[331]
حتى تظهر عظامهم ، ويقولون : ماهذا العذاب الذي نزل بنا ؟ فيقولون لهم : معاشر
الاشقياء هذا عقوبة لكم ببغضكم أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله .
تفسيري الضحاك ومقاتل : قال ابن عباس في قوله تعالى : " إن الذين
يؤذون الله ورسوله ( 1 ) " وذلك حين قال المنافقون : إن محمدا مايريد منا إلا أن نعبد
أهل بيت رسول الله بألسنتهم ، فقال : لعنهم الله في الدنيا والآخرة بالنار وأعد لهم
عذابا مهينا في جهنم .
وفي تفاسير كثيرة أنه نزل في حقه : " لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم
مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لايجاورونك فيها إلا قليلا ( 2 ) " يعني
يهلكهم ، ثم قال : " ملعونين أينما ثقفوا " يعني بعدك يا محمد " أخذوا وقتلوا
تقتيلا " فوالله لقد قتلهم أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال : " سنة الله في الذين خلوا من
قبل " الآية .
محمد بن هارون رفعه إليهم عليهم السلام : " لاتؤذوا رسول الله " في علي والائمة " كالذين
آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا " .
كتاب ابن مردوية بالاسناد عن محمد بن عبدالله الانصاري وجابر الانصاري
وفي الفضائل عن أبي المظفر بإسناده عن جابر الانصاري وفي الخصائص عن
النطنزي بإسناده عن جابر كلهم عن عمر بن الخطاب قال : كنت أجفو عليا ، فلقيني
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : إنك آذيتني يا عمر ، فقلت : أعوذ بالله من أذى رسوله ،
قال : إنك قد آذيت عليا ومن آذى عليا فقد آذاني .
العكبري في الابانة : مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال : كنت
أنا ورجلان في المسجد ، فنلنا من علي عليه السلام ، فأقبل النبي صلى الله عليه وآله مغضبا فقال :
مالكم ولي ؟ من آذى عليا فقد آذاني [ من آذى عليا فقد آذاني ومن آذى عليا
فقد آذاني ] .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة الاحزاب : 57 .
( 2 ) " " : 60 .
[332]
الحاكم الحافظ في أماليه وأبوسعيد الواعظ في شرف المصطفى وأبوعبدالله
النطنزي في الخصائص بأسانيدهم أنه حدث زيد بن علي وهو آخذ بشعره ( 1 ) ، قال :
حدثني الحسين بن علي وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني علي بن أبي طالب وهو
آخذ بشعره ، قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله وهو آخذ بشعره فقال : من آذى
أبا حسن فقد آذاني حقا ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فعليه لعنة الله
وفي رواية : ومن آذى الله لعنه الله ملء السماوات وملء الارض .
الترمذي في الجامع وأبونعيم في الحلية والبخاري في الصحيح والموصلي
في المسند وأحمد في الفضائل والخطيب في الاربعين عن عمران بن الحصين وابن عباس
وبريدة أنه رغب علي عليه السلام من الغنائم في جارية ، فزايده حاطب بن أبي بلتعة وبريدة
الاسلمي ، فلما بلغ قيمتها قيمة عدل في يومها أخذها بذلك ، فلما رجعوا وقف
بريدة قدام الرسول صلى الله عليه وآله وشكا من علي ، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وآله ، ثم جاء عن
يمينه وعن شماله ومن خلفه يشكو ، فأعرض عنه ، ثم قام إلى بين يديه فقالها ،
فغضب النبي صلى الله عليه وآله وتغير لونه وتربد وجهه ( 2 ) وانتفخت أوداجه وقال : مالك
يابريدة ما آذيت رسول الله منذ اليوم ؟ أما سمعت الله تعالى يقول : " إن الذين
يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ( 3 ) " أما علمت
أن عليا مني وأنا منه وأن من آذى عليا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله
ومن آذى الله فحق على الله أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنم ؟ يا بريدة أنت أعلم
أم الله أعلم ؟ أم قراء اللوح المحفوظ أعلم ؟ أنت أعلم أم ملك الارحام أعلم ؟ أنت
أعلم يابريدة أم حفظة علي بن أبي طالب ؟ قال : بل حفظته ، قال : وهذا جبرئيل
أخبرني عن حفظة علي أنهم ما كتبوا قط عليه خطيئة منذ ولد ، ثم حكى عن ملك
الارحام وقراء اللوح المحفوظ ( 4 ) وفيها ما تريدون من علي ، ثلاث مرات ،
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر بعد ذلك : قال : حدثني علي بن الحسين وهو آخذ بشعره اه .
( 2 ) تربد الرجل : تعبس .
تربد اللون : تغير .
( 3 ) سورة الاحزاب : 57 .
( 4 ) أي حكى رسول الله صلى الله عليه وآله عن ملك الارحام وقراء اللوح المحفوظ أن
عليا لم يعص الله قط منذ خلق .
ويمكن أن يكون فاعل " حكى " جبرئيل عليه السلام .
[333]
ثم قال : إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي .
وفي رواية أحمد :
دعوا عليا ( 1 ) .
2 قب : ابن سيرين عن أنس : قال النبي صلى الله عليه وآله : من حسد عليا فقد حسدني
ومن حسدني فقد كفر .
وفي خبر : ومن حسدني فقد دخل النار ( 2 ) .
3 فض : بإسناده إلى عبدالله بن عباس أنه قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وآله
إذ أقبل علي بن أبي طالب وهو مغضب ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ما بك يا أبا الحسن
قال : آذوني فيك يارسول الله ، فقام صلى الله عليه وآله وهو مغضب وقال : أيها الناس من منكم
آذى عليا ؟ فإنه أولكم إيمانا وأوفاكم بعهد الله ، أيها الناس من آذى عليا
بعثه الله يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا ، فقال جابر بن عبدالله الانصاري :
يا رسول الله وإن شهد أن لا إله إلا الله ؟ قال : نعم وإن شهد أن محمدا رسول الله
يا جابر ( 3 ) .
4 يف : أحمد في مسنده وابن المغازلي في مناقبه من عدة طرق أن النبي صلى الله عليه وآله
قال : ياأيها الناس من آذى عليا فقد آذاني .
وزاد فيه ابن المغازلي عن النبي صلى الله عليه وآله :
يا أيها الناس من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا ، فقال جابر بن عبدالله
الانصاري : يارسول الله وإن شهدوا أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ؟ فقال : ياجابر
كلمة يحتجزون بها أن لاتسفك دماؤهم وتؤخذ أموالهم وأن لايعطوا الجزية عن يد
وهم صاغرون .
وروى أحمد في مسنده بإسناده عن عمرو بن شاس الاسلمي وكان من أصحاب
-بحار الانوار مجلد: 35 من ص 333 سطر 19 الى ص 341 سطر 18
الحديبية قال : كنت ( 4 ) مع علي عليه السلام إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك حتى وجدت
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) مناقب آل أبي طالب 2 : 10 12 .
( 2 ) " " " 2 : 13 .
( 3 ) الروضة : 12 .
( 4 ) في المصدر : خرجت .
[334]
عليه في نفسي ، فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله
فدخلت المسجد غداة غدا رسول الله صلى الله عليه وآله في أناس من أصحابه ، فلما رآني حدد
إلي النظر حتى إذا جلست قال : ياعمرو أما والله لقد آذيتني ، فقلت : أعوذ بالله أن
أوذيك يا رسول الله ، فقال : بلى من آذى عليا فقد آذاني ( 1 ) .
5 ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن إسحاق بن محمد بن مروان ، عن أبيه ،
عن مسيح بن حاتم ، عن سلام بن أبي عمرة الخراساني ، عن محمد بن سيرين ، عن أنس
بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من حسد عليا فقد حسدني ، ومن حسدني
فقد كفر ( 2 ) .
ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن علي بن أحمد بن عمرو ، عن الحسن بن
الحكم ( 3 ) ، عن الحسن بن الحسين الانصاري ، عن الحسين بن سليمان ، عن أبي
الجارود ، عن محمد بن سيرين ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من حسد
عليا حسدني ، ومن حسدني دخل النار .
وأنشدني العرني :
إني حسدت فزاد الله في حسدي * لاعاش من عاش يوما غير محسود
ما يحسد المرء إلا من فضائله * بالعلم والظفر أو بالبأس والجود ( 4 )
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الطرائف : 19 .
( 2 ) أمالي ابن الشيخ : 40 .
( 3 ) الصحيح كما في المصدر : عن الحسين بن الحكم .
( 4 ) أمالي ابن الشيخ : 40 و 41 .
[335]
1 لى : ابن المتوكل ، عن سعد والحميري معا ، عن الحسن بن علي بن
النعمان ، عن محمد بن الفضيل ، عن غزوان الضبي ، عن عبدالرحمن بن إسحاق ، عن
النعمان بن سعد ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : أنا حجة الله ، وأنا خليفة الله ، وأنا
صراط الله ، وأنا باب الله ، وأنا خازن علم الله ، وأنا المؤتمن على سر الله ، وأنا إمام
البرية بعد خير الخليقة محمد نبي الرحمة صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
2 لى : المكتب ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن جعفر بن محمد بن بشار ، عن
الدهقان ، عن درست ، عن عبدالحميد بن أبي العلى ، عن الثمالي ، عن ابن طريف
عن ابن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام أنا خليفة رسول الله ووزيره ووارثه ، أنا
أخو رسول الله ووصيه وحبيبه ، أنا صفي رسول الله وصاحبه ، أنا ابن عم رسول الله و
زوج ابنته وأبوولده ، أنا سيد الوصيين ووصي سيد النبيين ، أنا الحجة العظمى
والآية الكبرى والمثل الاعلى وباب النبي المصطفى ، أنا العروة الوثقى وكلمة
التقوى وأمين الله تعالى ذكره على أهل الدنيا .
( 2 )
3 لى : محمد بن عمر الحافظ ، عن محمد بن الحسين بن حفص ، عن إبراهيم بن
إسماعيل ، عن أبيه ، عن جده ، عن سلمة ، عن أبي صادق قال : قال علي عليه السلام :
ديني دين النبي وحسبي حسب النبي ، فمن تناول ديني وحسبي فإنما يتناول
رسول الله ( 3 ) .
4 لى : الطالقاني ، عن الهمداني ، عن المنذر بن محمد ، عن جعفر بن سليمان
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالي الصدوق : 22 .
( 2 ) " " : 24 .
( 3 ) " " : 249 .
[336]
عن عبدالله بن الفضل ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين
عليه السلام في بعض خطبه : أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عني فإن الفراق
قريب ، أنا إمام البرية ، ووصي خير الخليقة ، وزوج سيدة نساء هذه الامة ، و
أبوالعترة الطاهرة والائمة الهادية ، أنا أخو رسول الله ووصيه ووليه ووزيره و
صاحبه وصفيه وحبيبه وخليله ، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد
الوصيين ، حربي حرب الله ، وسلمي سلم الله ، وطاعتي طاعة الله ، وولايتي ولاية الله
وشيعتي أولياء الله ، وأنصاري أنصار الله ، والذي خلقني ولم أك شيئا لقد علم المستحفظون
من أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وآله أن الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان
النبي الامي وقد خاب من افترى ( 1 ) .
5 ل : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن أحمد بن إبراهيم
وأحمد بن زكريا ، عن محمد بن نعيم ، عن يزداد بن إبراهيم ، عمن حدثه من أصحابنا
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : قال أمير المؤمنين عليه السلام : والله لقد أعطاني الله
تبارك وتعالى تسعة أشياء لم يعطها أحدا قبلي ما خلا النبي صلى الله عليه وآله : لقد فتحت لي
السبل ، وعلمت الانساب ، وأجري لي السحاب ، وعلمت المنايا والبلايا وفصل
الخطاب ، ولقد نظرت في الملكوت بإذن ربي فما غاب عني ماكان قبلي [ ولايكون
ما فاتني من بعدي ( 2 ) ] وما يأتي بعدي ، وإن بولايتي أكمل الله لهذه الامة دينهم
وأتم عليهم النعم ، ورضي [ لهم ] إسلامهم ، إذ يقول يوم الولاية لمحمد صلى الله عليه وآله : يا محمد
أخبرهم أني أكملت لهم اليوم دينهم وأتممت عليهم نعمتي ورضيت لهم الاسلام دينا
كل ذلك من من الله علي فله الحمد ( 3 ) .
ير : أحمد بن الحسين مثله ( 4 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالي الصدوق : 360 و 361 .
( 2 ) هذه الجملة التي من مختصات ( ك ) فقط توجد في البصائر وليست في الخصال .
( 3 ) الخصال 2 : 42 و 43 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 54 .
[337]
بيان : المراد بفتح السبل كشف طرق العلوم والمعارف أو سبل السماوات [ كما
مر ] وإجراء السحاب معناه ما مر وسيأتي أنه تعالى سخر لهم السحاب يذهب بهم
حيث يشاؤون .
وقال البيضاوي في قوله تعالى : " وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب ( 1 ) " أي فصل
الخصام بتمييز الحق عن الباطل أو الكلام المخلص الذي ينبه المخاطب على المقصود
من غير التباس يراعى فيه مظان الفصل والوصل والعطف والاستيناف والاضمار و
الاظهار والحذف والتكرار ونحوها ، وإنما سمي به " أما بعد " لانه يفصل المقصود
عما سبق مقدمة له من الحمد والصلاة ، وقيل : هو الخطاب القصد الذي ليس فيه
اختصار مخل ولا إشباع ممل ، كما جاء في وصف كلام الرسول صلى الله عليه وآله : فصل لا نزر
ولا هذر ( 2 ) .
6 ل : علي بن محمد المعروف بابن مقبرة ، عن محمد بن أحمد بن المؤمل ، عن
محمد بن علي بن خلف ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمر بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن
أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : كان لي من رسول الله عشر [ خصال ]
ما أحب أن يكون لي بإحداهن ( 3 ) ما طلعت عليه الشمس : قال لي : أنت أخي في
الدنيا والآخرة ، وأقرب الخلائق مني في الموقف وأنت الوزير والوصي والخليفة
في الاهل والمال ، وأنت آخذ لوائي في الدنيا والآخرة ، وإنك وليي ووليي ولي الله
وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ( 4 ) .
7 ل : ماجيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن نصر بن مزاحم
عن أبي خالد ، عن زيد بن علي بن الحسين ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : كان
لي عشر من رسول الله لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن أحد بعدي ، قال لي : ياعلي
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة ص : 20 .
( 2 ) تفسير البيضاوي 2 : 139 .
( 3 ) في المصدر : ما أحب أن لي باحداهن .
( 4 ) الخصال 2 : 50 .
[338]
أنت أخي في الدنيا [ وأخي ] في الآخرة ، وأنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة
ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهان كمنزل الاخوين ، وأنت الوصي وأنت الولي
وأنت الوزير وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ، ووليك وليي ووليي ولي الله ( 1 ) .
لى : الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، عن جده يحيى بن الحسن ، عن
إبراهيم بن علي والحسن بن يحيى معا عن نصر بن مزاحم مثله ( 2 ) .
ما : المفيد ، عن الحسن بن محمد بن يحيى ، عن جده ، عن إبراهيم والحسن
بن يحيى ، جميعا عن نصر بن مزاحم ، عن أبي خالد الواسطي مثله ( 3 ) .
8 ل : أحمد بن محمد بن الصقر ، عن محمد بن العباس ، عن محمد بن خالد بن
إبراهيم ، عن إسماعيل بن موسى ، عن عبدالله بن محمد ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر
عن جابر بن يزيد ، عن محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال
علي عليه السلام : كانت لي من رسول الله صلى الله عليه وآله عشر خصال ما يسرني بإحداهن ماطلعت
عليه الشمس وما غربت ، فقال ( 4 ) بعض أصحابه : بينها لنا يا علي ، قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يا علي أنت الوصي وأنت الوزير وأنت الخليفة في الاهل و
المال ، وليك وليي وعدوك عدوي ، وأنت سيد المسلمين من بعدي ، وأنت أخي و
أنت أقرب الخلائق مني في الموقف ، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة ( 5 ) .
9 ل : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن بكر بن محمد الازدي ، عن
بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : كان لي من
رسول الله صلى الله عليه وآله عشر ما يسرني بالواحدة منهن ماطلعت عليه الشمس : قال : أنت أخي
في الدنيا والآخرة ، وأنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة ، ومنزلك تجاه منزلي
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) الخصال 2 : 50 .
( 2 ) أمالي الصدوق : 48 .
( 3 ) " الطوسي : 85 .
( 4 ) في المصدر : فقال له .
( 5 ) الخصال 2 : 50 .
[339]
في الجنة كما يتواجه الاخوان في الله ، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، و
أنت وصيي ووارثي وخليفتي في الاهل والمال والمسلمين ( 1 ) في كل غيبة ، شفاعتك
شفاعتي ، ووليك وليي ووليي ولي الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ( 2 ) .
10 يد ، مع : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر
عن ابن سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام في
خطبته : أنا الهادي أنا المهتدي وأنا أبواليتامى والمساكين وزوج الارامل ، وأنا
ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف ، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة ، وأنا حبل الله
المتين ، وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى ( 3 ) ، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده
وأنا جنب الله الذي يقول : " أن تقول نفس ياحسرتى على مافرطت في جنب الله ( 4 ) "
وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة ، وأنا باب حطة ، من عرفني وعرف
حقي فقد عرف ربه ، لاني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه ، لاينكر هذا
إلا راد على الله وعلى رسوله ( 5 ) .
بيان : قوله عليه السلام : " أنا حبل الله " إشارة إلى قوله تعالى : " واعتصموا بحبل
الله جميعا ( 6 ) " وإنما شبه بالحبل لانه وسيلة الخلق ، إذ به وبولايته ومتابعته يصلون
إلى قرب الله وحبه وكرامته وجنته ، فكأنه حبل ممدود بين الله وبين الخلق ، قال
الجزري : فيه " هو حبل الله المتين " أي نور هداه ، وقيل : عهده وأمانه الذي يؤمن
من العذاب ، والحبل : العهد والميثاق ( 7 ) .
قوله عليه السلام : " وأنا عروة الله الوثقى "
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر و ( م ) و ( د ) : وللمسلمين .
( 2 ) الخصال 2 : 50 و 51 .
( 3 ) في المعاني : وكلمة الله التقوى .
( 4 ) سورة الزمر : 56 .
( 5 ) التوحيد : 155 و 156 .
معاني الاخبار : 17 و 18 .
( 6 ) سورة آل عمران : 103 .
( 7 ) النهاية 1 : 197 .
[340]
إشارة إلى قوله تعالى : " فقد استمسك بالعروة الوثقى ( 1 ) " والعروة : مايتمسك به
وكلمة التقوى إشارة إلى قوله تعالى : " وألزمهم كلمة التقوى ( 2 ) " وقد مر بيانها
قوله عليه السلام : " وأنا عين الله " أي شاهده على عباده من العين بمعنى الباصرة أو الجاسوس
وقال الجزري : في حديث عمر : " أن رجلا كان ينظر في الطواف إلى حرم ( 3 )
المسلمين ، فلطمه علي عليه السلام فاستعدى عليه ( 4 ) ، فقال : ضربك بحق ، أصابته عين من
عيون الله " أراد خاصة من خواص الله ووليا من أولياء الله ( 5 ) .
وشبه عليه السلام باللسان لان اللسان يعبر ويظهر ما يريد الرجل إظهاره ، وهو
صلوات الله عليه يبين علومه تعالى وأسراره .
واليد : النعمة والرحمة وهو مجاز شائع
والمراد بالجنب إما الجانب والناحية وهو صلوات الله عليه الناحية التي أمر الله الخلق
بالتوجه إليها ، أو هو كناية عن قربهم من جنابه تعالى وأن قربه تعالى لا يحصل
إلا بالتقرب بهم ، كما أن من أراد أن يقرب من الملك يجلس بجنبه ومن يجلس
بجنبه فهو أقرب الخلق إليه وأعزهم إليه .
قال الكفعمي : قال الباقر ( 6 ) عليه السلام : معناه أنه ليس شئ أقرب إلى الله تعالى
من رسوله ولا أقرب إلى رسوله من وصيه ، فهو في القرب كالجنب ، وقد بين الله
تعالى ذلك في كتابه في قوله : " أن تقول نفس ياحسرتى على مافرطت في جنب الله ( 7 ) "
يعني في ولاية أوليائه .
وقال الطبرسي في مجمعه : الجنب : القرب ، أي ياحسرتى
على مافرطت في قرب الله وجواره ، وفلان في جنب فلان أي في قربه وجواره ، ومنه
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة البقرة : 256 .
( 2 ) سورة الفتح : 26 .
( 3 ) بضم الاول وفتح الثاني جمع الحرمة ، حرم الرجل وأهله .
( 4 ) في المصدر : فاستعدى عليه عمر .
( 5 ) النهاية 3 : 145 .
وفيه : ووليا من أوليائه .
( 6 ) في المصدر : قال الصادق عليه السلام .
( 7 ) سورة الزمر : 56 .