[151]

ضربناه بها ، وكان يقول لنا : تشرطوا ( 1 ) فوالله ما اشتراطكم لذهب ولا فضة وما اشتراطكم إلا للموت ، إن قوما من قبلكم من بني إسرائيل تشارطوا بينهم فما مات أحد منهم حتى كان نبي قومه أو نبي قريته أو نبي نفسه ، وإنكم لبمنزلتهم غير أنكم لستم بأنبياء ( 2 ) .
بيان : قال الجزري : شرط السلطان : نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده ، وفي حديث ابن مسعود " وتشرط شرطة للموت لا يرجعون إلا غالبين " الشرطة : أول طائفة من الجيش تشهد الوقعة ( 3 ) وقال الفيروز آبادي : الشرطة بالضم : هم أول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأ للموت ، وطائفة من أعوان الولاة ، سموا بذلك لانهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها ( 4 ) .
17 - كش : محمد بن مسعود العياشي وأبوعمرو بن عبدالعزيز ، قالا : حدثنا محمد بن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي الحسن الغزالي ( 5 ) عن غياث الهمداني ، عن بشر بن عمرو الهمداني قال : مر بنا أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : البثوا في هذه الشرطة ، فوالله لا تلي بعدهم إلا شرطة النار إلا من عمل بمثل أعمالهم ( 6 ) .
18 - كش : روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال لعبدالله بن يحيى الحضرمي يوم الجمل : ابشر ابن يحيى فإنك وأبوك من شرطة الخميس حقا ، لقد أخبرني رسول الله صلى الله عليه واله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس ، والله سماكم شرطة الخميس على لسان نبيه صلى الله عليه واله ، وذكر أن شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل أو خمسة آلاف ( 7 ) .
*

_________________________________________________________
ص 151 ) ( 1 ) في المصدر و ( خ ) : تشرطوا تشرطوا .
( 2 ) معرفة اخبار الرجال : 3 و 4 .
( 3 ) النهاية 2 : 213 .
( 4 ) القاموس 2 : 368 .
( 5 ) في المصدر : العرنى .
( 6 و 7 ) معرفة اخبار الرجال : 4 .
*

[152]

بيان : الخميس : الجيش ، سمي به لانه مقسوم بخمسة أقسام : المقدمة و الساقة والميمنة والميسرة والقلب .
19 - كش : ذكر هشام عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان علي بن أبي طالب عليه السلام عندكم بالعراق يقاتل عدوه ومعه أصحابه ، وما كان فيهم خمسون رجلا يعرفونه حق معرفته وحق معرفة إمامته ( 1 ) .
20 - كش : حمدويه وإبراهيم معا ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد ، عن سلام بن سعيد ، عن عبدالله بن عبدياليل ( عن ) رجل من أهل الطائف قال : أتينا ابن عباس رحمة الله عليهما نعوده في مرضه الذي مات فيه ، قال : فاغمي عليه في البيت ، فاخرج إلى صحن الدار ، قال : فأفاق فقال : إن خليلي رسول الله صلى الله عليه واله قال : إنى سأهجر هجرتين ، وإني سأخرج من هجرتي ، فهاجرت هجرة مع رسول الله صلى الله عليه واله وهجرة مع علي عليه السلام ، وإني سأعمى فعميت ، وإني سأغرق فأصابني حكة ( 2 ) فطر حني أهلي في البحر فغفلوا عني فغرقت ، ثم استخرجوني بعد ، وأمرني أن أبرأ من خمسة : من الناكثين وهم أصحاب الجمل ، ومن القاسطين وهم أصحاب الشام ، ومن الخوارج وهم أهل النهروان ، ومن القدرية وهم الذين ضاهوا النصارى في دينهم فقالوا : لا قدر ، ومن المرجئة الذين ضاهوا اليهود في دينهم فقالوا : الله أعلم .
قال : ثم قال : اللهم إني أحيا على ما حي عليه علي بن أبي طالب عليه السلام وأموت على ما مات عليه علي بن أبي طالب عليه السلام قال : ثم مات ، فغسل وكفن ثم صلي على سريره ، قال : فجاء طائران أبيضان فدخلا في كفنه ، فرأى الناس أنما هو فقهه ، فدفن ( 3 ) .
21 - كش : علي بن زياد الصائع ، عن عبدالعزيز بن محمد ، عن خلف المخزومي عن سفيان بن سعيد ، عن الزهري قال : سمعت الحارث يقول : استعمل علي عليه السلام *

_________________________________________________________
ص 152 ) ( 1 ) معرفة أخبار الرجال : 4 وفيه : حق معرفته امامته .
( 2 ) الحكة - بالكسر - : علة توجب الحكاك كالجرب .
( 3 ) معرفة اخبار الرجال : 38 .
*

[153]

على البصرة عبدالله بن عباس ، فحمل كل مال في بيت المال بالبصرة ، ولحق بمكة وترك عليا ، وكان مبلغه ألفي ألف درهم ، فصعد علي عليه السلام المنبر حين بلغه ذلك فبكى فقال : هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه واله في عمله وقدره يفعل مثل هذا ، فكيف يؤمن من كان دونه ؟ اللهم إني قد مللتهم فأرحني منهم ، واقبضني إليك غير عاجز ولا ملول .
قال الكشي : شيخ ( 1 ) من اليمامة يذكر عن معلى بن هلال عن الشعبي قال : لما احتمل عبدالله بن عباس بيت مال البصرة و ذهب به إلى الحجاز كتب إليه علي بن أبي طالب عليه السلام : من عبدالله علي بن أبي طالب إلى عبدالله بن عباس ، أما بعد فإني قد كنت أشركتك في أمانتي ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق منك لمواساتي ومؤازرتي وأداء الامانة إلي ، فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب والعدو عليه قد حرب وأمانة الناس قد عزت ( 2 ) وهذه الامور قد فشت قلبت لابن عمك ظهر المجن ( 3 ) وفارقته مع المفارقين وخذلته أسوأ خذلان الخاذلين ، فكأنك لم تكن تريدالله بجهادك ، وكأنك لم تكن على بينة من ربك ، وكأنك إنما كنت تكيد امة محمد صلى الله عليه وآله على دنياهم ، وتنوي غر ؟ ؟ ، فلما أمكنتك الشدة في خيانة امة محمد صلى الله عليه وآله أسرعت الوثبة ، وعجلت العدوة فاختطفت ما قدرت عليه اختطاف الذئب الارل دامية المعزى الكسيرة ( 4 ) كأنك - لا أبا لك - إنما جررت إلى أهلك تراثك من أبيك وامك .
سبحان الله أما تؤمن بالمعاد ؟ أو ما تخاف من سوء الحساب ؟ أو ما يكبر عليك أن تشتري الاماء وتنكح *

_________________________________________________________
ص 153 ) ( 1 ) في المصدر : قال شيخ .
( 2 ) عن الشئ : قل فكاد لا يوجد .
وفى النهج : قد خزيت .
( 3 ) المجن : الترس .
وسيأتى توضيح الجملة فيما ينقله عن النهج .
( 4 ) الذئب الازل : السريع الخفيف الوركين وذلك اشد لعدوه واسرع لوثبته .
والدامية : شجة تدمى والمعزى : المعز .
أى اختطفت على بيت المال كاختطاف الذئب السريع على المعزى المجروحة والمكسورة الرجل بحيث لا تقدر على الدفاع والهرب .
*

[154]

النساء بأموال الارامل والمهاجرين الذين أفاء الله عليهم هذه البلاد ؟ اردد إلى القوم أموالهم ، فوالله لئن لم تفعل ثم أمكنني الله منك لاعذرن الله فيك ، والله فوالله لو أن حسنا وحسينا فعلا مثل الذي فعلت لما كان لهما عندي في ذلك هوادة ( 1 ) ولا لواحد منهما عندي فيه رخصة ، حتى آخذ الحق وازيح الجور عن مظلومها والسلام ( 2 ) .
قال : فكتب إليه عبدالله بن عباس : أما بعد فقد أتاني كتابك تعظم علي إصابة المال الذي أخذته من بيت مال البصرة ، ولعمري إن لي في بيت مال الله أكثر مما أخذت والسلام .
قال : فكتب إليه علي بن أبي طالب عليه السلام : أما بعد فالعجب كل العجب من تزيين نفسك أن لك في بيت مال الله أكثر من مال ( 3 ) رجل من المسلمين ! فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل وادعاؤك ما لا يكون ينجيك من الاثم ، ويحل لك ما حرم الله عليك ، عمرك الله إنك لانت العبد المهتدي إذن ، فقد بلغني أنك اتخذت مكة وطنا ، وضربت بها عطنا ، تشتري مولدات مكة والطائف ، تختارهن على عينيك ، وتعطي فيهن مال غيرك ، وإني لاقسم بالله ربي وربك رب العزة ما يسرني أن ما أخذت من أموالهم لي حلال أدعه لعقبي ميراثا ، فلا غرور ( 4 ) أشد باغتباطك تأكله ( 5 ) رويدا رويدا ، فكأن قدن بلغت المدى ( 6 ) وعرضت على ربك المحل الذي يتمنى الرجعة المضيع للتوبة لذلك ( 7 ) ، وما ذلك ولات حين مناص والسلام .
قال : فكتب إليه عبدالله بن عباس : أما بعد فقد أكثرت علي ! فوالله لئن *

_________________________________________________________
ص 154 ) ( 1 ) الهوادة : اللين والرفق .
( 2 ) في ( ك ) : مظلومهما .
( 3 ) في المصدر : أكثر مما اخذت واكثر من مال اه .
( 4 ) " : فلا غرو .
( 5 ) في ( ك ) : بأكله .
( 6 ) المدى : الغاية والمنتهى .
( 7 ) في المصدر : كذلك .
*

[155]

ألقى الله بجميع ما في الارض من ذهبها وعقيانها أحب إلي ( من ) ألقى الله بدم رجل مسلم ( 1 ) .
22 - يل ، فض : روي عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه كان يقول : تفوح روائح الجنة من قبل قرن ، واشوقاه إليك يا اويس القرني ( 2 ) ألا ومن لقيه فليقرأه مني السلام ، فقيل يا رسول الله : ومن اويس القرني فقال صلى الله عليه واله : إن غاب عنكم لم تفتقدوه ، وإن ظهر لكم لم تكترثوا به ، يدخل الجنة في شفاعته مثل ربيعة ومضر ، يؤمن بي ولايراني ، ويقتل بين يدي خليفتي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في صفين .
( 3 ) 23 - يل ، فض : بالاسناد يرفعه إلى سليم بن قيس أنه قال : لقيت سعد بن أبي وقاص فقلت : إني سمعت عليا عليه السلام يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : اتقوا فتنة الاخنس ، اتقوا فتنة سعد ، فإنه يدعو إلى خذلان الحق وأهله ، فقال : سعد : اللهم إني أعوذ بك أن أبغض عليا أو يبغضي ، أو اقاتل عليا أو يقاتلني ، أو اعادي عليا أو يعاديني ، إن عليا كان له خصال لم يكن لاحد من الناس مثلها ، إنه صاحب براءة ، حتى قال رسول الله صلى الله عليه واله : لا يبلغ عني إلا رجل مني ، وقال له يوم تبوك : أنت وصيي أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة ، ويوم أمر بسد الابواب إلى المسجد ولم يبق غير بابه فسأل عمر أن يجعل له روزنة صغيرة قدر عينيه ، فأبى رسول الله قال : ( 4 ) فعند ذلك قال : سددت أبوابنا وتركت باب علي ؟ فقال : ما سددتها لكم أنا ولا فتحت بابه ولكن الله سدها وفتح بابه ويوم آخى رسول الله بين الصحابة كل رجل مع صاحبه وبقي هو فآخاه من نفسه وقال له : أنت أخي وأنا *

_________________________________________________________
ص 155 ) ( 1 ) معرفة اخبار الرجال : 40 - 42 0 وأورد السيد الرضى رحمه الله الرسالة الاولى و قال في اوله " ومن كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله " .
وذكر عبدالحميد بن أبى الحديد في شرح النهج جوابه إلى أميرالمؤمنين عليه السلام والرسالة الثانية وجوابها أيضا مع اختلافات لما في " كش " ، وقال : قد اختلف الناس في المكتوب إليه هذا الكتاب فقال الاكثرون : انه عبدالله ابن عباس وقال آخرون وهم الاقلون : هو عبيدالله بن عباس .
وسيأتى نقله بعيد هذا .
( 2 ) في ( ك ) : يا اويس القرن .
( 3 ) الفضائل : 111 و 112 .
الروضة : 6 .
( 4 ) ليست هذه الكلمة في الروضة .
*

[156]

أخوك في الدنيا والآخرة .
ويوم خيبر حين انهزم أبوبكر وعمر فغضب رسول الله صلى الله عليه واله وقال : ما بال قوم يلقون المشركين ثم يفرون ؟ لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، كرار غير فرار ، يفتح الله على يديه ، فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه واله : علي بعلي ، فجاءه أرمد العين ، فوضع كريمه ( 1 ) في حجره وتفل في عينيه ، وعقد له راية ودعا له ، فما انثنى حتى فتح خيبرا ، وأتاه بصفية بنت حيي بن أخطب ، فأعتقها رسول الله صلى الله عليه واله ثم تزوجها وجعل عتقها صداقها ، وأعظم من ذلك يوم غدير خم أخذ رسول الله صلى الله عليه واله بيده وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب والحر العبد ( 2 ) .
24 - ضه : قال النبي صلى الله عليه واله ذات يوم لاصحابه : ابشروا برجل من امتي يقال له : اويس القرني ، فإنه يشفع بمثل ربيعة ومضر ، ثم قال لعمر : يا عمر إن أدركته فاقرأه مني السلام ، فبلغ عمر مكانه بالكوفة ، فجعل يطلبه في الموسم لعله أن يحج حتى وقع إليه هو وأصحابه وهو من أحسنهم ( 3 ) هيئة وأرثهم حالا ، فلما سأل عنه أنكروا ذلك وقالوا : يا أميرالمؤمنين تسأل عن رجل لا يسأل عنه مثلك ، قال : فلم ، قالوا لانه عندنا مغمور في عقله ! وربما عبث به الصبيان ، قال عمر : ذلك أحب إلي ، ثم وقف عليه فقال : يا اويس إن رسول الله صلى الله عليه وآله أودعني إليك رسالة وهو يقرأ عليك السلام وقد أخبرني أنك تشفع بمثل ربيعة ومضر فخر اويس ساجدا ومكث طويلا ما ترقى له دمعة ( 4 ) ، حتى ظنوا أنه مات ، و نادوه : يا اويس هذا أميرالمؤمنين ، فرفع رأسه ثم قال : يا أميرالمؤمنين أفاعل ذلك قال : نعم يا اويس ، فأدخلني في شفاعتك ، فأخذ الناس في طلبه والتمسح به ، فقال يا أميرالمؤمنين شهرتني وأهلكتني ، وكان يقول : كثيرا ما لقيت من عمر ، ثم قتل *

_________________________________________________________
ص 156 ) ( 1 ) في ( ك ) : كريميه .
والظاهر : كريمته .
والمراد رأسه .
( 2 ) الروضة : 23 و 24 .
ولم نجده في الفضائل المطبوع .
( 3 ) أخشنهم : ظ .
( 4 ) في المصدر : دعوة خ ل .
*

[157]

بصفين في الرجالة مع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
( 1 ) 25 - نبه : حكي أن مالك بن الاشتر ( 2 ) رضي الله عنه كان مجتازا بسوق وعليه قميص خام وعمامة منه ، فرآه بعض السوقة فأزرى ( 3 ) بزيه فرماه ببابه ( 4 ) تهاونا به فمضى ولم يلتفت ، فقيل له : ويلك تعرف لمن رميت ؟ ( 5 ) فقال : لا ، فقيل له : هذا مالك صاحب أميرالمؤمنين عليه السلام ، فارتعد الرجل ومضى ليعتذر إليه ، ( 6 ) وقد دخل مسجدا وهو قائم يصلي ، فلما انفتل انكب الرجل على قدميه يقبلهما ، فقال : ما هذا الامر ؟ فقال : أعتذر إليك مما صنعت ، فقال : لا بأس عليك فوالله ما دخلت المسجد إلا لاستغفرن لك .
( 7 ) 26 - نبه : الاحنف ( 8 ) : شكوت إلى عمي صعصعة وجعا في بطني ، فنهرني ثم قال : يا ابن أخي إذا نزل بك شئ فلا تشكه إلى أحد ، فإن ( 9 ) الناس رجلان : صديق تسوؤه وعدو تسره ، والذي بك لا تشكه إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه ، ولكن إلى من ابتلاك به ، فهو قادر أن يفرج عنك ، يا ابن أخي إحدى عيني هاتين ما أبصر بها سهلا ولا جبلا منذ أربعين سنة وما اطلع على ذلك امرأتي ولا أحد من أهلي ! .
( 10 ) *

_________________________________________________________
ص 157 ) ( 1 ) روضة الواعظين : 248 .
( 2 ) في المصدر : مالكا الاشتر .
( 3 ) أى عابه وفى المصدر " ازدرى " أى تهاون .
( 4 ) كذا في النسخ ، وفى المصدر " ببندقة " والبندق : كل ما يرمى به من رصاص كروى
-بحار الانوار مجلد: 38 من ص 157 سطر 19 الى ص 165 سطر 18 وسواه .
( 5 ) في المصدر : اتدرى بمن رميت .
( 6 ) " ومضى اليه ليعتذر منه .
( 7 ) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1 : 2 .
( 8 ) في المصدر : عن الاحنف .
( 9 ) " : إلى احد مثلك ، فانما اه .
( 10 ) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1 : 57 .
*

[158]

27 - كا : محمد بن أبي عبدالله ومحمد بن الحسن ، عن سهل ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، جميعا عن الحسن بن العباس ( 1 ) عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : بينا أبي جالس عليه السلام وعنده نفر إذا استضحك حتى اقر ورقت عيناه دموعا ، ثم قال : هل تدرون ما أضحكني ؟ قال : فقالوا : لا ، قال : زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا : " ربنا الله ثم استقاموا " فقلت له : هل رأيت الملائكة يا ابن عباس تخبرك بولايتها لك في الدنيا والآخرة مع الامن من الخوف والحزن ؟ قال : فقال : إن الله تبارك وتعالى يقول : " إنما المؤمنون إخوة " ( 2 ) وقد دخل في هذا جميع الامة ، فاستضحكت ثم قلت : صدقت يا ابن عباس أنشدك الله هل في حكم الله جل ذكره اختلاف ؟ قال : فقال : لا ، فقلت : ما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت ، ثم ذهب وأتى رجل آخر فأطار كفه فأتى به إليك وأنت قاض كيف أنت صانع به ؟ قال : أقول لهذا القاطع : أعطه دية كفه وأقول : لهذا المقطوع : صالحه على ماشئت ، وأبعث به إلى ذوي عدل ، قلت : جاء الاختلاف في حكم الله عز ذكره ونقضت القول الاول أبى الله عز ذكره أن يحدث في خلقه شيئا من الحدود ، فليس ( 3 ) تفسيره في الارض ، اقطع قاطع الكف أصلا ثم أعطه دية الاصابغ هكذا حكم الله ليلة *

_________________________________________________________
ص 158 ) ( 1 ) الحسن بن العباس بن الحريش الرازى ضعيف جدا عنونه العلامة في القسم الثانى من الخلاصة والنجاشى في رجاله وقال : " ضعيف جدا ، له كتاب انا انزلناه في ليلة القدر وهو كتاب ردى الحديث مضطرب الالفاظ " وفي جامع الرواة 1 : 205 " قال ابن الغضائرى : هو ابومحمد ضعيف روى عن ابى جعفر الثانى عليه السلام فضل انا انزلناه كتابا مصنفا فاسد الالفاظ تشهد مخائله على انه موضوع ، وهذا الرجل لا يلتفت اليه ولا يكتب حديثه .
" اقول : قد افرد الكلينى رحمه الله لما نقله الرجل في شأن انا انزلناه بابا في كتابه الكافى راجع ج 1 : 242 - 253 لكن امارات الوضع والخطاء تلوح من الاضطرابات الواقعة في طيات رواياته ، ولاجل ذلك لم نتعمق في بيان هذه الرواية وان كان بعض جملاتها آبيا عن البيان والتوضيح لكثرة اضطرابها .
( 2 ) سورة الحجرات : 10 .
( 3 ) في المصدر : وليس .
*

[159]

ينزل فيها أمره ، إن جحدتها بعد ماسمعت من رسول الله صلى الله عليه واله فأدخلك الله النار كما أعمى بصرك يوم جحدتها علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : فلذلك عمي بصري ، قال : وما علمك بذلك فوالله إن عمي بصري إلا من صفقة جناح الملك ، قال : فاستضحكت ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله ، ثم لقيته فقلت : يا ابن عباس ما تكلمت بصدق مثل أمس ، قال لك علي بن أبي طالب عليه السلام : إن ليلة القدر في كل سنة ، وإنه ينزل في تلك الليلة أمر تلك السنة ، وإن لذلك الامر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه واله فقلت : من هم ؟ .
فقال : أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون ، فقلت : لا أراها كانت إلا مع رسول الله فتبدا لك الملك الذي يحدثه ؟ فقال : كذبت يا عبدالله ، رأت عيناي الذي حدثك به علي ولم تره عيناه ولكن وعا قلبه ووقر في سمعه ثم صفقك بجناحيه فعميت ! قال : فقال ابن عباس : ما اختلفنا في شئ فحكمه إلى الله ، فقلت له : فهل حكم الله في حكم من حكمه بأمرين ؟ قال : لا ، فقلت : هيهنا هلكت وأهلكت .
( 1 ) 28 - كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كبر رسول الله صلى الله عليه واله على حمزة سبعين تكبيرة ، وكبر علي عليه السلام عندكم على سهل بن حنيف خمسا ( 2 ) وعشرين تكبيرة ، قال : كبر خمسا خمسا ، كلما أدركه الناس قالوا : يا أميرالمؤمنين لم ندرك الصلاة على سهل فيضعه فيكبر عليه خمسا حتى انتهى إلى قبره خمس مرات ( 3 ) .
29 - كا : علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد رفعه قال : جاء أميرالمؤمنين عليه السلام إلى الاشعث بن قيس يعزيه بأخ له يقال له عبدالرحمن ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام إن جزعت فحق الرحم أتيت ، وإن صبرت فحق الله أديت ، على أنك إن صبرت جرى *

_________________________________________________________
ص 159 ) ( 1 ) اصول الكافى ( الجزء الاول من الطبعة الحديثة ) : 247 و 248 .
( 2 ) في المصدر : خمسة .
( 3 ) فروع الكافى ( الجزء الثالث من الطبعة الحديثة ) : 186 *

[160]

عليك القضاء وأنت ممدوح ، ( 1 ) وإن جزعت جرى عليك القضاء وأنت مذموم ، فقال له الاشعث : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام .
أتدري ما تأويلها ؟ فقال له الاشعث : أنت غاية العلم ومنتهاه ، فقال : أما قولك : " إنا لله " فإقرار منك بالملك ، وأما قولك : " وإنا إليه راجعون " فإقرار منك بالهلاك ( 2 ) .
30 - كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن حديد ، عن مرازم بن حكيم ، عمن رفعه إليه قال : إن حارث ( 3 ) الاعور أتى أميرالمؤمنين عليه السلام فقال : يا أميرالمؤمنين احب أن تكرمني بأن تأكل عندي ، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : علي أن لا تتكلف لي شيئا ، ودخل فأتاه الحارث بكسرة ، فجعل أميرالمؤمنين عليه السلام يأكل فقال له الحارث : إن معي دراهم - وأظهرها وإذا هي في كمه - فإن أذنت لي اشتريت لك ( 4 ) فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : هذه مما في بيتك ( 5 ) .
31 - كا : أحمد بن محمد العاصمي ، عن محمد بن أحمد النهدي ، عن محمد بن علي عن شريف بن سابق ، عن الفضل بن أبي قرة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أتت الموالي أميرالمؤمنين عليه السلام فقالوا : نشكوا إليك هؤلاء العرب ، إن رسول الله صلى الله عليه واله كان يعطينا معهم العطايا بالسوية ، وزوج سلمان وبلال وصهيب ( 6 ) وأبوا علينا هؤلاء وقالوا : لا نفعل ، فذهب إليهم أميرالمؤمنين عليه السلام فكلمهم فيهم ، فصاح الاعاريب : أبينا ذلك يا أباالحسن أبينا ذلك فخرج وهو مغضب يجر رداءه وهو يقول : يا معشر الموالي إن هؤلاء قد صيروكم بمنزلة اليهود والنصارى ، يتزوجون إليكم ولا يزوجونكم ولا يعطونكم مثل مايأخذون ، فاتجروا بارك الله لكم ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله *

_________________________________________________________
ص 160 ) ( 1 ) في المصدر و ( خ ) : محمود .
( 2 ) فروع الكافى ( الجزء الثالث من الطبعة الحديثة ) 261 .
( 3 ) في المصدر : ان حارثا الاعور .
( 4 ) في المصدر : اشتريت لك شيئا غيرها .
( 5 ) فروع الكافى ( الجزء السادس من الطبعة الحديثة ) : 276 .
( 6 ) في المصدر : وزوج سلمان وبلالا وصهيبا .
*