(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام


الفصل الأول الإمام عليّ ((عليه السلام)) بعد مقتل عثمان

بيعة المسلمين للإمام عليّ ((عليه السلام))(1) :

سادت الفوضى أرجاء المدينة بعد مقتل عثمان، فاتّجهت الأنظار والآراء الى الإمام عليّ ((عليه السلام)) لينقذ الاُمّة من محنتها وتخبّطها، ولم يتجرّأ أحد أن يدّعي أحقيّته بالخلافة التي يكتنف طريقها المشاكل المستعصية، كما أنّ الظرف السياسي لم يمهل عثمان أن يتّخذ قراراً بشأن الخلافة كما اتّخذ صاحباه من قبل، ولم يكن المتبقّي من أصحاب الشورى يملك مؤهّلات الخلافة أصلاً، فكيف وقد تعقّدت الاُمور وتدهور وضع الدولة وكيانها، ولابدّ أن يتزعّم الاُمّةَ قائدٌ يملك القدرة للنهوض بالاُمّة بعد انحطاطها وقيادتها لاجتياز الأزمة وصيانتها عن الضياع، ولم يكن من شخص إلاّ الإمام عليّ ((عليه السلام)) راعيها وسيّدها.
تحرّكت جماهير المسلمين بإصرار نحو الإمام عليّ ((عليه السلام)) لتضغط عليه كي يقبل قيادتها، ولكنّ الإمام ((عليه السلام)) استقبل الجماهير المندفعة بوجوم وتردّد، فقد حُرِم منها وهو صاحبها وجاءته بعد أن امتلأت الساحة انحرافاً


(1) تمت بيعة الإمام عليّ ((عليه السلام)) في ذي الحجة عام (35) هـ.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة