(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

الإمام ((عليه السلام)): لعنه الله من دابّة، فما أشبهه بعجل بني اسرائيل.
ومدّ بصره نحو الرماد الذي تناثر في الهواء فتلا قوله تعالى: (وانظر إلى إلهك الذي ظلّت عليه عاكفاً لنحرّقنّه ثمّ لننسفنّه في اليمّ نسفاً)(1).
وانتهت بذلك فصول المعركة المؤلمة، ومرّ الإمام ((عليه السلام)) على القتلى والأشلاء وهو يتوجّع على دماء المسلمين أن تضيع هدراً في سبيل الأحقاد الدفينة والأطماع الدنيوية المغروسة في نفوس أصحاب الفتن الذين ماحرصوا على مصلحة العقيدة الإسلامية والاُمّة.


مواقف الإمام بعد المعركة :

كتب الله النصر لأمير المؤمنين ((عليه السلام)) على مخالفيه، ووضعت الحرب أوزارها، وانقشع غبار المعركة، نادى منادي الإمام ((عليه السلام)) يعلن العفو العام: ألا لايجهز على جريح ولا يتبع مول ولا يطعن في وجه مدبر، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، وأن لا يؤخذ شيء من أموال أصحاب الجمل إلاّ ما وجد في عسكرهم من سلاح أو غيره ممّا استخدم في القتال، وما سوى ذلك فهو ميراث لورثتهم(2).
وأمر الإمام عليّ ((عليه السلام)) محمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر أن يحملوا هودج عائشة من بين القتلى وسط ساحة المعركة وينحّوه جانباً، وأن يتعهّد محمد أمر اُخته عائشة، فلمّا كان من آخر الليل أدخلها محمد البصرة فأنزلها في دار عبد الله بن خلف الخزاعي.


(1) طه : 20 / 97 .
(2) تأريخ اليعقوبي: 2 / 172، ومروج الذهب: 2 / 371.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة