(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

لإدارة دولة عالمية دينية، هذا فضلاً عن العصمة التي تعبّر عن الكفاءة النفسية التي تصون القيادة الدينية من كلّ سلوك منحرف أو عمل خاطى بإمكانه أن يؤثّر على القيادة وانقياد الاُمة تأثيراً سلبياً يتنافى مع أهداف الرسالة وأغراضها .
وقد سلك الأنبياء وأوصياؤهم المصطفون طريق الهداية الدامي، وسبيل التربية الشاقّ، وتحمّلوا في سبيل أداء المهامّ الرسالية كلّ صعب، وقدّموا في سبيل تحقيق أهداف الرسالات الإلهية كلّ ما يمكن أن يقدّمه الإنسان المتفاني في مبدئه وعقيدته، ولم يتراجعوا لحظة، ولم يتلكّأوا طرفة عين .
وقد توّج الله جهودهم وجهادهم المستمرّ على مدى العصور برسالة خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وحمّله الأمانة ومسؤولية الهداية بجميع مراتبها، طالباً منه تحقيق أهدافها ، وقد خطا الرسول الأعظم ((صلى الله عليه وآله وسلم)) في هذا الطريق الوعر خطوات مدهشة، ولكنّه لم يكن ليجتاز السنن الإلهية التي أبى الله أن يُجري الاُمور إلاّ بها ومن خلالها ، ومن هنا فقد حقّق الرسول الخاتم ((صلى الله عليه وآله وسلم)) في أقصر فترة زمنية أكبر نتاج ممكن في حساب الدعوات التغييرية والرسالات الثورية ، وكانت حصيلة جهاده وكدحه ليل نهار خلال عقدين من الزمن ما يلي :
1 ـ تقديم رسالة كاملة للبشرية تحتوي على عناصر الديمومة والبقاء .

2 ـ تزويدها بعناصر تصونها من الزيغ والانحراف .

3 ـ تكوين اُمة مسلمة تؤمن بالإسلام مبدأً، وبالرسول قائداً، وبالشريعة قانوناً للحياة .
4 ـ تأسيس دولة إسلامية وكيان سياسيٍّ يحمل لواء الإسلام ويطبّق شريعة السماء .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة