(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

قول، ولاخطلة(1) في فعل».

الى أن قال: «ولقد كنت أتّبعه اتباع الفصيل(2) أثر اُمّه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علماً(3)، ويأمرني بالإقتداء به، ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء(4)، فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة، وأشمّ ريح النبوّة، ولقد سمعت رنّة(5) الشيطان حين نزل الوحي عليه ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فقلت: يارسول الله، ما هذه الرنّة؟ فقال: هذا الشيطان آيس من عبادته، إنّك تسمع ما أسمع، وترى ما أرى، إلاّ أنّك لست بنبيّ، ولكنّك وزير، وأنّك لعلى خير»(6).



المرحلة الثانية : من البعثة الى الهجرة


عليّ ((عليه السلام)) أول المؤمنين برسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) :
لقد نشأ رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) على قيم إلهية سامية كما صرّح بذلك القرآن الكريم بقوله تعالى: (وإنّك لعلى خلق عظيم)(7)، فكان النموذج المغاير لإنسان الجزيرة في معتقده وتفكيره وسلوكه وأخلاقه، فسلك منذ نعومة أظفاره خطّاً موازياً لقيم رسالات الأنبياء سيّما شيخهم إبراهيم الخليل ((عليه السلام))، وكان في قناعة الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أنّ هذا الخطّ لا يلتقي بقيم المجتمع الجاهلي، من هنا بدأ  ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بإنشاء نواة الاُسرة المؤمنة المتكونة منه وخديجة وعليّ ((عليهم السلام)).


(1) الخطلة: الخطأ ينشأ من عدم الروية.
(2) الفصيل: ولد الناقة.
(3) عَلَماً: فضلاً ظاهراً.
(4) حراء: جبل قرب مكّة.
(5) رنّة الشيطان: صوته.
(6) شرح نهج البلاغة للفيض: 802 ، الخطبة 234.
(7) القلم: 68 / 4.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة