وقد اعترف الخلفاء جميعاً بأنّ عليّاً أعلم الصحابة وأقضاهم، وأنّه لولا عليّ لهلكوا حتى صـارت مقولـة عمر مضرب الأمثـال: لـولا عليّ لهلك عمر(1).
وعن عائشة: ما رأيت رجلاً أحبّ الى رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) منه، أما إنّه لأعلم الناس بالسنّة(2).
وعن ابن عباس: أنّ عليّاً ((عليه السلام)) اُعطي تسعة أعشار العلم، والله لقد شاركهم في العشر الباقي(3).
وعن جابر بن عبدالله الأنصاري أنّه قال: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغض عليّ بن أبي طالب(4).
ولمّا بلغ معاوية مقتل عليّ ((عليه السلام)) قال: ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب(5).
وقال الشعبي: كان عليّ بن أبي طالب في هذه الاُمّة مثل المسيح بن مريم في بني اسرائيل، أحبّه قوم فكفروا في حبّه، وأبغضه قوم فكفروا في بغضه(6).
وكان أسخى الناس، وكان على الخلُق الذي يحبّه الله: السخاء والجود، ما قال «لا» لسائل قطّ(7).
وقال صعصعة بن صوحان لعليّ بن أبي طالب ((عليه السلام)) يوم بويع: والله
(1) شرح نهج البلاغة: 1 / 6 ، وتذكرة الخواص: ص87 .
(2) الاستيعاب بهامش الاصابة: 3 / 40.
(3) الأئمة الاثنا عشر لابن طولون: ص52.
(4) الاستيعاب بهامش الاصابة: 3 / 45.
(5) المصدر السابق.
(6) العقد الفريد: 2 / 216.
(7) شرح نهج البلاغة: 1 / 7.