[311]
المشرق ويهلك الله به أهل الشام ، ويسلب عن بني امية ملكهم ( 1 )
وفي تاريخ بغداد أنه قال المفيد أبوبكر الجرجاني أنه قال : ولد أبوالدنيا
في أيام أبي بكر ، وأنه قال : إني خرجت مع أبي إلى لقاء ( 2 ) أمير المؤمنين عليه السلام
فلما صرنا قريبا من الكوفة عطشنا عطشا شديدا ، فقلت لوالدي : اجلس حتى
أرودلك ( 3 ) الصحراء فلعلي أقدر على ماء ، فقصدت إليه فإذا أنا ببئر شبه الركية
أو الوادي ، فاغتسلت منه وشربت منه حتى رويت ، ثم جئت إلى أبي فقلت : قم فقد
فرج الله عنا وهذه عين ماء قريب منا ، ومضينا فلم نر شيئا ، فلم يزل يضطرب حتى
مات ، ودفنته وجئت إلى أميرالمؤمنين عليه السلام وهو خارج إلى صفين ، وقد اخرج
له البلغة ، فجئت وأمسكت به بالركاب ، والتفت إلي فانكببت اقبل الركاب
فشجت في وجهي شجة ( 4 ) - قال أبوبكر المفيد : ورأيت الشجة في وجهه واضحة -
ثم سألني عن خبري فأخبرته بقصتي ( 5 ) ، فقال : عين لم يشرب منها أحد إلا وعمر
عمرا طويلا ، فابشر فإنك ستعمر ، وسماني بالمعمر ، وهو الذي يدعى بالاشج .
وذكر الخطيب أنه قدم بغداد في سنة ثلاثمائة بها ( 6 ) وكان معه شيوخ من بلده
وسألوا عنه فقالوا : هو مشهور عندنا بطول العمر ، وقد بلغني أنه مات في سنة سبع
وعشرين وثلاثمائة ونحو ذلك ذكر شيخنا في الامالي وفاته ( 7 ) .
وقال له عليه السلام حذيفة بن اليمان في زمن عثمان : إني والله ما فهمت قولك ولا
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 421 .
( 2 ) في المصدر : للقاء .
-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 311 سطر 19 الى ص 319 سطر 18
( 3 ) راد الارض : تفقد ما فيها من المرعى والمياه ليرى هل تصلح للنوزل فيها .
وفي المصدر :
أدور .
( 4 ) تنبيها منه عليه السلام بأن هذا المقدار من الخضوع و التذلل لا يجوز لغير الله تعالى
وله يسجد من في السماوات والارض " .
( 5 ) في المصدر : بقضيتي خ ل .
( 6 ) ليست كلمة " بها في المصدر .
( 7 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 422 و 423 .
( * )
[312]
عرفت تأويله حتى بلغت ليلتي أتذكر ما قلت لي بالحرة وإني مقبل " كيف أنت
يا حذيفة إذا ظلمت العيون العين " ؟ والنبي صلى الله عليه وآله بين أظهرنا ولم أعرف تأويل كلامك
إلا البارحة ، رأيت عتيقا ثم عمر تقدما عليك ، وأول اسمهما عين فقال يا حذيفة :
نسيت عبدالرحمن حيث مال بها إلى عثمان .
وفي رواية : وسيضم إليهم عمرو بن العاص
مع معاوية بن آكلة الاكباد ، فهؤلاء العيون المجتمعة على ظلمي .
وروى زيد وصعصعة ابنا صوحان والبراء بن سبرة والاصبغ بن نباتة وجابر
ابن شرجيل ومحمود بن الكواء أنه ذكر بدير الديلم من أرض فارس لاسقف قد
أتت عليه عشرون ومائة سنة أن رجلا قد فسر الناقوس - يعنون عليا عليه السلام - فقال :
سيروابي إليه فإني أجده أنزعا بطينا ، فلما وافى أمير المؤمنين عليه السلام : قال : قد عرفت
صفته في الانجيل ، وأنا أشهد أنه وصي ابن عمه ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : جئت
لتؤمن أزيدك رغبة في إيمانك ؟ قال : نعم ، قال عليه السلام : انزع مدرعتك فاري أصحابك
الشامة التي بين كتفيك ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، و
شهق شهقة فمات ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : عاش في الاسلام قليلا ونعم في جوار
الله كثيرا .
ابن عباس أنه قال عليه السلام يوم الجمل : لنظهرن على هذه الفرقة ، ولنقتلن
هذين الرجلين - وفي رواية : لنفتحن البصرة - وليأتينكم اليوم من الكوفة ثمانية
آلاف رجل وبضع وثلاثون رجلا ، فكان كما قال عليه السلام ، وفي رواية : ستة آلاف
وخمسة وستون .
أصحاب السير عن جندب بن عبدالله الازدي : لما نزل أمير المؤمنين عليه السلام
النهروان فانتهينا إلى عسكر القوم ، فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن
وفيهم أصحاب البرانس ، فلما أن رأيتهم دخلني من ذلك ، فتنحيت وقمت اصلي
وأنا أقول : اللهم إن كان قتال هؤلاء القوم لك طاعة فآذن فيه ، وإن كان ذلك معصية
فأرني ذلك ، فأنا في ذلك إذ أقبل علي عليه السلام فلما حاذاني قال : نعوذ بالله يا جندب
من الشك ، ثم نزل يصلي إذ جاءه فارس فقال : يا أمير المؤمنين قد عبر القوم وقطعوا ( * )
[313]
النهر ، فقال عليه السلام : كلا ما عبروا ، فجاء آخر فقال : قد عبر القوم ، فقال : كلا ما
فعلوا ، قال : والله ما جئت حتى رأيت الرايات في ذلك الجانب والاثقال ، فقال
عليه السلام : والله ما فعلوا ، وإنه لمصرعهم ومهراق دمائهم - وفي رواية : لا يبلغون
إلى قصر بورى بنت كسرى - فدفعنا إلى الصفوف فوجدنا الرايات والاثقال كما
هي ، قال : فأخذ بقفاي ودفعني ثم قال : يا أخا الازد ما تبين لك الامر ؟ فقلت :
أجل يا أمير المؤمنين .
الاصبغ بن نباتة قال : كان أمير المؤمنين إذا وقف الرجل بين يديه قال : يا
فلان استعد وأعد لنفسك ما تريد ، فإنك تمرض في يوم كذا وكذا في شهر كذا و
كذا في ساعة كذا وكذا ، فيكون كما قال .
وكان عليه السلام قد علم رشيد الهجري من
ذلك ، فكانوا يلقبونه رشيد البلايا .
وأخبر عليه السلام عن قتل الحسين عليه السلام .
فضل بن الزبير عن أبي الحكم عن مشيخته أن أمير المؤمنين عليه السلام قال : سلوني
قبل أن تفقدوني ، قال رجل : أخبرني كم في رأسي ولحيتي من طاقة شعر ، قال
عليه السلام : إن على كل طاقة في رأسك ملك يلعنك ، وعلى كل طاقة من لحيتك
شيطان يستفزك ، وإن في بيتك لسخلا ( 1 ) يقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ، وآية ذلك
مصداق ما خبرتك به ، ولولا أن الذي سألت يعسر برهانه لاخبرتك به ، وكان ابنه
عمر يومئذ جابيا ( 2 ) ، وكان قتل الحسين عليه السلام على يده .
ومستفيض في أهل العلم عن الاعمش وابن محبوب عن الثمالي والسبيعي كلهم
عن سويد بن غفلة وقد ذكره أبوالفرج الاصفهاني في أخبار الحسن أنه قيل لامير
المؤمنين عليه السلام عن خالد بن عرفطة : قد مات ، فقال عليه السلام : إنه لم يمت ولا يموت
حتى يقود جيش ضلالة ، صاحب لوائه حبيب بن جماز ( 3 ) ، فقام رجل من تحت
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) السخل من القوم .
رذيلهم .
( 2 ) هكذا في ( ك ) .
وهو الذي يجمع الخراج .
وفي غيره من النسخ " حابى " .
وفي
المصدر : " حابيا " ولعله من حبا الولد يحبو اى زحف على يديه وبطنه .
( 3 ) في ( خ ) " حماد " في المواضع .
وفي ( ت ) " جماذ " وفي المصدر " جماد " .
( * )
[314]
المنبر فقال : يا أمير المؤمنين والله إني لك شيعة ، وإني لك لمحب ، وأنا حبيب بن
جماز ، قال : إياك أن تحملها ، ولتحملنها فتدخل بها من هذا الباب - وأومأ بيده
إلى باب الفيل - فلما كان من أمر الحسين عليه السلام ما كان توجه عمر بن سعد بن أبي
وقاص إلى قتاله ، وكان خالد بن عرفطة على مقدمته وحبيب بن جماز صاحب رايته
فسار بها حتى دخل المسجد من باب الفيل .
أبوحفص عمر بن محمد الزيات في خبر أن أمير المؤمنين عليه السلام قال للمسيب بن
نجية : يأتيكم راكب الدغيلة يشد حقوها بوضينها ، لم يقض تفثا من حج ولا عمرة
فيقتلوه ، يريد بذلك الحسين عليه السلام ( 1 ) .
بيان : الدغيلة : الدغل والمكر والفساد ، أي يركب مكر القوم ويأتي لما
وعدوه خديعة ، ويحتمل أن يكون تصحيف الرعيلة ، وهي القطيعة من الخيل القليلة
والوضين : بطان منسوج بعضه على بعض ، يشد به الرحل على البعير كالحزام
للسرج .
وشد حقوها به كناية عن الاهتمام بالسير والاستعجال فيه ، وعدم قضاء
التفث إشارة إلى أنه عليه السلام لم يتيسر له الحج بل أحل وخرج يوم التروية كما
سيأتي ، وسيأتي هذا الخبر على وجه ( 2 ) آخر في باب علامات ظهور القائم عليه السلام ، و
فيه " وراكب الذعلبة مختلط جوفها بوضينها ، يخبرهم بخبر يقتلونه ، ثم الغضب عند
ذلك " والذعلبة بالكسر ( 3 ) : الناقة السريعة .
40 - قب : وقال عليه السلام يخاطب أهل الكوفة : كيف أنتم إذا نزل بكم ذرية
نبيكم ( 4 ) فعمدتم إليه فقتلتموه ؟ قالوا : معاذ الله لئن أتانا الله في ذلك لنبلون عذرا
فقال عليه السلام :
هم أوردوه في الغرور وغررا * أرادوا نجاة لا نجاة ولا عذر
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 425 - 427 .
( 2 ) في ( خ ) : عن وجه .
( 3 ) بكسر الذال المعجمة وسكون العين المهملة وكسر اللام .
( 4 ) في المصدر : رسولكم .
( * )
[315]
إسماعيل بن صبيح عن يحيى بن مساور العابد عن إسماعيل بن زياد قال : إن
عليا عليه السلام قال للبراء بن عازب : يا براء يقتل ابني الحسين عليه السلام وأنت حي لا تنصره
فلما قتل الحسين عليه السلام كان البراء يقول : صدق والله أمير المؤمنين عليه السلام وجعل
يتلهف .
مسند الموصلي روى عبدالله بن يحيى عن أبيه أن أمير المؤمنين عليه السلام لما
حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين نادى : اصبر أبا عبدالله بشط الفرات ، فقلت :
وماذا ؟ فذكر مصرع الحسين عليه السلام بالطف .
جويرية بن مسهر العبدي : لما دخل ( 1 ) علي عليه السلام إلى صفين وقف بطفوف
كربلاء ونظر يمينا وشمالا واستعبر ، ثم قال : والله ينزلون ههنا ، فلم يعرفوا
تأويله إلا وقت قتل الحسين عليه السلام .
الشافي في الانساب : قال بعض أصحابه : فطلبت ما اعلم به الموضع فما وجدت
غير عظم جمل قال فرميته في الموضع ، فلما قتل الحسين عليه السلام وجدت العظم في مصارع
أصحابه .
وأخبر عليه السلام بقتل نفسه ، روى الشاذكوني عن حماد ، عن يحيى ، عن ابن
عتيق ، عن ابن سيرين قال : إن كان أحد عرف أجله فعلي بن أبي طالب عليه السلام .
الصادق عليه السلام : إن عليا عليه السلام أمر أن يكتب له من يدخل الكوفة ، فكتب
له اناس ورفعت أسماؤهم في صحيفة ، فقرأها فلما مر على اسم ابن ملجم وضع إصبعه
على اسمه ثم قال : قاتلك الله قاتلك الله ، ولما قيل له ، فإذا ( 2 ) علمت أنه يقتلك فلم
لا تقتله ؟ فيقول : إن الله تعالى لايعذب العبد حتى يقع ( 3 ) منه المعصية ، وتارة
يقول : فمن يقتلني ؟ .
الاصبغ بن نباتة أنه خطب عليه السلام في الشهر الذي قتل فيه فقال : أتاكم شهر
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : رحل .
( 2 ) : إذا .
( 3 ) : تقع .
( * )
[316]
رمضان وهو سيد الشهور وأول السنة ، وفيه تدور رحى الشيطان ، ألا وإنكم حاجو -
العام صفا واحدا ، وآية ذلك أني لست فيكم .
الصفواني في الاحن والمحن قال الاصبغ : سمعت عليا عليه السلام قبل أن يقتل
بجمعة يقول : ألا من كان ههنا من بني عبدالمطلب فليدن مني ، لا تقتلوا غير
قاتلي ألا لا ألفينكم غدا تحيطون الناس بأسيافكم تقولون : قتل أمير المؤمنين .
عثمان بن المغيرة أنه لما دخل شهر رمضان كان عليه السلام يتعشى ليلة عند الحسن
وليلة عند الحسين وليلة عند عبدالله بن عباس - والاصح عند عبدالله بن جعفر -
فكان لا يزيد على ثلاث لقم ، فقيل له في ذلك فقال : يأتيني أمر ربي وأنا خميص
إنما هي ليلة أو ليلتان فاصيب في تلك الليلة .
وكذلك أخبر عليه السلام بقتل جماعة منهم حجر بن عدي ورشيد الهجري و
كميل بن زياد وميثم التمار ومحمد بن أكتم وخالد بن مسعود وحبيب بن المظاهر و
جويرية وعمرو بن الحمق وقنبر ومزرع وغيرهم ، ووصف قاتليهم وكيفية قتلهم على
ما يجئ بيانه إن شاء الله .
عبدالعزيز وصهيب بن أبي العالية ( 1 ) قال : حدثني مزرع بن عبدالله قال :
سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : أم ( 2 ) والله ليقبلن جيش حتى إذا كان بالبيداء
خسف بهم ، فقلت : هذا غيب ، قال : والله ليكونن ما خبرني به أمير المؤمنين
وليؤخذن رجل فليقتلن وليصلبن بين شرفتين من شرف هذا المسجد ، فقلت : هذا
ثاني ، قال : حدثني الثقة المأمون علي بن أبي طالب عليه السلام : قال أبوالعالية : فما
أنت علينا جمعة حتى اخذ مزرع وصلب بين الشرفتين .
المعرفة والتاريخ عن النسوي قال رزين الفافقي ( 3 ) : سمعت علي بن أبي
طالب عليه السلام يقول : يا أهل العراق سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء ، مثلهم كمثل أصحاب
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : وصهيب عن أبى العالية .
( 2 ) : أما .
( 3 ) في المصدر و ( م ) و ( خ ) : الغافقى .
( * )
[317]
الاخدود ، فقتل حجر وأصحابه ( 1 ) .
بيان : عذراء : موضع على بريد من دمشق ، أو قرية بالشام ، ذكره
الفيروز آبادي ( 2 ) .
41 - قب : وذكر عليه السلام من بعده الفتن ، خطب عليه السلام بالكوفة لما رأى عجزهم
فقال : مع أي إمام بعدي تقاتلون ؟ وأي دار بعد داركم تمنعون ؟ أما إنكم ستلقون
بعدي ذلا شاملا وسيفا قاطعا وأثره قبيحة ، يتخذها الظالمون عليكم سنة .
وقال لاهل الكوفة : أما إنه سيظهر عليكم رجل رحب البلعوم مندحق
البطن ( 3 ) ، يأكل ما يجد ويطلب مالا يجيد ، فاقتلوه ولن تقتلوه ، ألا وإنه سيأمركم
بسبي والبراءة مني ، فأما السب فسبوني وأما البراءة مني ( 4 ) فلا تتبرؤوا مني
فإني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الاسلام والهجرة - يعني معاوية - .
وقال عليه السلام لاهل البصرة : إن كنت قد أديت لكم الامانة ونصحت لكم
بالغيب واتهمتموني فكذبتموني فسلط الله عليكم فتى ثقيف ، قالوا : ومافتى ثقيف ؟
قال رجل لا يدع لله حرمة إلا انتهكها - يعني الحجاج - .
وأخبر عليه السلام بخروج الترك والزنج ، رواه الرضي في نهج البلاغة .
وذكر
محمود ( 5 ) في الفائق قوله عليه السلام : إن من ورائكم امورا متماحلة ردحا وبلاء
مبلحا ( 6 ) .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 427 - 429 .
( 2 ) القاموس 2 : 86 .
( 3 ) اى واسع ابطن .
( 4 ) في المصدر : عنى .
( 5 ) يعنى محمود بن عمر الزمخشرى .
( 6 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 429 .
وقال الزمخشرى في الفائق ( 3 : 11 ) : المتماحل :
البعيد الممتد والردح - بضم الاول والثانى - جمع رداح .
وبفتحهما جمع رادحة ، وهى العظام
الثقال التى لا تكاد تبرح .
ومبلحا - من بلح - اذا انقطع من الاعياء وأبلحه السير .
انتهى .
وفيه : بلاءا مكلحا مبلحا .
( * )
[318]
بيان : قال الجزري في النهاية : في حديث علي عليه السلام : " إن من ورائكم
فتنا وبلاء مكلحا مبلحا " أي معييا ( 1 ) .
قال : ومنه حديث علي عليه السلام : " إن من
ورائكم امورا متماحلة ردحا " المتماحلة : المتطاولة ، والردح : الثقيلة العظيمة
واحدها راح يعني الفتن ( 2 ) .
42 - قب : وذكر عليه السلام في خطبته اللؤلوئية : ألا وإني ظاعن عن قريب ، و
منطلق للمغيب ، فاراهبوا الفتن الاموية ، والمملكة الكسروية .
ومنها : فكم من
ملاحم وبلاء متراكم تقتل ( 3 ) مملكة بني العباس بالروح واليأس ، وتبنى لهم مدينة
يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل ، ثم وصفها ثم قال فتوالت فيها ملوك بني شيصبان
أربعة وعشرون ملكا على عدد سني الكديد ، فأولهم السفاح والمقلاص والجموح
والمجروح - وفي رواية المخدوع - ( 4 ) والمظفر والمؤنث والنظار والكبش و
المتهور ( 5 ) والمستظلم والمستصعب - وفي رواية المستضعف - والعلام والمختطف و
الغلام الزوايدي والمترف والكديد ( 6 ) والاكدر - وفي رواية : والاكتب - و
الاكلب والمشرف والوشيم والصلام والعثون - وفي رواية : والركاز - والعينوق ،
ثم الفتنة الحمراء والقلادة ( 7 ) الغبراء ، في عقبها قائم الحق .
وقوله عليه السلام في الخطبة الغراء : ويل لاهل الارض إذا دعي على منابرهم باسم
الملتجي والمستكفي ، ولم يعرف الملتجي في ألقابهم ، ولكن لما بينا ( 8 ) صفتهم
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) النهاية 1 : 92 .
( 2 ) 2 : 75 .
( 3 ) في المصدر : تفتل .
( 4 ) : المجذوع خ ل .
( 5 ) : المطهور خ ل .
( 6 ) : والكدير خ ل .
( 7 ) : والعلادة خ ل .
( 8 ) : تبينا .
( * )
[319]
وجدنا الملقب بالمتقي الذي التجأ إلى بني حمدان ، ثم يذكر الرجل من ربيعة
الذي قال : في أول اسمه سين وميم ، ويعقب برجل في اسمه دال وقاف .
ثم يذكر
صفته وصفة ملكه .
وقوله عليه السلام : وإن منهم الغلام الاصفر الساقين اسمه أحمد .
وقوله عليه السلام : و
ينادي منادي الجرحى على القتلى ، ودفن الرجال ، وغلبة الهند على السند ، وغلبة
القفص على السعير ، وغلبة القبط على أطراف مصر ، وغلبة اندلس على أطراف
إفريقية ، وغلبة الحبشة على اليمن ، وغلبة الترك على خراسان ، وغلبة الروم على
الشام ، وغلبة أهل أرمينية على أرمينية ، وصرخ الصارخ بالعراق : هتك الحجاب
وافتضت العذراء وظهر علم اللعين الدجال ، ثم ذكر خروج القائم عليه السلام ( 1 ) .
بيان : قال الفيروز آبادي : قفصة : بلد بطرف إفريقية ، وموضع بديار
العرب ، والقفص بالضم : جبل بكرمان وقرية بين بغداد وعكبراء ( 2 ) والسعير لعله
اسم موضع لم يذكر في اللغة ، أو هو تصحيف السعد موضع قرب المدينة وجبل
بالحجاز وبلد يعمل فيه الدروع ، وبالضم موضع قرب اليمامة وجبل .
والسغد بالغين
المعجمة موضع معروف بسمرقند .
43 - قب : وذكر في خطبته الاقاليم فوصف ما يجري في كل إقليم ، ثم
وصف ما يجري بعد كل عشر سنين من موت النبي صلى الله عليه وآله إلى تمام ثلاثمائة وعشر
سنين ، من فتح قسطنطينية والصقالبة والاندلس والحبشة والنوبة والترك والكرك
ومل وحسل وتاويل وتاريس والصين وأقاصي مدن الدنيا ( 3 ) .
-بحار الانوار مجلد: 37 من ص 319 سطر 19 الى ص 327 سطر 18
بيان : الكرك بالفتح : قرية بلحف جبل لبنان .
والمل : اسم موضع .
و
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 429 و 430 .
( 2 ) القاموس 2 : 314 .
( 3 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 430 .
( * )
[320]
الحسلات محركة : هضبات بديار الضباب ، ويقال : حسلة وحسيلة .
وتاويل وتاريس
غير معروفين .
44 - قب : وقوله عليه السلام في الخطبة القصية من قوله : العجب كل العجب بين
الجمادى ورجب .
وقوله : وأي عجب أعجب من أموات يضربون هامات الاحياء .
وقوله عليه السلام في خطبة الملاحم المعروفة بالزهراء : وإن من السنين سنون جواذع ،
تجذع فيها ألف غطارفة وهراقلة ، يقتل فيها رجال وتسبى فيها نساء ، ويسلب فيها
قوم أموالهم وأديانهم ، وتخرب وتحرق دورهم وقصورهم ، وتملك عليهم عبيدهم و
أراذلهم وأبناء إمائهم ، يذهب فيها ملك ملوك الظلمة والقضاة الخونة .
ثم قال بعد
كلام : تلك سنون عشر كوامل .
ثم قوله : إن ملك ولد العباس من خراسان يقبل
ومن خراسان يذهب .
وقوله عليه السلام في المعتصم : يدعى له على المنابر ( 1 ) بالميم والعين والصاد ، فذلك
رجل صاحب فتوح ونصر وظفر ، وهو الذي تخفق ( 2 ) راياته بأرض الروم ، وسيفتح
الحصينة من مدنها ، يعلو العقاب الخشن من عقابها بعقب هارون وجعفر ، ويتخذ
المؤتكفة بيتا ودارا ، يبطل العرب وتتخذ العجم الترك أولياء ووزراء .
وقوله عليه السلام : ويبطل حدود ما أنزل الله في كتابه عليه نبيه محمد صلى الله عليه وآله ويقال : رأى
فلان وزعم فلان - يعني أبا حنيفة والشافعي وغيرهما - ويتخذ الآراء والقياس ،
وينبذ الآثار والقرآن وراء الظهور ، فعند ذلك تشرب الخمور وتسمى بغير اسمها
ويضرب عليها بالعرطبة والكوبة والقينات والمعارف ( 3 ) ، وتتخذ آنية الذهب
والفضة .
*
_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : في المنابر .
( 2 ) أى تضطرب .
( 3 ) العرطبة : العود أو الطنبور أو الطبل .
الكوبة : الطبل الصغير والنرد والشطرنج .
والقينات لعله مصحف " القنينات " جمع القنين - كسكين - : الطنبور .
أو " قيثار أو قيتار " وهو
آلة للطرب ذات أو تار .
والمعازف : آلات الطرب كالطنبور والعود والقيثارة .
( * )