(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

قال يزيد: فرأيت البيت قد انشق عن ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا وعاد الى حاله والتزق الحائط، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر الله عزّ وجلّ، ثمّ خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ((عليه السلام))(1).
وأسرع البشير إلى أبي طالب وأهل بيته فأقبلوا مسرعين والبِشر يعلو وجوههم، وتقدّم من بينهم محمّد المصطفى ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فضمّه الى صدره، وحمله الى بيت أبي طالب ـ حيث كان الرسول في تلك الفترة يعيش مع خديجة في دار عمه منذ زواجه ـ وانقدح في ذهن أبي طالب أن يسمّي وليده «عليّاً» وهكذا سمّاه، وأقام أبو طالب وليمةً على شرف الوليد المبارك، ونحر الكثير من الأنعام(2).


كناه وألقابه :

إن لأمير المؤمنين عليّ ((عليه السلام)) ألقاباً وكنىً ونعوتاً يصعب حصرها والإلمام بها، وكلّها صادرة من رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) في شتى المواقف والمناسبات العديدة التي وقفها ((عليه السلام)) لنشر الإسلام والدفاع عنه وعن الرسول.
فمن ألقابه ((عليه السلام)): أمير المؤمنين، ويعسوب الدين والمسلمين، ومبير(3)الشرك والمشركين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، ومولى المؤمنين، وشبيه هارون، والمرتضى، ونفس الرسول وأخوه، وزوج البتول، وسيف الله


(1) علل الشرائع للصدوق: ص56، وروضة الواعظين للفتال النيسابوري: ص67، وبحار الانوار: 35 / 8 ، وكشف الغمة للأربلي: 1 / 82 .
(2) بحار الأنوار: 35 / 18.
(3) اليعسوب: يقصد به هنا سيّد قومه. المبير: المهلك.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة