أهليّة عليّ ((عليه السلام)) للخلافة، ومع ذلك لم يشأ أن يتحمّل أمر الاُمّة حيّاً كان أو ميّتاً.
12 ـ اتّهام معاوية لأبي بكر وعمر بالتخطيط لاستلاب الخلافة من عليّ ((عليه السلام))، جاء ذلك في كتابه الى محمّد بن أبي بكر إذ قال: فقد كنّا وأبوك نعرف فضل ابن أبي طالب وحقّه لازماً لنا مبروراً علينا، فلمّا اختار الله لنبيّه ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ما عنده وأتمّ وعده وأظهر دعوته فابلج حجّته وقبضه إليه كان أبوك والفاروق أوّل من ابتزّه حقّه وخالفه على أمره، على ذلك إتّفقا واتّسقا، ثمّ إنّهما دعواه الى بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكّأ عليهما وفهمّا به الهموم وأرادا به العظيم(1).
13 ـ قول أمير المؤمنين عليّ ((عليه السلام)) لعمر: احلب يا عمر حلباً لك شطره، اشدد له اليوم أمره ليرد عليك غداً(2).
14 ـ إتّهام الزهراء ((عليها السلام)) للحاكمين بالحزبيّة السياسية والتآمر للانقضاض على السلطة وتجريد بني هاشم منها(3) بقولها:
«فوسمتم غير إبلكم، وأوردتم غير شربكم... أبداراً زعمتم خوف الفتنة؟ ألا في الفتنة سقطوا وإنّ جهنّم لمحيطة بالكافرين».
سلبيّات حادثة السقيفة :
1 ـ الاستبدادية بالرأي والقرار، فقد استهان المشاركون في السقيفة وصايا رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) للمسلمين بالاهتمام بعترته الطاهرة، واستخفّوا بأوامره المصرّحة بلزوم الاقتداء بهم والتمسّك بحبلهم، ولو فرض أنّه لا نصّ
(1) مروج الذهب للمسعودي: 3 / 199، وقعة صفّين لنصر بن مزاحم: 119.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 11، الإمامة والسياسة: 29.
(3) راجع خطبة الزهراء في مسجد النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم))، وبحار الأنوار: 29 / 220.