(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

محبٌ غال ومبغضٌ قال»(1).

لقد كان يخرج الى مبارزيه حاسر الرأس ومبارزوه مقنعون بالحديد، أفعجيب أن يخرج اليهم حاسر النفس وهم مقنعون بالحيلة والرياء؟.
وتميّز عليّ بسلامة القلب، فهو لا يحمل ظغينة على مخلوق ولا يعرف حقداً على ألدّ أعدائه ومناوئيه ومن يحقدون عليه حسداً وكرهاً.
وكان من خلقه أن يكون كريماً لاحدود لكرمه، ولكنّه الكرم السليم باُصوله وغاياته لا كرم الولاة الذين «يكرمون» بأموال الناس وجهودهم.. وهذا الكرم لم يعرفه عليٌّ مرّة في حياته.. وإنّما كرمه هو الذي يعبّر عن جملة المروءات.. ففيما كان يزجر ابنته زجراً شديداً إذا هي استعارت من بيت المال قلادة تتزيّن بها في عيد من الأعياد.. كان يسقي بيده النخل لقوم من يهود المدينة حتى تمجلَ يده فيتناول اُجرته فيهبها لأهل الفاقة والعوز ويشتري بها الأرقاء ويحرّرهم في الحال.
وقد شهد معاوية على كرم عليّ قائلاً: لو ملك عليّ بيتاً من تبر وبيتاً من تبن لانفذ تبره قبل تبنه(2).
ونختم هذا الفصل بمقالة أحد شرّاح نهج البلاغة وهو ابن أبي الحديد المعتزلي الذي يشهد عن علم ودراية، حيث يقول عن الإمام عليّ ((عليه السلام)): فأما فضائله ((عليه السلام)) فإنها قد بلغت من العِظَم والجلالة والانتشار والاشتهار مبلغاً يسمُجُ معه التعرّض لذكرها والتصدّي لتفصيلها، فصارت كما قال أبو العيناء...


(1) نهج البلاغة، قصار الحكم: 117.
(2) الإمام علي صوت العدالة الإنسانية: 1 / 73ـ 94 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة