حاضراً ومستقبلاً بأن جعلوا للاُمويّين حظّـاً في العمل الحكومي في عدّة من المرافق الهامّة في الدولة.
الثالث: الهاشميّون وأخصّاؤهم كعمار وسلمان وأبي ذر والمقداد رضوان الله عليهم، وجماعات كثيرة من الناس الذين كانوا يرون البيت الهاشمي هو صاحب الحقّ الشرعي بالخلافة، وهو الوارث الطبيعي لرسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بحكم نصّ الغدير ومناهج السياسة التي كانوا يألفونها.
ولم تكن لتنطلي عليهم الحجج الواهية التي طرحتها أطراف السقيفة، فرأت فيهم تيارات تسعى للأستئثار بالحكم لإرضاء شهواتهم ونذيراً بانحراف التجربة الإسلامية من مسارها الصحيح.
نتائج السقيفة :
نجح أبو بكر وحزبه في مواجهة الأنصار والاُمويين، وكسب الموقف بأن أصبح خليفة للمسلمين، ولكنّ هذا النجاح جرّه إلى تناقض سياسي واضح، لأنّه لم يملك في السقيفة من رصيد إلاّ أن يجعلوا حجّتهم مبنيّة على أساس القرابة من رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم))، ومن ثَمّ يقرّوا مذهب الوراثة للزعامة الدينية.
غير أنّ وجود بني هاشم كطرف معارض بدّل الوضع السياسي، واحتجّت المعارضة على أبي بكر وحزبه بنفس حجّتهم على باقي الأطراف، وهي إذا كانت قريش أولى برسول الله من سائر العرب فبنو هاشم أحقّ بالأمر من بقية قريش.
وهذا ما أعلنه الإمام عليّ ((عليه السلام)) حين قال: إذا احتجّ المهاجرون بالقُرب