[341]

قوله تعالى : " والصاحب بالجنب " ( 1 ) .
11 ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن إبراهيم بن محمد بن إسحاق ( 2 ) ، عن الحسن بن عمرو ، عن رشيد ، عن حبة العرني قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : نحن النجباء وأفراطنا أفراط الانبياء ، حزبنا حزب الله والفئة الباغية حزب الشيطان ، من ساوى بيننا وبين عدونا فليس منا ( 3 ) .
بيان : الفرط بالتحريك : الذي يتقدم الواردة ، ومنه قيل للطفل إذا مات أنه فرط ، فالمعنى أن أولادنا أولاد الانبياء ، أو المعنى أن من يموت منا يتقدم الانبياء ويسبقهم إلى المراتب العالية كما قال النبي صلى الله عليه وآله : أنا فرطكم على الحوض .
12 لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن علوان ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذات يوم على منبر الكوفة : أنا سيد الوصيين ووصي سيد النبيين ، أنا إمام المسلمين وقائد المتقين وولي المؤمنين وزوج سيدة نساء العالمين ، أنا المتختم باليمين والمعفر للجبين ، أنا الذي هاجرت الهجرتين وبايعت البيعتين أنا صاحب بدر وحنين ، أنا الضارب بالسيفين والحامل على فرسين ، أنا وارث علم الاولين وحجة الله على العالمين بعد الانبياء ومحمد بن عبدالله خاتم النبيين ، أهل موالاتي مرحومون وأهل عداوتي ملعونون ، ولقد كان حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله كثيرا مايقول : ياعلي حبك تقوى وإيمان وبغضك كفر ونفاق وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك ( 4 ) .
بيان : قوله عليه السلام : " أنا الضارب بالسيفين " أي بسيف التنزيل في حياة الرسول صلى الله عليه وآله
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 341 سطر 19 الى ص 349 سطر 18 وبسيف التأويل بعده ، أو أنه أخذ بسيفين في بعض الغزوات معا ، أو سيفا ، بعد سيف *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) مصباح الكفعمي : 478 .
وما نقله عن الطبرسي يوجد في تفسيره : 8 : 505 .
والاية الاخيرة في سورة النساء : 36 .
( 2 ) في المصدر بعد ذلك : عن إسحاق بن بريد ، عن سعد بن صارم اه .
( 3 ) أمالي الطوسي : 170 .
( 4 ) أمالي الصدوق : 17 .

[342]

كما كان في غزوة أحد ، أعطاه النبي صلى الله عليه وآله ذا الفقار بعد تكسر سيفه ، أو إشارة إلى ماهو المشهور من أن ذا الفقار كان ذا شعبتين قوله عليه السلام : " والحامل على فرسين " أي فارسين ، أو أنه ركب في بعض الغزوات على فرس بعد فرس ، وفي بعض النسخ " قوسين " ويجري فيه أكثر الاحتمالات المذكورة في السيفين ، ويحتمل أن يكون المراد التعرض لراميين دفعة واحدة .
13 ير : محمد بن الحسين ، عن عبدالله بن جبلة ، عن داود الرقي ، عن الثمالي عن أبي الحجاز قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه وآله ختم مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي ، وختمت أنا مائة ألف وصي وأربعة وعشرين ألف وصي وكلفت ماتكلف الاوصياء قبلي والله المستعان ، فإن ( 1 ) رسول الله صلى الله عليه وآله قال في مرضه " لست أخاف عليك أن تضل بعد الهدى ولكن أخاف عليك فساق قريش وعاديتهم حسبنا الله ونعم الوكيل " على أن ثلثي القرآن فينا وفي شيعتنا ، فما كان من خير فلنا ولشيعتنا ، وثلث الباقي أشركنا فيه الناس ، فما كان من شر ( 2 ) فلعدونا ، ثم قال : " هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ( 3 ) " إلى آخر الآية ، فنحن أهل البيت وشيعتنا أولو الالباب ، والذين لا يعلمون عدونا ، وشيعتنا هم المهتدون ( 4 ) .
14 ير : محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن أبي الحصين الاسدي عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : خرج أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة بعد عتمة ( 5 ) وهو يقول : همهمة وليلة مظلمة ، خرج عليكم الامام وعليه قميص آدم و في يده خاتم سليمان وعصا موسى عليهم السلام ( 6 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : وإن .
( 2 ) " " : فما كان فيه من شر .
( 3 ) سورة الزمر : 9 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 33 .
( 5 ) العتمة بالفتحات : الثلث الاول من الليل .
وفي المصدر و ( م ) : بعد عتمة .
( 6 ) بصائر الدرجات : 47 .

[343]

15 ير : عبدالله بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن بعض من رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : الفضل لمحمد صلى الله عليه وآله وهو المقدم على الخلق جميعا لايتقدمه أحد ، وعلي عليه السلام المتقدم من بعده ، والمتقدم بين يدي علي عليه السلام كالمتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكذلك يجري للائمة بعده ( 1 ) واحدا بعد واحد ، جعلهم الله أركان الارض أن تميد بأهلها ، ورابطيه على سبيل هداه ، لايهتدي هاد من ضلالة إلا بهم ، ولايضل خارج من هدى إلا بتقصير عن حقهم ، وأمناء الله على ما أهبط من علم ( 2 ) أو عذر أو نذر ، وشهداؤه على خلقه ، والحجة البالغة على من في الارض جرى لآخرهم من الله مثل الذي أوجب لاولهم ، فمن اهتدى بسبيلهم وسلم لامرهم فقد استمسك بحبل الله المتين وعروة الله الوثقى ، ولايصل إلى شئ من ذلك إلا بعون الله ، وإن أمير المؤمنين عليه السلام قال : أنا قسيم بين الجنة والنار ، لا يدخلها أحد إلا على أحد قسمي ، وأنا الفاروق الاكبر ( 3 ) ، وقرن من حديد ، وباب الايمان ، و إني لصاحب العصا والميسم ، لاينقد مني أحد إلا أحمد ، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله ليدعى فيكسى ثم أدعى فأكسى ، ثم يدعى فيستنطق فينطق ثم أدعى فأنطق على حد منطقه ، ولقد أقرت لي جميع الاوصياء والانبياء بمثل ما أقرت به لمحمد صلى الله عليه وآله و لقد أعطيت البسع التي لم يسبقني إليها أحد ، علمت الاسماء والحكومة بين العباد وتفسير الكتاب وقسمة الحق من المغانم بين بني آدم ، فما شذ عني من العلم شئ إلا وقد علمنيه المبارك ، ولقد أعطيت حرفا يفتح ألف حرف ، ولقد أعطيت زوجتي مصحفا فيه من العلم مالم يسبقها إليه أحد خاصة من الله ورسوله ( 4 ) .
بيان : قوله : " ورابطيه على سبيل هداه " أي ربطوا أنفسهم لهداية الخلق ، و الرابط أيضا : الراهب والزاهد والحكيم والقرن : الحصن ، شبه عليه السلام نفسه *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : من بعده .
( 2 ) " " : على ما أهبط الله من علم .
( 3 ) في المصدر و ( م ) و ( د ) : وإني الفاروق الاكبر .
( 4 ) بصائر الدرجات : 53 و 54 .

[344]

بالحصن من الحديد لمناعته ورزانته وحمايته للخلق ، وقد مر تفسيره .
16 ير ( 1 ) : أحمد بن محمد وعبدالله بن عامر ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : فضل أمير المؤمنين عليه السلام : ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله علي عليه السلام أخذ به وما نهى عند انتهى عنه ( 2 ) ، جرى له من الفضل ما جرى لمحمد صلى الله عليه وآله ولمحمد الفضل على جميع من خلق الله ، المتعقب عليه في شئ من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله ، والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله ، كان أمير المؤمنين عليه السلام باب الله الذي لايؤتى إلا منه وسبيله الذي من سلك بغيره هلك وكذلك جرى لائمة الهدى ( 3 ) واحدا بعد واحد ، جعلهم الله أركان الارض أن تميد بأهلها ، والحجة البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى .
وقال عليه السلام : كان أمير المؤمنين عليه السلام كثيرا مايقول : أنا قسيم الله بين الجنة والنار ، وأنا الفاروق الاكبر وأنا صاحب العصا والميسم ، ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقروا لمحمد صلى الله عليه وآله ولقد حملت على مثل حمولته وهي حمولة الرب تبارك وتعالى وإن رسول الله يدعى فيكسى ويستنطق فينطق ، ثم أدعى فأكسى فأستنطق فأنطق على حد منطقه ، ولقد أعطيت خصالا ماسبقني إليها أحد قبلي ، علمت المنايا و البلايا والانساب وفصل الخطاب ، فلم يفتني ماسبقني ، ولم يعزب عني ما غاب عني أبشر بإذن الله ( 4 ) وأؤدي عنه ، كل ذلك منا من الله مكنني فيه بعلمه ( 5 ) .
بيان : قوله : " ولمحمد الفضل على جميع من خلق الله " أي فلي أيضا الفضل على جميعهم بضم المقدمة السابقة ، ويحتمل أن يكون المراد تفضيله عليه السلام على نفسه *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في بعض النسخ " سن " وهو وهم ولاتوجد الرواية فيه .
( 2 ) في الكافي : ماجاء عن أمير المؤمنين يوخذ به وما نهى عنه ينتهى عنه .
( 3 ) في المصدر : وكذلك جرى الائمة على الهدى .
( 4 ) " " : انشر باذن الله .
( 5 ) بصائر الدرجات : 54 .
وتوجد الرواية في اصول الكافي ( الجزء الاول من الطبعة الحديثة ) : 197 .

[345]

أي له الفضل على جميع الخلق حتى علي ، ولي الفضل على من سواه .
وقال الفيروز آبادي : تعقبه : أخذه بذنب كان منه ، وعن الخبر : شك فيه وعاد للسؤال عنه ، وتعقبه : طلب عورته أو عثرته ( 1 ) .
اقول : لعل المعنى : من شك في شئ من أحكامه ، بأن يكون " على " بمعنى " عن " أو من عاب عليه واعترض بتضمين معنى الطعن والاعتراض ، أو المتقدم عليه في شئ ، بأن يجعله عقبه وخلفه وأراد التقدم عليه ، أو بأن يجعل حكمه عقبه ووراء ظهره فلا يعمل به .
وفي رواية سليمان بن خالد وسعيد الاعرج على مافي أكثر نسخ الكافي " المعيب " ( 2 ) .
قوله : " في صغيرة أو كبيرة " صفتان للكلمة أو الخصلة أو المسألة أو نحوها .
قوله : " أن تميد " أي كراهة أن تميد ، والميد : التحرك و الاضطراب .
وسمي عليه السلام بالفاروق لانه فرق بين الحق والباطل ، أو هو أول من أظهر الاسلام ففرق بين الايمان والكفر .
وقوله : " أنا صاحب العصا والميسم " إشارة إلى أنه صلوات الله عليه دابة الارض .
وقد روى العامة عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وآله قال : دابة الارض طولها سبعون ( 3 ) ذراعا لايفوتها هارب ، فتسم المؤمن بين عينيه وتسم الكافر بين عينيه ومعها عصا موسى وخاتم سليمان ، فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتختم ( 4 ) أنف الكافر بالخاتم حتى يقال : يا مؤمن ويا كافر ( 5 ) .
وسيأتي تفصيل القول في ذلك في باب الرجعة من كتاب الغيبة .
والحمولة بالضم : الاحمال والمراد أعباء النبوة وأسرار الخلافة والتكاليف الشاقة التي تختص بهم .
17 ير : أبوالفضل العلوي ، عن سعد بن عيسى ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، عن أبيه ، عن شريك بن عبدالله ، عن عبدالاعلى ، عن أبي وقاص ، عن سلمان الفارسي ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : سمعته يقول : عندي علم المنايا والبلايا *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) القاموس 1 : 106 و 107 .
( 2 ) على صيغة الفاعل من التعييب .
( 3 ) في ( م ) و ( د ) : ستون ذراعا .
( 4 ) في ( ك ) و ( ت ) : وتخطم .
( 5 ) أورد الطبرسي هذه الرواية في تفسيره 7 : ( 231 ) ؟ .
والزمخشري ايضا في الكشاف 2 : 370 .

[346]

والوصايا والانساب والاسباب ( 1 ) وفصل الخطاب ومولد الاسلام وموارد الكفر ، و أنا صاحب الميسم ، وأنا الفاروق الاكبر ، وأنا صاحب الكرات ودولة الدول فاسألوني عما يكون إلى يوم القيامة وعما كان على عهد كل نبي بعثه الله ( 2 ) .
بيان : قوله عليه السلام : " ومولد الاسلام ( " ) ؟ أي من يعلم الله وقت ولادته أنه يموت على الاسلام وكذا مورد الكفر .
قوله عليه السلام : " وأنا صاحب الكرات " أي الرجعات إلى الدنيا أو الحملات في الحروب .
والدولة : الغلبة أي أنا صاحب الغلبة على أهل الغلبة في الحروب ، أو المعنى أنه كان دولة كل ذي دولة من الانبياء والاوصياء بسبب أنوارنا ، أو كان غلبتهم على الاعادي بالتوسل بنا كما دلت عليه الاخبار الكثيرة ، أو المعنى أن لي علم كل كرة وعلم كل دولة ، والتفريع يؤيد الاخير .
18 شف من كتاب محمد بن العباس بن مروان ، عن إسحاق بن محمد بن مروان عن أبيه ، عن إسحاق بن بريد ( 3 ) ، عن سهل بن سليمان ، عن محمد بن سعيد ، عن الاصبغ بن نباتة قال : خطب علي عليه السلام الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ياأيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، أنا يعسوب المؤمنين ، وغاية السابقين ، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين ، ووارث الوراث ( 4 ) ، أنا قسيم النار وخازن الجنان وصاحب الحوض ، وليس منا أحد إلا وهو عالم بجميع أهل ولايته ، وذلك قوله عزوجل : " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ( 5 ) " .
بيان : قوله : " وغاية السابقين " أي لايسبقني سابق ، فإن كل سابق إنما يسبق إلى الغاية في المضمار ولا يتعداها .
19 قب : تذاكروا الفخر عند عمر فأنشأ أمير المؤمنين عليه السلام .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) ليست كملة " والاسباب " في المصدر .
( 2 ) بصائر الدرجات : 54 .
( 3 ) في المصدر : إسحاق بن يزيد .
( 4 ) " : ووارث النبيين .
( 5 ) اليقين في إمرة أمير المؤمنين : 189 .
والاية في سورة الرعد : 7 .

[347]

الله أكرمنا بنصر نبيه * وبنا أقام دعائم الاسلام وبنا أعز نبيه وكتابه * وأعزنا بالنصر والاقدام في كل معترك تطير سيوفنا * منه الجماجم عن فراخ الهام ( 1 ) ويزورنا جبريل في أبياتنا * بفرائض الاسلام والاحكام فتكون أول مستحل حله * ومحرم لله كل حرام نحن الخيار من البرية كلها * ونظامها وزمام كل زمام ( 2 ) 20 قب : سئل أمير المؤمنين عليه السلام : كيف أصبحت ؟ فقال : أصبحت وأنا الصديق الاكبر ( 3 ) والفاروق الاعظم ، وأنا وصي خير البشر ، وأنا الاول وأنا الآخر ، وأنا الباطن وأنا الظاهر ، وأنا بكل شئ عليم ، وأنا عين الله ، وأنا جنب الله وأنا أمين الله على المرسلين ، بنا عبدالله ، ونحن خزان الله في أرضه وسمائه ، وأنا أحيي وأنا أميت ( 4 ) وأنا حي لا أموت .
فتعجب الاعرابي من قوله فقال عليه السلام : أنا الاول أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وأنا الآخر آخر من نظر فيه لما كان في لحده ، وأنا الظاهر ظاهر الاسلام ، وأنا الباطن بطين من العلم ، وأنا بكل شئ عليم فإني عليم بكل شئ أخبر الله به نبيه فأخبرني به ، فأما عين الله فأنا عينه على المؤمنين و الكفرة ، وأما جنب الله فأن تقول نفس : يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ، ومن فرط في فقد فرط في الله ، ولم يجز لنبي نبوة حتى يأخذ خاتما من محمد صلى الله عليه وآله فلذلك سمي خاتم النبيين ، محمد سيد النبيين وأنا سيد الوصيين ، وأما خزان الله *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) المعترك : موضع القتال وقوله " تطير " من باب الافعال .
وفرخ الرأس : الدماغ .
والهام جمع الهامة : رأس كل شئ .
وفي المصدر " وبكل معترك " وفي الديوان المنسوب إليه عليه السلام " منها الجماجم " .
( 2 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 356 .
ويقال : هو زمام قومه أي سيدهم .
( 3 ) في ( م ) و ( د ) وكذا المصدر : وأنا الصديق الاول .
( 4 ) في المصدر : وأنا أحيي وأميت .

[348]

في أرضه فقد علمنا ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله بقول صادق ، وأنا أحيي أحيي سنة رسول الله ، وأنا أميت أميت البدعة ، وأنا حي لا أموت لقوله تعالى : " ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ( 1 ) " .
كتاب أبي بكر الشيرازي : إن أمير المؤمنين عليه السلام خطب في جامع البصرة فقال فيها : معاشر المؤمنين والمسلمين إن الله عزوجل أثنى على نفسه فقال : " هو الاول " يعني قبل كل شئ " والآخر " يعني بعد كل شئ " والظاهر " على كل شئ " والباطن " لكل شئ سواء علمه عليه ، سلوني قبل أن تفقدوني ، فأنا الاول وأنا الآخر ، إلى آخر كلامه ، فبكى أهل البصرة كلهم وصلوا عليه .
وقال عليه السلام : أنا دحوت أرضها ، وأنشأت جبالها ، وفجرت عيونها ، وشققت أنهارها ، وغرست أشجارها ، وأطعمت ثمارها ، وأنشأت سحابها ، وأسمعت رعدها ، ونورت برقها ، وأضحيت شمسها ، وأطلعت قمرها ، وأنزلت قطرها ، ونصبت نجومها وأنا البحر القمقام الزاخر ، وسكنت أطوادها ، وأنشأت جواري الفلك فيها ، وأشرقت شمسها ، وأنا جنب الله وكلمته ، وقلب الله وبابه الذي يؤتى منه ، ادخلوا الباب سجدا أغفر لكم خطاياكم وأزيد المحسنين ، وبي وعلى يدي تقوم الساعة ، وفي يرتاب المبطلون ، وأنا الاول والآخر والظاهر والباطن وبكل شئ عليم ( 2 ) .
شرح ذلك عن الباقر عليه السلام " أنا دحوت أرضها " يقول : أنا وذريتي الارض التي يسكن إليها " وأنا أرسيت جبالها ( 3 ) " يعني الائمة من ذريتي هم الجبال الرواكد التي لاتقوم إلا بهم " وفجرت عيونها " يعني العلم الذي ثبت في قلبه و جرى على لسانه " وشققت أنهارها " يعني منه انشعب الذي من تمسك بها نجا " وأنا غرست أشجارها " يعني الذرية الطيبة " وأطعمت ثمارها " يعني أعمالهم الزكية " وأنا أنشأت سحابها " يعني ظل من استظل ببنائها " وأنا أنزلت قطرها " يعني حياة *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة آل عمران : 169 .
( 2 ) في المصدر : وأنا بكل شئ عليم .
( 3 ) لايخفى أن المذكور في الرواية " وأنشأت جبالها " .

[349]

ورحمة " وأنا أسمعت رعدها " يعني لما يسمع من الحكمة " ونورت برقها " يعني بنا استنارت البلاد " وأضحيت شمسها " يعني القائم منا نور على نور ساطع " وأطلعت قمرها " يعني المهدي من ذريتي " وأنا نصبت نجومها " يهتدي بنا ويستضاء بنورنا " وأنا البحر القمقام الزاخر " يعني أنا إمام الائمة ( 1 ) وعالم العلماء وحاكم الحكماء وقائد القادة ، يفيض علمي ثم يعود إلي ، كما أن البحر يفيض ماؤه على ظهر الارض ثم يعود إليه بإذن الله " وأنا أنشأت جواري الفلك فيها " يقول : أعلام الخير وأئمة الهدى مني " وسكنت أطوادها " يقول : فقأت عين الفتنة وأقتل أصول الضلالة " وأنا جنب الله وكلمته وأنا قلب الله " يعني أنا سراج علم الله " وأنا باب الله " يعني من توجه بي إلى الله غفر له .
وقوله " بي وعلى يدي تقوم الساعة " يعني الرجعة قبل القيامة ، ينصر الله في ذريتي المؤمنين ولي المقام المشهود ( 2 ) .
21 كش : طاهر بن عيسى قال : وجدت في بعض الكتب عن محمد بن الحسين عن إسماعيل بن قتيبة ، عن أبي العلاء الخفاف ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا وجه الله وأنا جنب الله وأنا الاول وأنا الآخر وأنا الظاهر وأنا الباطن وأنا وراث الارض وأنا سبيل الله وبه عزمت عليه .
فقال معروف بن خر بوذ ولها تفسير غير ما يذهب فيها أهل الغلو ( 3 ) .
بيان : " وبه عزمت عليه " أي بالله أقسمت على الله عند سؤال الحوائج عنه .
22 فض : من قول علي عليه السلام .
أنا للحرب أليها وبنفسي أصطليها * نعمة من خالق العرش بها قد خصنيها
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 349 سطر 19 الى ص 353 سطر 18 وأنا حامل لواء الحمد يوما أحتويها * ولي السبقة في الاسلام طفلا ووجيها ( 4 ) ولي الفضل على الناس بفاطم وبنيها * ثم فخري برسول الله إذ زوجنيها *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : إمام الامة .
( 2 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 512 514 .
( 3 ) معرفة أخبار الرجال : 138 .
( 4 ) كذا في النسخ والمصدر .
وفي الديوان " وأنا الحامل للراية حقا أحتويها " وتوجد اختلافات اخرى ايضا ، راجع ص 149 و 150 من الديوان .

[350]

وإذا أنزل ربي آية علمنيها * ولقد زقني العمل لكي صرت فقيها ( 1 ) 23 فر : أحمد بن محرز الخراساني ، عن جعفر بن محمد الفزاري ، عن أحمد بن ميثم الميثمي ، عن عبدالواحد بن علي قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنا أورث ( 2 ) من النبيين إلى الوصيين ومن الوصيين إلى النبيين ، وما بعث الله نبيا إلا وأنا أقضي دينه وأنجز عداته ، ولقد اصطفاني ربي بالعلم والظفر ، ولقد وفدت إلى ربي اثني عشر وفادة ، فعرفني نفسه وأعطاني مفاتيح الغيب .
ثم قال : أنا الفاروق الذي أفرق بين الحق والباطل .
وأنا أدخل أوليائي الجنة وأعدائي النار ( 3 ) ، أنا الذي قال الله : " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر وإلى الله ترجع الامور " ( 4 ) .
24 فر : عبدالرحمن بن الحسن التميمي البزاز ، معنعنا عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على منبر الكوفة وكان فيما قال : والله إني لديان الناس يوم الدين ، وقسيم بين الجنة والنار ( 5 ) ، لايدخلها الداخل إلا على أحد قسمي ، وأنا الفاروق الاكبر ( 6 ) ، وإن جميع الرسل والملائكة والارواح خلقوا لخلقنا ، ولقد أعطيت التسع الذي لم يسبقني إليها أحد ، علمت فصل الخطاب وبصرت سبيل الكتاب ، وأزجل إلى السحاب ، و علمت علم المنايا والبلايا والقضايا ، وبي كمال الدين ، وأنا النعمة التي أنعمها الله على خلقه ، كل ذلك من من الله من به علي ( 7 ) ، ومنا الرقيب على خلق الله ، و نحن قسيم الله ( 8 ) وحجته بين العباد إذ يقول الله : " اتقوا الله الذي تساءلون به *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الروضة : 37 .
( 2 ) في المصدر : أنا اؤدي .
( 3 ) " " : إلى النار وفي ( د ) في النار .
( 4 ) تفسير فرات : 13 .
والاية في سورة البقرة : 210 .
( 5 ) في المصدر : وقسيم الجنة والنار .
( 6 ) في المصدر و ( د ) : واني الفاروق الاكبر .
( 7 ) " " : من من الله به علي .
( 8 ) في المصدر و ( م ) : ونحن قسم الله .

[351]

والارحام إن الله كان عليكم رقيبا ( 1 ) " فنحن أهل بيت عصمنا الله من أن نكون فتانين أو كذابين أو ساحرين أو زيانين ( 2 ) ، فمن كان فيه شئ من هذه الخصال فليس منا ولا نحن منه ، إنا أهل بيت طهرنا الله من كل نجس ، نحن الصادقون إذا نطقنا و العالمون إذا سئلنا ، أعطانا الله عشر خصال لم يكن لاحد قبلنا ولا يكون لاحد بعدنا : العلم والحلم واللب والنبوة والشجاعة والسخاوة والصبر والصدق والعفاف والطهارة ، فنحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل الاعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى والحق الذي أقر الله به ، فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ؟ ( 3 ) .
بيان : قال الفيروزآبادي : زجله وبه : رماه ودفعه ، وبالرمح : زجه ، والحمام أرسلها ( 4 ) .
25 نهج : فقمت بالامر حين فشلوا ، وتطلعت حين تعتعوا ( 5 ) ، ومضيت بنور الله حين وقفوا ، وكنت أخفضهم صوتا وأعلاهم فوتا ، فطرت بعنانها واستبددت برهانها ، كالجبل لاتحركه القواصف ولاتزيله العواصف ، لم يكن لاحد في مهمز ولا لقائل في مغمز ، الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له ، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه ، رضينا عن الله قضاءه ، وسلمنا لله أمره ، أتراني *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة النساء : 1 .
( 2 ) كذا في النسخ ، وفي المصدر " زيافين " وهو الاصح والزيف : الغش .
( 3 ) تفسير فرات : 61 و 62 .
( 4 ) القاموس 3 : 388 .
( 5 ) في المصدر : وتطلعت حين تقبعوا : ونطقت حين تعيوا اه .
وقال الشيخ محمد عبده في شرحه : التقبع : الاختباء ، والتطلع ضده ، ويقال : " امرأة طلعة قبعة " تطلع ثم تقبع رأسها أي تدخله كما يقبع القنفذ أي يدخل رأسه في جلده ، وقبع الرجل : أدخل رأسه في قميصه ، أي أنه ظهر في اعزاز الحق والتنبيه على مواقع الصواب حين كان يختبئ القوم من الرهبة .
ويقال : تقبع فلان في كلامه إذا تردد من عي أو حصر ، فقد كان عليه السلام ينطق بالحق ويستقيم به لسانه والقوم يترددون ولا يبينون .

[352]

أكذب على رسول الله ؟ والله لانا أول من صدقه فلا أكون أول من كذب عليه ، فنظرت في أمري فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي وإذا الميثاق في عنقي لغيري ( 1 ) .
بيان : التعتعة الاضطراب في الكلام من حصر أو عي .
والفوت : السبق إلى الشئ .
والضميران في " عنانها ورهانها " راجعان إلى الفضيلة بقرينة المقام .
والاستبداد : الانفراد .
قوله عليه السلام : " فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي " أي طاعتي لرسول الله صلى الله عليه وآله فيما أمرني به من ترك القتال معهم إذا غصبوا خلافتي ولم أجد ناصرا سبقت بيعتي وصارت سببا لها ، وميثاق الرسول ( 2 ) في ذلك كان في عنقي ، أو المعنى : لما أطاعني الناس لم أجد بدا من قبول بيعتهم لي ، فصار ميثاق بيعتهم في عنقي ، أو طاعتي لغيري سبقت وغلبت بيعة الناس لي في زمن الرسول وصار الامر ظاهرا بالعكس ، فحصل لغيري من خلفاء الجور في عنقي الميثاق .
كذا خطر بالبال وهو عندي أظهر ، وقيل : المراد بالطاعة طاعته لله ولرسوله ، وبالميثاق بالبيعة بيعته للخلفاء ، أي لايضرني بيعتي لهم ولايلزمني القيام بلوازمها ، فإن طاعتي لله قد سبقت بيعتي ، فإني أول من أطاع الله وآمن به وبرسوله ، فلا يلزمني مبايعتي لهم مع كونها خلاف ما أمر الله ورسوله به .
26 أقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس روى ابن أبي عياش عنه قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : كانت لي من رسول الله عشر خصال ما يسرني بإحداهن ما طلعت عليه الشمس وما غربت ، فقيل له سمها ( 3 ) لنا يا أمير المؤمنين ، فقال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت الاخ ( 4 ) ، وأنت الخليل ، وأنت الوصي ، وأنت الوزير ، و أنت الخليفة في الاهل والمال في كل غيبة أغيبها ، ومنزلتك مني كمنزلتي من ربي وأنت الخليفة في أمتي ، وليك وليي وعدوك عدوي ، وأنت أمير المؤمنين وسيد المسلمين من بعدي .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) نهج البلاغة ( عبده ط مصر ) 1 : 97 و 98 .
( 2 ) في ( م ) و ( د ) : وميثاق رسول الله .
( 3 ) في المصدر : بينها .
( 4 ) في المصدر : يا علي أنت الاخ .

[353]

ثم أقبل علي عليه السلام على أصحابه فقال : يا معشر الصحابة والله ما تقدمت على أمر إلا ما عهد إلي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله فطوبى لمن رسخ حبنا أهل البيت في قلبه ( 1 ) فوالله ما ذكر العالمون ذكرا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مني ، وصلى القبلتين كصلاتي ( 2 ) ، صليت صبيا ولم أرهق حلما ، وهذه فاطمة صلوات الله عليها بضعة من رسول الله تحتي ، هي في زمانها كمريم بنت عمران في زمانها ، وإن ( 3 ) الحسن والحسين سبطا هذه الامة ، وهما من محمد كمكان العينين من الرأس ، وأما أنا فكمكان اليد ( 4 ) من البدن ، وأما فاطمة فكمكان القلب من الجسد ، مثلنا مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ( 5 ) .
* * * ( بسمه تعالى وله الحمد ) * إلى هنا انتهى الجزء التاسع والثلاثون من كتاب بحار الانوار من هذه الطبعة النفيسة وهو الجزء الخامس من المجلد التاسع في تاريخ أمير المؤمنين صلوات الله عليه حسب تجزءة المصنف أعلى الله مقامه يحوي زهاء ألف حديث في أحد وعشرين بابا غير ما حوى من المباحث العلمية والكلامية .
ولقد بذلنا الجهد عند طبعها في التصحيح ( إلا من صفحة 1 إلى 48 ) فخرج بعون الله ومشيته نقيا من الاغلاط إلا نزرا زهيدا زاغ عنه البصر وحسر عنه النظر .
محمد الباقر البهبودي *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر بعد ذلك : ليكون الايمان أثبت في قلبه من جبل احد في مكانه ، ومن لم تصر مودتنا في قلبه انماث الايمان في قلبه كانمياث الملح في الماء ، والله ماذكر في العالم ذكر اه .
( 2 ) أي والله ما صلى أحد إلى القبلتين كصلاتي .
وفي المصدر : ولا صلى القبلتين .
( 3 ) في المصدر : وأقول لكم الثالثة إن الحسن اه .
( 4 ) " " : اليدين .
( 5 ) كتاب سليم بن قيس : 153 و 154 .