف الغمة : 32 .
قال في النهاية ( 1 : 269 ) : فيه " نعوذ بالله من الحور بعد
الكور " أي من النقصان بعد الزيادة ، وقيل : من فساد امورنا بعد صلاحها .
( 3 ) كشف الغمة : 43 و 44 .
( 4 ) أمالي الطوسي : 232 .
( 5 ) سورة النحل : 106 .
[317]
أنزل الله عذرك وأمرك أن تعود إن عادوا ( 1 ) .
15 ن : بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : إنكم
ستعرضون على البراءة مني فلا تتبرؤوا مني فإني على دين محمد ( 2 ) .
16 شا : من معجزات أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما استفاض عنه من قوله :
" إنكم ستعرضون من بعدي على سبي فسبوني ، فإن عرض عليكم البراءة مني
فلا تبرؤوا مني فإني ولدت على الاسلام ، فمن عرض عليه البراءة ( 3 ) فليمدد عنقه
فمن تبرأ مني فلا دنيا له ولا آخرة وكان الامر في ذلك كما قال عليه السلام ( 4 ) .
17 قب : سفيان بن عيينة عن طاوس اليماني أنه قال عليه السلام لحجر البدري
" يا حجر كيف بك إذا أوقفت على منبر صنعاء وأمرت بسبي والبراءة مني ؟ قال :
فقلت : أعوذ بالله من ذلك ، قال : والله إنه كائن فإذا كان ذلك فسبني ولا تبرأ
مني ، فإنه من تبرأ مني في الدنيا برئت منه في الآخرة " قال طاوس : فأخذه
الحجاج على أن يسب عليا ، فصعد المنبر وقال : يا أيها الناس إن أميركم هذا
أمرني أن ألعن عليا ألا فالعنوه لعه الله ( 5 ) .
18 ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أحمد بن داود
المكي ، عن زكريا بن يحيى الكسائي ، عن نوح بن دراج القاضي ، عن ابن
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) اصول الكافي ( الجزء الثاني من الكافي الطبعة الحديثة ) : 219 .
ولا يخفى انه لايستفاد
من الرواية جواز التبري مطلقا عند التقية : فان التبري اعم من القلب واللسان ، والتبري
بالقلب لايجوز ، بل ولا يجبر الانسان بالامر القلبي أصلا ، وأما التبري باللسان دون القلب فعند
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 317 سطر 19 الى ص 325 سطر 18
التقية يجوز ، وبما ذكرنا يجمع بين روايات الباب الناظرة إلى جواز السب والتبري وعدم
جوازهما .
( 2 ) عيون الاخبار : 223 .
( 3 ) في المصدر : عليه البراءة مني .
( 4 ) الارشاد للمفيد : 152 .
( 5 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 426 .
[318]
أبي ليلي ، عن أبي جعفر المنصور قال : كان عندنا بالشراة ( 1 ) قاص إذا فرغ من
قصصه ذكر عليا فشتمه ، فبينا هو كذلك إذا ترك ذلك يوما ومن الغد ، فقالوا :
نسي ، فلما كان اليوم الثالث تركه أيضا ، فقالوا له أو سألوه ( 2 ) ، فقال : لا والله لا
أذكره بشتيمة أبدا ، بينا أنا نائم والناس قد جمعوا فيأتون النبي صلى الله عليه وآله فيقول لرجل :
اسقهم ، حتى وردت على النبي صلى الله عليه وآله فقال له : اسقه ، فطردني ، فشكوت ذلك إلى
النبي صلى الله عليه وآله فقلت : يارسول الله مره فليسقني ، فقال : اسقه ، فسقاني قطرانا فأصبحت
وأنا أتجشى ( 3 ) .
19 قب : زياد بن كليب قال : كنت جالسا في نفر فمر بنا محمد بن صفوان مع
عبيد الله بن زياد ، فدخلا المسجد ثم رجعا إلينا وقد ذهب عينا محمد بن صفوان ، فقلنا :
ما شأنه ؟ فقال إنه قام في المحراب وقال : إنه من لم يسب عليا بنية فإنه ( 4 )
يسبه بنية ، فطمس الله بصره .
وقد رواه عمر بن ثابت عن أبي معشر .
البلاذري والسمعاني والمامطيري والنطنزي والفلكي أنه مر بسعد بن
مالك رجل يشتم عليا عليه السلام فقال : ويحك ماتقول ؟ قال : أقول ما تسمع ، فقال :
اللهم إن كان كاذبا فأهلكه ، فخبطه جمل بختي ( 5 ) فقتله .
ابن المسيب : صعد مروان المنبر وذكر عليا عليه السلام فشتمه ، قال سعيد :
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الشراة جبل شامخ مرتفع من دون عسفان ، تأويه القرود لبني ليث ، عن يسار عسفان ،
وبه عقبة تذهب إلى ناحية الحجاز لمن سلك عسفان ، يقال له الخريطة ، والخريطة تلي الشراة
جبل صلد لاينبت شيئا .
( 2 ) في المصدر : وسألوه .
( 3 ) أمالي ابن الشيخ : 39 .
والقطران بالفتح فالكسر : سيال دهني يطلى به الابل
التي فيها الجرب : فيحرق بحدته وحرارته الجرب .
وتجشأ الرجل : أخرج من فمه الجشاء ،
وهو ريح يخرج من الفم مع صوت عند الشبع .
( 4 ) الضمير في قوله " فانه " يرجع إلى محمد بن صفوان ، أي قال : من لايفعل هذا الامر
فاني أفعله ، ومثل هذا شائع .
( 5 ) خبطه : ضربه ضربا شديدا .
وطئه شديدا .
[319]
فهومت عيناي ( 1 ) فرأيت كفا في منامي خرجت من قبر رسول الله صلى الله عليه وآله عاقدة على
ثلاث وستين ، وسمعت قائلا يقول : يا أموي ياشقي أكفرت بالذي خلقك من تراب
ثم من نطفة ثم سواك رجلا ؟ قال : فما مرت بمروان إلا ثلاث حتى مات .
مناقب إسحاق العدل أنه كان في خلافة هشام خطيب يلعن عليا على المنبر ،
قال : فخرجت كف من قبر رسول الله صلى الله عليه وآله يرى الكف ولا يرى الذراع ، عاقدة
على ثلاث وستين ، وإذا كلام من قبر النبي صلى الله عليه وآله : ويلك من أموي أكفرت
بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا ؟ وألقت ما فيها وإذا دخان
أزرق ، قال : فما نزل عن منبره إلا وهو أعمى يقاد ، قال : وما مضت له ثلاثة أيام
حتى مات ( 2 ) .
بيان : على حساب العقود العقد على ثلاث وستين هو أن يثني الخنصر والبنصر
والوسطى ويأخذ ظفر الابهام بباطن العقدة الثانية من السبابة ، فأشار بعقد الثلاثة
إلى أنه لايعيش أكثر منها .
20 قب : روى علماء واسط أنه لما رفعوا اللعائن جعل خطيب واسط يلعن ،
فإذا هو بثور عبر الشط وشق السور ودخل المدينة وأتى الجامع وصعد المنبر ونطح ( 3 )
الخطيب فقتله بها وغاب عن أعين الناس ، فسدوا الباب الذي دخل منه ، وأثره ظاهر
وسموه باب الثور .
وقال هاشمي : رأيت رجلا بالشام قد اسود نصف وجهه وهو يغطيه ، فسألته
عن سبب ذلك فقال : نعم قد جعلت علي أن لايسألني أحد عن ذلك إلا أخبرته : كنت
شديد الوقيعة في علي بن أبي طالب كثير الذكر له بالمكروه ، فبينا أنا ذات ليلة نائم
إذ أتاني آت في منامي فقال : أنت صاحب الوقيعة في علي ؟ فضرب شق وجهي ،
فأصبحت وشق وجهي أسود كما ترى .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) هوم الرجل : نام قليلا .
( 2 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 478 و 479 .
( 3 ) نطحه الثور : أصابه بقرنه .
[320]
شمر بن عطية قال : كان أبي ينال من علي ، فأتي في المنام فقيل له : أنت
الساب عليا ؟ فخنق حتى أحدث في فراشه ثلاث ليال .
أبوجعفر المنصور : كان قاص إذا فرغ من قصصه ذكر عليا فشتمه ، فبينما
هو كذلك إذ ترك ذلك ، فسئل عن سببه فقال : والله لا أذكر له شتيمة أبدا ، بينا أنا
نائم والناس قد جمعوا فيأتون النبي صلى الله عليه وآله فيقول لرجل : اسقهم ، حتى وردت
على النبي صلى الله عليه وآله فقال له : اسقه ، فطردني فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال :
اسقه ، فسقاني قطرات ( 1 ) وأصبحت وأنا أتجشاه وأبوله .
الاعمش أنه حدثه المنصور : وقع عمامة رجل فإذا رأسه رأس خنزير ، فسأله
عن قصته فقال : كنت مؤذنا ثلاثين سنة وكنت ألعن عليا بين الاذان والاقامة
مائة مرة كل يوم خمس مائة مرة ، ولعنته ليلة جمعة ألف لعنة ، فبينما أنا نائم
وقد لحقني العطش فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وآله وعلي والحسن والحسين عليهم السلام ، فقلت
للحسنين عليهما السلام : اسقياني ، فلم يكلماني ، فدنوت من علي وقلت : يا أبا الحسن
اسقني ، ولم يسقني ، ولم يكلمني ، فدنوت من النبي صلى الله عليه وآله فقلت : اسقني ، فرفع
رأسه فبصر بي وقال : أنت اللاعن عليا في كل يوم خمس مائة مرة وقد لعنته البارحة
ألف مرة ؟ فلم أحر إليه جوابا ، فتفل في وجهي وقال : اخسأ يا خنزير ، فوالله ما
أصبح إلا وجهه ورأسه كخنزير .
الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام : كان إبراهيم بن هاشم
المخزومي واليا على المدينة ، وكان يجمعنا كل يوم جمعة قريبا من المنبر ويشتم عليا ،
فلصقت بالمنبر فأغفيت ، فرأيت القبر قد انفرج وخرج منه رجل عليه ثياب بيض ،
فقال لي : يا أبا عبدالله ألا يحزنك مايقول هذا ؟ قلت : بلى والله ، قال : افتح عينيك
انظر مايصنع الله به ، وإذا هو قد ذكر عليا فرمي به من فوق المنبر فمات .
عثمان بن عفان السجستاني : إن محمد بن عباد قال : كان في جواري صالح ،
فرأى النبي صلى الله عليه وآله في منامه على شفير الحوض والحسن والحسين يسقيان الامة
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر ( قطرانا خ ل ) وهو الاظهر كما مضى .