ب ـ تحويل النبوّة والخلافة الى مفهوم السلطة العشائرية التي تستمد قوّتها وشرعيتها من انتخاب أبناء العشيرة وليس من نصوص الشريعة المقدّسة.
جـ ـ فسح المجال أمام المسلمين لطرح التعددية في السلطة ومنافسة مَن فرضه الله بالنصّ، وإشاعة حالة التمرّد على السلطة المركزية المعصومة، كما قالوا: منّا أمير ومنكم أمير.
د ـ هيّأت السقيفة الأرضيّة المناسبة لتجاوز وجود الاُمّة ورأيها السياسي كما حصل في الشورى.
موقف الامام من اجتماع السقيفة :
لم يكن الإمام عليّ ((عليه السلام)) طامعاً وساعياً في تزعّم الخلافة والتربّع على عرشها مثل الآخرين، إذ كان همّه الأوّل والأخير تثبيت دعائم الإسلام ونشره، وإعزاز الدين وأهله، وإظهار عظمة الرسول وبيان سيرته، وحثّ الناس على الاقتداء بمنهجه ((صلى الله عليه وآله وسلم))، فانشغل بمراسم تجهيز النبيّ والصلاة عليه ودفنه، وما كان يدور في خَلَده أنّ الخلافة تعدوه وهو المؤهّل لها رسالياً والمرشّح لها نبوّياً، ولكنّ نفوس القوم أضمرت ما ينافي وصايا نبيّهم في غزوتي اُحد وحنين، وأغراهم الطمع في سلطان بغير حقّ، فتركوا نبيّهم مطروحاً بلا دفن كما تركوه وفرّوا عنه في حياته عند الشدائد والهزائز.
لقد وصل خبر اجتماع السقيفة إلى بيت النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) حيث يجتمع عليّ ((عليه السلام)) وبنو هاشم والمخلصون من الصحابة حول جسد رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم))، فقال العباس عمّ الرسول لعليّ: يا بن أخي، أمدد يدك اُبايعك، فيقال عمّ رسول الله بايع ابن عمّ رسول الله، فلا يختلف عليك اثنان.