[301]

فإذا هو أميرالمؤمنين عليه السلام ، ثم قال للحسن عليه السلام : يا أبا محمد إنه لا تموت نفس إلا ويشهدها أفما يشهد جسده ؟ .
قال : وروي عن الحسن بن علي عليهما السلام أن أميرالمؤمنين قال للحسن والحسين عليهما السلام : إذا وضعتماني في الضريح فصليا ركعتين قبل أن تهيلا علي التراب ، وانظرا ما يكون ، فلما وضعاه في الضريح المقدس فعلا ما امرا به ، ونظرا وإذا الضريح مغطى بثوب من سندس ، فكشف الحسن عليه السلام مما يلي وجه أمير المؤمنين ، فوجد رسول الله صلى الله عليه واله وآدم وإبراهيم يتحدثون مع أميرالمؤمنين عليه السلام ، وكشف الحسين مما يلي رجليه فوجد الزهراء وحواء ومريم وآسية عليهن السلام ينحن على أمير المؤمنين عليه السلام ويندبنه ( 1 ) .
بيان : لم أر هذين الخبرين إلا من طريق البرسي ، ولا أعتمد على ما يتفرد بنقله ، ولا أردهما ، لورود الاخبار الكثيرة الدالة على ظهورهم بعد موتهم في أجسادهم المثالية ، وقد مرت في كتاب المعاد وكتاب الامامة .
*

_________________________________________________________
ص 301 ) ( 1 ) لم نجدهما في المصدر المطبوع .
*

[302]


باب 128 : ما وقع بعد شهادته عليه السلام وأحوال قاتله لعنه الله  

1 - ب : أبوالبختري ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : أخبرني أبي أن الحسن عليه السلام قدم ابن ملجم فأراد أن يضرب عنقه ( 1 ) بيده ، فقال : قد عهدت الله عهدا أن أقتل أباك ، فقد وفيت ، فإن شئت فاقتل وإن شئت فاعف ، فإن عفوت ذهبت إلى معاوية فقتلته وأرحتك منه ثم جئتك ، فقال : لا حتى اعجلك إلى النار فقدمه فضرب عنقه ( 2 ) .
2 - ص : بالاسناد إلى الصدوق عن أحمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده إبراهيم ابن هاشم ، عن ابن معبد ، عن علي بن عبدالعزيز ، عن يحيى بن بشير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قالا : سأل هشام بن عبدالملك أبي عليه السلام فقال : أخبرني عن الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب عليه السلام بما استدل النائي ( 3 ) عن المصر الذي قتل فيه علي وما كانت العلامة فيه للناس ؟ وأخبرني هل كانت لغيره في قتله عبرة ؟ فقال له أبي : إنه لما كانت الليلة التي قتل فيها علي صلوات الله عليه لم يرفع عن وجه الارض حجر إلا وجد تحته دم عبيط حتى طلع الفجر ، وكذلك كانت الليلة التي فقد فيها هارون أخو موسى صلوات الله عليهما ، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون ، وكذلك كانت الليلة التي رفع عيسى بن مريم صلوات الله عليه ، وكذلك الليلة التي قتل فيها الحسين صلوات الله عليه ( 4 ) .

-بحار الانوار مجلد: 38 من ص 302 سطر 19 الى ص 310 سطر 18 *

_________________________________________________________
ص 302 ) ( 1 ) في المصدر : قدمه ليضرب عنقه .
( 2 ) قرب الاسناد : 67 .
( 3 ) النائى : البعيد .
( 4 ) مخطوط .
*

[303]

أقول : أوردناه بإسناد آخر في باب ما وقع بعد شهادة الحسين عليه السلام .
3 - ص : عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن عاقر ناقة صالح كان أزرق ابن بغي ، وإن قاتل علي صلوات الله عليه ابن بغي ، وكانت مراد تقول : ما نعرف له فينا أبا ولا نسبا ، وإن قاتل الحسين بن علي صلوات الله عليه ابن بغي ، وإنه لم يقتل الانبياء ولا أولاد الانبياء إلا أولاد البغايا ( 1 ) .
4 - ك : أبي ، عن سعد والحميري معا ، عن ابن عيسى ، عن محمد البرقي ، عن أحمد بن الزيد النيسابوري ، عن عمر بن إبراهيم الهاشمي ، عن عبدالملك بن عمير ، عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه واله قال : لما كان اليوم الذي قبض فيه أميرالمؤمنين عليه السلام ارتجت الموضع بالبكاء ، ودهش الناس كيوم قبض النبي صلى الله عليه واله ، وجاء رجل باك وهو متسرع ( 2 ) مسترجع ، وهو يقول : اليوم انقطعت خلافة النبوة ، حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين صلى الله عليه ، فقال : رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما ، وأخلصهم إيمانا ، وأشدهم يقينا ، و أخوفهم لله ( 3 ) عزوجل ، وأعظمهم عناء ، و أحوطهم على رسول الله صلى الله عليه واله ، وآمنهم على أصحابه ، وأفضلهم مناقب ، وأكرمهم سوابق ، وأرفعهم درجة ، وأقربهم من رسول الله وأشبههم به هديا ونطقا ( 4 ) وسمتا وفعلا ، وأشرفهم منزلة ، وأكرمهم عليه ( 5 ) ، فجزاك الله عن الاسلام وعن رسول الله صلى الله عليه واله وعن المسلمين خيرا ، قويت حين ضعف أصحابه وبرزت حين استكانوا ، ونهضت حين وهنوا ، ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه واله إذ هم أصحابه ، وكنت خليفته حقا ، لم تنازع ولم تضرع بزعم المنافقين وغيظ الكافرين و كره الحاسدين وضغن الفاسقين ، فقمت بالامر حين فشلوا ، ونطقت حين تنعتعوا ، *

_________________________________________________________
ص 303 ) ( 1 ) مخطوط .
( 2 ) في المصدر : مسرع .
( 3 ) " : من الله .
( 4 ) " : وخلقا .
( 5 ) " : وأكرمهم عليه قدرا .
*

[304]

ومضيت بنور الله عزوجل حين وقفوا ، ولو اتبعوك لهدوا ، ( و ) كنت أخفضهم صوتا وأعلاهم فوتا ( 1 ) ، وأقلهم كلاما ، وأصوبهم منطقا ، وأكثرهم رأيا ، وأشجعهم قلبا وأشدهم يقينا ، وأحسنهم عملا ، وأعرفهم بالامور ، كنت والله للدين يعسوبا ، وكنت للمؤمنين ( 2 ) أبا رحيما ، إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا ، وحفظت ما أضاعوا ، ورعيت ما أهملوا ( 3 ) ، وعلوت إذ هلعوا ، وصبرت إذ جزعوا ، وأدركت إذ تخلفوا ، ونالوا بك ما لم يحتسبوا ، وكنت على الكافرين عذابا صبا ، وللمؤمنين غيثا وخصبا ، فطرت والله بعنانها ، وفزت بجنانها ، وأحرزت سوابقها ، وذهبت بفضائلها لم يفلل حدك ( 4 ) ولم يزغ قلبك ، ولم تضعف بصيرتك ، ولم تجبن نفسك ولم تخن .
كنت كالجبل لا تحركه العواصف ، ولا تزيله القواصف ، وكنت - كما قال النبي - ضعيفا في بدنك قويا في أمرالله ، متواضعا في نفسك عظيما عندالله عزوجل ، كبيرا في الارض جليلا عند المؤمنين ، لم يكن لاحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مغمز ( 5 ) ولا لاحد عندك هوادة القوي ( 6 ) العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق ، و البعيد والقريب ( 7 ) عندك في ذلك سواء شأنك الحق والرفق والصدق ( 8 ) وقولك حكم وحتم ، وأمرك حلم وحزم ورأيك علم وعزم ، فاقلعت ( 9 ) وقد نهج السبيل وسهل *

_________________________________________________________
ص 304 ) ( 1 ) في الكافى : واعلاهم قنوتا .
( 2 ) " : كنت والله للدين يعسوبا أولا حين تفرقت الناس وآخرا حين فشلوا ، كنت بالمؤمنين اه .
( 3 ) في المصدر والكافى بعد ذلك : وشمرت اذا اجتمعوا .
( 4 ) في المصدر والكافى : لم تفلل حجتك .
( 5 ) في المصدر والكافى بعد ذلك : ولا لاحد فيك مطمع .
( 6 ) في المصدر والكافى : الضعيف الذليل عندك قوى عزيز حتى تأخذله بحقه والقوى اه .
( 7 ) " " " : والقريب والبعيد .
( 8 ) " " " : والصدق والرفق .
( 9 ) " " " : فيما فعلت .
*

[305]

العسير وأطفأت النار ( 1 ) ، واعتدل بك الدين ، وقوي ( 2 ) بك الايمان ، وثبت بك الاسلام والمؤمنون ، وسبقت سبقا بعيدا ، وأتبعت من بعدك تعبا شديدا ، فجللت عن البكاء ، وعظمت رزيتك في السماء ، وهدت مصيبتك الانام ، فإنا لله وإنا إليه راجعون رضينا عن الله قضاءه ، وسلمنا لله أمره ، فوالله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا ، كنت للمؤمنين كهفا وحصنا ( 3 ) وعلى الكافرين غلظه وغيظا ، فألحقك الله بنبيه ، ولا حرمنا أجرك ، ولا أضلنا بعدك .
وسكت القوم حتى انقضى كلامه ، وبكى وأبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله ، ثم طلبوه فلم يصادفوه ( 4 ) .
كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن البرقي ، عن أحمد بن زيد مثله ( 5 ) .
بيان الارتجاج : الاضطراب .
والاسترجاع : قول " إنا لله وإنا إليه راجعون " قوله : " انقطعت خلافة النبوة " أي استيلاء خلفاء الحق .
وحاطه يحوطه : حفظه وصانه وذب عنه .
والهدى : : السيرة والهيئة والطريقة .
والسمت : الهيئة الحسنة .
والاستكانة : الخضوع .
والمراد هنا الضعف والجبن والعجز .
قوله عليه السلام : " ونهضت " أي قمت بأمر الجهاد وإعانة الرسول .
قوله عليه السلام : " إذهم أصحابه " أي قصدوا ما قصدوا من البدع والارتداد عن الدين .
قوله عليه السلام : " لم تنازع " أي ما كان ينبغي النزاع فيك ، لظهور الامر ، ويقال : ضرع إليه بتثليث الراء أي خضع وذل و استكان ، وككرم : ضعف .
والفشل : الكسل والجبن .
والتعتعة : التردد في الكلام من *

_________________________________________________________
ص 305 ) ( 1 ) في المصدر والكافى : النيران .
( 2 ) في المصدر : واعتدل بك بناء الدين وظهر امرالله ولو كره الكافرون ، وقوى اه .
( 3 ) في الكافى وهامش المصدر بعد ذلك " وقنة راسيا " أى جبلا ثابتا .
( 4 ) كمال الدين 218 و 219 ( 5 ) اصول الكافى ( الجزء الاول من الطبعة الحديثة ) : 454 456 .
*

[306]

حصر أوعي .
والفوت : السبق إلى الشئ والهلع : أفحش الجزع .
قوله عليه السلام : " فطرت والله بعنانها " أي في ميدان المسابقة طرت آخذا بعنان فرس الفضيلة حتى سبقتهم ، فالضمائر في قوله : " بعنانها " ونظائره راجعة إلى الامة أو إلى الكمالات ، وفي النهج " وفزت برهانها " وفي الكافي " فطرت والله بغمانها وفزت بحبائها " فيمكن أن يكون المراد الطيران إلى الآخرة .
والهوادة : السكون والرخصة والمحاباة قوله : " فأقلعت " أي ذهبت عنا وتركتنا .
ونهج الطريق كمنع : وضح وأوضح .
قوله عليه السلام : " فجللت عن البكاء " أي أنت أجل من أن يقضي حق مصيبتك البكاء والظاهر أن القائل كان هو الخضر عليه السلام .
5 - حة : قال الثقفي في كتاب مقتل أميرالمؤمنين عليه السلام - ونقلته من نسخة عتيقة تاريخها سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وذلك على أحد القولين - : إن عبدالله بن جعفر ( الطيار ) قال : دعوني أشفي بعض ما في نفسي عليه - يعني ابن ملجم لعنه الله - فدفع إليه ، فأمر بمسمار فحمي بالنار ، ثم كحله ، فجعل ابن ملجم يقول : تبارك الله الخالق للانسان من علق ، يا ابن أخ إنك لتكحلن بملمول مض ، ثم أمر بقطع يده ورجله فقطع ولم يتكلم ، ثم أمر بقطع لسانه فجزع ، فقال له بعض الناس : يا عدو الله كحلت عينك ( 1 ) بالنار وقطعت يداك ورجلاك فلم تجزع وجزعت من قطع لسانك ؟ فقال لهم : يا جهال أنا والله ( 2 ) ما جزعت لقطع لساني ولكني أكره أن أعيش في الدنيا فواقا لا أذكرالله فيه ! فلما قطع لسانه احرق بالنار .
( 3 ) بيان : قال الجوهري : الملمول : الميل الذي يكتحل به ( 4 ) .
وقال : كحله بملمول مض أي حار ( 5 ) .
*

_________________________________________________________
ص 306 ) ( 1 ) في المصدر : عيناك .
( 2 ) " : اما والله .
( 3 ) فرحة الغرى : 10 .
( 4 ) الصحاح : 1821 .
( 5 ) الصحاح : 1107 .
*

[307]

6 - حة : عبدالصمد بن أحمد ، عن أبي الفرج الجوزي قال : قرأت بخط أبي الوفاء بن عقيل قال : لما جئ بابن ملجم إلى الحسن عليه السلام قال له : إني اريد أن أسارك بكلمة ، فأبى الحسن عليه السلام وقال : إنه يريد أن يعض اذني ، فقال ابن ملجم : والله لو أمكنني منها لاخذتها من صماخه ( 1 ) ! .
7 - يج : أخبرنا أبومنصور شهردار بن شيرويه الديلمي ، عن أبي الحسن ، عن علي بن أحمد الميداني ، عن محمد بن يحيى ، عن عمرو بن أحمد بن محمد بن عمرو ، عن الحسن بن محمد المعروف بابن الرفا قال : سمعته يقول : كنت بالمسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام إبراهيم ، فقلت : ما هذا ؟ قالوا : راهب أسلم ، فأشرفت عليه وإذا بشيخ كبير عليه جبة صوف وقلنسوة صوف ، عظيم الخلقة ، و هو قاعد بحذاء مقام إبراهيم ، فسمعته يقول : كنت قاعدا في صومعة فأشرفت منهاو إذا بطائر كالنسر قد سقط على صخرة على شاطئ البحر ، فتقيأ فرمى بربع إنسان ثم طار ، فتفقدته فعاد فتقيأ فرمى بربع إنسان ، ثم طار فجاء فتقيأ بربه إنسان ، ثم طار فدنت الارباع فقام رجلا وهو قائم ، وأنا أتعجب منه ، ثم انحدر الطير فضربه وأخذ ربعه فطار ، ثم رجع فأخذ ربعه فطار ، ثم رجع فأخذ ربعه فطار ، ثم انحدر الطير فأخذ الربع الآخر فطار .
فبقيت أتفكر وتحسرت ألا أكون لحقته وسألته من هو ؟ فبقيت أتفقد الصخرة حتى رأيت الطير قد أقبل فتقيأ بربع إنسان ، فنزلت فقمت بإزائه ، فلم أزل حتى تقيأ بالربع الرابع ، ثم طار فالتأم رجلا ، فقام قائما ، فدنوت منه فسألت فقلت : من أنت ؟ فسكت عني ، فقلت : بحق من خلقك من أنت ؟ قال : أنا ابن ملجم ، قلت له : وأيش عملت ؟ قال : قتلت علي بن أبي طالب عليه السلام ، فوكل بي هذا الطير يقتلني كل يوم قتلة ، فهو يخبرني إذا نقض الطائر فأخذ ربعه وطار ، فسألت عن علي عليه السلام فقال : هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه واله فأسلمت ( 2 ) .
*

_________________________________________________________
ص 307 ) ( 1 ) فرحة الغرى : 10 - 11 .
( 2 ) الخرائج والجرائح : 18 - 19 .
*

[308]

كشف : من مناقب الخوارزمي عن الرفاء مثله ( 1 ) .
8 - شا : روى جعفر بن سليمان الضبيعي عن المعلى بن زياد قال : جاء عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله إلى أميرالمؤمنين عليه السلام يستحمله ، فقال : يا أمير المؤمنين احملني فنظر إليه ثم قال له : أنت عبدالرحمن بن ملجم المرادي ؟ قال ( 2 ) : يا غزوان احمله على الاشقر ، فجاء بفرس أشقر ، فركبه ابن ملجم وأخذ بعنانه ، فلما ولى قال أميرالمؤمنين عليه السلام : اريد حباءه ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مراد قال : فلما كان من أمره ما كان وضرب أميرالمؤمنين عليه السلام قبض عليه وقد خرج من المسجد فجئ به إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له : والله لقد كنت أصنع بك ما أصنع وأنا أعلم أنك قاتلي ، ولكن كنت أفعل ذلك بك لاستظهر بالله عليك ( 3 ) .
9 - قب : أحاديث علي بن الجعد عن شعبة عن قتادة ومجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن السماء والارض لتبكي على المؤمن إذا مات أربعين صباحا ، وإنها لتبكي على العالم إذا مات أربعين شهرا ، وإن السماء والارض ليبكيان على الرسول أربعين سنة ، وإن السماء والارض ليبكيان عليك يا علي إذا قتلت أربعين سنة .
قال ابن عباس : لقد قتل أميرالمؤمنين عليه السلام على الارض بالكوفة فأمطرت السماء ثلاثة أيام دما .
أبوحمزة عن الصادق عليه السلام وقد روي أيضا عن سعيد بن المسيب أنه لما قبض *

_________________________________________________________
ص 308 ) ( 1 ) كشف الغمة : 130 .
( 2 ) في المصدر : قال : نعم ، ثم قال ، انت عبدالرحمن بن ملجم المرادى ؟ قال : نعم ، قال : يا غزوان اه .
( 3 ) الارشاد للمفيد : 6 - 7 *

[309]

أميرالمؤمنين عليه السلام لم يرفع من وجه الارض حجر إلا وجد تحته دم عبيط .
أربعين الخطيب وتاريخ النسوي أنه سأل عبدالملك بن مروان الزهري : ما كانت علامة يوم قتل علي عليه السلام ؟ قال : ما رفع حصاة من بيت المقدس إلا كان تحتها دم عبيط ، ولما ضرب عليه السلام في المسجد سمع صوت : " لله الحكم لا لك يا علي ولا لاصحابك " فلما توفي سمع في داره " أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة " الآية ( 1 ) ، ثم هتفت آخر ( 2 ) : مات رسول الله صلى الله عليه واله ومات أبوكم .
وفي أخبار الطالبيين أن الروم أسروا قوما من المسلمين فاتي بهم إلى الملك فعرض عليهم الكفر فأبوا ، فأمر بإلقائهم في الزيت المغلي وأطلق منهم رجلا يخبر بحالهم ، فبينما هو يسير إذ سمع وقع حوافر الخيل ، فوقف فنظر إلى أصحابه الذين القوا في الزيت ، فقال لهم في ذلك ، فقالوا : قد كان ذلك ، فنادى مناد من السماء في شهداء البر والبحر أن علي بن أبي طالب عليه السلام قد استشهد في هذه الليلة فصلوا عليه ، فصلينا عليه ونحن راجعون إلى مصارعنا .
أبوذرعة الرازي بإسناده عن منصور بن عمار أنه سئل عن أعجب ما رآه ، قال : ترى هذه الصخرة في وسط البحر ؟ يخرج من هذا البحر كل يوم طائر مثل النعامة فيقع عليها ، فإذا استوى واقفا تقيأ رأسا ، ثم تقيأ يدا ، وهكذا عضوا عضوا ثم تلتئم الاعضاء بعضها إلى بعض حتى يستوي إنسانا قاعدا ، ثم يهم للقيام ، فإذا هم للقيام نقره نقرة فأخذ رأسه ، ثم أخذه عضوا عضوا كما قاءه ، قال : فلما طال علي ذلك ناديته يوما : ويلك من أنت ؟ ثم التفت إلي وقال ( 3 ) : هو عبدالرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام وكل الله به هذا الطير ، فهو يعذبه إلى يوم القيامة وزعم أنهم يسمعون العواء من قبره ( 4 ) .
*

_________________________________________________________
ص 309 ) ( 1 ) سورة فصلت : 40 .
( 2 ) في المصدر : ثم هتف هاتف آخر .
( 3 ) : : وقال هاتف .
( 4 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 481 و 482 .
*

[310]

10 - فر : علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن سليمان بن يسار قال : رأيت ابن عباس لما توفي أميرالمؤمنين عليه السلام بالكوفة وقد قعد على المسجد محتبيا ( 1 ) و وضع فرقه على ركبتيه وأسند يده تحت خده وقال : أيها الناس إني قائل فاسمعوا من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، سمعت عن رسول الله يقول : إذا مات أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب واخرج من الدنيا ظهرت في الدنيا خصال لا خير فيها ، فقلت : وما هي يا رسول الله ؟ فقال : تقل الامانة ، وتكثر الخيانة حتى يركب الرجل الفاحشة وأصحابه ينظرون إليه ، والله لتضايق الدنيا بعده بنكبة ، ألا وإن الارض لم تخل ( 2 ) مني مادام علي بن أبي طالب حيا في الدنيا بقية من بعدي ، علي في الدنيا عوض مني بعدي ( 3 ) علي كجلدي ، علي لحمي ، علي عظمي ، علي كدمي ، علي عروقى علي أخي ووصيي في أهلي ، وخليفتي في قومي ، ومنجز عداتي ، وقاضي ديني ، قد صحبني علي في ملمات أمري ، وقاتل معي أحزاب الكفار ، وشاهدني في الوحي وأكل معي طعام الابرار ، وصافحه جبرئيل عليه السلام مرارا نهارا جهارا ( 4 ) وشهد جبرئيل وأشهدني أن عليا عليه السلام من الطيبين الاخيار ، وأنا اشهدكم معاشر الناس لا يتسائلون ( 5 ) من علم آمركم مادام علي فيكم ، فإذا فقدتموه فعند ذلك تقوم الآية : " ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة " صدق الله وصدق نبي الله ( 6 ) .
*

_________________________________________________________
ص 310 ) ( 1 ) احتبى بالثوب : اشتمل به .
جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها وفي المصدر : وقد قعد في المسجد .

-بحار الانوار مجلد: 38 من ص 310 سطر 19 الى ص 318 سطر 18 ( 2 ) في المصدر : لا تخل .
( 3 ) " : عوض من بعدى .
( 4 ) في المصدر بعد ذلك : وقبل جبرئيل خد على اليسار اه .
( 5 ) في المصدر : لا نتساءلون .
( 6 ) تفسير فرات : 51 .
*