(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

من أصحاب رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) إذ ضرب النبي على كتف عليّ بن أبي طالب وقال: يا عليّ، أنت أوّل المسلمين إسلاماً، وأنت أول المؤمنين إيماناً، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، كذب من زعم أنّه يحبّني وهو مبغضك(1).
وإذ اتّفق المؤرّخون على أنّ أمير المؤمنين أوّل النّاس إسلاماً(2) فقد اختلفوا في السنة التي أسلم فيها، والخوض في تحديد عمر الإمام ((عليه السلام)) حين إسلامه لا يُجدي نفعاً بعد أن عرفنا أنّه لم يكفر حتى يُسلم ولم يشرك حتّى يؤمن، ولقد قال سلام الله عليه: «ولدت على الفطرة»، ومن هنا اتّفقت كلمة المحدّثين جميعاً على احترام هذه الفضيلة وتقديسها بقولهم له حين ذكره «عليّ كرّم الله وجهه» فكان الإسلام في أعماق قلبه بعد أن احتضنه حجر الرسالة، وغذّته يد النبوّة، وهذّبه الخلق النبوّي العظيم.
قال الاُستاذ العقّاد وهو يتحدّث عن الإمام عليّ ((عليه السلام)): لقد ولد مسلماً على التحقيق إذا نحن نظرنا إلى ميلاد العقيدة والروح، لأنّه فتح عينيه على الإسلام، ولم يعرف قطّ عبادة الأصنام، فهو قد تربّى في البيت الّذي انطلقت منه الدعوة الإسلاميّة، وعرف العبادة من صلاة النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وزوجته الطاهرة قبل أن يعرفها من صلاة أبيه واُمّه(3).



(1) الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 126، تأريخ دمشق لابن عساكر: 1 / 331 رقم الحديث 401.
(2) من مصادر حديث أنّ علي بن أبي طالب أول من أسلم:
سنن البيهقي: 6 / 206، ومسند أبي حنفية: رقم 368 ص173، وتأريخ الطبري: 2 / 394، والكامل في التأريخ: 2 / 57، واُسد الغابة: 4 / 16، وتأريخ ابن خلدون: 2 /... بدأ الوحي، والسيرة النبوية: 1 / 262، والسيرة الحلبية: 1 / 432، ومروج الذهب: 2 / 283، وعيون الأثر: 1 / 92، والإصابة في معرفة الصحابة: 2  /  507، وتأريخ بغداد للخطيب البغدادي: 2 / 18.
(3) عبقرية الإمام علي، عباس محمّود العقّاد: ص43. وقد ذكر العلاّمة الأميني في كتابه الغدير: 3 / 220 ـ 236 ما يربو على 66 حديثاً في أسبقية إسلام الإمام عليّ ((عليه السلام)) على غيره من الصحابة.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة