(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام


الفصل الثاني معالجة الإمام عليّ ((عليه السلام)) لنتائج السقيفة

إذا كانت مواقف الإمام عليّ ((عليه السلام)) كلّها رائعة فموقفه من الخلافة بعد رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) من أكثرها روعةً، فالعقيدة الإلهية تريد في كلّ زمان بَطَلاً يفتديها بنفسه ونفيسه ويعزّز به المبدأ، وهذا هو الذي بعث بعليّ إلى فراش الموت، وبالنبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) إلى مدينة النجاة يوم الهجرة، ولم يكن ليتهيّأ للإمام  ((عليه السلام)) في محنته بعد وفاة أخيه الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أن يضحّي لها كلا ولديه الحسن والحسين; لأنه لو ضحّى بنفسه في سبيل توجيه الخلافة إلى مجراها الشرعي في رأيه لما بقي بعده من يمسك الخيط من طرفيه، وسبطا رسول الله  ((صلى الله عليه وآله وسلم)) طفلان لا يتهيّأ لهما من الأمر ما يريد.
إنّ عليّاً الذي كان على أتمّ استعداد لتقديم نفسه قرباناً للمبدأ في جميع أدوار حياته منذ ولد في البيت الإلهي والى أن استُشْهِدَ فيه قد ضحّى بموقعه الذي نصبه فيه رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وتنازل عن القيادة السياسية الظاهرة في سبيل المصالح العليا التي جعله رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وصيّاً عليها وحارساً لها.
وقف عليّ ((عليه السلام)) عند مفترق طرق، كلٌ منها حرج وكلٌ منها شديد على نفسه.
1 ـ أن يبايع أبا بكر دون ممانعة، ويكون حاله مثل بقية المسلمين، بل

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة