[191]
للامامة ، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي ، يا علي أنت وصيي وأبوولدي ،
وزوج ابنتي وخليفتي على امتي في حياتي وبعد موتي ، أمرك أمري ونهيك نهيي
اقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خيرالبرية إنك لحجة الله على خلقه ، وأمينه
على سره ، وخليفته على عباده ( 1 ) .
2 - ن : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين ، عن
صالح بن عقبة ، عن أبي جعفر عليه السلام ( 2 ) قال : جاء رجل من اليهود إلى أميرالمؤمنين
عليه السلام فسأله عن أشياء إلى أن قال : كم يعيش وصي نبيكم بعده ؟ قال : ثلاثين سنة
قال : ثم مه يموت أو يقتل ؟ قال : يقتل يضرب ( 3 ) على قرنه فتخضب لحيته ، قال :
صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه السلام ، الخبر ( 4 ) .
3 - ما : بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : خطب الناس
أميرالمؤمنين عليه السلام بالكوفة فقال : معاشر الناس إن الحق قد غلبه الباطل ، وليغلبن
الباطل عما قليل ، أين أشقاكم - أو قال : شقيكم ، شك أبي - هذا ، فوالله ليضربن
هذه فليخضبنها من هذه - وأشار بيده إلى هامته ولحيته - ( 5 ) .
4 - ما : أبوعمر ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن عبدالرحمن ، عن
أبيه ، عن أبي إسحاق ( 6 ) عن هبيرة بن مريم قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام
يقول - ومسح لحيته - : ما يحبس أشقاها أن يخضبها عن أعلاها بدم ؟ ( 7 )
5 - ل : في خبراليهودي الذي سأل أميرالمؤمنين عليه السلام عما فيه من خصال
الاوصياء : قال عليه السلام : قد وفيت سبعا وسبعا يا أخا اليهود وبقيت الاخرى واوشك
*
_________________________________________________________
ص 191 ) ( 1 ) عيون الاخبار : 163 - 165 .
امالى الصدوق : 57 و 58 .
( 2 ) في المصدر : عن جعفر بن محمد .
( 3 ) " : ويضرب .
( 4 ) عيون الاخبار : 31 و 32 .
( 5 ) امالى الشيخ : 232 .
( 6 ) في المصدر : ابن اسحاق .
( 7 ) امالى الشيخ : 167 .
*
[192]
بها ، فكأن قد ، فبكى أصحاب علي عليه السلام وبكى رأس اليهود وقالوا : يا أميرالمؤمنين
أخبرنا بالاخرى ، فقال : الاخرى أن تخضب هذه - وأومأ بيده إلى لحيته - من
هذه - وأومأ بيده إلى هامته - قال : وارتفعت أصوات الناس في المسجد الجامع بالضجة
والبكاء ، حتى لم يبق بالكوفة دار إلا خرج أهلها فزعا ، وأسلم رأس اليهود على
يدي علي عليه السلام من ساعته ، ولم يزل مقيما حتى قتل أميرالمؤمنين عليه السلام واخذ
ابن ملجم لعنه الله ، فأقبل رأس اليهود حتى وقف على الحسن عليه السلام والناس حوله
وابن ملجم لعنه الله بين يديه ، فقال له : يا أبا محمد اقتله قتله الله ، فإني رأيت في
الكتب التي انزلت على موسى عليه السلام أن هذا أعظم عندالله عزوجل جرما من ابن
آدم قاتل أخيه ، ومن الغدار عاقر ناقة ثمود ( 1 ) .
6 - شا : علي بن المنذر الطريقي ، عن أبي الفضل العبدي ، عن مطر ( 2 )
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال جمع أميرالمؤمنين عليه السلام الناس للبيعة ، فجاء عبد -
الرحمن بن الملجم المرادي لعنه الله ، فرده مرتين أو ثلاثا ، ثم بايعه ، فقال عند بيعته
له : ما يحبس أشقاها فوالذي نفسي بيده لتخضبن هذه من هذه .
ووضع يده على
لحيته ورأسه - فلما أدبر ابن ملجم منصرفا عنه قال عليه السلام : متمثلا .
اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيك * ولا تجزع من الموت إذا حل بواديك
كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيك ( 3 )
7 - شا : ابن محبوب ، عن الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي ، عن ابن نباتة قال :
أتى ابن ملجم أميرالمؤمنين عليه السلام فبايعه فيمن بايع ، ثم أدبر عنه فدعاه أميرالمؤمنين
عليه السلام فتوثق منه وتوكد عليه أن لا يغدر ولا ينكث ، ففعل ، ثم أدبر عنه فدعاه الثانية
فتوثق منه وتوكد عليه ألا يغدر ولا ينكث ، ففعل ، ثم أدبر عنه فدعاه أميرالمؤمنين
الثالثة فتوثق منه وتوكد عليه أن لا يغدر ولا ينكث ، فقال ابن ملجم لعنه الله : والله
*
_________________________________________________________
ص 192 ) ( 1 ) الخصال 2 : 24 و 25 .
( 2 ) في المصدر : عن فطر .
( 3 ) الارشاد : 6 .
*
[193]
يا أميرالمؤمنين ما رأيتك فعلت هذا بأحد غيري ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام :
اريد حباءه ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مراد ( 1 )
امض يا ابن ملجم فوالله ما أرى أن تفي بما قلت ( 2 ) .
8 - شا : روى أبوزيد الاحول عن الاجلح عن أشياخ كندة قال : سمعتهم
أكثر من عشرين مرة يقولون : سمعنا عليا عليه السلام على المنبر يقول : ما يمنع أشقاها
أن يخضبها من فوقها بدم ؟ ويضع يده على لحيته ( 3 ) .
9 - شا : روى علي بن الحزور عن ابن نباتة قال : خطبنا أميرالمؤمنين عليه السلام
في الشهر الذي قتل فيه فقال : أتاكم شهر رمضان وهو سيد الشهور وأول السنة ، و
فيه تدو رحى السلطان ( 4 ) ، ألا وإنكم حاجوا العام صفا واحدا ، وآية ذلك أني
لست فيكم ، قال : فهو ينعى نفسه ونحن لا ندري ( 5 ) .
10 - كشف : ومن مناقب الخوارزمي يرفعه إلى أبي سنان الدؤلي أنه عاد
عليا في شكوى اشتكاها قال : فقلت له : تخوفنا عليك يا أميرالمؤمنين في شكواك
هذه ، فقال : لكني والله ما تخوفت على نفسي ، لاني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله الصادق
المصدق يقول : إنك ستضرب ضربة ههنا - وأشار إلى صدغيه - فيسيل دمها حتى
يخضب لحيتك ، ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود .
وبإسناده عن جابر قال : إني لشاهد لعلي وقد أتاه المرادي يستحمله فحمله
ثم قال " شعر " :
عذيري من خليلي من مراد * اريد حباءه ويريد قتلي
*
_________________________________________________________
ص 193 ) ( 1 ) قال الزمخشرى في اساس البلاغة ص 295 بعد نقل البيت ونسبته إلى عمروبن معدى
كرب : معناه هلم من يعذرك منه إن اوقعت به يعنى أنه اهل للايقاع به فان أوقعت به كنت معذورا .
( 2 ) الارشاد : 6 .
( 3 و 5 ) الارشاد : 7 .
( 4 ) في المصدر : الشيطان خ ل .
*
[194]
كذا أورده فخر خوارزم ، والذي نعرفه " اريد حباءه ويريد قتلي * عذيري "
البيت .
ثم قال : هذا والله قاتلي ، قالوا : يا أميرالمؤمنين أفلا تقتله ؟ قال : لا ، فمن
يقتلني إذا ؟ ثم قال : " شعر " : اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيك * * * ولاتجزع من الموت إذا حل بناديك ( 1 )
بيان : قال الجزري : في حديث علي عليه السلام أنه قال وهو ينظر إلى ابن ملجم :
" عذيرك من خليلك من مراد " يقال : عذيرك من فلان بالنصب أي هات من يعذرك
فيه ، فعيل بمعنى فاعل ( 2 ) .
وقال : في حديث علي عليه السلام " اشدد حيازيمك للموت
فإن الموت لاقيك " الحيازيم جمع الحيزوم وهو الصدر ، وقيل : وسطه ، وهذا الكلام
كناية عن التشمر للامر والاستعداد له ( 3 )
11 - كنز : أبوطاهر المقلد بن غالب عن رجاله بإسناده المتصل إلى علي بن
أبي طالب عليه السلام : وهو ساجد يبكي حتى علا نحيبه وارتفع صوته بالبكاء ، فقلنا : يا
أميرالمؤمنين لقد أمرضنا بكاؤك وأمضنا وشجانا ( 4 ) .
وما رأيناك قد فعلت مثل هذا
الفعل قط ، فقال كنت ساجدا أدعو ربي بدعاء الخيرات في سجدتي ، فغلبني عيني
فرأيت رؤيا هالتني وفظعتني ، رأيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قائما وهو يقول : يا أباالحسن
طالت غيبتك ، فقد اشتقت إلى رؤياك ، وقد أنجز لي ربي ما وعدني فيك ، فقلت :
يا رسول الله وما الذي أنجز لك في ؟ قال أنجز لي فيك وفي زوجتك وابنيك وذريتك
في الدرجات العلى في عليين ، قلت بأبي أنت وامي يا رسول الله فشيعتنا ، قال :
*
_________________________________________________________
ص 194 ) ( 1 ) كشف الغمة : 128 - 130 .
( 2 ) النهاية 3 : 76 .
( 3 ) " 1 : 274 .
وفيه : التشمير .
( 4 ) أمضه الامر : أحرقه وشق عليه .
شجا الرجل : أحرقه .
*
[195]
شيعتنا معنا ، وقصورهم بحذاء قصورنا ، ومنازلهم مقابل منازلنا ، قلت : يا رسول
الله صلى الله عليه واله فما لشيعتنا في الدنيا ؟ قال : الامن والعافية ، قلت : فما لهم عند الموت ؟
قال : يحكم الرجل في نفسه ويؤمر ملك الموت بطاعته ، قلت : فما لذلك حد يعرف ؟
قال : بلى إن أشد شيعتنا لنا حبا يكون خروج نفسه كشراب أحدكم في يوم الصيف
الماء البارد الذي ينتقع ( 1 ) به القلوب ، وإن سائرهم ليموت كما يغبط أحدكم على
فراشه كأقر ما كانت عينه بموته ( 2 ) .
12 - قب : روي أنه جرح عمرو بن عبدود رأس علي عليه السلام يوم الخندق
فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه واله فشده ونفث فيه فبرأ ، وقال : أين أكون إذا خضبت هذه
من هذه ؟ .
( 3 )
13 - د : في كتاب تذكرة الخواص ليوسف الجوزي قال أحمد في الفضائل :
قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : يا علي أتدري من أشقى الاولين والآخرين ؟ قلت : الله
ورسوله أعلم ، قال : من يخضب هذه من هذه - يعني لحيته من هامته - .
قال الزهري : كان أميرالمؤمنين عليه السلام يستبطئ القاتل فيقول : متى يبعث
أشقاها ؟ وقال : قدم وفد من الخوارج من أهل البصرة فيهم رجل يقال له الجعد
بن نعجة ، فقال له : يا علي اتق الله فإنك ميت ، فقال له : بل أنا مقتول بضربة على
هذا فتخضب هذه - يعني لحيته من رأسه - عهد معهود وقضاء مقضي وقد خاب من
افترى .
وعن فضالة بن أبي فضالة الانصاري - وكان أبوفضالة من أهل بدر قتل
بصفين مع أميرالمؤمنين عليه السلام - قال فضالة : خرجت مع أبي فضالة عائدا
أميرالمؤمنين عليه السلام من مرض أصابه بالكوفة ، فقال له أبي : ما يقيمك هيهنا
بين أعراب جهينة ؟ تحمل إلى المدينة .
فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا
*
_________________________________________________________
ص 195 ) ( 1 ) ينتفع خ ل .
( 2 ) مخطوط .
وفى ( ك ) : كما قرت عينه ما كانت عنه بموته .
لكنه مصحف .
( 3 ) لم نظفر به في المصدر .
*
[196]
عليك ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه واله عهد إلي أن لا أموت حتى تخضب هذه من هذه
أي لحيته من هامته .
وذكر ابن سعد في الطبقات أن أميرالمؤمنين عليه السلام لما جاء ابن ملجم وطلب
منه البيعة طلب منه فرسا أشقر ، فحمله عليه فركبه ، فأنشد أميرالمؤمنين : " اريد
حباءه " البيت .
وعن محمد بن عبيدة قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : ما يحبس أشقاكم أن يجئ
فيقتلني ، اللهم إني قد سئمتهم وسئموني ، فأرحهم مني وأرحني منهم ، قالوا : يا
أميرالمؤمنين أخبرنا بالذي يخضب هذه من هذه نبيد عشيرته ، فقال : إذا والله تقتلون
بي غيرقاتلي ( 1 ) .
14 - ير : أبومحمد ، عن عمران بن موسى ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن محمد بن
عبدالوهاب ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن بعض أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام
قال : دخل عبدالرحمن بن ملجم لعنه الله على أميرالمؤمنين عليه السلام في وفد مصر الذي
أوفدهم محمد بن أبي بكر ، ومعه كتاب الوفد قال : فلما مر باسم عبدالرحمن بن ملجم
لعنه الله قال : أنت عبدالرحمن ؟ لعن الله عبدالرحمن ، قال : نعم يا أميرالمؤمنين ، أما
والله يا أميرالمؤمنين إني لاحبك ، قال : كذبت والله ما تحبني - ثلاثا - قال :
يا أميرالمؤمنين أحلف ثلاثة أيمان أني احبك ، وتحلف ثلاثة أيمان أني لا احبك ؟ قال : ويلك - أو ويحك - إن الله خلق الارواح قبل الاجساد ( 2 ) بألفي عام فأسكنها
الهواء ، فما تعارف منها هنالك ائتلف في الدنيا ، وما تناكر منها هنا اختلف في الدنيا ،
وإن روحي لا تعرف روحك ، قال : فلما ولى قال : إذا سركم أن تنظروا إلى
قاتلي فانظروا إلى هذا ، قال بعض القوم : أولا تقتله ؟ - أو لا نقتله - فقال : ما
أعجب من هذا ، تأمروني أن أقتل قاتلي لعنه الله .
( 3 )
*
_________________________________________________________
ص 196 ) ( 1 ) تذكرة الخواص : 100 و 101 .
( 2 ) في المصدر : قبل الابدان .
( 3 ) بصائر الدرجات : 24 .
*
[197]
بيان : أقتل قاتلي أى من لم يقتلني وسيقتلني ، والحاصلل أن القصاص
لا يجوز قبل الفعل ، أو المعنى أنه إذا كان في علم الله أنه قاتلي فكيف أقدر على قتله ؟
وإن كان من أسباب عدم القدرة عدم مشروعية القصاص قبل الفعل وعدم صدور ما
يخالف الشرع عنه عليه السلام ويرد عليه إشكالات ليس المقام موضع حلها .
15 - ير : أحمد بن الحسن ، عن ابن أسباط يرفعه إلى أميرالمؤمنين عليه السلام
قال : دخل أميرالمؤمنين عليه السلام الحمام فسمع صوت الحسن والحسين عليهما السلام قد علا ،
فقال لهما : مالكما فدا كما أبي وامي ؟ فقالا : اتبعك هذا الفاجر فظننا أنه يريد
أن يضرك ، قال : دعاه والله ما اطلق إلا له ( 1 ) .
16 - حة : رأيت في كتاب عن حسن بن الحسين بن طحال المقدادي قال :
روى الخلف عن السلف عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه واله قال لعلي عليه السلام : يا علي
إن الله عزوجل عرض مودتنا أهل البيت على السماوات والارض ، فأول من أجاب
منها السماء السابعة ، فزينها بالعرش والكرسي ، ثم السماء الرابعة فزينها بالبيت
المعمور ، ثم السماء الدنيا فزينها بالنجوم ، ثم أرض الحجاز فشرفها بالبيت الحرام
ثم أرض الشام فزينها ( 2 ) ببيت المقدس ، ثم أرض طيبة فشرفها بقبري ، ثم أرض
كوفان فشرفها بقبرك يا علي ، فقال له : يا رسول الله اقبر بكوفان العراق ؟ فقال :
نعم يا علي ، تقبر بظاهرها قتلا بين الغريين والذكوات البيض ، يقتلك شقي
هذه الامة عبدالرحمن بن ملجم ، فوالذي بعثني بالحق نبيا ما عاقر ناقة صالح
عندالله بأعظم عقابا منه ، يا علي ينصرك من العراق مائة ألف سيف ( 3 ) .
17 - يج : من معجزاته عليه السلام ما روي عن حنان بن سدير عن رجل من مزينة
قال : كنت جالسا عند علي عليه السلام فأقبل إليه قوم من مراد ومعهم ابن ملجم ، قالوا :
*
_________________________________________________________
ص 197 ) ( 1 ) بصائر الدرجات : 140 .
( 2 ) فشرفها خ ل .
( 3 ) فرحة الغرى : 18 و 19 .
*
[198]
يا أميرالمؤمنين طرا علينا ولا والله ما جاءنا زائرا ولا منتجعا ( 1 ) وإنا لنخافه عليك
فاشدد يدك به ( 2 ) فقال له علي عليه السلام : اجلس ، فنظر في وجهه طويلا ثم قال : أرأيتك
إن سألتك عن شئ وعندك منه علم هل أنت مخبري عنه ؟ قال : نعم ، وحلفه عليه
فقال : أكنت تراضع الغلمان وتقوم عليهم فكنت إذا جئت فرأوك من بعيد قالوا :
قد جاءنا ابن راعية الكلاب ؟ قال : اللهم نعم ، فقال له : مررت برجل وقد أيفعت
فنظر إليك وأحد النظر فقال : أشقى من عاقر ناقة ثمود ؟ قال : نعم ، قال : قد
أخبرتك امك أنها حملت بك في بعض حيضها ، فتعتع هنيئة ثم قال : نعم قد حدثتني
بذلك ، ولو كنت كاتما شيئا لكتمتك هذه المنزلة ، فقال له علي عليه السلام : قم ، فقام
ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : إن قاتلك شبه اليهودي بل هو يهودي .
ومنها ما تواترت به الروايات من نعيه نفسه قبل موته وأنه يخرج من الدنيا
شهيدا من قوله : والله ليخضبنها من فوقها - يومئ إلى شيبته - ما يحبس أشقاها أن
يخضبها بدم ؟ وقوله : أتاكم شهر رمضان وفيه تدور رحى السلطان ، ألا وإنكم
حاجو العام صفا واحدا ، وآية ذلك أني لست فيكم ، وكان يفطر في هذه الشهر
ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبدالله بن جعفر زوج زينب بنته
لاجلها ، لا يزيد على ثلاث لقم ، فقيل له في ذلك فقال : يأتيني أمرالله وأنا خميص
إنما هي ليلة أو ليلتان ، فاصيب من الليل ولد توجه إلى المسجد في ليلة ضربه
الشفي في آخرها ، فصاح الاوز في وجهه وطردهن الناس ، فقال : دعوهن
فإنهن نوائح ( 3 ) .
-بحار الانوار مجلد: 38 من ص 198 سطر 19 الى ص 206 سطر 18
بيان : تراضع الغلمان لعله من قولهم : فلان يرضع الناس أي يسألهم و ، وفي
بعض النسخ " تواضع " بالواو من المواضعة بمعنى الموافقة في الامر .
ويقال :
*
_________________________________________________________
ص 198 ) ( 1 ) انتجع فلانا : أتاه طالبا معروفه .
( 2 ) أى خذ البيعة منه .
( 3 ) لم نجد الروايتين في المصدر المطبوع .
*
[199]
تعتع في الكلام أي تردد من حصر أوعي ، قوله : " وفيه تدور رحى السلطان " لعل
المراد انقضاء الدوران كناية عن ذهاب ملكه عليه السلام ، أو هو كناية عن تغير الدولة
وانقلاب أحوال الزمان ، ولا يبعد أن يكون في الاصل " الشيطان " مكان السلطان
وخمص البطن خلا .
وفي الديوان المنسوب إليه عليه السلام مخاطبا لابن ملجم لعنه الله :
ألا أيها المغرور في القول والوعد * ومن حال عن رشد المسالك والقصد ) ( 1 ) .
أقول : قد أثبتنا بعض الاخبار في كتاب الفتن في باب إخبار النبي صلى الله عليه واله
بمظلوميتهم عليهم السلام .
1 - قب : قبض صلوات الله عليه قتيلا في المسجد الكوفة وقت التنوير ليلة
الجمعة ، لتسع عشرة ليلة مضين من شهر رمضان ، على يدي عبدالرحمن بن ملجم
المرادي لعنه الله ، وقد عاونه وردان بن مجالد من تيم الرباب ، وشبيب بن بجرة
والاشعث بن قيس ، وقطام بنت الاخضر ، فضربه سيفا على رأسه مسموما ، فبقي
يومين إلى نحو الثلث من الليل ، وله يومئذ خمس وستون سنة في قول الصادق عليه السلام
وقالت العامة : ثلاث وستون سنة ، عاش مع النبي صلى الله عليه واله بمكة ثلاث عشرة سنة و
بالمدينة عشر سنين ، وقد كان هاجر وهو ابن أربع وعشرين سنة ، وضرب بالسيف
بين يدي النبي صلى الله عليه واله وهو ابن ستة عشرة سنة ، وقتل الابطال وهو ابن تسع عشرة
سنة ، وقلع باب خيبر وله ثمان وعشرون سنة ، وكانت مدة إمامته ثلاثون سنة
*
_________________________________________________________
ص 199 ) ( 1 ) الديوان : 38 .
ولا يوجد هذه الفقرة في غير ( ك ) من النسخ .
*
[200]
منها أيام أبي بكر سنتان وأربعة أشهر ، وأيام عمر تسعين وأشهر وأيام - وعن
الفرياني : عشر سنين وثمانية أشهر - وأيام عثمان اثنتا عشرة سنة ، ثم آتاه الله الحق
خمس سنين وأشهرا ، وكان عليه السلام أمر بأن يخفى قبره لما عرف من بني امية وعداوتهم
فيه ، إلى أن أظهره الصادق عليه السلام ، ثم إن محمد بن زيد الحسني أمر بعمارة الحائر
بكربلاء والبناء عليهما ، وبعد ذلك زيد فيه ، وبلغ عضد الدولة الغاية في تعظيمهما
والاوقاف عليهما ( 1 ) .
2 - د : في كتاب الذخيرة : جرح أميرالمؤمنين عليه السلام لتسع عشرة ليلة مضت
من شهر رمضان سنة أربعين ، وتوفي في ليلة الثاني والعشرين منه .
وفي كتاب
عتيق : ليلة الاحد لسبع بقين من شهر رمضان سنة أربعين .
في مواليد الائمة : ليلة
الاحد لتسع بقين من شهر رمضان .
في كتاب أسماء حجج الله : قبض في أحدى و
عشرين ليلة من رمضان في عام الاربعين .
وفي تاريخ المفيد : في ليلة إحدى وعشرين
من رمضان سنة أربعين من الهجرة وفاة أميرالمؤمنين عليه السلام وقيل : يوم الاثنين لتسع
عشر من رمضان سنة إحدى وأربعين .
دفن بالغري ، وعمره ثلاث وستون سنة ،
كان مقامه مع رسول الله صلى الله عليه واله بعد البعثة ثلاث عشرة سنة بمكة قبل الهجرة ، مشاركا
له في محنه كلها ، محتملا عنه أثقاله ، وعشر سنين بعد الهجرة بالمدينة ، يكافح ( 2 )
عنه المشركين ويجاهد دونه الكافرين ، ويقيه بنفسه ، فمضى صلى الله عليه واله ولاميرالمؤمنين
ثلاث وثلاثون سنة ، وكانت إمامته عليه السلام ثلاثون سنة ، منها أربع وعشرون سنة ممنوع
من التصرف للتقية والمداراة ، ومنها خمس سنين وأشهر ممتحنا بجهاد المنافقين ،
وقيل : مدة ولايته أربع سنين وتسعة أشهر ، وقيل : عمره أربع وستون سنة و
أربعة شهور وعشرون يوما ، وقيل : قتل عليه السلام في شهر رمضان لتسع مضين منه ، و
قيل : لتسع بقين منه ليلة الاحد سنة أربعين من الهجرة ( 3 ) .
*
_________________________________________________________
ص 200 ) ( 1 ) مناقب آل ابى طالب 2 : 78 .
( 2 ) أى يدافع .
( 3 ) مخطوط .