(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

فدوى صوته الأبدي في الآفاق: «فزت وربّ الكعبة». فاز إذ أقام الدين وهدى للرشاد وسار على الحقّ في اُمور العباد والبلاد متّبعاً نبيّه مستقيماً على سنّته راعياً ذمّته في اُمّته ماحقاً الباطل والبدعة.
لقد روّى ابن أبي طالب شجرة الإسلام المحمّدي التي تعهّدها بدمه الطاهر الزكّي، وأوقف الانحراف عند حدّه بإيقاف حياته، لتواصل الاُمّة مسيرتها مع عَلَم من أعلام آل محمد ((صلى الله عليه وآله وسلم)) لتبدأ صفحة جديدة من البناء.
روي عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) قوله: «يا علي، أتدري من أشقى الأولين» قال عليّ ((عليه السلام)): «الله ورسوله أعلم» قال ((صلى الله عليه وآله وسلم)): «عاقر النّاقة (ناقة صالح)» ثمّ قال ((صلى الله عليه وآله وسلم)): «أتدري من أشقى الآخرين» قال ((عليه السلام)): «الله ورسوله أعلم» قال ((صلى الله عليه وآله وسلم)): «قاتلك»(1).
إجتمعت عصابة ضالّة على قتل أمير المؤمنين ((عليه السلام)) لا يبعد أن كان محرّكها معاوية، واتفقوا أن يداهموا الإمام عند ذهابه لصلاة الفجر، فما كان أحد يجرأ على مواجهة الإمام ((عليه السلام)).
ولمّا كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان كان الإمام ((عليه السلام)) يكّثر التأمل في السماء وهو يردّد «ما كذبت ولا كذّبت إنّها الليلة التي وعدت بها»(2)وأمضى ((عليه السلام)) ليلته بالدعاء والمناجاة، ثمّ خرج الى بيت الله لصلاة الصبح فجعل يوقظ الناس على عادته الى عبادة الله فينادي: الصلاة... الصلاة.
ثمّ شرع ((عليه السلام)) في صلاته، وبينما هو منشغل يناجي ربّه إذ هوى المجرم اللعين عبد الرحمن بن ملجم وهو يصرخ بشعار الخوارج «الحكم لله لا لك»


(1) فرائد السمطين: 1 / 385 رقم 317، ومروج الذهب: 1 / 425.
(2) الصواعق المحرقة: 80 ، وبحار الانوار: 42 / 230.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة