(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

ويحافظ على وجوده ومنافعه الشخصية ومصالحه المستقبلية وينال المكانة والتكريم والاحترام لدى الجهاز الحاكم. وهذا غير ممكن، لأنّه يعني إمضاءه  ((عليه السلام)) لبيعة أبي بكر وولايته، وهذا مخالف لأوامر رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ومؤدّيً إلى انحراف الخلافة والولاية والامامة عن مسارها الأصلي ومعناها الحقيقي إلى الأبد، وتبدّد الجهود والتضحيات التي بذلها النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) والإمام علي ((عليه السلام)) من أجل إرساء قواعد الإسلام وتحكيم اُصول الخلافة الشرعية، وبالتالي انحراف التجربة الإسلامية كلّها.
2 ـ أن يسكت وفي العين قذىً وفي الحلق شجا، ويحاول أن يسلك سبيلاً معتدلاً يحفظ كيان الإسلام ويصون المسلمين ووجودهم وإن يجني ثماره متأخّراً.
3 ـ أن يعلن الثورة المسلحة على خلافة أبي بكر، ويدعو الناس اليها ويدفعهم نحوها.
ولكن ماذا كان يترقّب للثورة من نتائج؟ هذا ما نريد أن نتبيّنه على ضوء الظروف التأريخية لتلك الساعة العصيبة.
ومن المألوف إنّ الحاكمين لم يكونوا ينزلون عن مراكزهم بأدنى معارضة تواجههم وهم من عرفناهم حرصاً وشدّةً في أمر الخلافة، ومعنى هذا أنّهم سيقابلون ويدافعون عن سلطانهم الجديد، ومن المعقول جدّاً حينئذ أن يغتنم سعد بن عبادة الفرصة ليعلنها حرباً اُخرى لإشباع أهوائه السياسية، لأنّنا نعلم أنّه هدّد الحزب المنتصر بالثورة عندما طلب منه البيعة وقال: «لا والله حتّى أرميكم بما في كنانتي واُخضّب سنان رمحي وأضرب بسيفي واُقاتلكم

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة