(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

«تزاوروا وتدارسوا الحديث ولا تتركوه يدرس»(1) كما أنّ الإمام ((عليه السلام)) كان يحتفظ بنسخة من كتاب مدوّن فيه ما أملاه عليه رسوله الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) من العلم، وبقي هذا الكتاب لدى الأئمّة من ولده مع كتب اُخرى يتوارثونها واحداً بعد آخر(2).
5 ـ ركّز الإمام على مصدرية القرآن والسنّة في التشريع والأحكام، وأدان المصادر الاُخرى من الاجتهاد والاستحسان والقياس وغيرها ممّا لا يكون مصدراً شرعياً للأحكام الإلهية، وكان يقول:
«قال الله سبحانه: (فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول) فردّه إلى الله أن نحكم بكتابه، وردّه الى الرسول أن نأخذ بسنّته»(3)، وقال في مورد آخر:
«الله الله أيّها الناس فيما استحفظكم من كتابه، واستودعكم من حقوقه، فإنّ الله سبحانه لم يخلقكم عبثاً ولم يترككم سدىً.. ثم قال: وأنزل عليكم الكتاب تبياناً لكلّ شيء، وعمّر فيكم نبيّه أزماناً حتى أكمل له ولكم فيما أنزل من كتابه ـ دينه الذي رضي لنفسه ـ فاستدركوا بقيّة أيّامكم، ولا ترخِّصوا لأنفسكم فتذهب بكم الرخص مذاهب الظلمة، ولا تداهنوا فيهجم بكم الإدهان على المعصية»(4).
كما أنّ الإمام ((عليه السلام)) أحيى سنّة رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) في سيرته العبادية والأخلاقية، فعالج البدع التي طرأت على الشريعة نتيجة اجتهاد من سبقه من الخلفاء(5).


(1) كنز العمال: 1 / حديث 29522.
(2) تهذيب الأحكام: 1 / حديث 963، وتدوين السنّة الشريفة للسيد الجلالي: 65.
(3) نهج البلاغة: الخطبة (125) .
(4) نهج البلاغة: الخطبة (86) .
(5) صحيح مسلم: كتاب صلاة التراويح، ومسند أحمد: 5 / 406، وصحيح البخاري: كتاب الخمس باب 5 حديث 2944، وسنن أبي داود: 2 / حديث 1622.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة