(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

وقرّر أن يشقّ مجرى التأريخ، وأن يفتح طريقاً وسط التيار العام، وأن يقاوم بتلك الاُسرة الإنحراف السائد، وأن يُحدث موجاً هادراً يتحوّل شيئاً فشيئاً إلى تيار جارف للوثنية والجاهلية من ربوع الأرض، إنّ عليّ بن أبي طالب ((عليه السلام)) والذي تربّى في حِجر الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم)) لم يسجد لصنم قطّ، ولم يُشرك بالله طرفة عين(1). وعندما نزل الوحي على رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) كان عليّ  ((عليه السلام)) الى جانبه، وكان أوّل من آمن برسالته ((صلى الله عليه وآله وسلم)) كما شهدت بذلك عامّة مصادر التأريخ(2).
وعن أنس بن مالك قال : اُنزلت النبوّة على رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) يوم الأثنين وصلى عليّ ((عليه السلام)) يوم الثلاثاء(3).
كما روي عن سلمان أَنّه قال: أوّل هذه الاُمّة وروداً على نبيّها  ((صلى الله عليه وآله وسلم))الحوض، أولّها إسلاماً عليّ بن أبي طالب ((عليه السلام))(4).
وعن العباس بن عبدالمطلب أنّه سمع عمر بن الخطاب وهو يقول: كفّوا عن ذكر عليّ بن أبي طالب إلاّ بخير، فإنّي سمعت رسول الله  ((صلى الله عليه وآله وسلم)) يقول: في عليّ ثلاث خصال، وددت أنّ لي واحدةً منهنّ، كلّ واحدة منهنّ أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس، وذلك أنّي كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجرّاح ونفر


(1) قال ((عليه السلام)): فإنّي ولدتُ على الفطرة وسبقت الى الإيمان والهجرة ونهج البلاغة (صبحي الصالح) خطبة  57.
(2) وقد صرّح بذلك عليّ الصادق في قوله وفعله قائلاً: أرى نور الوحي والرسالة... ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه.
(3) تأريخ دمشق لابن عساكر: 1 / 41، والكامل في التأريخ: 2 / 58، وتأريخ الطبري: 2 / 395، وسنن الترمذي: 5 / 600 الحديث 3735.
(4) الاستيعاب لابن عبدالبرّ المالكي بهامش الإصابة: 3 / 29، وتأريخ الطبري: 2 / 295 وفيه: عليّ أول من أسلم، وفي تأريخ دمشق لابن عساكر: 1 / 32، 36، 65 ذكر أنّ عليّاً أول من أسلم، وتأريخ بغداد: 2 / 81 رقم  459.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة