(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)): أما إنّ لك مثلها ستعطيها وأنت مضطهد(1).
وأهمّ ما جاء في الصحيفة هو إعلان الهدنة ووقف القتال، وأن يلجأ الطرفان الى كتاب الله وسنّة نبيّه لحلّ قضاياهم، وأُجّل البتّ في قرار الحكمين الى رمضان عام (37) هـ، حيث كتبت الصحيفة في صفر من نفس العام. والغريب أنّ مسألة الأخذ بثأر عثمان لم ترد ولو بإشارة بسيطة في كتاب الموادعة مع أنّها اُسّ الفتنة التي تحرّك فيها معاوية وحزبه من أبناء الطلقاء(2)، واتّفقوا على أن يكون موضع اجتماع الحكمين في «دومة الجندل».


موقف واع وتقييم :

روي: أنّه طلب من الأشتر أن يشهد في الصحيفة، فقال: لا صبّحتني يميني ولا نفعتني بعدها شمالي إن خُط لي في هذه الصحيفة اسم أو لست على بيّنة من ربّي من خلال عدوّي؟ أو لستم قد رأيتم الظفر(3).
وقيل لأمير المؤمنين: إنّ الأشتر لا يقرّ بما في الصحيفة ولا يرى إلاّ قتال القوم.
فقال ((عليه السلام)): «وأنا والله ما رضيت ولا أحببت أن ترضوا».. ثمّ قال ((عليه السلام)): «يا ليت فيكم مثله اثنين، ياليت فيكم مثله واحداً يرى في عدوّي ما أرى، إذاً لخفّت عليّ مؤنتكم، ورجوت أن يستقيم لي بعض أودكم وقد نهيتكم فعصيتموني، والله لقد فعلتم فعلة


(1) وقعة صفّين: 508، وشرح نهج البلاغة: 2 / 232.
(2) تأريخ الطبري: 5 / 664.
(3) وقعة صفّين: 511، والكامل في التأريخ: 3 / 321.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة