(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

ولا جعلوا لكم نصيباً فيها أبداً لكم فيها نصيباً أبداً فقوموا فبايعوا أبا بكر(1).

وأيضاً اجتماع السقيفة أعطى لأبي بكر القوّة من ناحيتين:

1 ـ إضعاف دور القاعدة الشعبية للإمام عليّ ((عليه السلام)) فإنّ الأنصار سجّلوا على أنفسهم بذلك مذهباً لا يسمح لهم بأن يقفوا بعد السقيفة إلى صفّ الإمام ويخدموا قضيته وأحقّيته في الخلافة.
2 ـ بروز أبي بكر كمدافع وحيد عن حقوق المهاجرين بصورة عامة وعن قريش خاصة في مجتمع الأنصار، حيث إنّ الظرف كان مناسباً جدّاً، إذ خلا من أقطاب المهاجرين الذين لم يكن لتنتهي المسألة في محضرهم إلى نتيجتها التي انتهت إليها.
الثاني: الاُمويّون الذين كان لديهم مطمع سياسيّ كبير في نيل نصيب مرموق من الحكم، ويسترجعوا بذلك شيئاً من مجدهم السياسي في الجاهلية وعلى رأسهم أبو سفيان، وقد تعامل معهم أبو بكر وحزبه وفق معرفتهم بطبيعة النفس الاُموية وشهواتها السياسيّة والمادية، فكان من السهل على أبي بكر أن يتنازل عن بعض المبادئ والحقوق الشرعية، فدفع لأبي سفيان جميع ما في يده من أموال المسلمين وزكواتهم التي جمعها من سفره الذي بعثه فيه رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) لجباية الأموال، ولم يعبأ الفائزون بالسقيفة بمعارضة الاُمويين وتهديد أبي سفيان وما أعلنه من كلمات الثورة والرغبة في تأييد الإمام ((عليه السلام)) وبني هاشم.
بل استفاد أبو بكر وحزبه من الاُمويّين في إضعاف دور بني هاشم


(1) الكامل في التأريخ: 2 / 331.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة