بسمه تعالى
بحار الانوار : 40


[ 1 ]


بسم الله الرحمن الرحيم


باب 91 : جوامع مناقبه صلوات الله عليه ، وفيه كثير من النصوص  

1 ج : قال سليم بن قيس : حدثني سلمان والمقداد وحدثنيه بعد ذلك أبوذر ثم سمعته من علي بن أبي طالب عليه السلام قالوا : إن رجلا فاخر علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال رسول الله لما سمع به لعلي عليه السلام : فاخر العرب ، فأنت فيهم أكرمهم ابن عم ، وأكرمهم صهرا ، وأكرمهم نفسا ، وأكرمهم زوجة ، وأكرمهم أخا ، وأكرمهم عما ، وأكرمهم ولدا ، وأعظمهم حلما ، وأكثرهم علما ، وأقدمهم سلما ، وأعظمهم عناء بنفسك ومالك ، وأنت أقرأهم لكتاب الله ، وأعلمهم بسنتي ، و أشجعهم لقاء ، وأجودهم كفا ، وأزهدهم في الدنيا ، وأشدهم اجتهادا ، وأحسنهم خلقا ، وأصدقهم لسانا ، وأحبهم إلى الله وإلي ، وستبقى بعدي ثلاثين سنة تعبدالله وتصبر على ظلم قريش لك ، ثم تجاهدهم في سبيل الله إذا وجدت أعوانا ، فتقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت معي على تنزيله ، ثم تقتل شهيدا تخضب لحيتك من دم رأسك ، قاتلك يعدل عاقر الناقة في البغض إلى الله والبعد منه ( 1 ) .
2 ج : قال سليم به قيس : سأل رجل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له و أنا أسمع : أخبرني بأفضل منقبة لك ، قال : ما أنزل الله في كتابه ، قال : وما أنزل فيك ؟ قال : ( أفمن ) كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ( 2 ) ) قال : أنا الشاهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وقوله : ( ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب ( 3 ) ) إياي عنى بمن عنده علم الكتاب فلم يدع *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الاحتجاج للطبرسى : 83 .
( 2 ) سورة هود : 17 .
( 3 ) سورة الرعد : 43 .

[ 2 ]

شيئا أنزله الله فيه إلا ذكره ، مثل قوله : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون ( 1 ) ) وقوله : ( أطيعوا الله و أطيعوا الرسول واولي الامر منكم ( 2 ) ) وغير ذلك قال : قلت : فأخبرني بأفضل منقبة لك من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : نصبه إياي يوم غدير خم فقام لي بالولاية بأمر الله عزوجل ، وقوله : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) وسافرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ليس له خادم غيري ، وكان له لحاف ليس له لحاف غيره ومعه عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره ، فإذا قام إلى صلاة الليل يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفرش الذي تحتنا ، فأخذتني الحمى ليلة فأسهرتني ، فسهر رسول الله صلى الله عليه وآله لسهري فبات ليلة بيني وبين مصلاه ، يصلي ما قدرله ثم يأتيني ويسألني وينظر إلي فلم يزل ذلك دأبه حتى أصبح ، فلما صلى بأصحابه الغداة قال : اللهم اشف عليا وعافه فإنه أسهرني الليلة مما به ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله بمسمع من أصحابه : ابشر يا علي ، قلت : بشرك الله بخير يا رسول الله وجعلني فداك ، قال : إني لم أسأل الله الليلة شيئا إلا أعطانيه ولم أسأله لنفسي شيئا إلا سألت لك مثله ، وإني دعوت الله أن يواخي بيني وبينك ففعل ، وسألته أن يجعلك ولي كل مؤمن ومؤمنة ففعل ( 3 ) ، فقال رجلان أحدهما لصاحبه : أرأيت ما سأل ؟ فو الله لصاع من تمر خير مما سأل ، ولو كان سأل ربه أن ينزل عليه ملكا يعينه على عدوه أو ينزل عليه كنزا ينفعه و أصحابه فإن بهم حاجة كان خيرا مما سأل ! وما دعا عليا قط إلى خير إلا استجيب له ( 4 ) .
3 مع : أبي ، عن المؤدب ، عن أحمد بن علي ، عن الثقفي ، عن الحكم بن سليمان ، عن يحيى بن يعلى الاسلمي ، عن الحسين بن زيد الخرزي ( 5 ) ، عن شداد *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) سورة المائدة : 55 .
( 2 ) سورة النساء : 59 .
( 3 ) في المصدر بعد ذلك : وسألته أن يجمع عليك امتى بعدى فأبى على .
( 4 ) الاحتجاج للطبرسى : 84 .
وفيه : الا استجاب له .
( 5 ) في المصدر : الجزرى .

[ 3 ]

البصري ، عن عطاء بن أبي رياح ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء إذا أنا باسطوانة أصلها من فضة بيضاء ووسطها من ياقوتة و زبرجد وأعلاها ذهبة حمراء ( 1 ) ، فقلت : يا جبرئيل ما هذه ؟ فقال : هذا دينك أبيض واضح مضئ ، قلت : وما هذا ( 2 ) وسطها ؟ قال : الجهاد ، قلت : فما هذه الذهبة الحمراء ؟ قال : الهجرة ، ولذلك علا إيمان علي على إيمان كل مؤمن ( 3 ) .
4 ما : المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : أين خليفة الله في أرضه ؟ فيقوم داود النبي عليه السلام فيأتي النداء من عند الله عزوجل : لسنا إياك أردنا وإن كنت لله تعالى خليفة ثم ينادي ( 4 ) ثانية : أين خليفة الله في أرضه ، فيقوم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فيأتي النداء من قبل الله عزوجل : يا معشرالخلائق هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه وحجته على عباده ، فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم يستضئ بنوره وليتبعه إلى الدرجات العلى من الجنات قال : فيقوم الناس الذين قدتعلقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه إلى الجنة ، ثم يأتي النداء من عند الله جل جلاله : ألا من ائتم ( 5 ) بإمام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب به ، فحينئذ ( تبرأ ( 6 ) الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا : لو أن لناكرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ) ( 7 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : من ذهبة حمراء .
( 2 ) في المصدر : وما هذه .
( 3 ) معانى الاخبار : 113 .
( 4 ) في المصدر : ثم ينادى مناد ثانية .
( 5 ) في المصدر : ألا من تعلق .
( 6 ) في المصدر : يتبرأ .
( 7 ) أمالى الطوسى : 39 .

[ 4 ]

ما : المفيد ، عن الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد مثله ( 1 ) .
5 لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن هاشم ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ولاية علي بن أبي طالب ولاية الله ، وحبه عبادة الله ، واتباعه فريضة الله ، وأولياؤه أولياء الله ، و أعداؤه أعداء الله ، وحربه حرب الله ، وسلمه سلم الله عزوجل ( 2 ) .
6 لى : ابن البرقي ، عن أبيه ، عن جده ، عن سليمان بن مقبل ، عن موسى ابن جعفر ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليهم قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في مسجد قبا وعنده نفر من أصحابه ، فلما بصر بي تهلل وجهه وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه تبرق ، ثم قال : إلي يا علي إلي يا علي ، فما زال يدنيني حتى ألصق فخذي بفخذه ، ثم أقبل على أصحابه فقال : معاشر أصحابي أقبلت إليكم الرحمة بإقبال علي أخي إليكم ، معاشر أصحابى إن عليا مني وأنا من علي ، روحه من روحي وطينته من طينتي ، وهو أخي ووصيي وخليفتي على امتي في حياتي وبعد موتي ، من أطاعه أطاعني ومن وافقه وافقني ومن خالفه خالفني ( 3 ) .
7 لى : حمزة العلوي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن معبد ، عن ابن خالد ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت أخي ووزيري وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، وأنت صاحب حوضي ، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني ( 4 ) .
8 لى : أحمد بن محمد بن حمدان ، عن محمد بن عبدالرحمن الصفار ، عن محمد بن عيسى الدامغاني ، عن يحيى بن المغيرة ، عن جرير ، عن الاعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ليلة اسري بي إلى السماء أخذ جبرئيل *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالى الطوسى : 60 و 61 .
( 2 ) أمالى الصدوق : 21 .
( 3 ) أمالى الصدوق : 22 و 23 .
( 4 ) أمالى الصدوق : 37 .

[ 5 ]

بيدي فأدخلني الجنة وأجلسني على درنوك من درانيك الجنة ، فناولني سفرجلة فانفلقت بنصفين ، فخرجت منها حوراء كأن أشفار عينها مقاديم ( 1 ) النسور ، فقالت : السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا محمد ، فقلت : من أنت يرحمك الله ؟ قالت : أنا الراضية المرضية ، خلقني الجبار من ثلاثة أنواع : أسفلي من المسك وأعلاي من الكافور ووسطي من العنبر ، وعجنت بماء الحيوان ، قال الجليل : كوفي فكنت ، خلقت لابن عمك ووصيك ووزيرك علي بن أبي طالب ( 2 ) .
9 لى : أبي ، عن سعد ، عن عباد بن سليمان ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه سليمان الديلمي ، عن عمر بن الحارث ، عن عمران بن ميثم ، عن أبي سخيلة قال أتيت أباذر رحمة الله عليه فقلت : يا أباذر إني قد رأيت اختلافا فما ذا تأمرني ؟ قال : عليك بهاتين الخصلتين : كتاب الله والشيخ علي بن أبي طالب ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الاكبر ، وهو الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل ( 3 ) .
10 لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عامر بن معقل ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال لي : يا باحمزة لا تضعوا عليا دون ما وضعه الله ولا ترفعوا عليا فوق ما رفعه الله ، كفى بعلي أن يقاتل أهل الكرة وأن يزوج أهل الجنة ( 4 ) .
11 لى الطالقاني ، عن الحسن بن علي العبدي ، عن أحمد بن عبدالله الجارودي ، عن محمد بن عبدالله ، عن أبي الجارود ، عن أبي الهيثم ، عن أنس بن مالك *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) جمع مقدمة وهو من كل شئ أوله وناصيته ومن الوجه ما استقبلت منه والمراد هنا بقرينة النسور ، المناسر مناقر السباع من الطيور شبه الاشفار في انحنائها بها .
( 2 ) امالى الصدوق : 110 .
( 3 ) امالى الصدوق : 124 .
( 4 ) امالى الصدوق : 130 .

[ 6 ]

قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله تبارك وتعالى يبعث اناسا وجوههم من نور ، على كراسي من نور ، عليهم ثياب من نور ، في ظل العرش ، بمنزلة الانبياء وليسوا بالانبياء ، وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء ، فقال رجل : أنا منهم يا رسول الله ؟ قال : لا ، قال آخر : أنا منهم يا رسول الله ؟ قال : لا ، قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : فوضع يده على رأس علي وقال : هذا وشيعته ( 1 ) .
12 لى : عبدالله بن محمد الصائغ ، عن محمد بن عيسى الوسقندي ، عن أبيه عن إبراهيم بن ديزيل ، عن الحكم بن سليمان ، عن علي بن هاشم ، عن مطير بن ميمون ، عن أنس ، عن سلمان رضي الله عنه أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وآله يقول : إن أخي ووزيري وخير من اخلفه بعدي علي بن أبي طالب ( 2 ) .

-بحار الانوار مجلد: 36 من ص 6 سطر 10 الى ص 14 سطر 2 13 لى : المكتب ، عن الحسن بن علي العدوي ، عن الهيثم بن عبدالله ، عن المأمون ، عن الرشيد ، عن المهدي ، عن المنصور ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : أنت وارثي ( 3 ) .
14 لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن ابن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن محمد بن عذافر ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الخرور ، عن القاسم بن أبي سعيد قال : أتت فاطمة عليها السلام النبي صلى الله عليه وآله فذكرت عنده ضعف الحال ، فقال لها : أما تدرين ما منزلة علي عندي ؟ كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، وضرب بين يدي بالسيف وهو ابن ست عشرة سنة ، وقتل الابطال وهو ابن تسع عشرة سنة ، و فرج همومي وهو ابن عشرين سنة ، ورفع باب خيبر وهو ابن اثنين وعشرين سنة ( 4 ) وكان لا يرفعه خمسون رجلا ، قال : فأشرق لون فاطمة عليها السلام ولم تقر قدماه حتى أتت عليا عليه السلام فأخبره ، فقال : كيف لوحدثك بفضل الله علي كله ؟ ( 5 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالى الصدوق : 147 .
( 2 ) أمالى الصدوق : 209 .
( 3 ) أمالى الصدوق : 219 .
( 4 ) في المصدر : سنة كاملة .
( 5 ) أمالى الصدوق : 239 و 240 .
وفيه : كيف لوحدثتك .

[ 7 ]

ما : الغضائري ، عن الصدوق مثله ( 1 ) .
15 لى : أبي ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ، عن يونس ، عن منصور الصيقل ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما اسري بي إلى السماء عهد إلي ربي في علي ثلاث كلمات ، فقال : يا محمد ! فقلت : لبيك ربي ، فقال : إن عليا إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين ( 2 ) .
16 لى : ابن موسى ، عن ابن زكريا القطان ، عن ابن حبيب ، عن عمر بن عبدالله ، عن الحسن بن الحسين بن عاصم ، عن عيسى بن عبدالله العلوي ، عن أبيه عن جده ، عن علي عليه السلام قال : حدثني سلمان الخير رضي الله عنه قال : يا أبا الحسن قلما أقبلت أنت وأنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله إلا قال : يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون يوم القيامة ( 3 ) .
17 لى : ابن موسى ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن عبدالرحيم بن علي الجبلي ، عن الحسن بن نضر ، عن عمر بن طلحة ، عن أسباط بن نضر ، عن سماط ابن حرب ، عن سعيد بن جبير قال : أتيت عبدالله بن عباس فقلت له : يا ابن عم رسول الله إني جئتك أسألك عن علي بن أبي طالب واختلاف الناس فيه ، فقال ابن عباس : يا ابن جبير جئتني تسألني عن خير خلق الله من الامة بعد محمد نبي الله ، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة وهي ليلة القربة ، يا ابن جبير جئتني تسألني عن وصي رسول الله ووزيره وخليفته وصاحب حوضه و لوائه وشفاعته ، والذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا والاشجار أقلاما وأهلها كتابا فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب وفضائله من يوم خلق الله عزوجل الدنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه الله تبارك وتعالى ( 4 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أمالى الطوسى .
280 و 281 .
( 2 ) أمالى الصدوق : 285 .
( 3 ) أمالى الصدوق : 294 .
( 4 ) أمالى الصدوق : 333 .

[ 8 ]

بيان : ليلة القربة إشارة إلى ليلة بدرحيث ذهب ليأتي بالماء .
ومناقبه سلام جبرئيل عليه في ألف من الملائكة وميكائيل في ألف وإسرافيل في ألف ، فكان كل سلام من الملائكة منقبة ، وحمل الخبر على أن كلا من الثلاثة محسوبون في الالف ، ويؤيده الآية فتفطن ( 1 ) .
18 ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن عبيدالله بن موسى ، عن فطر ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن أخي ووزيري ووصيي في أهلي علي بن أبي طالب ( 2 ) .
19 ل : أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري ، عن محمد بن عبدالحميد الفرقاني عن أحمد بن بديل ، عن مفضل بن صالح ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان لعلي عليه السلام أربع مناقب لم يسبقه إليها عربي : كان أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وكان صاحب رايته في كل زحف ، وانهزم الناس يوم المهراس وثبت هو ، وغسله وأدخله قبره ( 3 ) .
بيان ، يوم المهراس هو يوم احد ، قال الجزري : فيه ( أنه عطش يوم احد فجاءه علي بماء من المهراس فعافه وغسل به الدم عن وجهه ) المهراس : صخرة منقورة تسع كثيرا من الماء وقد يعمل منه ( 4 ) حياض للماء .
وقيل : المهراس في هذا الحديث اسم ماء باحد ( 5 ) .
*

_________________________________________________________
) * ( 1 ) أى ان كل واحد من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام داخل في الالف ، ولو لم يكن كذلك لم يصح أن يقال : كان له ثلاثة آلاف منقبة ، وكان اللازم أن يقال : كان له ثلاث وثلاثة آلاف منقبة ، وهذا خلاف ظاهر الاية ( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين ) آل عمران : 124 .
( 2 ) أمالى الطوسى : 213 .
( 3 ) الخصال 1 : 99 .
( 4 ) في المصدر : منها .
( 5 ) النهاية 4 : 247 .
وأقول : قال في المراصد ( 3 : 1338 ) : المهراس موضعان أحدهما باليمامة ، والثانى بجبل احد .

[ 9 ]

20 ل : أحمد بن محمد بن إسحاق ، عن عبدالله بن صالح البخاري ، عن يعقوب ابن حميد ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي نجيح ، عن أبيه ، عن ربيعة الحرسي أنه ذكر عليا عند معاوية وعنده سعد بن أبي وقاص ، فقال له سعد : تذكر عليا ؟ أما إن له مناقب أربع لان تكون لي واحدة منها أحب إلي من كذا وكذا وذكر حمر النعم قوله : ( لاعطين الراية غدا ) وقوله : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) وقوله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ونسي سعد الرابعة ! ( 1 ) .
21 ل : أبوالعباس الفضل بن الفضل الكندي ، عن محمد بن الضحاك ، عن مجاهد النبال ( 2 ) ، عن سليمان بن فرحان ، عن عبدالله بن أبي سليمان ، عن محمد بن عبدالرحمن ، عن ابن أبي سليمان ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : اعطيت في علي خمسا ، أما واحدة فيواري عورتي ، وأما الثانية فيقضي ديني وأما الثالثة فهو متكأ لي يوم القيامة في طول الموقف ، وأما الرابعة فهو عوني على عقر حوضي ، وأما الخامسة فإني لا أخاف عليه أن يرجع كافرا بعد إيمان ولا زانيا بعد إحصان ( 3 ) .
22 ل : الحسين بن أحمد الاستر آبادي العدل ، عن جده ، عن محمد بن أحمد الجرجاني ، عن إسماعيل ، بن أبان ، عن زافر بن سليمان ، عن إسرائيل ، عن عبدالله ابن شريك العامري ، عن الحارث بن ثعلبة قال : قلت لسعد : أشهدت شيئا من مناقب علي عليه السلام ؟ قال : نعم شهدت له أربع مناقب والخامسة قد شهدتها ، لان يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبابكر ببراءة ثم أرسل عليا فأخذها منه ، فرجع أبوبكر فقال : يا رسول الله أنزل في شئ ؟ قال : لا إنه لا يبلغ عني إلا رجل مني ، وسد رسول الله صلى الله عليه وآله أبوابا كانت في المسجد وترك باب علي *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الخصال 1 : 99 .
وأنت خبير ان ما نسيه سعد قضية الغدير ، وانه لم ينسها بل أنكرها .
( 2 ) في المصدر : عن مجالد النبال .
( 3 ) الخصال 1 : 141 و 142 .

[ 10 ]

فقالوا : سددت الابواب وتركت بابه ؟ فقال : ما أنا سددته ولا أنا تركته ، قال : و بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عمر بن الخطاب ورجلا آخر إلى خيبر فرجعا منهزمين ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله في ثناء كثير قال : فتعرض لها غير واحد ، فدعا عليا عليه السلام فأعطاه الراية فلم يرجع حتى فتح الله له ، والرابعة يوم غدير خم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فرفعها حتى رئي بياض آباطهما ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، والخامسة خلفه رسول الله صلى الله عليه وآله في أهله ثم لحق به ، فقال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( 1 ) .
23 ل : الاشناني ، عن جده ، عن محمد بن الغفار ، عن عبدالله بن صالح عن إسرائيل ، عن حكيم بن جبير ، عن مجاهد ، عن عبدالله بن شداد ، عن ابن عباس قال : كانت لعلي عليه السلام ثمانية عشرة منقبة لو لم يكن له إلا واحدة لنجا ، لقد كانت له ثلاثة عشرة ( 2 ) منقبة لم تكن لاحد في هذه الامة ( 3 ) .
24 سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض رجاله قال : قال أبوسعيد الخدري كنت مع النبي صلى الله عليه وآله بمكة إذ ورد عليه أعرابي طويل القامة عظيم الهامة محتزم بكساء وملتحف بعباء قطواني قد تنكب قوسا له وكنانة ، فقال للنبي صلى الله عليه وآله : يا محمد أين علي بن أبي طالب من قلبك ؟ فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله بكاء شديدا حتى ابتلت وجنتاه من دموعه وألصق خده بالارض ، ثم وثب كالمنفلت من عقاله وأخذ بقائمة المنبر ، ثم قال : يا أعرابي والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وسطح الارض على وجه الماء لقد سألتني عن سيد كل أبيض وأسود وأول من صام وزكى وتصدق وصلى القبلتين وبايع البيعتين وهاجر الهجرتين وحمل الرايتين وفتح بدرا وحنين ثم لم يعص الله طرفة عين ، قال : فغاب الاعرابي من بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الخصال 1 : 149 و 150 .
( 2 ) في المصدر : ثمانى عشرة .
( 3 ) الخصال 2 : 96 .