(أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام

ابن عمّه، قلت: ما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلّي وهو يزعم أنّه نبيّ، ولم يتبعه على أمره إلاّ امرأته وابن عمّه هذا الغلام، وهو يزعم أنّه سيفتح على اُمّته كنوزَ كسرى وقيصر(1).
نعم، بعد أن تشكّلت نواة الدعوة الإسلامية المباركة من رسول الله وعليّ وخديجة، وأخذ خبر الدين الجديد يتفشّى في صفوف القرشيين، وطفق الذين هداهم الله للإيمان يتقاطرون على الإسلام، وأخذ عود المسلمين يقوى ويشتدّ أزره، وبعد عدّة سنوات تحوّل الى كيان قويّ وقادر على الإعلان عن نفسه على الجماهير والمواجهة والتحدّي من أجل الدين والعقيدة.. فأمر الله سبحانه وتعالى نبيّه الكريم ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أن يصدع بما يؤمر، وكان أصحاب رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) قبل ذلك إذا أرادوا الصلاة ذهبوا إلى الشعاب فاستخفوا، فلما صلّى بعض الصحابة في الشعب اطّلع عليهم نفر من المشركين منهم أبو سفيان ابن حرب والأخنس بن شريق وغيرهما، فسبّوهم وعابوهم حتى قاتلوهم(2).


عليٌّ ((عليه السلام)) حين إعلان الدعوة :


حديث يوم الإنذار :

وحديث يوم الإنذار هو الحديث الخاص عن اجتماع عشيرة النبيّ  ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بدعوة منه لغرض دعوتهم الى الاسلام، وكان أوّل من أعلن عن استجابته لرسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ذلك اليوم من عشيرته الأقربين هو عليّ بن أبي طالب ((عليه السلام)). وقد ذكر المفسّرون والمؤرّخون ومنهم الطبري في تأريخه


(1) مسند أحمد: 1 / 29، والخصائص للنسائي: 3، وتأريخ دمشق لابن عساكر: 1 / 58، وكفاية الطالب للكنجي: 129، والكامل في التأريخ: 2 / 57.
(2) الكامل في التأريخ: 2 / 60.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة