(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

وروي: أنّ الزبير اعتزل الحرب وقتل بعيداً عن ساحة الحرب بعد أن استعرت الفتنة(1). كما أنّ طلحة قتله مروان ابن الحكم في ساحة المعركة(2).



نشوب المعركة :

كان الإمام ((عليه السلام)) طامعاً حتى آخر لحظة قبل نشوب القتال أن يرتدع الناكثون عن غيّهم، فلم يأذن بالقتال رغم ما شاهد من إصرار زعماء الفتنة على المضي في الحرب، فقال ((عليه السلام)) لأصحابه: «لا يرمينّ رجل منكم بسهم، ولا يطعن أحدكم فيهم برمح حتى اُحدث إليكم، وحتى يبدؤكم بالقتال والقتل»(3).
وشرع أصحاب الجمل بالرمي فقتل رجل من أصحاب الامام، ثمّ قتل ثان وثالث، عندها أَذِنَ ((عليه السلام))(4) بالردّ عليهم والدفاع عن الحقّ والعدل.
التحم الجيشان يقتتلان قتالاً رهيباً، فتساقطت الرؤوس وتقطّعت الأيادي وأثخنت الجراحات في الفريقين، ووقف أمير المؤمنين ليشرف على ساحة المعركة فرأى أصحاب الجمل يستبسلون في الدفاع عن جملهم فنادى بأعلى صوته: «ويلكم اعقروا الجمل فإنّه شيطان...».
فهجم الإمام ((عليه السلام)) وأصحابه حتى وصلوا الجمل فعقروه، ففرّ من بقي من أصحاب الجمل من ساحة المعركة فأمر ((عليه السلام)) بعد ذلك بحرق الجمل وتذريّة رماده في الهواء لئلاّ تبقى منه بقية يفتتن بها السذّج والبسطاء، ثمّ قال


(1) نفس المصدر السابق .
(2) الطبقات الكبرى: 3 / 158، والإمامة والسياسة: 97.
(3) شرح النهج: 9 / 111.
(4) الإمامة والسياسة: 95.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة