والده :
عبد مناف، وقيل: عمران، وقيل شيبة، وكنيته أبو طالب، وهو أخو عبدالله والد النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) لأُمه وأبيه... ولد أبو طالب بمكّة قبل ولادة النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بخمس وثلاثين سنة، وانتهت إليه بعد أبيه عبدالمطلب الزعامة المطلقة لقريش، وكان يروي الماء لوفود مكّة كافة لأنّ السقاية كانت له، ورفض عبادة الأصنام فوحّد الله سبحانه، ومنع نكاح المحارم وقتل الموؤودة والزناء وشرب الخمر وطواف العراة في بيت الله الحرام(1). ولمّا توفّي عبدالمطلب تكفّل أبو طالب رعاية رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فكان أبو طالب يحبّه حبّاً شديداً لا يحبّه ولده، وكان لا ينام إلاّ إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه، وكان يخصّه بالطعام دون أولاده.
وروي أنّ أبا طالب دعا بني عبدالمطلب فقال: لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمّد ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وما اتّبعتم أمره، فاتّبعوه وأعينوه ترشدوا.. وما زالت قريش كافة عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) حتى مات أبو طالب(2).
توفّي أبو طالب قبل الهجرة بثلاث سنين وبعد خروج بني هاشم مع النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) من الشِعب وعمره بضع وثمانون سنة(3)، وكان للنبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) تعلّق شديد بأبي طالب، فقد عاش في كنفه (43) عاماً منذ الثامنة من عمره الشريف حينما توفّي جدّه عبدالمطلب.. وقد ثبت أنّ أبا طالب كان موحّداً مؤمناً بالله ومعتقداً بالإسلام أرسخ الإعتقاد، وبقي على حاله هذه حتى وافاه
(1) روضة الواعظين للمفتال: 121 ـ 122 وصية أبي طالب لبني هاشم.
(2) الطبقات لابن سعد: 1 / 75.
(3) الكامل في التأريخ لأبن الأثير: 2 / 90.