الصالحين أو المعروفين بالصلاح ومراقبتهم أشدّ المراقبة، وأقصى عن دائرة المسؤولية الانتهازييّن والطامعين، والتزم الصراحة والحقّ والصدق في كلّ مجال وفي جميع الشؤون، فلم يخادع ولم يوارب، فسار ((عليه السلام)) على منهاج أخيه وابن عمّه رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)).
14 ـ وبدأت تتحرّك كلّ القوى الطامعة والانتهازية والتي خسرت مواقعها السياسية والإجتماعية والاقتصادية ضدّ الإمام، وأخذت تتكاتف كلّ القوى التي دعت لمقاتلة عثمان والتحريض عليه يوم أمس، وانضوت تحت شعار المطالبة بدم عثمان المقتول مندّدة بسياسة الإمام الحكيمة والنزيهة، فنكثت طائفة وقسطت اُخرى ومرقت ثالثة، فكانت حروب الجمل وصفّين والنهروان بكلّ مآسيها وأضرارها الفادحة في جسم الدولة الإسلامية، وأدّت الى كفاح مرير من الإمام ثم مع كلّ هذه الوجودات المنحرفة والنفوس الضعيفة والمريضة التي تربّت على التمييز والطبقية خلال عقدين من الزمن.. وإذا بالإمام يقع شهيداً مخضّباً بدمائه الطاهرة في محراب عبادته وفي مسجد الكوفة وفي ليلة القدر من عام (40) من الهجرة النبوية وهو يقول: فزتُ وربِّ الكعبة، إنّه الفوز بالشهادة والفوز بالصمود على القيم الرسالية الفريدة والصمود على الحقّ اللاحب والجهاد في سبيل إرساء قواعد الدين بحسب ما سمحت به الظروف وارتضاه العقل الخاضع للحقّ، إنّهاثورة القيم الإلهية الفريدة على القيم الجاهلية المتردّية، إنّها ثورة الإسلام على الجاهلية بكل شُعبها وفروعها.
فسلام عليك يا أمير المؤمنين وسيّد الوصييّن يوم ولدت ويوم رُبّيت في حجر الرسالة، ويوم جاهدت وناضلت من أجل أن تصبح راية الإسلام في ربوع الجزيرة خفّاقة، ويوم صبرت ونصحت، ويوم بويعت وحكمت، ويوم