(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

قوة حكومة الإمام ((عليه السلام)) وتزايد قوته(1).

وبعث معاوية بسر بن أرطاة للغارة على الحجاز واليمن، فعاث في الأرض فساداً وقتلاً للأبرياء(2) وبلغ الأسى والأسف في نفس الإمام ((عليه السلام)) مبلغاً عظيماً ممّا يفعل المجرمون ومن تخاذل الناس عنه، فكان يصرّح بضجره من تخاذلهم وتقاعسهم فقال: «اللّهمّ إنّي قد مللتهم وملّوني وسئمتهم وسئموني فأبدلني بهم خيراً منهم وأبدلهم بي شراً منّي».(3)
وقد أنذر الإمام ((عليه السلام)) الاُمّة الإسلامية بمستقبل مظلم وآلام كثيرة تحلّ بها نتيجة لما آلت إليها من تقاعس وتخاذل عن نصرة الحقّ، فقال ((عليه السلام)): «أما إنّكم ستلقون بعدي ذلاً شاملاً، وسيفاً قاطعاً، وأثرةً يتّخذها الظالمون فيكم سنّة، فيفرّق جماعتكم، ويبكي عيونكم، ويدخل الفقر بيوتكم، وتتمنّون عن قليل أنّكم رأيتموني فنصرتموني، فستعلمون حقّ ما أقول لكم»(4).


آخر محاولات الإمام ((عليه السلام)) :

بعد الاضطرابات المتعدّدة وتمكّن معاوية من فساد ونشر الرعب في أطراف الدولة الإسلامية عزم الإمام ((عليه السلام)) أن يقوم بحملة واسعة يستنهض فيها الاُمّة، فخاطب الجماهير وهدّدهم فقال:
«أما إنّي قد سئمت من عتابكم وخطابكم، فبيّنوا لي ما أنتم فاعلون، فإن كنتم شاخصين معي إلى عدوّي فهو ما أطلب وما اُحب، وإن كنتم غير فاعلين فاكشفوه لي عن


(1) تأريخ الطبري: 6 / 48، والغارات للثقفي: 476.
(2) تأريخ الطبري: 6 / 54، والغارات للثقفي: 476.
(3) نهج البلاغة: الخطبة (25).
(4) أنساب الاشراف: 1 / 200، نهج البلاغة: الكلمة (58).

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة