[311]

البرسي في المشارق من كتاب الواحدة أن الحسن عليه السلام لما قام بالامر بعد أميرالمؤمنين عليه السلام اجتمع إليه أكابر أهل الكوفة ، وطلبوا منه أن يريهم من العجائب مثل ما كان يريهم أميرالمؤمنين عليه السلام فجاء بهم إلى الدار ، ثم أدخلهم وكشف الستر وقال : انظروا ، فنظروا فإذا أميرالمؤمنين عليه السلام جالسا هناك ، فقال القوم بأحمعهم : أشهد ( 1 ) أنك خليفة الله وهذه والله أسرار أميرالمؤمنين عليه السلام التي كنا نراها منه ( 2 ) .

باب 129 : ما ظهر عند الضريح المقدس من المعجزات والكرامات  

1 - فرحة الغرى : أخبرني عمي السعيد علي بن موسى بن طاوس والفقيه نجم الدين أبوالقاسم بن سعيد والفقيه المقتدى بقية المشيخة نجيب الدين يحيى بن سعيد أدام الله بركاتهم ، كلهم عن الفقيه محمد بن عبدالله بن زهرة الحسيني ، عن محمد بن الحسن العلوي الحسيني الساكن بمشهد الكاظم عليه السلام ، عن القطب الراوندي عن محمد بن علي بن المحسن الحلبي ، عن الطوسي - ونقلته من خطه حرفا حرفا - عن المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، عن محمد بن أحمد بن داود ، عن أبي الحسين محمد بن تمام الكوفي ، قال : حدثنا أبوالحسن علي بن الحسن بن الحجاج من حفظه ، قال : كنا جلوسا في مجلس ابن عمي أبي عبدالله محمد بن عمران بن الحجاج وفيه جماعة من أهل الكوفة من المشائخ ، وفيمن حضر العباس بن أحمد العباسي ، وكانوا قد حضروا عند ابن عمي يهنؤنه بالسلامة ، لانه حضر وقت سقوط سقيفة سيدي أبي عبدالله *

_________________________________________________________
ص 311 ) ( 1 ) كذا في النسخ وفي المصدر : نشهد .
( 2 ) مشارق الانوار : 110 و 111 .
*

[312]

الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام في ذي الحجة من سنة ثلاث وسبعين ومائتين ، فبيناهم قعود يتحدثون إذ حضر المجلس إسماعيل بن عيسى العباسي ، فلما نظرت الجماعة إليه أحجمت ( 1 ) عما كانت فيه ، وأطال الاسماعيل الجلوس ، فلما نظر إليهم قال لهم : يا أصحابنا أعز كم الله لعلي قطعت حديثكم بمجيئي ، قال أبوالحسن علي بن يحيى السليماني - وكان شيخ الجماعة ومقدما فيهم - : لا والله يا با عبدالله أعزك الله ما أمسكنا بحال من الاحوال ، فقال لهم : يا أصحابنا اعلموا أن الله عز وجل مسائلي عما أقول لكم وما أعتقده المذهب ( 2 ) ، حتى حلف بعتق جواريه و مماليكه وحبس دوابه أنه لا يعتقد إلات ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام والسادة من الائمة عليهم السلام وعدهم واحدا واحدا .
وساق الحديث ، فأبسط ( 3 ) إليه أصحابنا و سألهم وسألوه ، ثم قال لهم : رجعنا يوم جمعة من الصلاة من المسجد الجامع مع عمي داود ، فلما كان قبل منازلنا ( 4 ) وقبل منزله وقد خلا الطريق قال لنا : أينما كنتم قبل أن تغرب الشمس فصيروا إلي ، ولا يكون ( 5 ) أحد منكم على حال فيتخلف ، لانه ( 6 ) كان جمرة بني هاشم ، فصرنا إليه آخر النهار وهو جالس ينتظرنا ، فقال : صيحوا بفلان وفلان من الفعلة ، فجاءه رجلان معهما آلتهما ، والتفت إلينا فقال : اجتمعوا كلكم فاركبوا في وقتكم هذا ، وخذوا معكم الجمل - غلاما ( 7 ) كان له *

_________________________________________________________
ص 312 ) ( 1 ) أحجم عنه : كف أو نكص هيبة .
( 2 ) في المصدر : من المذهب .
( 3 ) " : فانبسط .
( 4 ) " : منزلنا .
( 5 ) " : ولا يكونن .
( 6 ) " : وكان مطاعا لانه اه .
( 7 ) " يعنى غلاما .
*

[313]

أسود يعرف بالجمل ، وكان لو حمل هذا الغلام على سكر دجلة لسكرها ( 1 ) من شدته وبأسه - وامضوا إلى هذا القبر الذي قد افتتن به الناس ويقولون : إنه قبر علي حتى تنبشوه وتجيئوني بأقصى ما فيه ، فمضينا إلى الموضع فقلنا : دونكم وما أمر به ، فحضر الحفارون وهم يقولون : " لا حول ولا قوة إلا بالله " في أنفسهم ، و نحن في ناحية حتى نزلوا خمسة أذرع ، فلما بلغوا إلى الصلابة قال الحفارون : قد بلغنا إلى موضع صلب وليس نقوى بنقره ، فأنزلوا الحبشي فأخذ المنقار فضرب ضربة سمعنا لها طنينا ( 2 ) شديدا في البر ، ثم ضرب ثانية فسمعنا طنينا أشد من ذلك ثم ضرب الثالثة فسمعنا أشد ( 3 ) مما تقدم ، ثم صاح الغلام صيحة ، فقمنا فأشرفنا عليه وقلنا للذين كانوا معه : اسألوه ما باله ، فلم يجبهم وهو يستغيث ، فشدوه و أخرجوه بالحبل ، فإذا على يده من أطراف أصابعه إلى مرفقه دم وهو يستغيث ، لا يكلمنا ولا يحير جوابا ، فحملناه على البغل ورجعنا طائرين ، ولم يزل لحم الغلام ينثر من عضده وجنبيه ( 4 ) وسائر شقه الايمن حتى انتهينا إلى عمي ، فقال : أيش وراءكم ؟ فقلنا : ما ترى ، وحدثناه بالصورة ، فالتفت إلى القبلة وتاب عما هو عليه ، ورجع عن المذهب ، وتولى وتبرأ ، وركب بعد ذلك في الليل على مصعب ابن جابر ( 5 ) فسأله أن يعمل على القبر صندوقا ، ولم يخبره بشئ مما جرى ، و وجه من طم الموضع ، وعمر الصندوق عليه ، ومات الغلام الاسود من وقته .
قال أبوالحسن بن الحجاج : رأينا هذا الصندوق الذي هذا حديثه لطيفا ، وذلك من *

_________________________________________________________
ص 313 ) ( 1 ) سكره : سده .
( 2 ) في المصدر : فسمعنا طنينا .
( 3 ) " : فسمعنا طنينا اشد .
( 4 ) " : ينتشر من عضده وجسمه .
( 5 ) " : إلى على بن مصعب بن جابر .
*

[314]

قبل أن يبنى عليه الحائط الذي بناه الحسن بن زيد ، هذا آخر ما نقلته من خط الطوسي رضي الله عنه .
أقول : وقد ذكرهنا الشريف أبوعبدالله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبدالرحمن الشجري بالاسناد المقدم إليه : حدثني أبوالحسن محمد بن أحمد بن عبدالله الجواليقي لفظا ، قال : أخبرنا أبوجعفر محمد بن محمد بن الحسين ( 1 ) إجازة وكتبته من خط يده ، قال : أخبرنا علي بن الحسين بن الحجاج إملاء من حفظه ، قال : كنا في مجلس عمي أبي عبدالله محمد بن عمران بن الحجاج ، وتمم الحديث على نحو ما ذكرناه ، ولم يقل : " ابن عمي " وفيه تغيير لا يضر طائلا ، و قال في آخره : الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام المعروف بالداعي الخارج بطبرستان .
أقول : هذا الحسن بن زيد صاحب الدعوة بالري قتله مرداويج ، ملك بلادا كثيرة ، قال الفقيه صفي الدين محمد بن معد : وقد رأيت هذا الحديث بخط أبي يعلى محمد بن حمزة الجعفري صهر الشيخ المفيد والجالس بعد وفاته مجلسه .
أقول : وقد رأيته بخط أبي يعلى الجعفري أيضا في كتابه كما ذكر صفي الدين أيضا ، ورأيته أنا في خط أبي يعلى ، ورأيت هذا في مزار ابن داود القمي عندي ( 2 ) في نسخة عتيقة مقابلة بنسخة عليها مكتوب ما صورته : قد أجزت هذا الكتاب وهو أول كتاب الزيارات من تصنيفي وجميع مصنفاتي ورواياتي مالم يقع فيها تدليس ( 3 ) لمحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن سميع أعزه الله ، فليرو ذلك عني *

_________________________________________________________
ص 314 ) ( 1 ) في المصدر : محمد بن محمد بن الحسين بن هارون .
( 2 ) " : وهو عندى .
( 3 ) " : سهو ولا تدليس .
*

[315]

إذا أحب ، لا حرج عليه فيه أن يقول : أخبرنا أو حدثنا ، وكتب محمد بن أحمد بن داود القمي في شهر ربيع الاخر سنة ستين وثلاثمائة حامدا لله شاكرا وعلى نبيه مصليا ومسلما ، وهذه الرواية مطابقة لما أورده الطوسي بخطه .
2 - وأخبرني عبدالرحمن بن الحربي الحنبلي عن عبدالعزيز بن الاخضر عن محمد بن ناصر السلامي ، عن أبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون البرسي ، قال : أخبرني الشريف أبوعبدالله الحسني المقدم ذكره ، قال : حدثنا أبوالحسن محمد ابن الحسن ( 1 ) بن عبدالله الجواليقي بقراءته علي لفظا وكتبه لي بخطه ، قال : أخبرنا أبي قال : أخبرنا جدي أبوامي محمد بن على بن دحيم الشناني ( 2 ) قال : مضيت أنا ووالدي علي بن دحيم ( 3 ) وعمي حسين بن دحيم وأنا صبي صغير في سنة نيف و ستين ومائتين بالليل ومعنا جماعة مختفين ( 4 ) إلى الغري لزيارة قبر مولانا أمير - المؤمنين عليه السلام فلما جئنا إلى القبر وكان يومئذ حول قبره حجارة سود ولا بناء حوله عنده ( 5 ) وليس في طريقه غير قائم الغري ، فبينا نحن عنده وبعضنا يقرأ وبعضنا يصلي وبعضنا يزور إذا نحن بأسد مقبل نحونا ، فلما قرب منا مقدار رمح قال بعضنا لبعض : ابعدوا عن القبر حتى ننظر ما يريد ، فأبعدنا ، فجاء الاسد إلى القبر فجعل يمرغ ذراعه على القبر ، فمضى رجل منا فشاهده وعاد فأعلمنا ، فزال الرعب عنا ، وجئنا بأجمعنا حتى شاهدناه يمرغ ذراعه على القبر ( وفيه جراح ، فلم يزل *

_________________________________________________________
ص 315 ) ( 1 ) في المصدر : الحسين .
( 2 ) " : رحيم الشيبانى .
( 3 ) " : " رحيم " في الموضعين .
( 4 ) في المصدر و ( م ) و ( خ ) : متخفين .
( 5 ) " : وكان يومئذ قبر حوله حجارة سندة ولا بناء عنده .
*

[316]

يمرغه ساعة ، ثم انزاح عن القبر ) ومضى ، وعدنا إلى ما كنا عليه من القراءة والصلاة والزيارة وقراءة القرآن .
3 - ومن محاسن القصص ما قرأته بخط والدي قدس الله روحه على ظهر كتاب بالمشهد الكاظمي على مشرفها السلام ما صورته : قال : سمعت من شهاب الدين بندار بن ملكدار القمي يقول : حدثني كمال الدين شرف المعالي بن غياث القمي قال : دخلت إلى حضرة مولانا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فزرته وتحولت إلى موضع المسألة ودعوت وتوسلت ، فتعلق مسمار من الضريح المقدس صلوات الله عليه ( 1 ) في قبائي فمزقه ، فقلت مخاطبا لاميرالمؤمنين عليه السلام : ما أعرف عوض هذا إلا منك ، وكان إلى جانبي رجل رأيه غير رأيي ، فقال لي مستهزءا : ما يعطيك عوضه إلا قباء ورديا ، فانفصلنا من الزيارة وجئنا إلى الحلة ، وكان جمال الدين قشتمر الناصري رحمه الله قدهيأ لشخص يريد أن ينفذه إلى بغداد يقال له ابن مايست ( 2 ) قباء وقلنسوة ، فخرج الخادم على لسان قشتمرو قال : هاتوا كمال الدين القمي المذكور ، فأخذ بيدي ودخل إلى الخزانة ، وخلع علي قباء ملكيا ورديا فخرجت ودخلت حتى اسلم على قشتمر واقبل كفه ، فنظر إلي نظرا عرفت الكراهة في وجهه ، والتفت إلى الخادم كالمغضب وقال : طلبت فلانا - يعني ابن مايست - فقال الخادم : إنما قلت : كمال الدين القمي ، وشهد الجماعة الذين كانوا جلساء الامير أنه أمر بحضور كمال الدين القمي المذكور ، فقلت : أيها الامير ما خلعت علي أنت هذه الخلعة بل أميرالمؤمنين خلعها علي ، فالتمس مني الحكاية فحكيت له ، فخر ساجدا وقال : الحمد لله كيف كانت الخلعة على يدي ، *

_________________________________________________________
ص 316 ) ( 1 ) كذا في النسخ .
وفي المصدر : صلوات الله على مشرفه .
( 2 ) ما تشت خ ل .
*

[317]

ثم شكره وقال : تستحق .
هذا آخر ما حدث به شهاب الدين وكتب أحمد بن طاوس ، هذا آخر ما وجدت ( 1 ) بخطه فنقلته .
4 - وروى ذلك السيد محمد بن شرفشاه الحسيني عن شهاب الدين بندار أيضا وجدت ما صورته : عن العم السعيد رضي الدين علي بن طاوس عن الشيخ حسين بن عبدالكريم الغروي - وإن كان اللفظ يزيد أو ينقص عما وجدته مسطورا - قال : كان قد وفد إلى المشهد الشريف الغروي على ساكنه السلام رجل أعمى من أهل تكريت ( 2 ) وكان قد عمي على كبر ، وكانت عيناه ناتئتين على خده ( 3 ) وكان كثيرا ما يقعد عند المسألة ويخاطب الجناب الاشرف المقدس بخطاب غير حسن ، وكانت تارة ( 4 ) أهم بالانكار عليه وتارة يراجعني الفكر في الصفح عنه ، فمضى على ذلك مدة ، فإذا أنا في بعض الايام قد فتحت الخزانة إذ سمعت ضجة عظيمة ، فظننت أنه قد جاء للعلويين بر من بغداد أو قتل في المشهد قتيل ، فخرجت ألتمس الخبر ، فقيل لي : ههنا أعمى قد رد بصره ، فرجوت أن يكون ذلك الاعمى ، فلما وصلت إلى الحضرة الشريفة وجدته ذلك الاعمى بعينه ، وعيناه كأحسن ما يكون ، فشكرت الله تعالى على ذلك .
وزاد والدي على هذه الرواية أنه كان يقول له من جملة كلامه كخطاب الاحياء ( 5 ) : وكيف يليق أجئ وأمسى يشتفي من لا يجب ( 6 ) .
ومن هذا الجنس *

_________________________________________________________
ص 317 ) ( 1 ) في المصدر : وجدته .
( 2 ) بفتح التاء بلد مشهور بين بغداد والموصل ، وبينها وبين بغداد ثلاثون فرسخا في غربى دجلة .
( 3 ) نتأ الشئ : خرج من موضعه من غير ان ينفصل .
( 4 ) في المصدر : بخطاب خشن ، وكنت تارة .
( 5 ) " و ( م ) و ( خ ) : الاحباء .
( 6 ) " : أن اجئ وأمشى فيشتفى من لا يحب .
*

[318]

سمعت والدي قدس الله روحه يحكي .
5 - وسمعت والدي - قدس الله روحه - غير مرة يحكي عن الشيخ الحسين ابن عبدالكريم الغروي هذه الحكاية الآتي ذكرها وإن لم احقق لفظه ولكن المعنى منها أرويه عنه ، واللفظ وجدته مرويا عن العم السعيد عنه ، أنه كان ايلغازي أميرا بالحلة ، وكان قد اتفق أنه أنفذ سرية إلى العرب ، فلما رجعت السرية نزلوا حول سور المشهد الاشرف المقدس الغروي على الحال به أفضل الصلاة و السلام ، قال الشيخ الحسين : فخرجت بعد رحيلهم إلى ذلك الموضع الذي كانوا فيه نزولا لامر عرض ، فوجدت كلابي سر بوش ( 1 ) ملقاة في الرمل ، فمددت يدي أخذتهما فلما صارا في يدي ندمت ندامة عظيمة وقلت : أخذتهما وتعلقت ذمتي بما ليس فيه راحة ، فلما كان بعد مدة زمانية اتفق أنه ماتت عندنا بالمشهد المقدس امرأة علوية فصلينا عليها ، فخرجت معهم إلى المقبرة وإذا برجل تركي قائم يفتش موضعا لقيت الكلابين ( 2 ) فقلت لاصحابي : اعلموا أن ذلك التركي يفتش على كلابي سربوش وهما معي في جيبي وكنت لما أردت الخروج إلى الصلاة على الميتة لاحت لي الكلابان في داري فأخذتهما ثم جئت أنا وأصحابي فسلمت على التركي ، و قلت له : على ما تفتش ؟ قال : افتش على كلابي سربوش ضاعت مني منذ سنة ، فقلت : سبحان الله تضيع منك منذ سنة تطلبه اليوم ؟ قال : نعم ، اعلم أنني لما دخلت السرية وكنت معهم ، فلما وصلنا إلى خندق الكوفة ذكرنا ( 3 ) الكلابين فقلت : يا علي هما في ضمانك ، لانهما في حرمك ، وأنا أعلم أنهما لا يصيبهما شئ ، فقلت
-بحار الانوار مجلد: 38 من ص 318 سطر 19 الى ص 326 سطر 18 *

_________________________________________________________
ص 318 ) ( 1 ) كذا ولم نفهم المراد .
( 2 ) في المصدر : لقيت الكلابين فيه .
( 3 ) كذا في النسخ .
وفي المصدر : ذكرت .
*

[319]

له : الآن ما حفظ الله عليك شيئا غيرهما ، ثم ناولته إياهما ، وأعتقد أن المدة كانت سنة .
6 - وقفت في كتاب قد نقل عن الشيخ حسن بن الحسين بن الطحال المقدادي قال : أخبرني أبي ، عن أبيه ، عن جد ، أنه أتاه رجل مليح الوجه نقي الاثواب دفع إليه دينارين وقال له : أغلق على القبة وذرني ، فأخذها ( 1 ) منه وأغلق الباب فنام فرأى أمير المؤمنين عليه السلام في منامه وهو يقول له : اقعد أخرجه عني فإنه نصراني ، فنهض علي بن طحال وأخذ حبلا فوضعه في عنق الرجل وقال له : اخرج تخدعني بالدينارين ( 2 ) وأنت نصراني ؟ فقال له : لست بنصراني ، قال : بلى إن أميرالمؤمنين عليه السلام أتاني في المنام وأخبرني أنك نصراني وقال : أخرجه عني ، فقال : امدد يدك ، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه واله وأن عليا ولي الله ، والله ما علم أحد بخروجي من الشام ولا عرفني أحد من أهل العراق ثم حسن إسلامه .
7 - وحكي أيضا أن عمران بن شاهين من أهل العراق ( 3 ) عصى على عضدالدولة فطلبه طلبا حثيثا ، فهرب منه إلى المشهد متخفيا ، فرأى أميرالمؤمنين عليه السلام في منامه وهو يقول له : يا عمران في غد يأتي فنا خسرو إلى ههنا فيخرجون من بهذا المكان ( 4 ) فتقف أنت ههنا - وأشار إلى زاوية من زوايا القبة - فإنهم لا يرونك ، فسيدخل ويزور ويصلي ويبتهل في الدعاء والقسم بمحمد وآله أن يظفره بك ، فادن منه وقل له : *

_________________________________________________________
ص 319 ) ( 1 ) في المصدر : فاخذهما .
( 2 ) كذا في النسخ .
وفي المصدر : بدينارين .
( 3 ) في المصدر : من امراء العراق .
( 4 ) " : من كان في هذا المقام .
*

[320]

أيها الملك من هذا الذي قد ألححت بالقسم بمحمد وآله أن يظفرك به ( 1 ) ؟ فسيقول : رجل شق عصاي ونازعني في ملكي وسلطاني ، فقل : ما لمن يظفرك به ؟ فيقول : إن حتم علي بالعفو عنه عفوت عنه ، فأعلمه بنفسك فإنك تجد منه ما تريد ، فكان كما قال له ، فقال : أنا عمران بن شاهين ، قال من أوقفك ههنا ؟ قال له : هذا مولانا قال في منامي : غدا يحضر فنا خسرو إلى ههنا ، وأعاد عليه القول ، فقال له : بحقه قال لك : فنا خسرو ؟ قلت : إي وحقه ، فقال عضد الدولة : ما عرف أحد أن اسمي فنا خسرو إلا امي والقابلة وأنا ، ثم خلع عليه خلعة الوزارة وطلع من بين يديه إلى الكوفة ، وكان عمران بن شاهين قد نذر عليه أنه متى عفا عنه عضد الدولة أتى إلى زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام حافيا حاسرا ، فلما جنه الليل خرج من الكوفة وحده ، فرأى جدي علي بن طحال مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام في منامه وهو يقول له : اقعد افتح لوليي عمران بن شاهين الباب ، فقعد وفتح الباب ، وإذا بالشيخ قد أقبل ، فلما وصل قال له : بسم الله يا مولانا ، فقال : ومن أنا ؟ فقال : عمران بن شاهين ، قال : لست بعمران بن شاهين ، فقال : بلى إن أمير المؤمنين عليه السلام أتاني في منامي وقال لي : اقعد افتح لوليي عمران بن شاهين ، قال له : بحقه هو قال لك ؟ قال : إي وحقه هو قال لي ، فوقع على العتبة يقبلها ، وأحاله على ضامن السمك بستين دينارا ، وكان ( 2 ) له زواريق تعمل في الماء في صيد السمك .
أقول : وبنى الرواق المعروف برواق عمران في المشهدين الشريفين الغروي والحائري على مشر فهما السلام .
*

_________________________________________________________
ص 320 ) ( 1 ) في المصدر : أن يظفرك الله به .
( 2 ) " : وكانت *