(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام





الفصل الخامس علي ((عليه السلام)) شهيد المحراب(1)


تواطأت زمر الشرّ على أن لا تبقي للحقّ رايةً تخفق أو يد تطول فتصلح أو صوت يدوي فيكشف زيغ وفساد الظالمين والمنحرفين، فبالأمس كان أبو سفيان يمكر ويغدر ويفجر ويخطّط لقتل النبيّ الأكرم ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ووأد الرسالة الإلهية في مهدها، ولكنّ الله أبى إلاّ أن يتمّ نوره.
وها هو معاوية بن أبي سفيان يقبض على نتائج إنحراف السقيفة، ويتمّم ما بدأه أبوه سعياً للقضاء على الدعوة الإسلامية، تعينه في ذلك قوى الجهل والضلالة والعمى، فخطّطوا لقتل ضمير الاُمّة الحيّ وصوت الحقّ والعدل وحامل لواء الإسلام الخالد ومحيي الشريعة المحمديّة السمحاء.
واجتمعت ضلالتهم على أن يطفئوا نور الهدى ليبقى الظلام يلفّ انحرافهم وفسادهم، فامتدّت يد الشيطان لتصافح ابن ملجم في عتمة الليل وفي ختلة وغدرة هوت بالسيف على هامة طالما استدبرت الدنيا واستقبلت بيت الله وهي ساجدة، وغادرتها منها في تلك الحال.
لقد اغتالوا الحقّ يوم اغتالوا عليّاً، ولكنّه فاز إذ وفى لربّه ودينه ونبيّه


(1) استشهد أمير المؤمنين في شهر رمضان عام (40) هـ.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة