(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام


أوّل صلاة جماعة في الإسلام :

وكان رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) قبل بدء أمره إذا أراد الصلاة خرج إلى شعاب مكّة مستخفياً، وأخرج عليّاً ((عليه السلام)) معه فيصلّيان ما شاء الله، فإذا قضيا رجعا الى مكانهما، فمكثا يصلّيان على استخفاء من أبي طالب وسائر عمومتهما وقومهما، ثمّ إنّ أبا طالب مرّ عليهما فقال لرسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)): ما هذا الذي أراك تدين به؟
قال ((صلى الله عليه وآله وسلم)): «هذا دين الله وملائكته ودين رسله ودين أبينا ابراهيم، بعثني الله به نبيّاً إلى العباد، وأنت ياعمّ أحقّ من أبديتُ النصيحة له ودعوتُه إلى الهدى، وأحقّ من أجابني اليه وأعانني عليه».
وقال عليّ ((عليه السلام)): «يا أبت، قد آمنت برسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) واتّبعته وصلّيت معه لله».
فقال له: يا بُنيّ، أما إنّه لم يدعك إلاّ إلى الخير فالزمه(1).

وهناك موقف آخر لعمّه العباس رواه عفيف الكندي حيث قال:

كنت إمرىً تاجراً فقدمت الحجّ، فأتيت العباس بن عبد المطّلب لأبتاع منه بعض التجارة، فوالله إنّي لعنده بمنى إذ خرج رجل من خِباء قريب منه، فنظر إلى الشمس فلمّا رآها قد مالت قام يصلّي، ثمّ خرجت امرأة من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل، فقامت خلفه تصلّي، ثمّ خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخِباء فقام معه يصلّي، فقلت للعبّاس: ما هذا يا عبّاس؟ قال: هذا محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي، فقلت: من هذه المرأة؟ قال: امرأته خديجة بنت خويلد، قلت: ما هذا الفتى؟ قال: عليّ بن أبي طالب


(1) الفصول المهمة لابن الصباغ: 33، والكامل في التأريخ: 1 / 58 ، وأخرج مثله الطبري في تأريخه: 2 / 58.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة