(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

وصل الإمام عليّ ((عليه السلام)) إلى الحكم بعد ربع قرن من عزله عن ممارسة القيادة الفعلية للدولة، ومن ممارسات ومسارات منحرفة للسلطات التي حكمت الاُمّة، فكان هذا عاملاً مؤثّراً في إضعاف موقف الإمام من الأحداث، فطوال الفترة السابقة أَلِفَ الناس أن يروا الإمام محكوماً لا حاكماً، محكوماً لاُناس أقلّ كفاءةً وشأناً منه ((عليه السلام)).. كما أنّ عدداً من الشخصيات تنامى لديها الشعور في المنافسة وبلوغ قمة السلطة لتحقيق أغراضهم الشخصية، فمثلاً الزبير في السقيفة كان يدافع عن حقّ الإمام ((عليه السلام)) مقابل الفئات المندفعة نحو السلطة، ثمّ نجده اليوم ينازع الإمام على السلطة، ومعاوية الطليق ابن الطليق أصبح بعد هذه المدّة مناوئاً قويّاً يهدّد كيان الدولة.
وأيضاً ممّا أعاق حركة الإمام أنّ العناصر التي وقفت ضدّه على الخطّ المنحرف كان أغلبهم ممّن له صحبة مع رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وهذا ممّا انخدع به أعداد كبيرة من المسلمين، وعقّد الأمر على نجاح حكومته ((عليه السلام)) واستمراره في الحكم.
إضافة الى أنّ الأمام ((عليه السلام)) استلم دولة مترامية الأطراف، ففي زمن أبي بكر لم تكن تتجاوز الدولة الإسلامية حدود الجزيرة والعراق، أمّا في عهد الإمام فإنّها تمتد الى شمال افريقيا وأواسط آسيا إضافةً إلى تمام الجزيرة والعراق والشام، وقد دخل في الإسلام أقوام من غير العرب، وهؤلاء المسلمون الجدد فتحوا عهدهم مع الإسلام في ظلّ حكومة غير معصومة، بل منحرفة عن الخط الصحيح للرسالة الإسلامية، وكان على حكومة الإمام القيام بمهامّ رئيسية في أقصر وقت مع وجود الصراع الداخلي فمنها:

1 ـ هدم الكيان الطبقي الذي أنشأه الخلفاء وذلك عبر:

أ ـ المساواة في العطاء بين المسلمين جميعاً، متّبعاً في ذلك سنّة رسول

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة