(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

وقال جورج جرداق «المسيحي» في كتابه «الإمام عليّ صوت العدالة الانسانية»: إنّ عليّ بن أبي طالب من الأفذاذ النادرين، إذا عرفتهم على حقيقتهم بعيداً عن الصعيد التقليدي عرفت أنّ محور عظمتهم إنّما هو الإيمان المطلق بكرامة الإنسان وحقّه المقدّس في الحياة الحرّة الشريفة، وبأنّ هذا الإنسان منظور أبداً، وبأن الجمود والتقهقر والتوقّف عند حال من أحوال الماضي أو الحاضر ليست إلاّ نذير الموت ودليل الفناء(1).
وقال عنه ميخائيل نعيمة: عظيم من عظماء البشريّة، أنبتته أرض عربيّة، ولكنّها ما استأثرت به، وفجّر ينابيع مواهبه الاسلامُ، ولكنه ما كان للاسلام وحده، وإلاّ فكيف لحياته الفذّة أن تُلهِبَ روح كاتب مسيحي فيتصدّى لها بالدرس والتمحيص والتحليل؟! ويتغنّى تَغني الشاعر المتيَّم بمفاتنها ومآثرها وبطولاتها؟! وبطولات الإمام ما اقتصرت يوماً على ميادين الحرب، فقد كان بطلاً في صفاء بصيرته وطهارة وجدانه وسحر بيانه وعمق إنسانيته وحرارة إيمانه وسموّ دعته ونصرته للمحروم والمظلوم من الحارم والظالم، وتعبّده للحقّ أينما تجلّى له الحقّ»(2).
وقال شبلي شميل: الإمام عليّ بن ابي طالب، عظيم العظماء، نسخة مفردةٌ لم يرَ لها الشرق ولا الغرب صورةً طبق الأصل لاقديماً ولا حديثاً(3).
«وبقدر ما بقي عليّ رمزاً وقيادةً عمليةً معاً، ملتزماً مع جيل الصحابة الكبار بالمفهوم الأوّل للإسلام كهداية وتضحية من أجل إصلاح العالم ودفعه الى طريق الحقّ والعدل، أي بمفهوم الدين كثورة دائمة ومستمرّة، كان معاوية


(1) الامام علي صوت العدالة الانسانية: 1 / 14.
(2) المصدر السابق: ص20.
(3) المصدر السابق: ص35.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة