[211]
إن عليا ورث علم رسول الله صلى الله عليه وآله وفاطمة أحرزت الميراث .
( 1 )
10 ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالله بن بكير الهجري
عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان هبة الله لمحمد صلى الله عليه وآله
ورث علم الاوصياء وعلم ما كان قبله ، أما إن محمدا صلى الله عليه وآله قد ورث علم ما كان قبله من
الانبياء والاوصياء والمرسلين .
( 2 )
11 خص : جماعة منهم السيدان المرتضى والمجتبى ابنا لداعي الحسني ، و
الاستاذان أبوالقاسم وأبوجعفر ابنا كميح ، عن جعفر بن محمد بن العباس ، عن الصدوق
محمد بن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن علي بن محمد بن سعد ، عن حمدان بن سليمان
عن عبدالله بن محمد اليماني ، عن صنيع ( 3 ) بن الحجاج .
عن الحسين بن علوان ، عن
أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله عزوجل فضل اولي العزم من الرسل بالعلم على
الانبياء عليهم السلام ، وفضل محمدا صلى الله عليه وآله عليهم ، وورثنا علمهم وفضلنا عليهم في فضلهم
وعلم رسول الله صلى الله عليه وآله ما لا يعلمون ، وعلمنا علم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فرويناه لشيعتنا
فمن قبله منهم فهو أفضلهم ، وأينمانكون فشيعتنا معنا .
وقال عليه السلام : تمصون الرواضع وتدعون ( 4 ) النهر العظيم ، فقيل ( 5 ) : ما تعني
بذلك ؟ قال : إن الله تعالى أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله علم النبيين بأسره ، وعلمه الله
ما لم يعلمهم ، فأسر ذلك كله إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ، قلت : فيكون علي عليه السلام
أعلم من بعض الانبياء ؟ فقال : إن الله عزوجل يفتح مسامع من يشاء ، أقول : إن
رسول الله صلى الله عليه وآله حوى علم جميع النبيين ، وعلمه ( 6 ) ما لم يعلمهم ، وإنه جعل ذلك
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 83 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 84 .
( 3 ) في المصدر : عن منيع .
( 4 ) في المصدر : يمصون الرواضع ويدعون .
( 5 ) في المصدر : قيل .
( 6 ) في المصدر : وعلمه الله .
[212]
كله عند علي عليه السلام ، فتقول : علي أعلم من بعض الانبياء ، ( 1 ) ثم تلا قوله تعالى :
( قال الذي عنده علم من الكتاب ( 2 ) ) ثم فرق أصابعه ( 3 ) ووضعها على صدره ثم
قال : وعندنا والله علم الكتاب كله .
( 4 )
12 خص : سعد بن عبدالله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن معمر بن عمرو
عن عبدالله بن الوليد السمان قال : قل الباقر عليه السلام : يا عبدالله ما تقول في علي و
عيسى وموسى صلوات الله عليهم ؟ قلت : وما عسى أن أقول فيهم ، فقال : والله علي
أعلم منهما ، ثم قال : ألستم تقولون : إن لعلي صلوات الله عليه ما لرسول الله صلى الله عليه وآله
من العلم ؟ قلنا : نعم والناس ينكرون ، قال : فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى عليه السلام
( وكتبنا له في الالواح من كل شئ ( 5 ) ) فأعلم أنه لم يبين له الامر كله ، و
قال لمحمد صلى الله عليه وآله : ( وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل
شئ ( 6 ) ) .
وقال : فاسأل ( 7 ) عن قوله تعالى : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم
ومن عنده علم الكتاب ( 8 ) ) ثم قال : والله إيانا عنى وعلي أولنا وأفضلنا وأخيرنا
بعد رسول الله صلى الله عليه وآله .
( 9 )
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : فتقول : على أعلم أم بعض الانبياء ؟ وفي ( م ) و ( د ) : فيقول .
( 2 ) سورة النمل م : 40 .
( 3 ) في المصدر : ثم فرق بين أصابعه .
( 4 ) مختصر البصائر : 108 .
( 5 ) سورة الاعراف : 145 .
وفي المصدر بعد ذلك زيادة ، وهى : فأعلمنا أنه لم يكتب له
الشئ كله ، وقال لعيسى عليه السلام ( ولا بين لكم بعض الذى تختلفون فيه ) فأعلمنا اه .
( 6 ) سورة النحل : 89 .
( 7 ) كذا في النسخ والمصدر ، والظاهر : فسئل .
( 8 ) سورة الرعد : 43 .
وليست في المصدر كلمة ( ثم ) .
( 9 ) مختصر البصائر : 109 .
وفيه : وأخبرنا .
[213]
1 ير : محمد بن علي بن محبوب ، عن جعفر بن إسماعيل الهاشمي ، عن أيوب
ابن نوح ، عن النوفلي ، عن إسماعيل بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن علي عليه السلام
قال : أوصاني النبي صلى الله عليه وآله : إذا أنامت فغسلني بست قرب من بئر غرس ، ( 1 ) فإذا
فرغت من غسلي فأدرجني في أكفاني ، ثم ضع فاك على فمي ، قال : ففعلت وأنبأني
بما هوكائن إلى يوم القيامة .
( 2 )
يج : عن جعفر بن إسماعيل الهاشمي مثله ، وفيه : بسبع قرب .
( 3 )
2 ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة
عن عمر بن أبي شعبة قال : لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله الموت دخل عليه علي عليه السلام
فأدخل رأسه معه ، ثم قال : يا علي إذا أنامت فاغسلني وكفني ، ثم أقعدني وسائلني
واكتب .
( 4 )
3 ير : ابن يزيد ، عن مروك بن عبيد ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لاميرالمؤمنين عليه السلام : إذا أنامت فاغسلني من
بئر الغرس ، ثم أقعدني وسلني عما بدالك .
( 5 )
4 ير : أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد وسعيد بن جناح ، عن ابن أبي عمير
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) قال في المراصد ( 2 : 988 ) : بئر غرس بالمدينة ، كان النبى صلى الله عليه وآله يستطيب
ماءها ، وأوصى أن يغسل منها .
( 2 و 4 و 5 ) بصائر الدرجات : 80 .
( 3 ) الخرائج والجرائح : 132 .
[214]
عن حفص بن البختري ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام
حين حضره الموت فأدخل رأسه معه فقال : يا علي إذا أنامت فغسلني وكفني ، ثم
أقعدني وسائلني واكتب .
( 1 )
ير : عنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن عمر
ابن أبي شعبة ، عن أبان بن تغلب مثله .
( 2 )
5 ير : الحسن بن علي ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص
ابن البختري ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لاميرالمؤمنين عليه السلام :
إذا أنامت فغسلني فكفني ( 3 ) ، ثم أقعدني وسائلني واكتب .
( 4 )
6 ير : عنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن
عمر بن سليمان الجعفي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لاميرالمؤمنين
عليه السلام : إذا أنامت فغسلني وحنطني وكفني وأقعدني ، وما املي عليك
فاكتب ، قال : قلت : ففعل ؟ قال : نعم ( 5 )
يج : أحمد بن هلال ، عن إسماعيل بن عباد البصري ، عن محمد بن أبي حمزة ، عن
سليمان الجعفي ، عنه عليه السلام مثله .
( 6 )
7 ير : محمد بن الحسين ، عن البزنطي ، عن فضيل سكرة ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : إذا أنامت فاستق لي ست قرب من ماء بئر
غرس ، فغسلني وكفني ، وخذ بمجامع كفني وأجلسني ، ثم سلني ماشئت فو الله
لا تسألني عن شئ إلا أجبتك .
( 7 )
يج : سعد عن محمد بن الحسين مثله ( 8 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 و 2 و 4 و 5 و 7 ) بصائر الدرجات : 80 .
( 3 ) في المصدر : وكفنى وحنطنى .
( 6 ) لم نجده في الخرائج والجرائح المطبوع .
( 8 ) الخرائج والجرائح : 132 .
[215]
8 يج : سعد ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن إبراهيم بن صالح الانماطي
عن الحسن بن زيد بن الحسن ، عمن حدثه ، عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب
عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا أنامت فغسلني بسبع
قرب من بئر غرس : غسلني بثلاث قرب غسلا وشن علي أربعا شنا ، ( 1 ) فإذا
غسلتني وحنطتني وكفنتني فأقعدني وضع يدك على فؤادي ، ثم سلني اخبرك
بما هو كائن إلى يوم القيامة ، قال : ففعلت ، وكان عليه السلام إذا أخبرنا بشئ قال : ( 2 )
هذا مما أخبرني به النبي صلى الله عليه وآله بعد موته .
( 3 )
9 ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف ، عن أبي بكر ، عن
عمار الدهني ، عن مولى الرافعي ، عن ام سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله قالت : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفي فيه : ادعوا لي خليلي ، فأرسلت عائشة إلى
أبيها ، فلما جاء ( 4 ) غطى رسول الله صلى الله عليه وآله وجهه وقال : ادعوا لي خليلي ، فرجع
متحيرا ، وأرسلت حفصة إلى أبيها ، فلما جاءه غطى وجهه وقال : ادعوا لي خليلي
فرجع متحيرا ، وأرسلت ( 5 ) فاطمة عليها السلام إلى علي عليه السلام ، فلما أن جاء قام
رسول الله صلى الله عليه وآله ثم جلل عليا بثوبه ، فقال علي عليه السلام : حدثني ألف حديث كل
حديث يفتح ألف باب ، حتى عرق رسول الله صلى الله عليه وآله فسال عرقه علي وسال عرقي
عليه .
( 6 ) .
10 ير : محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن يحيى بن معين العطار
عن بشير الدهان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في المرض الذي
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) شن الماء : صبه متفرقا .
( 2 ) في المصدر : أخبرنا بشئ يكون فيقول اه .
( 3 ) الخرائج والجرائح : 132 .
( 4 ) في المصدر : فلما جاءه .
( 5 ) في المصدر : فأرسلت .
( 6 ) بصائر الدرجات : 89 و 90 .
[216]
توفي فيه لعائشة وحفصة : ادعيالي خليلي ، فأرسلتا إلى أبويهما ، فلما جاءا نظر
إليهما رسول الله صلى الله عليه وآله فأعرض عنهما ، ثم قال : ادعيالي خليلي ، فأرسلتا إلى علي
عليه السلام فجاء ، فلم يزل يحدثه ، فلما خرج لقياه فقالا : ما حدثك خليلك ؟
فقال : حدثني بألف باب يفتح كل باب ألف باب .
( 1 )
أقول : أوردت جل أخبار هذا الباب في باب وصية النبي صلى الله عليه وآله وباب وفاته وغسله ،
ووجدت في كتاب سليم بن قيس عن أبان بن أبي عياش عنه قال : سمعت ابن عباس
يقول : سمعت من علي عليه السلام حديثا لم أدرماوجهه ، سمعته يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وآله
أسر إلي في مرضه وعلمني مفتاح ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب ، و
إني لجالس بذي قار في فسطاط علي عليه السلام ، وقد بعث الحسن وعمارا يستفزان ( 2 )
الناس إذا أقبل علي عليه السلام فقال : يا ابن عباس يقدم عليك الحسن ومعه أحد عشر
ألف رجل غير رجل أورجلين ، فقلت في نفسي : إن كان كما قال فهو من تلك الالف
باب ، فلما أظلنا الحسن عليه السلام بذلك الحد ( 3 ) استقبلت الحسن عليه السلام فقلت لكاتب
الجيش الذي معه أسماؤهم : كم رجل معكم ؟ فقال : أحد عشر ألف رجل غير رجل
أو رجلين .
( 4 )
11 ير : علي بن عبدالرحمن ، عن الحسن بن الحسين اللؤلوئي ، عن محمد بن
سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن عبدالحميد بن أبي الديلم
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قد
قضيت نبوتك واستكملت أيامك ، فاجعل الاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم
-بحار الانوار مجلد: 36 من ص 216 سطر 19 الى ص 224 سطر 18
النبوة عند علي بن أبي طالب عليه السلام فإني لا أترك الارض إلاولي فيها عالم تعرف
به طاعتي وتعرف ولايتي ( 5 ) ، ويكون حجة بين قبض النبي إلى خروج النبي
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 90 .
( 2 ) استفزه : استدعاه .
( 3 ) في المصدر : بذلك الجند .
( 4 ) كتاب سليم بن قيس : 137 و 138 .
( 5 ) في المصدر : وتعرف به ولايتى .
[217]
الآخر .
فأوصى رسول الله صلى الله عليه وآله بالاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة إلى
علي بن أبي طالب عليه السلام .
( 1 )
12 ير : بعض أصحابنا عن الحسن بن الحسين اللؤلوئي ، عن محمد بن الفضيل
عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله نبوته و
استكملت أيامه أوحى الله إليه أن يا محمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك ، فاجعل
العلم الذي عندك والآثار والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار النبوة في أهل بيتك
عند علي بن أبي طالب عليه السلام ، فإني لم أقطع علم النبوة من العقب من ذريتك ، كما
لم أقطعها من بيوتات الانبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم صلوات الله عليه
وعليهم .
( 2 )
13 ير : محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن
عبدالكريم بن عمرو ، عن عبدالحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أوصى
موسى إلى يوشع بن نون ، وأوصى يوشع بن نون إلى ولد هارون ولم يوص إلى
ولد موسى ، لان الله له الخيرة يختار من يشاء ممن يشاء ، وبشر موسى يوشع بن
نون بالمسيح ، فلما أن بعث الله المسيح قال لهم : إنه سيأتي رسول من بعدي اسمه
أحمد من ولد إسماعيل ، يصدقني ويصدقكم ، وجرت بين الحواريين في المستحفظين
وإنما سماهم الله تعالى المستحفظين لانهم استحفظوا الاسم الاكبر ، وهو الكتاب
الذي يعلم به كل شئ الذي كان مع الانبياء ، يقول الله تعالى : ( لقد أرسلنا رسلنا
بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ( 3 ) ) الكتاب الاسم الاكبر ، وإنما عرف
مما يدعى العلم التوراة والانجيل والفرقان ، فما كتاب نوح وما كتاب صالح و
شعيب وإبراهيم وقد أخبر الله ( إن هذا لفي الصحف الاولى * صحف إبراهيم وموسى ( 4 ) )
فأين صحف إبراهيم ؟ أما صحف إبراهيم فالاسم الاكبر ، وصحف موسى الاسم الاكبر
فلم تزل الوصية يوصيها عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمد صلى الله عليه وآله ، ثم أتاه جبرئيل
*
_________________________________________________________
) * ( 1 و 2 ) بصائر الدرجات .
137 .
( 3 ) سورة الحديد : 25 .
( 4 ) سورة الاعلى : 18 و 19 .
[218]
فقال له : إنك قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك ، فاجعل الاسم الاكبر وميراث
العلم وآثار النبوة عند علي عليه السلام ، فإني لا أترك الارض إلا ولي فيها عالم يعرف
به طاعتي ، ويعرف به ولايتي ، فيكون حجة لمن ولد بين قبض نبي إلى خروج نبي
آخر ، فأوصى ( 1 ) بالاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة إلى علي بن
أبي طالب عليه السلام .
( 2 )
1 قب : قال الطبري ومجاهد في تاريخيهما : جمع عمر بن الخطاب الناس
يسألهم من أي يوم نكتب ، فقال علي عليه السلام : من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله ونزل
أرض الشرك ، ( 3 ) فكأنه أشار أن لا تبتدعوا بدعة ، وتأرخوا كما كانوا يكتبون في
زمان رسول الله صلى الله عليه وآله ، لانه لما قدم النبي صلى الله عليه وآله المدينة في شهر ربيع الاول أمر
بالتاريخ ، فكانوا يؤرخون بالشهر والشهرين من مقدمه إلى أن تمت له سنة ، ذكره
التاريخي عن ابن شهاب .
( 4 )
2 قب : في رواية أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : لوشاء : ادن مني ، قال :
فدنوت منه ، فقال : امض إلى محلتكم ستجد على باب المسجد رجلا وامرأة يتنازعان
فائتني بهما ، قال : فمضيت فوجدتهما يختصمان ، فقلت : إن أميرالمؤمنين يدعو كما ،
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر و ( م ) : فأوحى .
( 2 ) بصائر الدرجات : 137 و 138 .
( 3 ) في المصدر : أهل الشرك والظاهر : وترك .
( 4 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 338 و 339 .
[219]
فسرنا حتى دخلنا عليه ، فقال : يا فتى ما شأنك وهذه الامرأة ؟ قال : يا أميرالمؤمنين
إني تزوجتها وأمهرت وأملكت وزففت ، فلما قربت منها رأت الدم ، وقد حرت
في أمري ، فقال عليه السلام : هي عليك حرام ولست لها بأهل ، فماج ( 1 ) الناس في ذلك
فقال لها : هل تعرفيني ؟ فقالت : سماع أسمع بذكرك ولم أرك ، فقال : فأنت فلانة
بنت فلان من آل فلان ؟ فقالت : بلى والله ، فقال : ألم تتزوجي بفلان ابن فلان
متعة سرا من أهك ألم تحملي منه حملا ثم وضعتيه غلاما ذكرا سويا ، ثم خشيت
قومك وأهلك فأخذتيه وخرجت ليلا ، حتى إذا صرت في موضع خال وضعتيه
على الارض ، ثم وقفت مقابلته فحننت عليه ، فعدت أخذتيه ، ثم عدت طرحتيه ،
حتى بكى وخشيت الفضيحة ، فجاءت الكلاب فأنبحت عليك ، فخفت فهر ولت ،
فانفرد من الكلاب كلب فجاء إلى ولدك فشمه ، ثم نهشه لاجل رائحة الزهومة ( 2 )
فرميت الكلب إشفاقا فشججتيه ، فصاح فخشيت أن يدركك الصباح فيشعربك ،
فوليت منصرفة وفي قلبك من البلابل ، فرفعت يديك نحو السماء وقلت : اللهم
احفظه يا حافظ الودائع ؟ قالت : بلى والله كان هذا جميعه ، وقد تحيرت في مقالتك
فقال : أين الرجل ( 3 ) ؟ فجاء فقال : اكشف عن جبينك ، فكشف فقال للمرأة ها
الشجة في قرن ولدك ، وهذا الولد ولدك والله تعالى منعه من وطئك بما أراه منك من
الآية التي صدته ، والله قد حفظ عليك كما سألتيه ، فاشكري الله ( 4 ) على ما أولاك
وحباك ( 5 ) .
الواقدي وإسحاق الطبري أن عمير بن وائل الثقفي أمره حنظلة بن أبي
سفيان أن يدعي على علي عليه السلام ثمانين مثقالا من الذهب وديعة عند محمد صلى الله عليه وآله وأنه
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) ماج القوم : اختلفت امورهم واضطربت .
( 2 ) نهشه ، تناوله بفمه ليعضه فيؤثر فيه ولا يجرحه .
الزهومة ؟ ريح لحم سمين منتن .
( 3 ) في المصدر : فقال : هاؤم الرجل .
( 4 ) في المصدر : فاشكرى لله .
( 5 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 424 و 425 .
[220]
هرب من مكة وأنت وكيله ، فإن طلب بينة الشهود فنحن معشر قريش نشهد عليه
وأعطوه على ذلك مائة مثقال من الذهب ، منها قلادة عشرة مثاقيل لهند ، فجاء وادعى
على علي عليه السلام فاعتبر الودائع كلها ورأى عليها أسامي أصحابها ، ولم يكن لما
ذكره عمير خبر ، فنصح له نصحا كثيرا ، فقال : إن لي من يشهد بذلك وهو
أبوجهل وعكرمة وعقبة بن أبي معيط وأبوسفيان وحنظلة ، فقال عليه السلام : مكيدة
تعود إلى من دبرها ( 1 ) ، ثم أمر الشهود أن يقعدوا في الكعبة ، ثم قال لعمير : يا
أخاثقيف أخبرني الآن حين دفعت وديعتك هذه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أي الاوقات
كان ؟ قال : ضحوة نهار فأخذها بيده ودفعها إلى عبده ، ثم استدعى بأبي جهل وسأله
عن ذلك قال : ما يلزمني ذلك ، ثم استدعى بأبي سفيان وسأله فقال : دفعه
عند غروب الشمس وأخذها من يده وتركها في كمه ، ثم استدعى حنظلة وسأله عن
ذلك فقال : كان عند وقت وقوف الشمس في كبد السماء وتركها بين يديه إلى وقت
انصرافه ، ثم استدعى بعقبة وسأله عن ذلك فقال : تسلمها بيده وأنفذها في الحال
إلى داره وكان وقت العصر ثم استدعى بعكرمة وسأله عن ذلك فقال : كان بزوغ
الشمس أخذها فأنفذها من ساعته إلى بيت فاطمة عليها السلام .
ثم أقبل على عمير وقال له : أراك قد اصفر لونك وتغيرت أحوالك ، قال :
أقول الحق ولا يفلح غادر ، وبيت الله ما كان لي عند محمد صلى الله عليه وآله وديعة ، وإنهما حملاني
على ذلك ، وهذه دنانير هم وعقد هند عليها اسمها مكتوب ، ثم قال علي عليه السلام :
ائتوني بالسيف الذي في زاوية الدار ، فأخذه وقال : أتعرفون هذا السيف ؟ فقالوا :
هذا لحنظلة ، فقال أبوسفيان : هذا مسروق ، فقال عليه السلام : إن كنت صادقا في
قولك فما فعل عبدك مهلع الاسود ؟ قال : مضى إلى الطائف في حاجة لنا ، فقال :
هيهات أن تعود تراه ابعث إليه أحضره إن كنت صادقا ، فسكت أبوسفيان ، ثم
قام في عشرة عبيد لسادات قريش فنبشوا بقعة عرفها فاذا فيها العبد مهلع قتيل ،
فأمرهم بإخراجه فأخرجوه وحملوه إلى الكعبة ، فسأله الناس عن سبب قتله ،
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) اى احتال وسعى فيها .