(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

وتصوّرت أنّ الامام لم يرعَ حرمتها، وما أن علمت أنّ الإمام ((عليه السلام)) بعث معها النساء أعلنت ندمها على خروجها وفشلها وإثارتها للفتنة، فكانت تكثر من البكاء(1).


نتائج حرب الجمل :

خلّفت حرب الجمل نتائج سلبية على واقع المجتمع الاسلامي منها :
1 ـ توسّعت مسألة قتل عثمان بن عفّان حتى أصبحت قضيةً سياسيةً كبيرةً جرّت من ورائها ظهور تيارات مناوئة فعلاً وقولاً لمسيرة الدعوة الإسلامية، فأطلّ معاوية بن أبي سفيان ليكمل مسيرة الإنحراف الدموي في الجمل.
2 ـ شاعت الأحقاد بين المسلمين، وفتحت باب الحرب والإقتتال فيما بينهم، فكانت الفرقة بين أهل البصرة أنفسهم وبين باقي الأمصار الإسلامية، فكانت العداوة لمطالبة بعضهم البعض الآخر بدماء أبنائهم في حين كان المسلمون يتحرّجون من إراقة دمائهم.
3 ـ توسّعت جبهة الانحراف الداخلي في المجتمع الإسلامي، وازدادت العراقيل أمام حكومة الإمام عليّ ((عليه السلام)) فبعد أن كان تمرّد معاوية في الشام فقط انفتحت جبهة اُخرى ممّا أدى الى انحسار التوسّع الخارجي، وكذلك انحسار الأعمال الإصلاحية والحضارية التي كان يمكن أن تنمو في المجتمع الإسلامي.
4 ـ الأحقاد والانحراف فتحا الطريق على المخالفين في المعتقد


(1) التذكرة للسبط بن الجوزي: 80 ، ومروج الذهب للمسعودي: 2 / 379، والإمامة والسياسة: 98، والمناقب للخوارزمي: 115.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة