بذلك الأمر قبلك ثمّ تكلّم أنت بعده، فإنّ عَمْراً رجل غادر لا آمن من أن يكون قد أعطاك الرضا فيما بينك وبينه، فإذا قمت في الناس خالفك.
فقام الأشعري فخطب وخلع الإمام عليّاً ((عليه السلام))، ثمّ انبرى عمرو فخطب وأكّد خلع الإمام وثبّت معاوية لولاية الأمر(1)
وبتلك الغدرة ظفر معاوية بالنصر، وعاد إليه أهل الشام يسلّمون عليه بإمرة المؤمنين، وأمّا أهل العراق فغرقوا في الفتنة وأيقنوا بضلال ما أقدموا عليه، وهرب أبو موسى الى مكّة، ورجع ابن عباس وشريح الى الإمام عليّ ((عليه السلام)).
* * *
(1) تأريخ الطبري: 5 / 682، ومروج الذهب: 2 / 411، والكامل في التأريخ: 3 / 322.