5 ـ تقديم الوجه المشرق للقيادة الربّانية الحكيمة المتمثّلة في قيادته ((صلى الله عليه وآله وسلم)) .
ولتحقيق أهداف الرسالة بشكل كامل كان من الضروري :
أ ـ أن تستمرّ القيادة الكفوءة في تطبيق الرسالة والسهر على صيانتها من أيدي العابثين الذين يتربّصون بها الدوائر .
ب ـ أن تستمرّ عملية التربية الصحيحة باستمرار الأجيال; وذلك من خلال وجود مربٍّ كفوء علمياً ونفسياً وسلوكياً واخلاقياً ، يستوعب الرسالة ويجسّدها في كل حركاته وسكناته .
فمن هنا كان التخطيط الإلهيّ يحتّم على الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم)) إعداد الصفوة من أهل بيته، والتصريح بأسمائهم وأدوارهم; لتسلّم زمام التجربة النبويّة الفريدة والثورة الربّانية الخالدة بأمر من الله سبحانه ولصيانة الرسالة الإلهية التي كتب الله لها الخلود من تحريف المحرّفين وكيد الخائنين، ولتربية الأجيال على أساس الشريعة المباركة التي تولّوا تبيين معالمها وكشف أسرارها وذخائرها على مرّ العصور، وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، كما قال ((صلى الله عليه وآله وسلم)) : «إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا، كتاب الله وعترتي، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» .
وغاية ما استطاع الرسول الأعظم ((صلى الله عليه وآله وسلم)) إنجازه خلال هذه الفترة القصيرة هو تثقيف الاُمة وتوعيتها على ضرورة استمرار التجربة النبويّة، من خلال القيادة الكفوءة التي ربّاها بنفسه، وأتمّ الحجّة بها على اُمّته.
وقد شقّ الصفوة من أهل بيته طريقاً وعراً متأرجحاً بين خطط المنافقين وفلول المشركين، فكانت الأشواك في طريقهم تزداد كلّ يوم نموّاً، وتبتعد الاُمة ـ بعد انحراف القيادة السياسية واستلابها من أهلها الأكفاء ـ عن